سادتي… ثورة؟: باروخ ليشم
كتب الباحثان في شؤون الاعلام فيلهالمسن وبارت عن الرئيس الامريكي ليندون جونسون انه قرر الا يتنافس لولاية اخرى: «حسب معيار السياسة القديمة كان جونسون نجاحا يناطح السحاب ولكنه لم ينجح في أن يجد لنفسه صورة سياسية – تلفزيونية». شيئا كهذا حصل لاسحق (بوجي) هرتسوغ حتى اليوم. فكرئيس للمعارضة، تحدى بلا انقطاع سياسة الحكومة سواء في خطاباته في الكنيست أم في حالات ظهوره في وسائل الاعلام. وهو يعرض فكرا واضحا ومستقرا جديرا بان يشكل بديلا لرئيس وزرائنا المتذبذب. ما اوقفه، في الاستطلاعات على الاقل، كان عدم قدرته على بلورة صورة في المسرح السياسي – التلفزيوني بسبب مظهره الصبياني، سيماءه اللطيفة وصوته الرقيق. في الاستطلاعات الاخيرة، لاول مرة منذ انتخب رئيسا للعمل، نجح هرتسوغ في أن يتغلب على الليكود في عدد المقاعد، إلى جانب لفني. والاهم: نجح في أن يتلاصق مع نتنياهو في مسألة مدى ملاءمته لرئاسة الوزراء.
ولكن النقاش في الصور التلفزيونية يعطي الانطباع برخص النقاش السياسي، والمسائل التي تطرح امام دولة اسرائيل أكثر جدية من كفاءات الظهور لدى هذا السياسي أو ذاك. فهل كان دافيد بن غوريون، المستغرق في حديثه وعديم الحس الفكاهي، سينجح في ان ينتخب لرئاسة الوزراء اذا ما تطلب منه ان يواجه نتنياهو تلفزيونيا؟ يكفي أن نتذكر المواجهة التلفزيونية لنتنياهو مع بيرس في 1996. في مواجهة رئيس وزراء قائم مع تجربة أمنية وسياسية غنية، وقف غر سياسي في بداية طريقه، هزيل الافعال وغني الاحابيل على الشاشة الصغيرة. بيرس كان يتصدر الاستطلاعات. ولكن الهزيمة في النزال التلفزيوني قلبت الجرة رأسا على عقب. حاييم رامون، رئيس قيادة الاعلام في العمل قال: توقعت أن ينتصر بيرس، ولكن المواجهة التلفزيونية قتلتنا».
ان قدرة حزب العمل على احداث ثورة سلطوية منوطة ايضا بشرعية الزعيم الذي يعرضه على الجمهور. والربط بين هرتسوغ ولفني، الذي لم يكن هو ايضا حتى اليوم قصة نجاح كبيرة في الاستطلاعات، يحدث الثورة في الرأي العام. يخيل أن الجمهور استيقظ من ليلة سكر من كحول الكاريزما لنتنياهو مع سكرة مبيتة ثقيلة، وفجأة بدأ يفضل سياسيي جديين ومصداقيين، حتى لو كانوا شاحبين من ناحية اعلامية، على سياسيين لامعين في التلفزيون منطفئين في الفعل اليومي.
ان مؤتمر حزب العمل، الذي اقر الوحدة مع لفني، يدل على ان الاستطلاعات المنتصرة تخلق اجواء انتصار. عندما يلصق باحد ما لقب الخاسر، يبتعد الجميع عنه كما يبتعد عن النار. شيء ما من روح الثورة أثر على لفني في ظهورها المتكبر في برنامج وضع الامة: بعض من الاستقامة المنسوبة للفني يقوم على أساس صورتها، ولكن بصفتها مستحدثة هي اقل نجاحا.
السؤال المهم هو ما الذي سيفعله ليبرمان وكحلون، اللذين سيحسمان مصير الحكومة القادمة. فهما يصفان نفسيهما كحزبي وسط، ولكن قلبهما يميل يمينا. ومع ذلك فهما يفهمان بان الارتباط بنتنياهو يمكن أن يكون قبلة موت سياسي لهما، اذا كانا يحلمان برئاسة الوزراء في المستقبل. هجوم ليبرمان على نتنياهو يلمح بانه استوعب هذا المبدأ.
يحتمل أن يكون يعقوب أيالون، المقدم الجديد لاخبار القناة الاولى، سيسير في أعقاب حاييم يفين في 1977، ويعلن: سادتي، ثورة!.
يديعوت