من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : “حزب الله” و”أمل” يلغيان مناسبات.. وتدابير مشددة للبلديات “صدمة القاع”: يقظة أمنية تفضح “العورات السياسية”
كتبت “السفير “: حبذا لو أن الحكومة ردّت على “غزوة القاع” بالاجتماع استثنائيا في البلدة الجريحة ـ بدلاً من زيارات الوزراء بالمفرّق ـ لكانت عوّضت، بالمشهد الجامع، عن الخلل في آدائها وإنتاجيتها، ولكانت وجّهت رسالة بليغة الى الإرهابيين بأن القاع تحوّلت بعد هجماتهم من بلدة تقع على أطراف الحدود والاهتمام الى عاصمة أخرى للبنان.
وحبذا لو أن الطبقة السياسية تعاملت مع الهجمة البربرية على القاع بما تستحقه من مسؤولية وطنية عابرة للمماحكات التقليدية وللأدبيات الممجوجة، لقدّمت نموذجاً راقياً عن السلوك المفترض انتهاجه في زمن الملمّات والتحديات، بدلاً من التكرار المملّ لمنطق متهافت، لم يعد قادراً على الصمود أمام حقائق الأرض وبلاغة الدم.
لقد أعادت صدمة “القاع” كشف ما يعتري الجسم اللبناني من نقاط ضعف سياسية ووطنية في مواجهة الإرهاب الذي يسعى الى استغلال الثغرات وانتهاز أنصاف الفرص، ليخرج من أوكاره كـ “الجرذان الشاردة”، على حد توصيف مصدر معني.
وإذا كانت المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية قد نجحت حتى الآن في التخفيف من وطأة الانكشاف في الجهوزية السياسية للدولة، والتغطية على عورات دكاكينها المفتوحة، إلا أن المعالجة الميدانية على أهميتها وحيويتها لا تكفي وحدها، ما لم تكن مرفقة بمقاربة داخلية واحدة لمصادر الخطر ولسبل مواجهتها، وهو شرط لا يزال ناقصاً حتى الآن.
وبهذا المعنى، ليس مقبولاً أن يبقى التعاطي مع ملف النازحين السوريين ـ الذي بات عنصراً مؤثراً في الأمن القومي اللبناني ـ عرضة لكل هذه المزاجية النابعة من مصالح طائفية او سياسية او فئوية او مناطقية، فهذا يريد تجميعهم في مخيمات، وذاك يطالب بإبقائهم حيث هم، وآخر يتهمهم بإيواء الإرهابيين او إنتاجهم، ورابع يعتبرهم ضحايا للإرهاب، وخامس يدعو لترحيلهم الى سوريا، وسادس يدافع عن حقوقهم الإنسانية..
لقد حان الوقت لوقف هذا العبث، وتوحيد المقاربة الرسمية للتحدي اليومي الذي يمثّله الانتشار الكثيف للنازحين السوريين على امتداد الجغرافيا اللبنانية.
إن إفساح المجال امام تكاثر الاجتهادات، على المستوى الرسمي وتالياً الأهلي، قد يؤدي الى مظاهر فوضى عارمة سواء في السياسة او على الارض، لاسيما ان تفجيرات القاع أحيت بقوة الـ “فوبيا” من الوجود السوري، وهذا ما عكسته التدابير والضوابط المشددة التي اتخذتها بلدات وبلديات كثيرة خلال الساعات الاخيرة لتقييد حركة النازحين والحد من انفلاشهم، خشية من ان يكونوا مخترقين من قبل خلايا ارهابية.
وإذا كانت الاجراءات المتخذة مبررة، لتحصين المناطق التي يهددها الارهاب الاعمى، إلا انه يجدر التنبه في الوقت ذاته الى ان هناك خيطا رفيعا، لا يجوز قطعه، بين الضرروات الامنية وبين المبالغات في ردود الفعل التي قد تنطوي احيانا على نفحة عنصرية، سواء مقصودة او غير مقصودة.
مظهر آخر من مظاهر التفسخ، عبّرت عنه مداولات مجلس الوزراء أمس، حيث بدا ان لكل مكوّن من مكوّنات الحكومة “موّاله”، حتى اختلط الحابل بالنابل، وأنصار الجيش بالقوات الدولية، والنازحون بالارهاب، في ترجمة للصراع الداخلي على الخيارات السياسية المتعارضة، والتي وجدت في القاع متنفساً لها.
وفيما يُفترض بمجلس الوزراء ان يعتمد “إستراتيجية دفاعية” واحدة في مواجهة الارهاب، وهذا أضعف الإيمان، إذ به يتوزع بل “يتبعثر” خلال جلسته أمس بين من يقترح الاستعانة بمجلس الأمن ونشر قوات دولية على الحدود الشمالية والشرقية، وبين من يدعو الى إنشاء أنصار الجيش ويطلب انسحاب “حزب الله” من سوريا، وما الى ذلك من نظريات، قبل ان يأتي البيان الختامي ليغطي هذه التناقضات بقشرة رقيقة من الكلام المنمّق.
وما يدور في الحكومة هو في نهاية المطاف مرآة وصدى لما يجري خارجها من اشتباك سياسي مفتوح، كانت منابر شهر رمضان مسرحا إضافيا له.
وبرغم انه ثبت بالعين المجردة ان بلدة القاع المسيحية، الخالية من أي وجود لـ “حزب الله”، كانت هي المعنية مباشرة بالرسالة الإرهابية وليست مجرد صندوق بريد، فإن ذلك لم يمنع البعض من توظيف ما حصل في اللعبة المحلية الضيقة، عبر المسارعة الى تحميل الحزب المسؤولية عن استدراج الارهابيين الى الداخل اللبناني، بسبب تدخله العسكري في سوريا.
ولئن كان هذا النوع من النقاش يمكن تبريره في السابق، إلا ان تسارع الاحداث وتطور أنماط الاستهداف الارهابي، باتا يستوجبان “تعليق” العمل بالمناكفات التقليدية، واتخاذ قرار بمنع تجول ليس فقط النازحين وانما ايضا مظاهر الفتنة والتحريض التي تتخذ أشكالا عدة، لاسيما ان “غزوة القاع” تعبّر عن تحول غير مسبوق في نسق العمليات الارهابية، ينبغي ان يواكبه تعديل في الخطاب السياسي ووسائل الصمود والتصدي.
وحتى ذلك الحين، ينبغي استخلاص الدروس والعبر من اختبار القاع، لتحسين شروط المواجهة المتصاعدة مع الارهاب، وبالتالي لإقفال الفجوات التي يمكن ان يتسرب منها الانتحاريون. والاكيد، ان الجيش والقوى الامنية والمقاومة استفادوا من تجربة الاثنين الدامي في اتجاه سد الثغرات المكتشفة وتفعيل خطوط الدفاع، على قاعدة التكامل غير المعلن بين الادوار والمهام.
البناء : أردوغان للتطبيع مع إيران ومصر… وعشرات الضحايا بتفجير مطار اسطنبول تركيا تبدأ رحلة العودة من العثمانية إلى الواقعية مضرَّجةً بالدماء لبنان من القاع إلى البقاع لحسم بؤر داعش… وحزب الله مستنفِر
كتبت “البناء “: بحصيلة تقارب المئة بين قتيل وجريح تدخل تركيا اليوم الأول من ترجمة قرار مزدوج بالتطبيع مع كل من “إسرائيل” وروسيا، وإعلان عن تطبيع مماثل مع كل من إيران ومصر، كما قال المسؤولون الأتراك، عن لقاء يجمع وزيري خارجية تركيا وإيران في موسكو مطلع الشهر المقبل، وفيما لم تنفع التعابير الملطفة لفريق الرئيس التركي رجب أردوغان في تخفيف قبوله بسقوف منخفضة للتسويتين مع موسكو وتل أبيب، سواء في ما يتصل بالتنازلات المقدمة لروسيا في ملف الطائرة الروسية التي أسقطها الأتراك، أو في ملف العلاقة بالحرب السورية التي قال مستشارون في مكتب أردوغان إن التطبيع المزمع سيطال الدولة السورية ولو بعد حين، وكذلك في قبول تسوية مع “إسرائيل” لم تضمن لحركة حماس ما يحفظ ماء الوجه لتلبية الطلب التركي باعتبارها تلبية لمطالب فك الحصار عن غزة، فيما أعلن “الإسرائيليون” ان الحصار ليس على طاولة المباحثات لتطبيع العلاقات مع تركيا.
سقوط مشروع السلطنة، جعل أمنها مستباحاً، بعدما عبث أردوغان مع كل الأفاعي في صندوق باندورا الإقليمي والدولي، فجلب قادة ومسلحي تنظيم القاعدة للقتال في سورية، وتمركز الآلاف منهم في مدنها وبلداتها، وعندما قرّر أن تركيا لم تعد تستطيع احتمال تسديد فواتير دور المعبر والبوابة المفتوحة، جاء الرد مؤلماً وقاسياً حاصداً ثمانية وعشرين قتيلاً وأكثر من ستين جريحاً، في عملية مركبة نفذها انتحاريو تنظيم داعش في مطار اسطنبول الدولي، وفقاً لترجيح وزير العدل التركي.
لم يتغير شيء في سورية مع التبدلات التركية، رغم التوقعات عن الكثير الذي ستحمله اللقاءات التركية الروسية والتركية الإيرانية، واستحالة أن يكون التوجّه نحو التطبيع الحقيقي، قد تمّ دون تفاهمات متدرّجة تتصل بمستقبل الدور التركي في سورية، مع كلام يربط انطلاق التفاهم مع ورسيا وإيران، بإقالة رئيس الحكومة السابق داوود اوغلو وتحميله مسؤولية السياسة التي أدّت إلى تخريب العلاقات بين أنقرة وموسكو وطهران.
بقي الميدان السوري في ذروة السخونة، على محاور حلب وأريافها، وريف اللاذقية وريف دمشق، حيث يحسّن الجيش السوري وحلفاؤه المواقع التي تقدموا إليها ويقومون بتحصينها، وتنفي مصادر عسكرية ما تردده وسائل إعلام سعودية عن تقدم للجماعات المسلحة في جبل التركمان أو في بعض مناطق غوطة دمشق وأريافها.
في لبنان فصل دموي لداعش تتردد تداعياته من تفجيرات القاع الصباحية والمسائية أول من أمس، ويطغى الحدث على كل ما عداه مع تقديرات توجه داعش للمزيد من الضغط على القاع رهاناً على تهجير أهلها واستثمار هذا الفراغ لمهاجمتها كمنفذ وحيد لمئات المسلحين المحاصرين في جرود القاع، بلا طعام وماء، وبلا خطوط إمداد.
الإجماع على ضرورة تنظيف جرود القاع وضمان أمنها، فتح ملف البقاع الأمني الذي يجمع المراقبون على الحاجة الماسة لحسمه، لحماية العمق اللبناني من جهة، وحماية الوجود المسيحي المستهدف، ومثل هذا الحسم يستدعي تنسيقاً بين الجيش وحزب الله، واستطراداً مع الجيش السوري، بينما قالت مصادر أمنية في البقاع إن حزب الله الذي رفع درجات استنفار مقاتليه إلى أعلى المستويات واتخذ إجراءات أمنية احترازية مكثفة، يناقش على أعلى المستويات، ومع قيادة الجيش والحكومة والحلفاء ماهية الخطوات اللازمة.
عادت المخاوف القائمة حول الوضع الأمني المهدّد في لبنان لتتزايد في هذه الفترة بعد بدء العمليات التنفيذية اعتباراً من بلدة القاع البقاعية. ورغم كل التدابير الامنية المشددة التي تتخذها الأجهزة الأمنية الرسمية وغير الرسمية، فإن احتمال الخرق في مكان أو آخر يبقى قائماً خاصة في ظل ورود معلومات مؤكدة أن هناك قراراً بتنفيذ عمليات إرهابية كبرى في الداخل، وأن هناك خلايا نائمة صدرت اليها أوامر بالتحرك وكذلك محاولات لاستقدام إرهابيين في الداخل السوري في ظل عمليات الانهيار الذي تعانيه المجموعات الإرهابية وبحثها عن ميادين تثبت فيها وجودها وتؤكد قدرتها على العمل. وتستفيد هذه المجموعات من الانقسام السياسي القائم في لبنان والبيئة الحاضنة المشكلة في بعض المناطق اللبنانية.
مع ارتفاع منسوب الحذر في مختلف المناطق لا سيما في الضاحية الجنوبية وبعلبك، تظهر البيئة الحاضنة للمقاومة قدراً من الطمأنينة بسبب الإجراءات الأمنية المشدّدة التي يتخذها حزب الله بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الرسمية، ويبدو أن هذه الاجراءات حققت نجاحاً بسبب تعاون الاهالي مع الاجهزة الامنية.
وحجبت التطورات الامنية في القاع أول أمس، الانظار عن كل ما عداها من مواضيع سياسية ومالية. ونظراً للاوضاع الامنية المستجدة ألغى حزب الله معظم الاحتفالات الدينية التي كانت مقررة لمناسبة ليلة القدر في الضاحية الجنوبية وبعلبك والجنوب. وزار وفد من حزب الله برئاسة وزير الصناعة حسين الحاج حسن بلدة القاع معزيًا بشهدائها باسم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حيث كانت له كلمة أكد فيها على وحدة المعركة مشددًا على أن دم أهل القاع ودم الجيش والمقاومة واللبنانيين سينتصر بالنهاية على الإرهاب. وأعرب راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة عن أمله بأن “نقف كلنا سويًا خلف الجيش وجنود أبناء القاع وكل اللبنانيين وخلف كل مقاوم بمشاريع القاع وفي جرود عرسال”.
واستدعى التدهور الأمني اجتماعات أمنية مكثفة في السراي وفي اليرزة وجلسة استثنائية لمجلس الوزراء خصصت للبحث في المستجدات الامنية بعد تفجيرات القاع.
وفيما تفقد وزير الداخلية نهاد المشنوق ثم نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل بلدة القاع، تكثفت التحقيقات في الساعات الـ24 الماضية من قبل مخابرات الجيش وسط انتشار لفوج المجوقل الذي قام بحملة تمشيط واسعة في البلدة ومحيطها وسهلها ستستكمل بشكل واسع في مشاريع القاع.
وتوجّه إلى القاع أمس، قائد فوج المغاوير السابق العميد شامل روكز ولفت إلى أن الخطر الامني وارد، ففي الدول الاوروبية موجود، مؤكدا ان الشعب اللبناني متضامن يداً واحدة بوجه الإرهاب.
ولفت إلى ان الجيش هو الوحيد الذي يحمل السلاح في البلدة والباقي عيون له، معتبراً ان القاع افتدت مناطق كثيرة بالتصدي الذي قامت به، مشيراً إلى انه لا يوجد خطر عسكري بل الخطر الأمني”، لافتاً إلى ان قضية النازحين مسألة انسانية تتم دراستها في مجلس الوزراء ويتم أخذ القرار فيها.
الأخبار : عن انتحاريي القاع: 12 سؤالاً قيد التحقيق
كتبت “الأخبار “: هل كان الانتحاريون يستهدفون بلدة القاع؟ وهل تحتاج بلدة بحجمها إلى ثمانية انتحاريين؟ ما هي الوجهة الحقيقية لمنفّذي الهجوم؟ من هم هؤلاء؟ كيف حُدِّدت هوياتهم وإلى أي تنظيم ينتمون: جبهة النصرة أم “الدولة الإسلامية”؟ أين كانوا ومن أين أتوا؟ لماذا لم يصدر بيان يتبنّى العملية؟
وهل حقّقت هدفها فعلاً؟ هل انتهت عند هذا الحدّ أم أنّ الآتي أعظم؟ هل كان ينوي مسلّحو الجرود “غزو” القاع واحتلالها؟ لماذا كان يحمل الانتحاريون الأحزمة الناسفة في حقائب على ظهورهم؟ هل تقصير إجراءات الجيش تسبّب في الخرق الأمني أم سهّل مهمة الانتحاريين؟
جملة تساؤلات طُرحت في اليومين الماضيين بقوّة، لكن لا إجابة شافية لدى المعنيين بعد، باستثناء المعلومات التي توصّلت إليها استخبارات الجيش بعدما تمكّنت من تحديد هوية منفّذي الهجوم والجهة التي ينتمون إليها. فقد جرى عرض صور الجثث على عدد من الموقوفين المنتمين إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، فتعرّفوا على سبعة من أصل الثمانية. أكّد هؤلاء أن الجثث تعود إلى عناصر “الدولة” في القلمون. وذكر الموقوفون أنهم سبق أن شاهدوا الانتحاريين في عرسال وجرودها. وأفادوا بأنّ قسماً منهم كان قد انتقل إلى الرقة حيث التحق بعاصمة “الخلافة” ليخضعوا لدورات عسكرية وشرعية، ويبدو أنّهم عادوا في “مهمات أمنية أو استشهادية”.
ونقلت المعلومات، بحسب إفادات الموقوفين أيضاً، أنّ اثنين من الانتحاريين هما من ضمن ما يُعرف بـ”أشبال الخلافة” الذين لا تزيد أعمارهم على ستة عشر عاماً. وهذان زارا الرقة أكثر من مرة. وبناءً على هذه المعطيات، غلّبت الأجهزة الأمنية فرضية أنّ يكون الانتحاريون قدموا من الجرود، على فرضية تسللهم من مشاريع القاع.
أما وجهة الانتحاريين، فلا تزال موضع بحث، إذ إنّ تحقيقات الفرع التقني لا تزال في بداياتها. ولم يُحدّد بعد المسار الجغرافي الذي سلكه منفّذو الهجوم. ورغم ترجيح فرضية أن تكون بلدة القاع هي الهدف، سواء مركز الجيش أو دورياته أو التجمعات البشرية فيه، لا سيما بعد الهجمات الانتحارية الأربع ليلاً على كنيسة البلدة وبلديتها، إلا أنّ فرضية أن تكون القاع مجرّد ممر للانتحاريين لا تزال قائمة.
والنقاشات في الأجهزة الأمنية لا تزال قائمة في هذا الخصوص، إذ هل يُعقل أن قيادة “الدولة الإسلامية” قد فرزت ثمانية انتحاريين دفعة واحدة لبلدة صغيرة، الأغلبية الساحقة فيها تنتمي إلى الطائفة المسيحية؟ الإجابة عن هذا السؤال تُستشف من خلال إفادة موقوفين بارزين في صفوف تنظيم “الدولة”، إذ إنّ التعليمات التي تلقوها من الأمير الأمني لـ”الساحة اللبنانية” المدعو “أبو أنس” شدّدت على ضرورة أن يتلازم كل تفجير مع استهداف مواز في اليوم نفسه أو في اليوم التالي، يطال المشيّعين إمعاناً في التنكيل وزيادة في وقع العملية. غير أنّ ما جرى في القاع، أول من أمس، له دلالات أخرى تصبّ في مصلحة تغليب فرضية أن تكون القاع ممراً لا هدفاً. فلو كان هؤلاء يستهدفون البلدة، لما كانوا وضعوا أحزمتهم الناسفة في حقائب على ظهورهم، بل كانوا ارتدوها باعتبار أنّهم في مهمة تنفيذية.
حتى مسألة التكبيرات، لم تُلحظ في إفادات الشهود والجرحى. وهذا يعزز مسألة أن يكون الانتحاريون في حالة إرباك نتيجة موقفٍ مفاجئ فرض تبديلاً في الخطة المرسومة. تعزز هذه الفرضية معطيات توافرت للأجهزة الأمنية، بناءً على معلومة مخبرين، تُفيد عن وجود انتحاريين بصدد الانتقال من الجرود إلى الداخل اللبناني لتنفيذ عمليات في البقاع والضاحية وبيروت، وأنّ هؤلاء ينتظرون سيارة تقودها فتاة ستقلّهم. ربما، قد تكون هذه المعلومة توصل إلى هؤلاء الانتحاريين. لكن مهلاً، إذا كانت الصدفة أربكت الفوج الأول من الانتحاريين الذين فجّروا أنفسهم صباحاً، فما هو الدافع الذي حرّك الفوج الثاني من الانتحاريين الذين فجّروا أنفسهم ليلاً؟ هناك إجابتان عن هذا السؤال: الأولى أن المجموعة الثانية من الانتحاريين وجدت نفسها مطوّقة ومحاصرة في القاع، لا سيما بعد تشديد الإجراءات الأمنية على خلفية الهجوم الأول، ما دفع أعضاءها إلى استكمال الهجوم بتفجير أنفسهم خشية محاصرتهم أو انكشاف أمرهم قبل التنفيذ، ويُستدل على ذلك بالانتحاري الذي فجّر نفسه في البستان بعيداً عن أي هدف. أما الإجابة الثانية فتستند إلى تعليمات “أبو أنس” التي تقضي بأن يُتبع كل هجوم باستهداف يطال المشيعين وأماكن العزاء.
الديار : القاع دقت ناقوس الخطر … ماذا يفعل السياسيون ؟ بيان السرايا : مرحلة جديدة اكثر شراسة مع الارهاب “داعش” يفتح الجبهة اللبنانية اذا تعرض لصدمة عسكرية جنبلاط للحريري : اشرب الكأس المرّة وانتخب عون
كتبت “الديار “: السؤال الكبير الآن: هل اخرجت مأساة القاع المرجعيات السياسية من قاع القرن؟ والمرجعيات الروحية من قاع الغيب، والمرجعيات الثقافية من قاع اللامبالاة؟
مراسلون اجانب كانوا يتابعون المشهد من فجر الاثنين وحتى آخر الليل. قالوا لكأنه مقتطع من احدى التراجيديات القديمة، وحيث كائنات من كوكب آخر تهبط على قرية وادعة، وراحت تتفجر في احيائها، تقتل من تقتل وتجرح من تجرح.
سياسيون حاولوا تبرير مجزرة الفجر، والى حد تغطية برابرة تنظيم الدولة الاسلامية. قالوا ان القاع لم تكن مقصودة، بل ان الانتحاريين حاولوا الاختباء فيها بانتظار ان يتأمن لهم الوضع اللوجستي الذي يمكنهم من الانتقال بامان الى حيث اللبنانيون الآخرون، اللبنانيون السود او ما شابه ذلك…
هذا بالرغم من ان العماد جان قهوجي الذي لا يمكن الا ان يقول الحقيقة المجردة افهمهم مرات عديدة بان “داعش” خطط ويخطط لاختراق شمال البقاع وصولاً الى شمال لبنان، وحيث شواطئ البحر الابيض المتوسط، وهو الحلم الاستراتيجي والايديولوجي لابي بكر البغدادي.
القاع بلدة كاثوليكية، منذ قرون وهي تستظل السفوح التي لطالما كانت تستضيف خيال اهل البلدة والى ان هبط فيها ذلك الطراز من البرابرة الذين لا حدود لهمجيتهم. صدمة اهل القاع صدمتان، متى كانوا ضد “المستوطنات” التي انتشرت في مشاريع القاع؟ ومتى لم يحسنوا وفادة النازحين بالرغم من علامات الاستفهام الكثيرة حول البعض منهم؟
حتى وليد جنبلاط الذي طالما قيل انه يراقص الجميع على حافة الهاوية رأى انه “آن الاوان للخروج من النقاش السياسي الحالي ومن تبادل الاتهامات لانه لن يؤخر ولن يقدم، فلتكن المهمة بتحصين الجيش والاجهزة الامنية، ووضع سياسة تقشف، وقد تجاوزنا الخطوط الحمراء، وليكن انتخاب رئيس باي ثمن كي لا نصل الى حزيران 2017 لانتخابات نيابية على قانون الستين.
ولاحظ انه “في غياب رئيس تبقى هذه الحكومة وتصبح في حالة تصريف اعمال. يا لها من كارثة ليضيف ان اهم شيء في السياسة قبول مبدأ التسوية ولو تبدو مرة للوهلة الاولى.
اوساط سياسية فسرت كلام جنبلاط على انه دعوة الى الرئيس سعد الحريري لكي يشرب الكأس المرة ويعلن تأييده للعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي قال ان التسوية (الكأس) تبدو مرة للوهلة الاولى.
وللوهلة الثانية تبدو الكأس العذبة ما دامت تعيد رئيس تيار المستقبل الى السرايا الحكومية وان كانت مؤشرات كثيرة تدل على ان اختيار رئيس الحكومة، هذه المرة، قد يكون اكثر تعقيداً، من اختيار رئيس الجمهورية.
النهار : مجموعات الانتحاريين تسللت من جرود عرسال استنفار واسع تحسباً لمواجهة تهديدات جديدة
كتبت “النهار “: لم يسبق للحكومة أو للقيادات العسكرية والامنية ان وضعت الرأي العام اللبناني في أجواء مشدودة تقتضي استنفاراً رسمياً وسياسياً وشعبيا في موازاة الاستنفار الامني الاستثنائي الحاصل منذ هجمات الارهابيين الانتحاريين على القاع، كما فعلت غداة هذه الهجمات أمس. وبدا واضحاً ان المسؤولية الرسمية سياسياً وأمنياً قد وضعت في ظل المعطيات والمعلومات المتجمعة لدى الاجهزة العسكرية والامنية أمام واقع شديد الدقة بل الخطورة يتعين معه بدء مرحلة تكيف مع قواعد جديدة من المواجهة القاسية مع انماط جديدة ومتغيرة تعتمدها التنظيمات والخلايا الارهابية في استهدافها للبنان، على ما كشفته المواجهات الاخيرة مع الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في استهداف القاع. هذه المعطيات والمعلومات جالت على نحو طارئ أمس بين ثلاثة اجتماعات اكتسبت طابعاً يكاد يقرب من حال طوارئ غير معلنة الاول في لقاء ضم وزير الداخلية نهاد المشنوق وقادة الاجهزة الامنية في مكتب قائد الجيش العماد جان قهوجي، والثاني في جلسة مجلس الوزراء التي تحولت جلسة امنية خالصة، والثالث في الاجتماع الامني الموسع الذي رأسه رئيس الوزراء تمام سلام مساء في السرايا الحكومية.
وعلمت “النهار” ان معلومات جرى تداولها في الاجتماعات الثلاثة ولا سيما منها الاجتماع الامني الموسع برئاسة سلام استندت الى معطيات الجيش الذي استبعد ان يكون الانتحاريون الثمانية الذين نفذوا تفجيرات القاع قد انطلقوا من مخيمات اللاجئين في مشاريع القاع والارجح انهم تسللوا الى القاع من جرود عرسال. وتبين ان الجيش عرف هويات سبعة منهم وهم سوريون وبينهم امرأة. كما استبعد الجيش ان تكون الهجمات الارهابية ردة فعل على اقدام بلدية القاع مع قوى الامن الداخلي على هدم منشآت اسمنتية اقامها اللاجئون داخل المخيمات واعتبرت المصادر العسكرية المعنية ان هذا الاحتمال ضئيل لان ردة الفعل لا تكون بهذا العدد من الانتحاريين الذين استهدفوا بلدة القاع. كما علمت “النهار” من مصادر أمنية أن الانتحاريين الذين دخلوا بلدة القاع هم مجندون جدد لم يكونوا سابقاً ضمن رصد الجهات المعنية وهم في إطار مجموعات يصل عدد كل منها الى 17 عضواً.
واسترعى الانتباه في البيان الصادر عن الاجتماع الامني في السرايا اشارته الى ان “المسؤولية الوطنية تقتضي تنبيه اللبنانيين الى المخاطر المحتملة وعدم استبعاد ان تكون هذه الجريمة الارهابية (في القاع) فاتحة لموجة من العمليات الارهابية في ظل معلومات تتولى الجهات الامنية متابعتها واتخاذ ما يلزم في شأنها “. واذ استبعد الوزير المشنوق أي علاقة لمخيمات اللاجئين بالهجمات على القاع، لم يستبعد ان يكون هناك مخطط لزعزعة الامن في لبنان وضرب الاستقرار. وقال العماد قهوجي لدى وصوله الى السرايا :”الاكيد ان تفجيرات القاع هي بداية مرحلة جديدة في عمل الارهابيين ولكن ما ليس أكيداً أن يكون هناك مخطط جديد”. ولفت الى وجود امرأة بين الانتحاريين.
المستقبل : المشنوق : انتحاريو “القاع” من الداخل السوري والتقديرات تؤكد أنّها ليست “موجة عابرة” الدولة متأهبة.. و”الأمن الذاتي” مرفوض
كتبت “المستقبل “: مع تواصل الاستعدادات لتشييع شهدائها الخمسة عصراً، تعيش بلدة القاع ومعها كل الوطن حالة من الاستنفار العسكري والأمني والأهلي غداة التفجيرات الانتحارية الثمانية التي أدخلت البلاد من أقصاها إلى أقصاها في مرحلة حرجة جديدة على خارطة المواجهة المفتوحة مع الإرهاب المتمدد من سوريا، ما استدعى رفع الدولة تأهبها إلى مستوياته القصوى حكومياً وعسكرياً وأمنياً درءاً للخطر المحدق بالساحة الداخلية وتأكيداً على حصرية مسؤولية المؤسسات الشرعية في حفظ الاستقرار والأمن وسط رفض جامع عبّر عنه مجلس الوزراء أمس لكل مظاهر “الأمن الذاتي” سواءً كان فئوياً أو طائفياً أو مذهبياً “لكي لا نقع في الفخ الذي نصبه لنا الإرهابيون” كما نبّه رئيس الحكومة تمام سلام. في حين كان الرئيس سعد الحريري يجدد التشديد على أنه لا سبيل لحماية لبنان “إلا من خلال الانضباط الشامل تحت سقف المصلحة الوطنية العليا وتحت سقف الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية وإلا بخلاف ذلك سيبقى لبنان ساحة للتدخل والتسلل والتخريب”.
اللواء : مقاربتان للتسلّل والنزوح: قوات دولية أو تنسيق مع دمشق إجتماع السراي يرفض الأمن الذاتي.. وتوقيف نحو 300 سوري في البقاع والشمال
كتبت “اللواء “: تحوّلت القاع إلى محجة لقيادات سياسية ووزارية وأمنية، على وقع رعب وخوف لم يعرفه أبناء البلدة، لا في أيام الحرب الأهلية، ولا في العام 1982، ولا في أي وقت آخر، منذ نشوب الأزمة السورية التي تحوّلت إلى حرب طاحنة وتكاد تفجر الشرق الأوسط برمته.
وتحول لبنان كلّه إلى بلد ارتفع فيه منسوب الحذر، واستنفرت الدولة بكل اجهزتها، وكاد الأمن أن يكون البند الوحيد على جدول نقاشات النّاس واهتماماتهم، بعدما عممت القوى الأمنية ما لديها من معلومات، فألغت احتفالات ليلة القدر التي كان يزمع “حزب الله” وحركة “أمل” إحياءها في الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى، على وقع نقاشات دارت في الاجتماع الأمني في السراي الكبير واجتماعات تنسيقية في وزارة الدفاع شارك فيها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وقائد الجيش العماد جان قهوجي، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في اطار تدارس تدابير وإجراءات وقائية واستباقية، والتنسيق المعلوماتي واللوجستي في البقاع والشمال والمناطق اللبنانية الأخرى، لا سيما بيروت والضاحية، حفاظاً على الأمن والاستقرار وطمأنة اللبنانيين.
الجمهورية : القاع تتحضّر لإقامة “عرس الشهداء”… و”معطيات مهمة” بيد الجيش
كتبت “الجمهورية “: قلوب اللبنانيين تنبض مع القاع، تصلي لشهدائها والجرحى، وتواسي أم الشهيد والأب المفجوع. وتشد على أيدي اهلها الطيّبين الصامدين الذين كسروا بدماء أبنائهم عاصفة الجاهليين. وصمدوا. القاع الجريحة تتحضّر لإقامة مراسم العرس لتزفّ أبناءها الشهداء، ولإعلان قيامتها من جديد اقوى واصلب من كل العواصف، ولعل ما اصابها، اعاد تصويب البوصلة الداخلية نحو مكمن التهديد والخطر المحدق ليس بالقاع وحدها، بل بكل لبنان. القاع تنتظر، كما كل اللبنانيين، نتائج التحقيقات العسكرية التي بدأت حيال الهجوم الارهابي التي استهدفها. وبحسب تأكيدات مصادر عسكرية لـ”الجمهورية” فإنّ “هذه التحقيقات قد قطعت شوطاً مهماً، وهناك اعترافات وموقوفون وخيوط ومعطيات شديدة الاهمية في يد مخابرات الجيش، بالتوازي مع معلومات موثوقة على لسان مصادر أمنية بأنّ مخابرات الجيش قد تمكنت نهاية الاسبوع الماضي من إحباط مخطط ضخم، يتجلى بعمل إرهابي مزدوج، كان سيستهدف مرفقاً سياحياً مهماً في احدى ضواحي بيروت الشرقية، وقد تمّ إحباطه وتمّ توقيف شخصين على صِلة به”.