مقالات مختارة

استنفار ديبلوماسي اجنبي لمتابعة هجوم القاع محمد بلوط

 

ما هي اهداف الهجوم الارهابي الذي وقع في بلدة القاع البقاعية على الحدود الشمالية – الشرقية مع سوريا؟

تصعب معرفة حقيقة واهداف هذا العمل الارهابي الجديد بشكل دقيق ومحدد، لكن مثل هذه العمليات ليست جديدة وسبق ان نفذ ارهابيون تابعون للتنظيمات التكفيرية مثلها في مناطق لبنانية عديدة ومنها بيروت.

ووفقا للمعلومات الاولية التي جرى تداولها فإن الارهابيين الاربعة ربما كانوا ينوون التغلغل اكثر الى مناطق للوصول الى اهداف محددة قد تكشفها التحقيقات لاحقا.

وفي تعقيب فوري على الاعتداء قال مرجع بارز انه يجب التوقف امام هذا الهجوم الارهابي الذي يندرج في اطار الاستهداف الدائم للبناني من قبل الجماعات الارهابية والتكفيرية ملاحظا انه يأتي في توقيت معين سبقته تحذيرات من تفجيرات تستهدف العاصمة.

وفي رأي المرجع انه بغض النظر عن خريطة ومسار الارهابيين الاربعة فإن ما حصل يؤكد ان لبنان كان وما زال في دائرة الارهابي الذي يضرب المنطقة وان التنظيمات التكفيرية تسعى بكل الوسائل لايجاد ثغر من اجل النفاذ منها والقيام بأعمالها الاجرامية اكان ضد المؤسسة العسكرية والقوى الامنية او ضد المدنيين اللبنانيين.

وحسب المعلومات التي توافرت بعد الاعتداء فإن جهات ديبلوماسية شرقية وغربية ومنها السفارة الاميركية ابدت اهتمامها بمتابعة تفاصيل ما جرى نظرا لابعاد وخطورة مثل هذا الهجوم الذي يعتمد على اكثر من انتحاري.

ومن غير المستعبد ان يكون هذا الاهتمام مردّه الرغبة في معرفة ما اذا كان الاعتداء يشكل جزءا من خطة للقيام بالمزيد من العمليات الارهابية انطلاقا من المنطقة الحدودية الشرقية مع سوريا، وما يعني ذلك من احتمالات وتطورات تتعلق بالوضع الامني والاستقرار في البلد.

وتلاحظ الاوساط الديبلوماسية ان الاعتداءات السابقة كانت تجري بواسطة انتحاري او اثنين، لكنها هذه المرة تعتمد على الهجوم الرباعي وهذا ما يجب التوقف عنده ايضا لأنه يؤشر الى محاولة لرفع وتيرة العمليات الارهابية خصوصا بعد التحذيرات التي صدرت مؤخرا عن جهات ديبلوماسية اجنبية من تفجيرات في بعض مناطق العاصمة.

وتتطابق هذه التفسيرات والاستنتاجات مع المعلومات التي حصلت وتحصل عليها الجهات العسكرية والامنية اللبنانية من التحقيقات مع العناصر والخلايا الارهابية التي تضبطها وتوقفها بشكل شبه يومي. لا بل ان ما حصل في القاع يؤشر الى ان الجماعات الارهابية ربما تسعى الى زيادة استهدافاتها هذا الصيف مع العلم انها فشلت منذ فترة في تحقيق اي نجاح يذكر.

واذا كان من السابق لاوانه معرفة اهداف الهجوم بدقة، الا ان الوقائع تشير الى ان الارهابيين الاربعة ربما لجأوا الى تفجير انفسهم بعد ان اصطدموا بعنصر المفاجأة وانكشفوا قبل الوصول الى اهدافهم. لكنهم في الوقت نفسه قد يكونون زودوا ايضاً بتوجيهات تأخذ بعين الاعتبار عنصر المباغتة وتعدل الاهداف، مع التأكيد في كل الحالات على ايقاع اكبر عدد من الشهداء والاصابات.

وفي كل الاحوال فان الجيش اللبناني بادر فوراً الى تطويق منطقة التفجيرات، واستطاع ان ينفذ انتشاراً أمنياً سريعا لتنظيف المنطقة وملاحقة اي عناصر ارهابية انتحارية ممكنة.

اما الامر الثاني الذي يجب التوقف عنده جيداً فهو مسارعة اهالي هذه البلدة المسيحية الى الوقوف مع الجيش في التصدي لخطر الارهاب والارهابيين، والاستعداد للدفاع عن بلدتهم بالسلاح في وجه الجماعات التكفيرية التي يبدو انها تحاول ان تنفذ اعتداءات جديدة انطلاقاً من المنطقة الحدودية الشرقية في اطار أجندة اعدتها التنظيمات الارهابية ضد لبنان.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى