من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير: الدواعش” يحاولون استرهان القاع بالانتحاريين والقنابل: استنفار عسكري وأهلي.. وحداد وطني اليوم
كتبت “السفير”: خاضت بلدة القاع، أمس، بالنيابة عن البقاع الشمالي ولبنان كله، حرباً ضروساً مع الإرهاب على مدى أربع وعشرين ساعة كاملة، وبلغت حصيلتها شبه النهائية خمسة شهداء وأكثر من 25 جريحاً بعضهم بحال الخطر، فيما سجل رقم قياسي للانتحاريين يذكّر بمشاهد مروعة شهدتها وتشهدها مدن وعواصم عربية تواجه خطر الإرهاب لا سيما بغداد.
وبعد أربعة تفجيرات انتحارية متتالية، فجر الاثنين، وسقوط خمسة شهداء و17 جريحاً، عاد الإرهاب ليضرب القاع مجددا بدءاً من العاشرة والربع من ليل أمس، وهذه المرة من بوابة كنيسة مار الياس في ساحة البلدة حيث كان يتجمع معزون بالشهداء الخمسة، حين فجّر انتحاري نفسه بحزام ناسف وتلاه انتحاري آخر في النقطة ذاتها، قبل أن ينجح الجيش والأهالي في تفجير انتحاريين آخرين، لتبلغ الحصيلة الإجمالية ثمانية انتحاريين من “الدواعش”.
وقبل ان يحتل “داعش” المشهد الميداني على جزء كبير من الحدود اللبنانية ـ السورية شرقاً، بشراكة تنافسية مع “جبهة النصرة”، كان أهل المثلّث الحدودي في محافظة بعلبك ـ الهرمل، وبالذات القاع ورأس بعلبك والفاكهة والهرمل والعين واللبوة وعرسال من الجهة الأخرى، يعيشون قلقاً ممضّاً يفرض عليهم أن يكونوا على سلاحهم لصد الغارات المحتملة لهذه المجموعات التكفيرية المسلحة، ذلك أن أرزاقهم في مزارع القاع ومشاريعها، حيث تتداخل الحدود اللبنانية ـ السورية، في قلب الجبال التي تجلّل هذه المنطقة.
ولقد عاش أهالي هذه “البلاد” سنوات صعبة، خصوصاً أنهم قد رفضوا أن يتركوا بلداتهم وأرزاقهم سواء في السهل أو في الجبال المحيطة، والتي كانت بدورها مصدر دخل بحجرها المتميز في فنون البناء الأنيق.
ولما طال زمن القلق، راح الأهالي يستعدون للأسوأ، وهم “المقاتلون” المعروفون بالرجولة والثبات في الدفاع عن حياتهم وأرزاقهم وهويتهم الوطنية… خصوصاً وقد تولى الجيش تعزيز مواقعه بالسلاح والرجال وبعض الأسلحة الحديثة: طائرات كاشفة ومناظير ليلية ودوريات مستمرة ومواقع محصّنة في “الخاصرة الرخوة” في الجرد، ومراقبة مستمرة لمشاريع القاع.
في هذه الظروف الحرجة، وُجد من ينفخ النفير الطائفي، محاولاً الفصل بين الأهل المتجاورين الذين يعيشون الظروف الصعبة ذاتها، موهماً الناس أن القاع قضية منفصلة عن هموم جيرانها الذين كادوا يكونون أقرباء وأن الإرهاب يميز بين انسان وآخر!
على أن هذه “النغمة” التي تفرز المواطنين المعرّضين للخطر الموحد في مصادره وفي استهدافاته، لم تجد رافعة أهلية لها، برغم محاولة بعض الأحزاب والقوى الطائفية استغلالها للتفريق بين الذين يعيشون معاً في قلب الخطر… والذين لا تفرّق العصابات المسلحة بينهم، وكلهم في نظرها “كفرة” بغض النظر عن طوائفهم ومذاهبهم وأحزابهم…
وكان أن نظم الأهالي عموماً، وأهل القاع على وجه الخصوص، “المواجهة”، فشكّلوا ما يشبه “الحرس الوطني” للتناوب في السهر على أمن هذه المنطقة التي تحولت الجبال المحيطة بها من مصدر للأمان إلى سبب للقلق من احتمال قيام العصابات المسلحة بغارات تستهدف إثارة الفتنة، أو استخدام أهلها كرهائن.
وما الهجوم المسلح الذي شنّه الإرهابيون التكفيريون طوال نهار أمس وليله، الا محاولة “داعشية” لم يكتب لها النجاح لاسترهان القاع بالانتحاريين والقنابل والموت الأسود.
وفي التفاصيل، أن انتحاريين وصلا على متن دراجتين ناريتين قرابة العاشرة والنصف من ليل أمس، الى نقطة قريبة من كنيسة البلدة وقد ترجّل أولهما واطلق قنبلة يدوية باتجاه الأهالي أمام الكنيسة قبل أن يفجّر نفسه. ولم تمض دقائق، حتى قام الانتحاري الثاني بتفجير نفسه بحزام ناسف وكانت الحصيلة وقوع عشرة جرحى على الأقل، بينهم شخصان نقلا إلى بعلبك وهما في حال الخطر الشديد. وبعد ذلك، لاحق الجيش والأهالي انتحاريين اثنين أقدما على تفجير نفسيهما من دون وقوع أية اصابات.
وأوضح بيان لقيادة الجيش أنه عند الساعة العاشرة والنصف من ليل أمس، “أقدم أحد الانتحاريين الذي كان يستقل دراجة نارية على رمي قنبلة يدوية باتجاه تجمع للمواطنين أمام كنيسة بلدة القاع، ثم فجّر نفسه بحزام ناسف، تلاه إقدام شخص ثانٍ يستقل دراجة على تفجير نفسه في المكان المذكور، ثم أقدم شخصان على محاولة تفجير نفسيهما حيث طاردت وحدة من مخابرات الجيش أحدهما ما اضطره الى تفجير نفسه من دون إصابة أحد، فيما حاول الانتحاري الآخر (الرابع) تفجير نفسه في أحد المراكز العسكرية، إلا أنه استُهدف من قبل العناصر ما اضطره أيضاً إلى تفجير نفسه من دون التسبب بإيذاء أحد، وقد استقدم الجيش تعزيزات إضافية الى البلدة، وباشرت وحداته تنفيذ عمليات دهم وتفتيش في البلدة ومحيطها بحثاً عن أشخاص مشبوهين”.
ورصدت “السفير” ليلا انتشاراً واسعاً للجيش اللبناني عند مداخل القاع، وتوافد إلى البلدة عناصر من “حزب الله” و”اللجنة الشعبية” في القاع ومن أهالي الهرمل وساهموا مع الجيش في تمشيط بساتينها بعدما سرت معلومات عن وجود انتحاريين اثنين عند أطراف البلدة. وأطلقت في سماء القاع ومشاريعها عشرات القنابل المضيئة بعد انفجار محول الكهرباء الرئيسي في البلدة وانقطاع التيار الكهربائي بالكامل قبيل منتصف ليل أمس.
البناء: بن سلمان لوساطة هولاند مع إيران أم لرشوة تعطيل التفاهمات مع ظريف؟ أردوغان يستعجل نهاية السلطنة العثمانية بعد سقوط الإمبراطورية الأوروبية تفجيرات التهجير للقاع تكشف مأزق داعش وجعجع… وتطلق استنفاراً وطنياً
كتبت “البناء”: ثبت السقوط المدوي لعاصفة الشمال التي أعدّ لها الرئيس التركي رجب أردوغان بوضع مئات الآليات والمدافع بتصرّف جبهة النصرة وفتح الحدود لها لتمرير الآلاف من عناصرها المستجلَبين، بعد تزويدها بنوعيات جديدة من السلاح الغربي عبر السعودية، في ظل التطورات العسكرية التي يحملها الميدان السوري من مدينة حلب وجوارها، عن تقدّم عسكري بارز في محاور عديدة، وانكفاء هجمات النصرة بعد نجاح الجيش السوري والمقاومة والحلفاء باحتوائها، وعودة المشاركة الروسية في العمليات الجوية بفعالية عالية منذ زيارة وزير الدفاع الروسي لسورية وتوليه الإشراف على توجيه التعليمات اللازمة لسد الثغرات التي استفادت منها جبهة النصرة في تطبيق الهدنة.
تابعت الصحيفة، على خلفية الارتباك الدولي الإقليمي وسقوط المشاريع الإمبراطورية، وتقدّم حلف المقاومة في سورية نحو تثبيت مواقعه والتقدم نحو الإنجازات، بدا مأزق الذين راهنوا على سقوط سورية والمقاومة، مزدوجاً ومشتركاً، فقد جاءت التفجيرات المتتالية التي نفذها تنظيم داعش في بلدة القاع الحدودية، لتكشف حجم الحصار الذي يعيشه في ظل الطوق المحكم الذي يفرضه الجيش اللبناني من جهة والمقاومة والجيش السوري من الجهة المقابلة، وبين الفجر والليل تقدّم ستة انتحاريين ليقتلوا خمسة مواطنين، في صورة تعبر عن انتحار التنظيم ومشروعه ودرجة الضيق التي يعيشها، وسعيه لتهجير أهالي القاع والتمدّد نحو أرض يمكن العيش فيها، معتبراً أن البلدات المسيحية البقاعية هي الخاصرة الرخوة الممكن اختراقها وتهجير سكانها، بينما جاءت التفجيرات لتكشف درجة الحقد والكيد في توجيه خصوم المقاومة الداخليين، وفي مقدمهم القوات اللبنانية، التي سارع رئيسها سمير جعجع لتبرئة داعش من استهداف القاع، واعتبار الأمر مجرد صدفة جغرافية، قبل أن يتراجع عن تصريحه مساء، كاشفاً أيضاً حجم إرباكه وارتباك الحلف الذي ينتمي إليه محلياً وإقليمياً ودولياً أمام ما يجري في سورية، بالقدر ذاته الذي كشف فيه التلاقي في الخطاب الجامع بالعداء للمقاومة مع داعش.
لبنانياً، أطلقت التفجيرات مناخاً من الاستنفار الوطني الحكومي والعسكري والسياسي، كما حشدت أجواء التضامن والتأييد لأهل القاع وصمودهم، فصدرت المواقف المتتالية للقيادات السياسية تحفل بعبارات الاحتضان للقاع وأهلها، بينما يرتقب أن يكون الوضع في القاع موضوع لقاءات قيادية على مستوى عالٍ للقوى السياسية والحكومة والقيادات العسكرية والأمنية لوضع ترتيبات حماية ودعم تحول دون نجاح مخطط التفجير والتهجير.
مخطط إرهابي مزدوج في عيد الفطر
كانت القاع أمس بين تفجيرات الصباح والليل هدفاً للتهجير تمهيداً للاختراق وفك الحصار.
لقد أعاد هجوم الانتحاريين الأربعة في القاع التفجيرات الإرهابية إلى الواجهة مجدداً وسط تحذيرات أمنية من عمليات إرهابية قد تستهدف مراكز تجارية في بعض المناطق في العاصمة بيروت كأماكن السهر في مناطق الحمرا ومارمخايل والجميزة. وبانتظار ما ستكشفه التحقيقات ما إذا كانت العملية تستهدف بلدة القاع بذاتها أو محطة عبور إلى مناطق لبنانية أخرى، كشفت المعلومات أنّ الترجيحات الأولية تفيد عن احتمال باستهداف حافلتين تنقلان عسكريين وأن الجيش كان لديه معلومات عن عمل إرهابي وقد اتخذ إجراءات أمنية مسبقة. وأشارت مصادر أمنية لـ “البناء” إلى فرضيتين: الأولى أن القاع هي محطة للانطلاق نحو الهدف المحتمل أن يكون تجمّعات مدنية في الأسواق او إفطارات أو مراكز عبادة من مساجد وسواها أو مراكز أمنية. الفرضية الثانية أن القاع هي الهدف بحد ذاته، وأن المنزل الذي لجأ إليه الإرهابيون الأربعة صباحاً هو للانتظار والترقب للانقضاض ساعة الذروة إلى الهدف المرسوم”، مشددة على أنه من “المستبعد حصر الموضوع بفرضية واحدة”، معتبرة “أن مقتل الإرهابيين الأربعة لم يترك أي خيوط دليل للكشف عن المخطط”.
ونقلت مصادر سياسية لـ “البناء” عن مصدر أمني بارز تخوّفه من أن تكون تفجيرات القاع هي البداية، وأعربت عن قلقها من مخطط إلهاء الجيش والقوى الأمنية على الأطراف والتسلل إلى الداخل”، كاشفة عن تحذيرات وصلت عن مخطط إرهابي مزدوج في عيد الفطر عند السنة والشيعة”، معتبرة أن الوضع الأمني غير مريح، فهناك أكثر من خلية نائمة غير مترابطة مع بعضها البعض لم تتكشّف بعد”.
وفيما بلغت زنة كل حزام ناسف من الأحزمة الأربعة التي استخدمها الإرهابيون 2 كلغ من المواد المتفجرة والكرات الحديدية، لا تزال وجوه الانتحاريين الـ4 واضحة وقد تكون وسيلة للتعرف إلى هوياتهم. وكلّف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والشرطة العسكرية إجراء التحقيقات الأولية. تفقد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي بموازاة تحليق طوافة عسكرية في الجوّ مكان التفجيرات وغادر من دون الإدلاء بأي تصريح.
وبحسب بيان قيادة الجيش استشهد عدد من المواطنين وجرح آخرون بينهم أربعة عسكريين، بعدما أقدم أحد الإرهابيين عند الساعة 4.20 من فجر امس، على تفجير نفسه بحزام ناسف داخل بلدة القاع أمام منزل أحد المواطنين، تلاه إقدام ثلاثة إرهابيين آخرين على تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة في أوقات متتالية، وفي الطريق المحاذي للمنزل المذكور، وبحسب البيان، كان العسكريون الشهداء في عداد إحدى دوريات الجيش التي توجّهت إلى موقع الانفجار الأوّل. وقد فرضت قوى الجيش طوقًا أمنيًا حول المحلة المستهدفة وباشرت عملية تفتيش واسعة في البلدة ومحيطها بحثاً عن مشبوهين. كما حضر عدد من الخبراء العسكريين للكشف على مواقع الانفجارات، وتولّت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث.
ومساء أمس، استهدفت 5 تفجيرات انتحارية بلدة القاع البقاعية بالقرب من ساحة البلدة وكنيسة مارالياس بعدما تعرّضت فجراً لانفجارات انتحارية مماثلة. وحصلت الانفجارات أثناء الوقفة التضامنية التي نفذها أهالي القاع استنكاراً لانفجارات النهار، وأثناء التحضير لمراسم جنازة اليوم، وأسفرت عن سقوط عدد من الجرحى نقلوا إلى مستشفيات الهرمل والبتول والعاصي. وأعلن محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر منع التجول للنازحين السوريين في نطاق بلدتي القاع وراس بعلبك. ودعت قيادة الجيش أهالي القاع إلى عدم التجمع في أي مكان داخلها والتجاوب التام مع الإجراءات الأمنية التي تنفذها قوى الجيش للحفاظ على سلامتهم.
الاخبار:القاع تسابق حلب
كتبت “الاخبار”: ماذا سيفعل مجلس الوزراء اليوم؟ سيستمع إلى تقارير القوى الأمنية والعسكرية، ثم يطلب إلى الهيئة العليا للإغاثة صرف تعويضات لعائلات الشهداء، ثم ينصرف إلى لملمة فضائحه المفتوحة. أما الأجهزة الأمنية، فبعضها يهتم بإزالة آخر آثار جريمة الإنترنت غير الشرعي، فيما يتابع قائد الجيش البورصة الرئاسية. والذين رسموا أمام الأخير سابقاً خطاً أحمر للحؤول دون خوضه معركة لم يضغط هو أصلاً لخوضها، يُكثرون اليوم من البيانات، كما لو أنهم يتحدّثون عن بلدة في القطب الشمالي، لا عن بلدة لبنانية، أراد الإرهابيون احتلالها أمس، بعدما احتلوا سابقاً جرود جارتيها عرسال وراس بعلبك. يُكثرون من الثرثرة كغربان فوق المقبرة، من دون أن يجرؤوا على مصارحة الناس، والقول لهم إن حكام واشنطن والرياض أصدروا أوامر بالإبقاء على الجرود تحت الاحتلال.
في لحظة الحقيقة، لا يتصدى للأمر سوى من بيده الأمر. ولم يعد لنا سوى انتظار المقاومة، لتردّ الجميل لأهل القاع الذين حموا بأجسادهم المنطقة كلها. نقولها بوضوح: فلتقم المقاومة بتنظيف كل المنطقة من إرهابيي داعش وداعميهم. نُدرك أن قدرات حزب الله البشرية والمادية لا تسمح له بخوض كل معارك الدفاع عن لبنان والمشرق في آن واحد، لكن في مثل هذه الأيام الصعبة، لا يمكن الاختباء خلف الإصبع، ولا الركون إلى تصريحات الفاشلين من حاضني الإرهابيين، الذين ينتقدون سلاح المقاومة، فيما هم يعتقدون أن القاع وقرى لبنان يمكن حمايتها بقوة السفيرين السعودي والأميركي في بيروت.
لا أحد من أهل البقاع والمناطق المهددة، إلا ويشعر بثقة كبيرة، بأن المقاومة، وحتى تستقيم أحوال الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية، هي ملاذنا في هذه الأزمة.
والقرارات التي اتخذتها قيادة المقاومة في البقاع الشمالي ليل أمس توحي بأن أمراً ما يجري الإعداد لتنفيذه، يتعدى الإجراءات الاحترازية. ومثلما تمثّل حلب اليوم مفتاح المعركة في وجه أسياد من أرسل الانتحاريين أمس، فإن معركة تحرير جرود القاع وبقية السلسلة الشرقية باتت أولوية. القاع تسابق حلب. وبعد جرائم أمس، ربما وجب القول، ولو من باب التمني، إن القاع قبل حلب.
عامان على “غزوة” عرسال في 2 آب 2014، ويتكرّر المشهد في بلدة القاع الحدودية. اليوم الدامي أمس، قطع الشكّ باليقين، وأكّد معطيات الأجهزة الأمنية اللبنانية، بأن قرار تنظيم “داعش” الإرهابي هو تحويل الأنظار إلى لبنان، باستهداف كل لبنان، في ظلّ الضغط الميداني والعسكري والأمني والمالي الذي يتعرّض له التنظيم في ساحات سوريا والعراق وليبيا.
ومع أن غالبية السياسيين اللبنانيين وسفراء الدول الكبرى، يردّدون هنا وهناك أن “المظلّة الدولية” تحمي لبنان، إلّا أن سياق الأحداث الأمنية، من التفجير أمام بنك لبنان والمهجر، والخلايا الإرهابية التي تتساقط يوميّاً، وصولاً إلى “غزوة القاع” أمس، تشير إلى أن مرحلة جديدة من عمر البلاد، قد بدأ فعلاً، وأن فصلاً دموياً جديداً سيحدد معالم المرحلة المقبلة سياسياً وأمنياً في الكيان الصغير، وسط المحيط المفكّك والمتفجّر.
الديار: اليوم الدموي الطويل : 5 شهداء و28 جريحاً سيطرة الجيش على الوضع احبطت خطة “داعش” هل تضع احداث امس الخصوم في خندق واحد؟
كتبت “الديار”: ليلاً، انكشفت خطة البرابرة: اجتياح القاع من خلال منطقة مشاريع القاع التي اظهرت التطورات، ومنذ فجر الامس وحتى الليل، انها بؤرة لانتاج الانتحاريين، حتى اذا ما تم وضع اليد على البلدة، باشر مسلحو “داعش” في الجرود بتنفيذ سلسلة من العمليات الانتحارية ضد مواقع الجيش الذي يصبح بين نارين.
المنطقة عاشت ليلاً ذروة القلق بعد مسلسل التفجيرات التي فاجأت الجميع، وكان واضحاً ان ما يحدث انما هو جزء من خطة كبيرة جداً، وخطيرة جداً، في حين كان الجيش والقوى الامنية على اختلافها في حال استنفار قصوى.
وسارع رئىس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى القول “ان المستهدف الاساسي هو الجيش اللبناني في القاع وبلدة القاع”، مشيراً الى ان تقديراته لم تكن دقيقة، ومضيفاً “لا شك اننا مثل كل العالم نتعرض لحرب كبيرة”.
وكان جعجع قد اعتبر ان انتحاريي الفجر الاربعة انما كانوا يحاولون الاختباء في البلدة للانطلاق الى اهدافهم، موحياً بأن القاع هي خارج اهداف “داعش”.
وليلاً جرت اتصالات اتسمت بالحساسية البالغة، بحيث تردد ان انفجارات القاع أحدثت هزة كبرى في الخارطة السياسية، والى حد التساؤل ما اذا كان رجال “حزب الله” و”القوات اللبنانية” وحزب الكتائب، بالاضافة الى التيار الوطني الحر سيتموضعون في خندق واحد بعدما بدا واضحاً ان تنظيم الدولة الاسلامية لم يخلد الى السكينة وراء التلال، بل كان يعد العدة للساعة التي يجتاح فيها بلدات القاع ورأس بعلبك والفاكهة، اضافة الى بلدات اخرى، وانطلاقاً من تلك “الادغال” التي تدعى مشاريع القاع.
واعلن رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية “اننا كلنا مدعوون لمواجهة الارهاب الذي يستهدف الجميع والمطلوب الحسم السريع”.
وصرح النائب ايلي ماروني بـ”اننا اعتبرنا صباحاً ان التفجيرات لم تكن تستهدف القاع الا اننا تأكدنا ان القاع مستهدفة وكأن المطلوب تهجير اهلها”.
وكانت قد راجت شائعات بأن “داعش” انما قام بعمليات ثأرية بعد اقدام المجلس البلدي في القاع بهدم بيوت في مشاريع القاع، وهي الشائعات التي دحضتها للتو ضخامة الخطة، والسعي لوضع اليد على البلدة تمهيداً لما هو اخطر بكثير.
ولفت النائب مروان فارس الى “محاولة لتهجير اهالي القاع، لكننا نؤكد على صمود الاهالي في وجه الارهاب، كاشفاً عن ان بين الانتحاريين امرأة، وهذا ما يحدث للمرة ا لاولى على الارض اللبنانية”.
وفي ظل استنفار شامل في مناطق القاع الشمالي وصولاً الى مناطق البقاع الشرقي، اعلنت قيادة الجيش انه عند الساعة العاشرة والنصف من مساء امس اقدم انتحاري كان يستقل دراجة نارية على رمي قنبلة باتجاه تجمع للاهالي امام كنيسة البلدة، ثم فجر نفسه بحزام ناسف، تلاه اقدام شخص ثان يستقل دراجة على تفجير نفسه في المكان ذاته.
اضاف بيان قيادة الجيش انه أعقب ذلك اقدام شخصين على محاولة تفجير نفسيهما حيث طاردت دورية من مخابرات الجيش احدهما ما اضطره الى تفجير نفسه دون اصابة احد، فيما حاول الانتحاري الآخر تفجير نفسه في احد المراكز العسكرية الا انه استهدف من قبل العناصر ما اضطره ايضاً الى تفجير نفسه دون التسبب بايذاء احد.
وبدت بلدة القاع ومحيطها منطقة عسكرية، فيما نفذت وحدات من الجيش عمليات دهم واسعة وكذلك عمليات تفتيش بحثاً عن مشبوهين.
النهار: القاع في مواجهة أشرس حرب انغماسية تتحدّى كل لبنان
كتبت “النهار”: اتخذت الحرب الارهابية على بلدة القاع طابعاً فائق الخطورة عندما تجاوزت ليل أمس الموجة الأولى التفجيرية التي استهدفت البلدة فجراً لتتجدد في موجة ثانية من الهجمات الانغماسية الاجرامية الدامية ولم تنجح في منعها كل الاجراءات العسكرية والامنية والاستنفارات الاهلية ولم يبق معها أي مجال للشك في ان القاع كانت هدفاً لمجازر تسلسلية هي اشرس ما تعرضت له منذ مجزرة العام 1978.
منذ ارتسمت خطوط المواجهة اللبنانية مع تداعيات الحرب السورية والقاع تقف عند خط
المواجهة المتقدم وتتحسب مستنفرة لاستهدافها في أي لحظة. وتصاعدت حال استنفارها خصوصاً بعدما تضخم واقع منطقة مشاعات مشاريع القاع المتنازع عليها جغرافياً وعقارياً منذ القدم، الأمر الذي استتبع تنامي مخيمات اللاجئين والنازحين السوريين في هذه المنطقة الى حدود بالغة الخطورة لم يغال أبناء البلدة أمس في وصفها بأنها باتت أقرب الى مخيم نهر بارد آخر بكل ما تختزنه من عوامل الخطورة في التلطي وراء اللاجئين لتدبير عمليات ارهابية. ومع ان هذا الواقع القلق الذي حاصر بلدة القاع تبدد الى حدود بعيدة في ظل تشدد الجيش في اجراءاته الاستباقية والدفاعية على طول الحدود اللبنانية – السورية كما في ظل يقظة أبناء القاع الدائمة، فان أحداً لم يتصور حجم الهجمة التي تعرضت لها البلدة فجر امس عبر “معبر الموت” الذي أتاح لاربعة انتحاريين “انغماسيين” التسلل فجرا الى القاع لينتهي الأمر بهم الى تفجير انفسهم وايقاع خمسة شهداء و16 جريحاً من أبناء البلدة في مواجهة دامية اجمع الرأي الداخلي على انها افتدت لبنان بأسره من خلال شجاعة أبناء القاع في التصدي لها. أما المفارقة الدراماتيكية التي واكبت المجزرة التي أيقظت المخاوف من عودة لبنان هدفاً للاستهدافات الارهابية أسوة بالاردن الذي شهدت حدوده مع سوريا قبل فترة هجمات مماثلة فتمثلت في ان تفجير الانغماسيين الأربعة أنفسهم داخل القاع جاء عشية الذكرى الـ38 لمجزرة 28 حزيران 1978 التي شهدتها القاع وبلدات مسيحية أخرى في البقاع الشمالي وذهب ضحيتها 26 شاباً آنذاك. ومع ان ظروف المجزرة التي حصلت وهويات منفذيها ودوافعهم تختلف اختلافاً كبيراً مع ظروف مجزرة حزيران 1978، فإن ذلك لم يحجب واقع بلدة طبع قدرها بالوقوف تباعاً عند خطوط التضحية والمواجهة في ظل تآلب الظروف وثبات التحديات المصيرية التي تحاصرها.
في أي حال وأياً تكن الأهداف المحتملة التي حركت الانتحاريين الأربعة الى داخل القاع الساعة الرابعة فجر 27 حزيران 2016 وهي الأهداف التي أثارت سيلاً من التكهنات، فإن وقائع المجزرة لا يمكن ان تسقط الاحتمال الاول والاساسي لاستهداف القاع نفسها لمجموعة عوامل برزت من خلال وقائع الحدث الدموي. فالبلدة تشكل بواقعها الجغرافي اللصيق بالحدود اللبنانية – السورية وبواقع منطقة مشاريع القاع المثقل بانتشار مخيمات لأكثر من 17 الف لاجئ سوري هدفاً مغرياً للارهابيين. ثم ان انتشار الجيش في البلدة ومراكز تجمع العسكريين للانتقال بحافلات عسكرية الى مناطق اخرى في محيطها يشكل أيضاً هدفاً محتملاً قوياً للانتحاريين. أما الهدف الثالث المرجح جداً فهو ان القاع هي من أبرز البلدات ذات الغالبية المسيحية في المنطقة والتي تشكل بوابة أساسية الى الداخل البقاعي واللبناني. وأما العامل الذي اتكأ اليه البعض في ترجيح ان تكون الوجهة المحتملة للانتحاريين الأربعة أبعد من القاع نحو مناطق أخرى في الداخل، فيعود الى انها من المرات النادرة التي يدفع بها الارهابيون بأربعة انتحاريين دفعة واحدة الى عملية أو عمليات تفجير الأمر الذي يمكن ألا تكون القاع سوى محطة من محطات محاولتهم الانتقال الى مناطق أخرى.
لكن طابع المباغتة الذي نجح عبره الارهابيون في بلوغ القاع فجراً سيراً عبر البساتين ومشاريع القاع، انقلب فورا ًالى مواجهة دموية خاضها الأهالي معهم بعدما كشف أمرهم مواطن من آل مقلد قرب منزله. وحصلت مواجهات سريعة ومتعاقبة عمد عبرها الانتحاريون الى تفجير الأحزمة الناسفة التي كانوا يحملونها الأمر الذي أدى الى سقوط خمسة شهداء من أبناء البلدة واصابة 16 آخرين بجروح بعضهم في حال حرجة وقتل الانتحاريون الأربعة ولم يبق من اشلائهم الا رؤوسهم التي انفصلت عن أجسادهم وبقيت واضحة المعالم وذكر ان التحقيق أثبت الهوية السورية لثلاثة منهم فيما لم تعرف بعد هوية الرابع.
المستقبل: مرجع عسكري لـ “المستقبل”: لدينا “خيوط” نتتبعها والجيش مستهدف يوم إرهابي طويل في القاع.. والنار السورية تتمدد
كتبت “المستقبل”: دشّن الإرهاب بالأمس صفحة سوداء جديدة في سجله الحافل بالجرائم الدموية المتفلتة من قيم الدين والإنسانية، مطلقاً العنان لثمانية من انتحارييه “الانغماسيين” كي يفجروا أنفسهم في بلدة القاع البقاعية حيث عاش الأهالي وعموم اللبنانيين يوماً إرهابياً طويلاً امتد من ساعات الفجر الأولى ولم ينتهِ إلا بعد منتصف الليل حاصداً أرواح 5 شهداء و28 جريحاً. وفي حين تعالت الأصوات الوطنية الداعية إلى رص الصفوف وتحصين الساحة الأهلية الداخلية في مواجهة نيران المخطط الفتنوي المتمددة من سوريا إلى دول الجوار، رفع الجيش مستوى استنفار قطعاته واستخباراته العسكرية في المنطقة المستهدفة فأقفل مداخلها ونفذ سلسلة عمليات دهم وتعقب بحثاً عن مشتبه بهم بالتزامن مع قصف مركّز شنته وحداته على مواقع وتجمعات للإرهابيين في الجرود.
اللواء: الإرهاب يضرب القاع.. والنار السورية تهدّد الإستقرار الأمن يطغى على الجلسة المالية اليوم وسط حداد وطني.. ومنع تجوّل النازحين السوريين ليلاً
كتبت “اللواء”: بين الرابعة فجراً، والعاشرة والنصف ليلاً، أي قرابة 19 ساعة، عاشتها بلدة القاع عند الحدود الشرقية مع سوريا، وعاشها لبنان الرسمي والسياسي والشعبي، وسط أسئلة بالغة الخطورة حول ما اذا كان لبنان وضع فعلاً على الخارطة الدموية الإرهابية الجارية في جواره، على خلفية الحرب السورية المستعرة التي ارتفع معها منسوب الخوف من استهداف الاستقرار اللبناني، والتوزع الديموغرافي والطائفي.
الجمهورية: الإرهاب يَسقط في القاع وجعجع لـ”الجمهورية”: أهلها حرّاس البوابة
كتبت “الجمهورية”: لبنان مجدّداً في مرمى الإرهاب… أبى المجرمون إلّا أن يُعبّروا عن عالمهم المظلم، وتاريخهم المخجِل، وماضيهم المعتِم وحاضرهم الأسود، الذي يتغذّى مِن المجازر ودماء المدنيين العزَّل. أبَوا إلّا أن يطعنوا لبنان، من أدناه إلى أقصاه، في خاصرته الشرقية، من القاع، تلك البلدة البقاعية الآمنة الوديعة، التي لطالما شكّلت عنوانَ الألفة والعيش الواحد بين الجناحين المسيحي والمسلم.
تحت جنح الظلام تسلل الارهابيون الى القاع، إنتهكوا سكونها ووداعتها، وارتكبوا، مجزرة مزدوجة بدم بارد في عمليتين ارهابيتين، الاولى عند بزوغ فجر الاثنين، والثانية بعيد العاشرة ليلاً.
مجرمون لا يحسِنون إلّا الغدر، لا فرق عندهم بين رجل وامرأة، وطفل ومُسنّ، وعجوز ومريض، أرادوهم جميعاً وقوداً لحقدهم، لظلاميّتهم، ولجاهليّتهم.
شهداء وجرحى سَقطوا من ابناء تلك البلدة، في واحدة من ابشَع المجازر التي تطرح من حيث نوعيتها وحجم الانتحاريين فيها (8 انتحاريين)، مخاوفَ من ان يكون هذا الهجوم الارهابي مقدّمة لما هو اخطر، ليس على مستوى بلدة القاع فحسب، بل على مستوى كل لبنان، الذي أُدخِل اعتبارًا من ليل امس، في العناية الامنية المشدّدة، مع الاستنفار الشامل الذي بدأته القوى العسكرية والأمنية على مستوى كلّ لبنان تحسّباً لأيّ طارئ.