الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير: بري غاضب.. وجنبلاط يتفهّم.. والسنيورة وجعجع “ممانعان” صراع الأولويات يهدّد بتمزيق “سلة آب”

كتبت “السفير”: يبدو أن “أرنب” السلة المتكاملة الذي استعان به الرئيس نبيه بري لإنقاذ الاجتماع السابق لهيئة الحوار الوطني، لن يجد ما يكفيه من “الجَزْر السياسي” خلال عبوره “الغابة اللبنانية” في طريقه الى جلسات 2 و3 و4 آب المقبل، وذلك بفعل المقاربات المتباينة للمتحاورين، والتي من شأنها، إذا استمرّت على حدّتها، أن تثقب السلة.

ويُبين توزّع المواقف أثناء الجلسة الماضية وغداتها، ان هناك تجاذباً بين وجهتَي نظر: الاولى، تراهن على تسوية شاملة بـ “سعر الجملة” من خلال “سلة مقايضات” تحاكي دفعة واحدة ملفات رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب وتركيبة الحكومة الجديدة واللامركزية الادارية، والثانية ترفض هذا الطرح خشية تضمين “بطانته” نواة مؤتمر تأسيسي وتنادي باستخدام “المصعد” لبلوغ طوابق التسوية، الواحد تلو الآخر، على أن يكون انتخاب رئيس الجمهورية هو الطابق الاول.

وأمام هذا الانقسام حول الحل، كما الازمة، لا يصعب الاستنتاج بأن “خلوة آب” لن تصنع المفاجآت، بل الأرجح أنها ستكون مسرحاً لعروض من الكرّ والفرّ بين “السلة”.. و “المسلة”، ما لم يطرأ حتى ذلك الحين تطوّر نوعي في الإقليم يفرض إنجاز التسوية الداخلية، وعندها لن يكون مهماً شكلها.

في هذا الوقت، لا يخفي الرئيس نبيه بري انزعاجه الشديد من حملة البعض على “السلة المتكاملة”، معتبراً ان إحدى غاياتها الاساسية منع النسبية.

ويلفت الانتباه، امام زواره، الى انه لم يخترع البارود أصلاً، وبنود “السلة” هي ذاتها المطروحة على جدول أعمال الحوار الوطني، منذ اليوم الاول، من رئاسة الجمهورية الى اللامركزية الادارية، مروراً بتفعيل العمل الحكومي وقانون الانتخاب، فكيف يوفق أصحاب الاعتراض بين مشاركتهم أصلاً في الحوار على أساس هذه البنود، وبين رفضهم “السلة” التي تنطوي على المحتوى ذاته؟

ويتابع: ليس صحيحاً أن “السلة” هي مرادف للمؤتمر التأسيسي، ثم لا أنا ولا “حزب الله” نسعى إلى مثل هذا المؤتمر، وإنني بكل صراحة أحذّر المتحاملين على السلة المتكاملة من أنهم يقودون لبنان بسلوكهم المتهوّر الى ما هو أسوأ من المؤتمر التأسيسي المزعوم، وتحديداً الى الفراغ الشامل الذي تصعب السيطرة على تداعياته.

ويضيف شارحاً وجهة نظره: أنا أخشى إذا بقينا على هذا المنوال من أن يأتي موعد الانتخابات النيابية ونصبح مضطرين الى إجرائها على أساس قانون الستين، كأمر واقع، من دون أن يكون هناك رئيس للجمهورية وحكومة، ما سيؤدي الى حالة من الفوضى الدستورية، فهل هذا ما يريده أصحاب الأوهام؟

ويعتبر بري ان الواقعية السياسية تفضي الى الاستنتاج بانه لن يكون لدينا رئيس للجمهورية من دون السلة المتكاملة، “علماً انني شخصياً مع انتخاب الرئيس فوراً، امس قبل اليوم واليوم قبل الغد، ولكن ثبت حتى الآن أن ذلك غير ممكن، تماماً كما حصل في الدوحة عام 2008، إذ لو لم يتم التوافق آنذاك على قانون الانتخاب والحكومة لما جرى انتخاب ميشال سليمان رئيساً، مع العلم بأن اسمه كان متداولاً قبل الذهاب الى قطر، إلا ان الظرف المؤاتي لانتخابه لم ينضج إلا بعد التفاهم على السلة المتكاملة في أعقاب أحداث 5 و7أيار”.

ويتساءل بري: لماذا ما كان يصح قبل سنوات، بات لا يصح الآن؟ ولماذا “الدوحة اللبنانية” متعذرة او ممنوعة.. هل المطلوب وجود أمراء حتى يتجاوب البعض معها؟

وتعليقاً على تلميح بعض شخصيات “14آذار” الى ان بري ينفذ طلبات “حزب الله”، وأن اقتراح السلة يقف وراءه الحزب، يجيب رئيس المجلس: يربطني بحزب الله تحالف استراتيجي، ولكن الله وحده يمون على نبيه بري. أنا أتعاون وأنسق مع الحزب في أمور كثيرة، إنما لا أنا ولا الحزب ألعوبة في يد أحد، والعلاقة بيننا تستند الى الاحترام المتبادل.

أما رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة، فأبلغ “السفير” أنه غير معني بمصطلح “السلة” الذي يمكن أن يحتمل أكثر من تفسير، مشدداً على ان المطلوب من هيئة الحوار الوطني استكمال بنود جدول الأعمال المقرر لا أكثر ولا أقل، ومضيفاً باستهجان: أصلاً، ماذا تعني “السلة”.. وما هو المقصود منها حقاً؟

وحين يقال له إن المتحمّسين لـ “السلة” يفترضون أنها تسمح بتحقيق حل متكامل يشمل رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والحكومة، على غرار ما جرى في الدوحة، يجيب: أين الدستور من هذا الكلام؟ وماذا عن الاستشارات النيابية التي ينص عليها لتشكيل الحكومة على سبيل المثال؟ بالنسبة إليّ، أداة القياس الوحيدة التي أعترف بها وأركن إليها هي الدستور حصراً.

البناء: بريطانيا غير أوروبية… واسكتلندا غير بريطانية… بداية انحلال إمبراطورية القرن نصرالله: من حلب سنسقط عاصفة الشمال… فقدنا 26 وكبّدناهم 617… وباقون العقوبات لا تعنينا… ولن نسمح باستهداف ناسنا… واحذروا اللعب بنار البحرين

كتبت “البناء”:العالم منشغل بما سيحمله الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي على طرفيه، الاتحاد وبريطانيا، فالاتحاد بلا بريطانيا ليس هو نفسه، لا بقوته السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية، وخصوصاً بجاذبيته للحفاظ على وحدته، وإقناع شعوب دوله الغنية بمبرر تحمل أعباء دوله الفقيرة، وماهية القيمة المضافة التي يؤديها الاتحاد في السياسة الدولية، بعد الفشل في حرب أوكرانيا، والمراوحة في حرب سورية، بحيث ينقسم الأوروبيون بين معسكرَيْن غاضبَيْن، واحد غاضب لأن الاتحاد ملتحق بأميركا لا يجرؤ على مساندة المعارضة عسكرياً ضد الدولة، وثانٍ غاضب لأن الاتحاد ملتحق بأميركا لا يجرؤ على مصالحة الدولة لقتال جدي فاعل ضد الإرهاب، بينما على الضفة البريطانية بدأ النقاش حول وحدة بريطانيا بمطالبات علنية في اسكتلندا للانفصال وما تؤشر له من بدايات تشبه ما ينادي به كثير من الأقاليم في الدول الأوروبية كحال كاتالونيا الأسبانية.

انشغال العالم ببريطانيا وأوروبا ومستقبل نظام عالمي بلا اتحاد أوروبي، والعودة لثنائية أميركية روسية، فشل الأوروبيون في تميّز يمنحهم مبرر الاستمرار كقطب ثالث، لم يمنع اللبنانيين وشعوب المنطقة ومتابعي الوضع فيها، من التوقف أمام ما حملتْهُ كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى أربعين يوماً على استشهاد القيادي في الحزب والمقاومة مصطفى بدر الدين، وقد خصص نصرالله أغلب كلمته لشرح معادلة القتال في حلب، حيث رسم ثنائيتين: الأولى كما أسقطنا عاصفة الجنوب سنسقط عاصفة الشمال، وما خسرناه في حلب يُقاس بما كبّدناه لأعدائنا، فقدنا ستة وعشرين وكبّدناهم ستمئة وسبعة عشر، وحشدوا الآلاف والدبابات والملالات والمدافع بحدود تركية مفتوحة وقاتلناهم بالمئات وباقون وسننتصر، لأنها آخر حروبهم، ومنها يكتب مصير سورية والعراق واليمن ولبنان والمنطقة.

توقف السيد نصرالله أمام العقوبات الأميركية المالية ضد حزب الله فقال بوضوح قاطع إنها لا تعني الحزب ولا تؤثر على ماليته، لكنه لن يسمح بأن يُستهدَف الناس الذين ينتمون لبيئته ومَن يناصرون مواقفه في لقمة عيشهم ومصادر رزقهم، ولا أن تُستهدف الجمعيات الإنسانية والخيرية في حساباتها، بينما خصص مساحة من كلمته للحديث عن إطلاق النار في المناسبات الاحتفالية والشخصية والعائلية ليعلن قراراً حزبياً بطرد كل حزبي يطلق النار في الهواء ابتهاجاً أو حزناً أو غضباً، لأن هذا العمل المشين ينفي استحقاق أيٍّ كان ومهما كانت تضحياته وسيرته ليحمل صفة الانتماء لحزب الله.

عن البحرين، قال السيد نصرالله إن العبث بناره بلغ مرحلة الخط الأحمر مع سحب الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم زعيم المعارضة، متهماً السعودية بالوقوف وراء القرار خشية انتقال عدوى الانتفاضة السلمية طلباً للإصلاح إلى السعودية. وقال إن القرار بطبيعة الرد على الخطوات العدوانية لسلطات البحرين يبقى لعلمائه في تحديد كيفية التصرف، لكنه حذر من انفلات الأمور من تحت السيطرة بوجود شباب غاضب مستعدّ للتضحية تقفل أمامه كل الأبواب.

أعاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تحديد قواعد الصراع في سورية. أكد المضي في المواجهة في أي ساحة تتطلّب القتال، والثقة من الانتصار مهما عظمت التضحيات. شدد خلال الحفل الذي أقامه حزب الله بمناسبة ذكرى أربعين الشهيد القائد السيد ذوالفقار ببساطة كلية على أن قراره في مواجهة المجموعات الإرهابية، وأنه سيكون حيث يجب أن يكون، هو قرار سيستمر نفاذه بكل قوة ومن دون تراجع. ركّز السيد في خطابه على ثلاثة عناوين أساسية: حلب ــــ المصارف ــــ البحرين.

قسم كلامه عن القانون الأميركي وتعاطي المصارف معه إلى جزءين. رأى أن العلاقة بين الحزب وحاكم البنك المركزي رياض سلامة خاضعة لتفاوض إيجابي وتفاهمات بينما عبر عن العلاقة بين حزب الله وبعض المصارف بقسوة واستعمل فيها لغة تحذيرية تضمّنت عبارات لن نسمح ولن نقبل.. وهذا له دلالاته ويُبنى عليه.

وكما أسس بيان كتلة الوفاء للمقاومة أول أمس، لمهاجمة بعض المصارف وتحييد مصرف لبنان، ألمح السيد نصر الله بشكل ضمني إلى الانفتاح على الحوار مع الحاكم المركزي، وفي الوقت نفسه تحدّث بنبرة عالية، عندما أشار إلى رفضه سلوك بعض المصارف. وهنا تطرح أسئلة كثيرة كيف سيكون سلوك الحزب في مواجهة عملية الرفض؟ وما هي الأوراق التي سيلعبها كي تتراجع بعض المصارف عن عدوانيتها على بيئة المقاومة الحاضنة وجمهورها؟

دعا السيد نصر الله كل مَن تواطأ وتآمر بحق حزب الله من الأميركي والمصارف أن “يعيد حساباته وإلا”. أكد أن حزب الله لن يتأثر، ولن يسمح بأن تتأثر بيئته الحاضنة. وهذه البيئة ليست فقط من الشيعة إنما في كل الطوائف، وسيكون هناك تداعيات خطيرة، إذا وصلت الأمور إلى المسّ بجمهور المقاومة. علماً أن السيد نصر الله سخر إلى أبعد مدى من تأثير القانون على مالية حزب الله وأفصح عن معادلة بسيطة “مَن ينقل الصاروخ إلى حزب الله ينقل المال”. وأوضح “أن تمويل حزب الله ورواتب حزب الله وسلاح حزب الله يأتي من إيران وطالما أن في إيران يوجد أموال فنحن لدينا أموال”، وأضاف “المال المقرّر لنا يصل إلينا وليس عبر المصارف وكما وصلت لدينا الصواريخ كذلك الأموال تصل إلينا ومن يعترض فليشرب من البحر المتوسط”. وتابع القول “كل مصارف الدنيا لا تستطيع أن تعيق وصول الأموال إلينا وعندما كانت العقوبات كانت أموالنا تصل إلينا”. وأردف قائلاً “نحن لا نخاف على أنفسنا. نحن فقط نخاف على أهلنا وناسنا وشعبنا وأن لا يُستهدف أهلنا”. وأضاف “هناك مصارف كانت أميركية أكثر من الأميركيين. وهم وسّعوا اللائحة وهناك مصارف لاحقت أقارب أي فرد بحزب الله”، معتبراً أن “الاعتداء على شريحة واسعة من اللبنانيين يدمّر الاقتصاد اللبناني ويدمّر النظام المصرفي في لبنان. وهذا مسؤولية بعض المصارف”، وكاشفاً أن “هناك لبنانيين ذهبوا إلى واشنطن وحرّضوا على هذا الملف، وهناك أعداء حرّضوا على إصدار القانون الأميركي”.

بدا السيد حسن نصر الله في إطلالته أمس، هادئاً ذا معنويات عالية يتكلم بثقة عالية، مستهزئاً بكل من كتب مقالاً أو قام بإعلام يسيء إلى حزب الله، مبيناً تفاهتهم وصلابة الحزب وقوته. توجّه إلى تيار المستقبل والى الرئيس سعد الحريري من دون أن يسمّيه أن حزب الله لا يعاني من أزمة مالية، بل على العكس فالحزب تحول من قوة محلية إلى قوة إقليمية في حين أن الآخرين هم مَن يعانون من أزمة مالية.

الاخبار: الحريري يخسر في الإعلام أيضاً: من نهاد المشنوق وملحق “النهار”… إلى عوني الكعكي

كتبت “الاخبار”: بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري جنّ جنون المال: 500 مليون دولار تقول الولايات المتحدة إنها صرفتها في لبنان، وأضعافها من السعودية، سيّلت لعاب إعلاميين كثر، ومكّنت إمبراطورية المستقبل من التوسع على نحو خيالي.

والهدف كما قيل يومها بشكل علني (شهادة السفير الأميركي الأسبق جيفري فيلتمان) تشويه صورة “حزب الله”، ودعم حلفاء الولايات المتحدة في لبنان.

يومها، ولدت القناة الحمراء لتلفزيون “المستقبل”، ببناء هو الأحدث في عالم التلفزيونات العربية، وبعدة شغل كانت الأحدث أيضاً يومها، وببرنامج عمل وفريق استثنائي بتنوعه وديناميكيته. بالتزامن، انطلق موقع “ناو ليبانون” الإلكتروني بقيادة النائب عقاب صقر الذي لم يترك قلماً أو وجهاً تلفزيونياً يمكن استقطابه مالياً، أياً كان المبلغ، إلا استرضاه وطوّعه. وبموازاة تركيز “المستقبل” الحمراء و”ناو ليبانون” على “إعادة تدوير” الصحافيين والإعلاميين من مختلف الانتماءات، ركز ملحق “النهار” على استيعاب العدد الأكبر من الكتّاب، وممن كانوا يوصفون بالمثقفين الليبراليين اللبنانيين والعرب المأخوذين بـ”ثورة الأرز”. وفي مطلع 2006، بدا أن أذرع الأخطبوط الإعلاميّ تغلغلت في كل الوسائل الإعلامية من دون استثناء، وبات رؤساء تحرير النشرات الإخبارية المختلفة في التلفزيونات والإذاعات ورؤساء الأقسام في الصحف يتسابقون مع صحافييهم على كتابة مقالين أسبوعياً للمواقع الإلكترونية المغمورة التي رفعت سعر المقال من ستين دولاراً إلى نحو 400 دولار أميركي، قبل أن يفتح كل إعلاميّ مستقبليّ موثوق موقعاً إلكترونياً على حساب “الشيخ سعد”، أو مركز تدريب للسياسيين على الإطلالات التلفزيونية، أو شركة علاقات عامة. وكانت الامبراطورية الإعلامية المستقبلية محصَّنة أو محاطة بوسائل إعلامية مكتوبة ومرئية ومسموعة، سعودية وكويتية وقطرية وألمانية وفرنسية وأميركية: من تسريبات المطبخ المستقبلي المختلفة لصحيفة “السياسة الكويتية”، إلى انبهار الـ CNN بـ”ثوار الأرز”.

لكن ما كادت الأزمة المالية الحريرية تطل برأسها حتى ابتدأ الانهيار: البعض نقل البندقية، من دون حياء، من كتف “المستقبل” إلى كتف حزب الله الذي استفاد، بصورة غير مباشرة، من خروج اللواء جميل السيد من الاعتقال. فالأخير أعاد الإمساك بعدة خيوط إعلامية، وقاد حملة هي الأقسى في مواجهة 14 آذار منذ اغتيال الحريري الأب. ثم ظهرت إلى العلن ميزانيات من قِبَل قوى 8 آذار رُصدت لمنابر إعلامية صغيرة.

بعضٌ آخر من إعلاميي “ثورة الأرز” أعاد المجتمع المدني تصنيعه. وبعض ثالث يتسكع منذ عامين في شوارع باريس كـ”هوملس” ولا يجد ما يأكله بعدما أنزل نفسه في بئر المحكمة الدولية وقطع تيار “المستقبل” الحبل به. فالمؤسسات الإعلامية المملوكة من سعد الحريري أو من ينوب عنه في السجل التجاري (تلفزيون المستقبل، إذاعة الشرق، صحيفة المستقبل، موقع تيار المستقبل الإلكتروني، صحيفة “النهار” وصحيفة “دايلي ستار”) لا تزال تعمل، لكن أزمة الرواتب دفعت غالبية الموظفين الكفوئين إلى المغادرة، وأمكنهم إيجاد عمل في وسائل إعلامية أخرى، ولم يبق في مؤسسات “المستقبل” سوى من يعجزون عن إيجاد عمل في مكان آخر، وقلة قليلة تختار بكامل إرادتها البقاء في المركب الحريريّ الغارق مثل بولا يعقوبيان وزافين وشهيدَي الحريرية الحيين علي ومروان حمادة وعدة أقلام في “النهار” يصلّون الشهر بطوله أن تبقى رعاية الشيخ سعد عسى يأتي الراتب.

الديار: رئاسة الجمهوريّة تنتظر التطوّرات الميدانيّة في سوريا حزب الله: الحريري يستثير الغرائز لترميم زعامته المهدّدة تيار المستقبل: الحزب يستدرجنا الى المؤتمر التأسيسي

كتبت “الديار”: بدا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وقد فقد الامل إن من اي توافق داخلي حول الاستحقاق الرئاسي، او من اي مبادرة فرنسية تحظى بدفع فاتيكاني لا حدود له. كان لا بد من صيحة استغاثة باتجاه واشنطن لانتزاع لبنان من بين الازمات الكارثية التي تعصف بالمنطقة.

قد يكون صاحب الغبطة سمع من جهات فرنسية او من جهات فاتيكانية أن دور الولايات المتحدة ينحصر الان في ادارة الازمات، بما فيها الازمات الدموية، لا محاولة حلها. كيف يمكن للشرق الاوسط الجديد الذي بشرت به كونداليزا رايس، وهلل له مسوؤلون لبنانيون، ان يقوم الا على انقاض الشرط الاوسط القديم؟

الجهات اياها التي شاركت في لعبة الخرائط، بطريقة او بأخرى، منذ ظهور “المسألة الشرقية” عام 1823 وحتى اليوم، باتت مقتنعة بأن الخرائط الحالية باتت من الماضي السحيق، وحين تتلاشى الدولة في سوريا، وفي العراق، وهذا هو التعبير الحرفي للجنرال الاميركي مايكل هايدن، الضليع في عالم الاستخبارات وما وراء الاستخبارات، ماذا يبقى من المنطقة؟

البطريرك الذي يعتبر ان لبنان “هبة الهية”، وهكذا كان يردد البطريرك الياس الحويك الذي كافح في اروقة فرساي لكي تجد “دولة لبنان الكبير” طريقها الى النور، خائف جداً على الخارطة اللبنانية.

الاستنتاج المنطقي عندما تتلاشى الدولة في سوريا اي لبنان في هذه الحال، وبعدما انتقل الصراع السني – الشيعي الى الساحة اللبنانية، وهو مرشح للتصعيد والتصاعد، دون ان يكون للطائفة المارونية اي دور؟

وحتى لو التقي الاقطاب الاربعة (امين الجميل، ميشال عون، سليمان فرنجية وسمير جعجع) على مرشح واحد، لن يكون هناك رئيس للجهمورية في لبنان قبل ان يتحدد شكل (ومصير) الجمهورية.

حتماً، الرئيس نبيه بري يدرك كل هذه الوقائع. ما يحدث الآن هو اللعب في الوقت الضائع بدل النوم على الاشواك. ثمة جهات خارجية وقالت بـ”لهجة ملكية” انها لا تقبل اي شكل من اشكال المراجعة “لا رئيس في لبنان قبل الرئيس الجديد في سوريا”.

هل هي “الظرافة” فقط ان يطلق البعض على مستشار للرئيس سعد الحريري، وهو نائب سابق، لقب “فخامة الرئيس”. لا ميشال عون ولا سليمان فرنجية. من اذاً؟!

اللائحة لا تتوقف عند الاثنين. واشنطن لديها مرشحها والرياض لديها مرشحها. هذا حين تصبح الظروف مؤاتية، مع ان الفرنسيين انفسهم يعتبرون ان الازمة السورية باتت من التعقيد بحيث افلتت من جميع الايدي. ازمة عشواء وقد تطيح رؤوساً كثيرة على مستوى المنطقة.

البطريرك استنفد كل الاتصالات، وكل الصلوات، ليبدو ان الازمات اللبنانية تزداد حدة، وان الدولة بلغت حداً من التآكل قد يجعلها تنهار في اي لحظة، على الاقل تحت وطأة الفضائح التي يتوقف التحقيق فيها في بداية الطريق…

وحين يوصف مجلس الانماء والاعمار بأنه مغارة علي بابا، وبانها حكومة قائمة بذاتها وتدار من جهة ما ليس معروفاً ما اذا كانت موجودة على الارض ام في السماء، من يستطيع الدخول الى اخر المغارة؟

النهار: وزير المال يُطلق غداً “صفارة إنذار” برّي: لا رئيس من دون السلّة المتكاملة

كتبت “النهار”: في انتظار الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء غداً الثلثاء المترافقة مع آمال في تفعيل عمل الحكومة أكدها تكراراً أمس الوزير وائل ابو فاعور بقوله إن “هناك اتجاها لاطلاق عمل حكومي أكثر إنتاجية، وحل بعض المواضيع التي عقدت وتعقد عمل مجلس الوزراء، من موضوع النفط الى الاتصالات الى أمن الدولة والتفتيش الى سد جنة”، سيقدم وزير المال علي حسن خليل عرضاً مفصلاً عن الوضع المالي وسيطرح الحلول والحاجات لتحصينه وعدم ذهابه الى حدود الأزمة. وعلم في هذا الاطار ان تقرير الوزير يقع في 41 صفحة، ويتضمن بين السطور تحذيراً من تداعيات الوضع السياسي على الوضع المالي في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد والمنطقة، والمخاطر الناجمة عن الاستمرار في الانفاق عشوائياً ومن خارج الموازنات أو القوانين القائمة، وسيبين بالأرقام حجم الانفاق في ظل تراجع الواردات والعجز الكبير.

وصرح الوزير خليل لـ “النهار”: “لسنا في لحظة ترف لنضيّع مزيداً من الوقت. نحن أمام وقائع اقتصادية ومالية حرجة والمطلوب من الحكومة ان تتحمّل مسؤولياتها. نحن بحاجة الى مجموعة من الإجراءات لتحريك العجلة من جديد من أجل تحسين النمو والخروج من حالة المراوحة القاتلة. من جهة اخرى،لا بدّ من وضع الجميع أمام مسؤولياتهم لجهة فهم حقيقة الوضع المالي وعدم قدرتنا على التحمّل أكثر. اليوم مستوى الإنفاق يزداد دون الالتفات الى ان وارداتنا ما زالت نفسها بل تتراجع. لذلك، لا بدّ من مجموعة من الإجراءات سنناقشها داخل مجلس الوزراء”.

ومن غير الواضح ما اذا كان رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام سيبت موضوع تعيين خلف لنائب المدير العام لامن الدولة العميد محمد الطفيلي الذي أحيل على التقاعد قانوناً أمس، اذ لم يدرج الموضوع على جدول الاعمال الذي تضمن ليوم الخميس بنداً خلافياً جديداً يتمثل في التمديد مرة جديدة للشركتين المشغلتين لقطاع الخليوي في لبنان (البند 32). وقالت مصادر متابعة لـ”النهار” إن التعيين لا يحتاج الا الى

وكان مجلس الوزراء وافق في نيسان 2015 على دفتر شروط المناقصة العالمية لادارة وتشغيل شبكتي الهاتف الخليوي، على أن تتولى ادارة المناقصات إجراءها بواسطة لجنة تضم أعضاء يسميهم وزير الاتصالات، وعلى أن تنجز هذه المناقصة خلال مدة ستة أشهر ويمدد عقدا ادارة شبكتي الهاتف الخليوي بالشروط ذاتها لغاية تاريخ 31/12/2015. ومدد مرة ثانية شهراً ينتهي في 1 شباط 2016، واستمر التأجيل في ظل فشل المناقصات.

سياسياً، يستمر في الوقت الفاصل عن الحوار الثلاثي الايام في 2 آب، الجدل حول السلة المتكاملة التي تحدث عنها الرئيس نبيه بري مدخلاً الى الحل، وقد اطلقت مواقف عدة في عطلة نهاية الاسبوع من السلة سرعان ما بادلها بري بردود عنيفة استغرب خلالها كيف ان البعض يتحدث عن نياته وانه يسعى الى مؤتمر تأسيسي ويتهمه بانه واجهة لـ “حزب الله “صاحب الفكرة. وقال أمام زواره: “ليس صحيحاً ان السلة أمر مرادف لمؤتمر تأسيسي. هذا كذب على اللبنانيين”. ورد على منتقديه قائلاً: “عليهم ان يعرفوا ان عدم السير بالسلة التي قدمتها سيقود البلد الى الاسوأ من المؤتمر التأسيسي المزعوم وهو الفراغ الشامل ان لم أقل الدمار الشامل. ولا رئيس جمهورية من دون هذه السلة”.

وكان النائب مروان حمادة صرح: “لو كنت أثق فعلاً بأن السلة التي عرضها الرئيس بري على المتحاورين نابعة منه، لربما وافقته من دون تردد، غير أن إصرار حزب الله، وهو المحرك الرئيسي لما بقي من 8 آذار، على دوحة لبنانية، يزيدني معارضة لأي شيء قد يشبه المؤتمر التأسيسي”.

وقال النائب احمد فتفت بدوره: “اذا كانت السلة المتكاملة تعني ان نعطي البلد للسيد حسن نصرالله، فنحن نفضل ان يأخذ البلد بطريقته بدل ان نسلّمه البلد ونوقّع له”.

اللواء:الحريري يرد على نصر الله: إيران تمول الفتنة في العالم العربي باسيل يُلزم بلديات التيار بإجراءات للحدّ من النزوح السوري.. والطفيلي أصبح متقاعداً

كتبت “اللواء”: تكاد جلسات الحكومة الاستثنائية نقطة الضوء الوحيدة، على الرغم مما ينهش بالجسم اللبناني من موبقات وخلافات وضغوطات وفضائح وصفقات وتباينات وحسابات ورهانات على تطورات تغيّر الصورة، مع إسقاط عنصر الأمن من لعبة الرهانات الجارية.

وضمن هذا الإطار، وصف مصدر وزاري لـ”اللواء” الجلسة الاستثنائية للحكومة والمخصصة غداً للاستماع إلى تقرير أعده وزير المال علي حسن خليل من 40 صفحة فولسكاب ضمّنه وقائع ومعطيات حول المالية العامة للدولة واقتراحات والتزامات في سبيل:

1- عدم انحدار الوضع المالي إلى حدود الأزمة.

2- ضمان توفير الرواتب والالتزامات المالية للدولة للمتعهدين والمستشفيات وسواها.

3- ضمان سلامة العلاقة بين الدولة والمصارف والمؤسسات المالية، لا سيما الدولية منها. وصف هذه الجلسة بأنها من أهم جلسات الحكومة، وبالتالي فإن الحفاظ على الوضع المالي يستدعي قرارات حكومية وربما نيابية ملحّة، وربما موجعة، في ضوء تباطؤ النمو وتراجعه وازدياد احتياجات الدولة، والمخاوف من أزمة نقدية مالية ودولية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وربما كانت هذه الجلسة الاستثنائية هي الوحيدة قبل عيد الفطر السعيد المتوقع أن يكون الأربعاء في السادس من شهر تموز المقبل.

الجمهورية: لبنان يرصد هزّة الإنفصال وعينُه على “ســلّة آب” وبرّي “متشائل”

كتبت “الجمهورية”: خلافاً للسلبيات والإرباكات التي أسقَطها الانفصال البريطاني عن الاتّحاد الأوروبي، على أوروبا والعالم، فقد تبَدّت للحدث البريطاني حسنةٌ لبنانية، تجلّت في أنّه تقدّم على الشأن اللبناني وأعطى الملفّات الداخلية إجازةً قصيرة وموَقّتة، وشدَّ الاهتمامَ السياسي العام إلى أرض الانفصال، لعلّه يتلمّس ضوءاً، أو يلتقط إشارةً ما حول الاتّجاه الذي سيميل إليه خط السير الأوروبي لا بل العالمي بعد الانفصال، ورقعةِ ارتداداته المباشرة، سواء الدولية أو الشرق أوسطية، وحجم تداعياته وموقع بريطانيا بعد هذه الخطوة.

لبنان على خط رصد ومتابعة ارتدادات الانفصال البريطاني، مع التركيز على مغزى ودقّة ما باتَ يسمّى في أوروبا “الزلزال”، وعلى الأصوات التي بدأت تتصاعد وتدعو إلى استنساخ هذا الانفصال في بعض الدول المرتبطة ببريطانيا تحديداً، وأيضاً، في دول أوروبّية أخرى.

ولأنّ لبنان ومِن موقعه الجيوسياسي اعتاد على مرِّ تاريخه، أن يتأثر بما يجري خارج حدوده، وأن يشكّل في كثير من الظروف والأحيان مرآةً عاكسة للحدَث الخارجي، إقليمياً كان أو دولياً، فإنّ مستويات سياسية رفيعة المستوى تستبعد أن تلفح رياح الانفصال لبنان، بل هو في منأى عن هذه العاصفة، ولذلك فهي تدعو إلى عدم الاستعجال في الحكم على الحدث البريطاني، وانتظار المدى الذي سيَبلغه ما بات يسمّى في أوروبا “الزلزال”.

ولكن حتى الآن تبدو مفاعيله محصورةً في الميدانين البريطاني والأوروبي، إلّا أنّ احتواءَ تلك المفاعيل – هذا إنْ ظهرَت نوايا في هذا الاتجاه – يتطلّب بعضَ الوقت، ولكن قد تتفاعل أكثر إذا ما اقتدت ببريطانيا، دولٌ أخرى، وكرّت سُبحة الانفصال مع ما يتأتّى عنه من تغييرات سياسية وجغرافية، وربّما توتّرات!

سياسياً، يقول رئيس مجلس النواب نبيه بري: “لم أفاجَأ بهذا الانفصال، فقد كانت له مقدّمات، أنا شخصياً لمستُ بعضَها خلال لقاءاتي الداخلية مع السفراء والديبلوماسيين الاوروبيين، وخلال زياراتي الخارجية ولقاءاتي مع كبار المسؤولين الاوروبيين”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى