مقالات مختارة

العلاقات الخارجية: توجد انجازات وتوجد تحديات خصوصا مع امريكا وروسيا: زلمان شوفال

 

اختيار اسرائيل لرئاسة اللجنة القانونية للامم المتحدة وبتأييد الدول الديمقراطية، هو شيء هام من الناحية الرمزية، لكنه يشكل علامة فارقة اخرى في اتساع العلاقات الخارجية لاسرائيل. في وسائل الاعلام الدولية والمحلية يتم التشديد عادة على العزلة المتزايدة على اسرائيل والمقاطعة الاقتصادية والثقافية وغيرها – لا أقول إن هذه الظواهر غير موجودة – لكن الضرر الاقتصادي الفعلي لـ بي.دي.اس مثلا هو تقريبا صفر.

الانباء الجيدة، كما هو معروف، لا تبيع الصحف، وايضا اغلبية وسائل الاعلام الاسرائيلية لا تخرج عن طورها من اجل اظهار الجوانب الايجابية لاعمال الحكومة وانجازاتها في كل ما يتعلق بالعلاقات مع دول العالم. المحللون الاسرائيليون يتصرفون عادة من خلال الاستخفاف بأهمية التطورات الايجابية، وفي حينه تعاملوا باستخفاف مثلا مع رحلة ليبرمان الذي كان وزيرا للخارجية، الى افريقيا، دون ابداء الرأي بأن هذه الدولة الافريقية أو تلك، العضوة في مجلس الامن، تستطيع بصوتها أن تسقط قرار معادي لاسرائيل وخطير (هذا ما حدث بالفعل).

مع الخطوات الحيوية الاخرى يمكننا أن نذكر الحل الآخذ في التبلور للازمة مع تركيا – مثال على استغلال ذكي للواقع الدولي الذي اسبابه غير مرتبطة بشكل مباشر، أي العزلة المتزايدة لتركيا، سواء من الشرق أو من الغرب. لا يوجد شيء على المستوى الدولي منفصل عن السبب الذي يحدث فيه، حيث أنه في اعقاب الاتفاق النووي مع ايران والفوضى في الشرق الاوسط، فانه لا زالت هناك ظروف للتقدم والفائدة بين اسرائيل وبين دول عربية سنية.

اضافة الى الاضواء توجد ايضا ظلال، ابرزها هو العلاقات مع اوروبا في معظم الامور المتعلقة بالمشكلة الفلسطينية، من مقاطعة المنتوجات الاسرائيلية التي مصدرها خلف الخط الاخضر وحتى اتخاذ خطوات سلبية مثل المبادرة الفرنسية.

انجاز بارز ومهم لحكومة نتنياهو في العلاقات الخارجية هو مع روسيا. هنا ايضا تلعب المصالح دورا مركزيا لدى الطرفين، وهنا ايضا اسرائيل تصرفت بحكمة سياسية واستغلت الظروف الجيوسياسية التي نشأت، سواء في محيطها القريب أو على المستوى الدولي. هذه العلاقات يجب توسيعها وتبنيها، ولكن نظرا لأنه في طبيعة الحال روسيا واسرائيل ليستا في نفس الجانب، فان هذا يؤكد الاستنتاج بأنه لا بديل عن امريكا لاسرائيل من جميع النواحي الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية.

علاقات اسرائيل والولايات المتحدة عرفت صعودا وهبوطا في السنوات الاخيرة خصوصا في الموضوع الايراني، وايضا بسبب مواقف الرئيس اوباما حول دور الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. الجدل الحالي حول الاتفاق الامني الجديد يعكس الجانب الايجابي في العلاقة بين الولايات المتحدة واسرائيل – أي استعداد الولايات المتحدة للدعم الامني القوي ولعدة سنوات – وايضا الجانب السلبي، أي التعاطي المتحفظ من قبل الادارة تجاه المواقف والتقديرات السياسية لحكومة اسرائيل.

تستطيع اسرائيل أن تسجل لنفسها انجازات كثيرة في السنوات الاخيرة في العلاقات الخارجية، لكن لا يجب تجاهل التحديات القريبة، سواء بخصوص الخلافات مع اوروبا أو العلاقات الحيوية مع واشنطن وتأثيرها، سلبا أو ايجابا، على الموضوع الفلسطيني.

اسرائيل اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى