“معاريف”: حزب الله هو العدو الأصعب لـ”إسرائيل”
تناول المعلّق العسكري في صحيفة “معاريف” يوسي ميلمان في مقال له امس التهديدات التي تواجهها الجبهة الداخلية في كيان العدو، فقال إن “المجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية (الكابينت) استمع الى استعراض، في مطلع الأسبوع، عن المخاطر والتهديدات المنتظرة التي تواجهها الجبهة الداخلية في حال اندلاع الحرب”، وأضاف “هذه الجلسة كانت الأولى للمجلس التي يشارك فيها أفيغدور ليبرمان كوزير للحرب.. عدد من المشاركين في الجلسة قالوا إن الأجواء كانت جيدة وهادئة، وقد حُدِّد موعد إنعقادها قبل أسابيع كثيرة من دون أن تكون مرتبطة أبدًا بطلب وزير التعليم نفتالي بينت القاضي بتحسين نوعية ودورية التقارير الموجزة لأعضاء المجلس”.
وتابع ميلمان “إنها المرة الأولى التي يستمع فيها المجلس الوزاري المصغر إلى ما يصفونه في الجيش الإسرائيلي بـ”سيناريو نسبي” في حال حصول حرب، وهدفه الأخذ بعين الاعتبار جميع المتغيرات، وعلى رأسها المعلومات عن قدرات “العدو” مقابل القدرات الدفاعية والهجومية للجيش الإسرائيلي، ومن هنا محاولة تقدير ما هي الضربة المتوقعة على الجبهة الداخلية.. بطبيعة الحال، لدى المؤسسة الأمنية ميل للبناء على السيناريوهات المنسوبة على أساس “تحليل الحادثة الأسوأ”، ولذلك فإن المعنيين في “إسرائيل” يستعدون لإحتمال أنه في حال إندلعت الحرب فإنها ستكون “متعددة الجبهات”، أو بعبارة أخرى ستحصل في عدة جبهات: لبنان، سوريا، غزة وحتى إيران”.
ويكتب يوسي ميلمان “العدو الأصعب لـ”إسرائيل” هو حزب الله.. وحسب تحليل الحادثة الأسوأ، من المحتمل أن تطلق المنظمة وربما أيضًا الجيش السوري صواريخ على “إسرائيل” من الجولان، ويحتمل أن تُطلق صواريخ من إيران، ويحتمل أيضًا أن تنضم “حماس” وبالتأكيد الجهاد الإسلامي”.
ميلمان لفت الى أن “ضباطًا كبار في الجيش الإسرائيلي ومسؤولين في وزارة الحرب في السابق كانوا قد صرّحوا في السابق بأن التقدير هو أن بحوزة جميع هؤلاء الأعداء مجتمعين مخزون هائل يصل إلى حوالي 220 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية.. قرابة نصف هذه الكمية يمتلكها حزب الله. مرّت المنظمة منذ حرب لبنان الثانية بمسار مؤثر ودراماتيكي على صعيد بناء القوة، وتحوّلت من حرب عصابات إلى جيش بكل ما للكلمة من معنى.. حزب الله لديه قرابة الـ20 ألف عنصر نظامي وقرابة الـ25 ألف عنصر إحتياط، إضافة الى وحدات بحرية وطائرات غير مأهولة، وهو يطوّر حرب السايبر, ويتنصّت على أجهزة الإتصال ويحاول تحسين قدراته الإستخبارية”.
برأي المعلّق العسكري في “معاريف”، ركّز حزب الله في إطار مساعيه لمضاعفة قوّته على التزود بصواريخ دقيقة جدًا قادرة على حمل رؤوس حربية، لا تزن عشرات الكيلوغرامات كما كان قبل عشر سنوات بل مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة.. خلال حرب لبنان الثانية التي دامت 33 يومًا أطلق حزب الله أكثر من 4000 صاروخ وقذيفة صاروخية بوزن 18 طن من المواد المتفجرة، ويمكن التقدير أنه في أي حرب مستقبلية حزب الله سيطلق خلال عدة أيام عددًا مشابهًا من الصواريخ والقذائف التي تحمل أطنانًا من المواد المتفجرة، وأن البنى التحتية الإستراتيجية مثل المطارات ومحطات الكهرباء وقواعد الجيش وغيرها ستكون هدفًا لصليات الصواريخ”.
ويشرح يوسي ميلمان أنه “حتى لو نجح سلاح الجو الإسرائيلي في بداية الحرب بتدمير كميات معتبرة من الصواريخ والقذائف التابعة لحزب الله، وحتى إذا اعترضت منظومة الدفاع الجوي وبالأخص “القبة الحديدية” عددًا كبيرًا من الصواريخ، فإنه من الواضح أنها ستتسبّب بوقوع خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات.. هذه الحرب ستكون حربًا من النوع الذي لم تشهده الجبهة الداخلية من قبل، وقد يُطلب من مئات الآلاف إخلاء منازلهم أو حتى قد يخلونها هم من تلقاء أنفسهم. وأيضًا من المتوقع حصول مشاكل في تأمين الكهرباء، وفي شبكات الإتصالات وفي عمل المؤسسات العامة”.
ويقول الكاتب إن “رئيس الحكومة السابق إيهود باراك قدّر سابقًا أن الجبهة الداخلية ستتكبّد في المعركة المقبلة مئات القتلى”، ويسأل “هل هذا رقم يستطيع “المجتمع” في “إسرائيل” التعامل معه؟ ثمّ يردف “الإجابة مرتبطة بمناعة “المواطنين”.. استنادًا إلى الحروب الأربعة الأخيرة، لبنان الثانية والمعارك الثلاث في غزة، يقدر المسؤولون في المؤسسة الأمنية أن المجتمع الإسرائيلي لديه التصميم والمناعة الإستعداد للتضحية في أي إختبار”.
ويخلص يوسي ميلمان الى القول “علينا ألّا ننسى أن ردّ الجيش الإسرائيلي سيكون مختلفًا كليًا.. حزب الله سيتعرض “لضربة قاتلة إلى حد هزيمته” كمنظمة عسكرية.. على أيّة حال، فإن أرجحية حصول حرب مع حزب الله منفخضة جدًا حاليًا”.