ساعة الذهاب للبيت حانت: تشيلو روزنبرغ
سيدي رئيس الوزراء، رجاء ارحم نفسك واذهب الى بيتك بمبادرتك. وحسن ساعة اقل. لا أسدي لك نصيحة لان قلبي يتفطر لرؤية مساعيك للتمسك بقرون المذبح. سبب واحد فقط يدفعني لان أدعوك للذهاب الى بيتك: يوجد شعب في اسرائيل، توجد عائلات، اطفال، شيوخ. وهم بحاجة الى أمل، تغيير، قيادة تستمع الى لواعج قلبها. لست قادرا على أن تمنحهم الامل. انت لست مبنيا للعمل من أجل الشعب كله. انت تعمل لدى المتطرفين القوميين الذين كل همهم هو بلاد اسرائيل الكاملة، جبل البيت وتجديد الهيكل، واذا كان من اجل هذا ينبغي حرق كل قطعة طيبة – فهم مستعدون لان يدفعوا هذا الثمن.
وأنت، سيدي رئيس الوزراء، استسلمت لهم، اصبحت عزيز أوساطهم. رفاقك المقربون هم بينيت، ارئيل، شكيد، ستروق وأمثالهم. معهم وقعت على اتفاق فائض اصوات، وليس صدفة، لانهم وانت مثل القفاز لليد. لست رئيس وزراء الجميع بل رئيس وزراء فئة صغيرة تسير نحو جعل اسرائيل دولة بشعة، منعزلة، تنكل بفقرائها وعملها، منقسمة ومليئة بالشقاق الذي أنت ورفاقك اختصصتم في استغلاله لاغراضكم السياسية.
لاسفي، لبيد، الذي لم اؤيده ابدا، ولا اعتزم عمل ذلك هذه المرة أيضا، كان محقا في قوله انك منقطع. انت تعيش في فقاعة ايديولوجية، لا تنظر حولك بل فقط في الاستطلاعات وليس في عيون الخلق. لم تنزل ابدا الى الشعب كي تسمع ازماته واراداته. صحيح، انتخبت قانونيا، غير أنه في الطريق التي بين الدعاية السياسية وبين جلوسك على كرئيس رئيس الوزراء نسيت ماذا وعدت الناخبين. لا يوجد شخص في اسرائيل خانته الذاكرة لا يلاحظ الهوة التي بين وعودتك وبين افعالك كرئيس للوزراء.
إسـأل عاملي جهاز الصحة، عاملي جهاز التعليم، عاملي جهاز الرفاة، المتقاعدين، العاملين الذين يكسبون أجرا بالحد الادنى. معوزي السكن والعاطلين عن العمل. وهم سيقولون لك خطاياك الكبرى. أحسنت للاغيار ومع اصدقائك خلف الخط الاخضر وأهملت احياء الازمة والمحيط، قلصت المخصصات في جهاز التعليم وتركت الاطفال بلا مستقبل. نعم، سيدي رئيس الوزراء، جدعون ساعر الذي ترك بطرقة باب تسبب لجهاز التعليم باضرار لن تصلح بسرعة. وأنت، رئيس الوزراء، ساهمت في ذلك. إسأل الاطباء والممرضات وعاملي الادارة في المستشفيات ماذا يفكرون بسياستك الراديكالية في جهاز الصحة، وهم سيقولون لك الحقيقة. بتشجيعك، جهاز الصحة العام يوجد على شفا انهيار لانك قدست خصخصة الجهاز ولم تنظر الى الوراء كي ترى نتائج سياستك. تحت يدك نما وحش يسمى الطب الخاص الذي يدفن تحته، بكل معنى الكلمة، كل اولئك الذين يدهم لا تطول. لانك، سيدي رئيس الوزراء، انت تأتي من مدرسة اقتصادية – اجتماعية داروينية ليس فيها رحمة وليس فيها رأفة. القوي يبقى، والسوق تقرر القواعد، ومن ليس قادرا على الصمود في المنافسةن يحسم أمره.
سيدي رئيس الوزراء، انت مواصل طريق مناحيم بيغن في الليكود، وهذا لقب ملزم، غير أن هذا اللقب صحيح في موضوع واحد فقط: صنعت حياة سياسية فاخرة من انشقاق الشعب، من تخويفه، من الفتنة لهذا الوسط ضد غيره، استغلقت قدراتك اللغوية كي تزرع الكراهية والشقاق في الشعب، إذ هكذا يمكن الحكم، مثابة فرق تسد. وقد تسللت الكراهية الى تحت وبعدها الى تحت، وسممت أوساطا كاملة، وتسببت بالحراك من هنا الى هناك، وأنت توجت ملكا. غير ان الملك عارٍ. إسأل رفاقك في الحكومة، إسأل ساعر ولفنات، وغيرهم سلسلة طويلة جدا من الاشخاص الذين عملوا معك وستفهم بان لبيد محق: انت منقطع.
واذا ما حصلت معجزة وصحوت، واستيقظت من الاحلام الحلوة لتنظر الى الخارج، ستفهم بان ساعتك للذهاب الى بيتك حانت. لا تكن غليظ القلب، لا تكن مغرورا. انزل من جنون العظمة. اذهب الى بيتك في صالح الشعب.
معاريف الاسبوع