المشنوق: السعودية منعت ترشيح عون وخيار فرنجية بريطاني اميركي
كشف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عن أن ترشيح النائب سليمان فرنجية لم يأت من الرئيس سعد الحريري بل من وزارة الخارجية البريطانية، ثم انتقل الى الاميركيين ومنهم الى السعوديين وصولاً الى الحريري، موضحاً أن سبب الترشيح سياسي “هناك نظرة دولية تقول ان حزب الله سيعود من سوريا ولن يكون رابحا وبالتالي سيكون مثل الفيل الذي يدخل الى محل زجاج ويكسر كيفما تحرك فالافضل ان يكون هناك رئيس يطمئنه ويريحه”.
وبارك المشنوق في حديث لـ”أل بي سي آي” للوزير المستقيل أشرف ريفي “بنتائج الانتخابات البلدية التي حصلت في طرابلس، وهذا امر طبيعي، كما ابارك لصديق اخر ربح المعركة الانتخابية في اي مكان في لبنان”.
ورداً على سؤال عما إذا كان ريفي “صديقا”، أجاب المشنوق: “بالتأكيد، صداقة الناس لا تنتهي، هناك خلافات كثيرة، لكن لا يمكنني تغيير التعبير بهذه السرعة ولا منطقي ولا اخلاقي ان اغيرها”.
وقال: “لاحظت بالمدة الاخيرة كلام ريفي عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري، اعتقد ان ذلك من الاخطاء الاستراتيجية، بدا الكلام وكأنه يقوم بحصر إرث للحريرية السياسية وهذه مسألة خلافية، لا يمكنك بدء الحديث بمسألة خلافية، من هو الادق ومن هو الاصدق والاكثر اخلاصاً، هذه اسئلة طويلة عريضة، هو له موقف سياسي محدد من كل موضوع بصرف النظر عما اذا كنت اوافق عليه او لا، انا مضطر ان احترمه باعتبار ان هذه حرية رأي كل سياسي او شخص ان يقول ما يعتقد بهذا الموضوع او غيره”.
أضاف: “اعتقد انه حان الوقت ان نبعد الشهداء عن الطاولة، ولا يجوز كلما قال احد لك صباح الخير فترد وتقول الرئيس الشهيد او اللواء الشهيد او النقيب الشهيد، انا لا اريد الوصول الى درجة الحديث عن استعمال او استغلال، هو اكثر شخص يعلم اننا لم ننساهم لكن لا يجوز ان يبقوا طبقا يوميا في السياسة، انا من الاشخاص الذين يدعون انهم عملوا سنين طويلة مع الحريري ويمكنني ان ادعي انني اعرفه جيداً، ولا مرة تجرأت ان اقول اكثر من هكذا عن علاقتي به، وكل الناس تعلم عن طبيعة العلاقة، ولكن لك موقف سياسي هذا صحيح وانت حر به وحر ان تقنع الناس به ويصوتون لك ولمرشحينك على اساسه او عن اي موقف او قضية تأخذه، لكن هذا الامر شيء وادخال اسم الرئيس الشهيد في كل موضوع شيء اخر، او ادخال اللواء الحسن، لا يجب ان ندخل المواضيع ببعضها”.
وقال المشنوق: “نحن نتحدث عن وقائع وليس اوصاف وانا اقول ان هناك مشكلة في هذه العناوين ونحن جملناها، على طريقة ربط النزاع ولكن نحن بالسياسة منذ شكلت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي حتى الآن استعملنا سياسة نصف التسوية ونصف المواجهة ونصف القتال ونصف الجلوس على الجانب. وانت ماذا يمكن ان تبرر للطرابلسيين انك فجأة قررت بعد اربع سنوات انك انت حليف للرئيس ميقاتي مع العلم بالمناسبة انا واحد من الناس الذين سعوا ووافقوا على اللقاء الذي عقد مؤخرا ببيت الرئيس تمام سلام. ولكن انتخابيا كيف تبيعها هذه؟ لا تباع ولا تمشي. زيارتك الى الشام كيف تبيعها؟ وموقفك من الحوار كيف تبيعه؟”.
اضاف: “بطبيعة الحال كل الناس تعتقد ان هذا خيارنا الطبيعي واننا ولدنا ونحن متخذون هذه القرارات، لا، فلأقل كلاما واضحا وصريحا السياسة السعودية السابقة هي التي طلبت واوصت والحت واصرت واوصلت الى هذه السياسة، ببساطة واختصار. نعم اقول هذا الكلام وعلى مسؤوليتي”.
وتابع: “طبعا السياسة السعودية السابقة، والا ماذا يأخذنا الى الشام، استنادا الى اي معايير نذهب الى الشام، الآن سيصدر 100 نفي واولهم من الرئيس الحريري، ولكن انا اقول هذا الكلام على مسؤوليتي واناس كثر يعرفون انني اعرف ولست احد المستمعين بل احد المشاركين، نعم لاسباب سياسية تتعلق بقراءتهم للوضع في المنطقة اعتقدوا انهم يقومون بهدنة مع النظام السوري وبهدنة مع حزب الله وقتها اي قبل 5 او 6 سنوات 7 سنوات. عندما اقيل سعد الحريري من رئاسة الحكومة، ماذا كانت ردة الفعل وبعد ماذا اتت اصلا، اتت بعد زيارة الشام وبعد التخلي، كان هناك نوع “شو بيعرفني ماذا ساسميه” من التبرأة او التخلي على باب المحكمة الدولية في لاهاي. عندما تكلم سعد الحريري على باب المحكمة هذا كلام قديم جدا. هذا كله كان بطلب ممن؟ سأقول اكثر من ذلك كان مطلوب منه ان يتخلى عن المحكمة الدولية، من كل الجهات المعنية وهو قاوم وصمد وقاتل ولكن كم هي قدرته؟ ولا ننسى اين هو يعيش واين مصالحه وشغله وحياته واين تربى، هو ليس شخص لبناني عاش كل حياته في لبنان، بالكاد يعرف دولة او اخرى. .. هذه الحقائق”.
سئل انتم دفعتم ثمن السياسة السعودية بالتنازل؟، أجاب: “نحن لم ندفع ثمن… انا لا ابرئ احداً، ولكن اقول من اين اتى القرار ومن اين وصلت الامور، كيف يمكن ان يفكر احد منا بلحظة ومذكرات التوقيف تصدر بحق 30 و40 شخصا، ان ينتهي الامر بزيارة الشام؟ باي منطق هذا ؟ هل هكذا حلمت في الليل؟ انا لا اتكلم عن الاخطاء الداخلية وماذا حدث؟ هذا موضوع آخر اصل اليه بعد ذلك ولكن هذه الخيارات السياسية نعم تسبب مشكلة كبيرة”.
وقال: “حتى ترشيح النائب فرنجية الذي احترمه واقدره وانا على صلة معه وصداقة واقدر صراحته وصدقه وكلامه المباشر، الا ان هذا الترشيح لم يأت من الرئيس الحريري بل اتى من وزارة الخارجية البريطانية، لتحكى الامور كما هي ثم انتقل الى الاميركيين وانتقل منهم الى السعوديين ومن السعوديين الى الرئيس الحريري، هذا لم يقرر بين ليلة وضحاها بل له سبب سياسي ، لا يعني انه خطأ، نظرة دولية تقول ان حزب الله سيعود من سوريا غدا بعد غد او بعد سنة او بعد سنتين ولن يكون رابحا وبالتالي سيكون مثل الفيل وساقول لك التعبير الذي استعمل بدقة، مثل الفيل الذي يدخل الى محل زجاج ويكسر كيفما تحرك فالافضل ان يكون هناك رئيس يطمئنه ويريحه ويجعله ان يكون اكثر تآلفا وانساجماً مع النظام اللبناني وبدون افكار مؤتمر تأسيسي وتعديل دستور وحرب اهلية، لان البحث الحقيقي بمسـألة هذا السلاح المنتشر في كل مكان في العراق وسوريا واليمن؟ بالنهاية سيعودون الى لبنان، لن ينتصر لا في العراق ولا في اليمن ولا في سوريا، اصلاً الساحة السورية اصبحت اكبر من قدرة اوروبا مجتمعة على التأثير فيها، الاميركي والروسي يتفقان، بصعوبة يمكنه تنفيذ جزء من سياستهم”.
سئل: اشرف ريفي يقول اعطيكم معلومات واكيدة انه لن يصل فرنجية الى الرئاسة، أجاب “هذا موضوع اخر ولا اناقشه، انا لا ارشح احدا، انا اقوم بقراءة سياسية للذي حدث، اولاً حتى الان لن ينتخب رئيس بصرف النظر من هو، لنفس الاسباب التي منعت من انتخابه منذ اشهر وسنوات، الرئيس الحريري في وقت من الاوقات الم يرشح عون؟ ما كانت النتيجة؟ ماذا فعلت به السياسة السعودية السابقة في ذلك الحين؟ ما لا يفعل، قالت ما لا يقال، لنر الامور كما هي، ولا احد يمكنه الادعاء انا لا اتأثر بأحد ولا ارد على احد ولا يهمني احدـ في كل العالم، الناس تتأثر ببعضها فكيف يمكن لشخص ان لا يتأثر بقوة كبرى؟”.
سئل في حال اراد وليد جنبلاط ان يأخذ جمهوره الى المكان الذي يريده كخيار سياسي يمكن ان يكون الجمهور معه لماذا تيار المستقبل لا يفعل هذا الامر؟، اجاب: “السنة ليسوا دروزاً بداية، وهذا بيت من الزعامة السياسية عمره 200 سنة وهم اقلية عندها خطر وجودي بعقلها ووجدانها، السنة ليسوا كذلك مع احترامي الشديد للدروز، والسنة عقلهم مختلف وطبيعتهم مختلفة وقراءتهم بالسياسة مختلفة. وما حدث في الانتخابات البلدية ليس اخر الدينا ولا اولها وعلينا ان نطوّل بالنا بعض الشيء”.