لافروف والإنذار الأخير حميدي العبدالله
في أحدث تصريح لمسؤول روسي كبير حدّد وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف نهاية هذا الأسبوع كمهلة أخيرة قبل استئناف روسيا عملياتها العسكرية ضدّ مواقع قد تكون مختلطة بين «النصرة» وتشكيلات مسلحة أخرى تدعمها الولايات المتحدة، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول روسي كبير أنّ استهداف هذه المواقع لن يستثني تشكيلات مسلحة لم يجر التوافق على تعريفها كمنظمات إرهابية، ولكن سيتمّ استهدافها لأنها رفضت اتفاق وقف إطلاق النار، ولا سيما لجهة الفقرات التي تنصّ على ضرورة، أولاً، القبول بهذا الاتفاق، وثانياً الابتعاد عن مواقع المنظمات التي تمّ الإجماع على تعريفها كتنظيمات إرهابية.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يحدّد فيها مسؤول روسي كبير موعداً لاستئناف مشاركة روسيا في توجيه ضربات للتشكيلات المسلحة التي لا تلتزم اتفاق وقف العمليات، بل كان وزير الدفاع الروسي قد أعلن أنه مع حلول تاريخ 25 أيار المنصرم ستقوم روسيا ولو بشكل أحادي بتوجيه ضربات ضدّ مواقع المسلحة التي لا تلتزم بالاتفاق.
تصريحات لافروف تطرح سؤالاً عما إذا كان موعد نهاية هذا الأسبوع هو موعد نهائي أم أنه قابل للتمديد مثلما حدث في الموعد الذي حدّده وزير الدفاع.
من الصعب إعطاء إجابة قاطعة على هذه التساؤلات في ضوء عاملين أساسيين، العامل الأول مدى استجابة الولايات المتحدة ووفائها بالتعهدات التي قطعتها لروسيا، إضافةً إلى ما جاء في نص الاتفاق.
العامل الثاني، أنّ روسيا تلجأ عادةً إلى تحديد المهلة إذا رأت ثمة إيجابيات ميدانية أو على مستوى حوارها مع الولايات المتحدة حول هذه المسألة بالذات، ويخطئ من يعتقد أنّ روسيا غافلة عن حقيقية أنّ الولايات المتحدة تناور وتعمل على شراء الوقت.
الأسلوب الجديد للتفاوض بين موسكو وواشنطن حول الالتزام بوقف العمليات، والذي اعتمد نهج الالتزام لساعات مثل وقف للعمليات لمدة 24 ساعة أو 48 ساعة أو 72 ساعة وهي أطول مدة، إضافةً إلى تحديد مواعيد لعودة روسيا إلى الاشتراك الواسع في توجيه ضربات للجماعات المسلحة على امتداد تواجدهم، هو ردّ روسيا على أسلوب المناورة ومحاولات كسب الوقت من قبل الولايات المتحدة. بمعنى آخر المهل الممنوحة للولايات المتحدة، أو الجماعات المسلحة ليست مهل مفتوحة، بل هي محدّدة بآجال زمنية، إذا لم يتمّ الالتزام الواضح والصارم، فإنّ استهداف هذه الجماعات بات أمراً حتمياً. قد لا يكون نهاية هذا إذا كانت هناك مؤشرات جدية على الالتزام ولكن بكلّ تأكيد لن يتمّ تحديد مهل إضافية ولمرات متكرّرة أخرى.
(البناء)