الشيخ علي سلمان السجين البطل العلامة الشيخ عفيف النابلسي
يلتزم النظام الملكي في البحرين بماضويته الاستبدادية دون أن تكون لديه رغبة في التحرّر منها. يتهم ويدين كلّ من يمسّ «ممنوعاً « و «مقدساً» يتعلق بالملِك الذي يكرّس فردانيته وسلطته المطلقة على البلاد.
مَن ينتقد ويطالب بالتغيير سيدخل «قفص الاتهام» أو إلى «المقصلة». رسوخ التقاليد الملكية لا تسمح لغضب الناس في الشوارع، وأن يتكلّم فيهم أحد يريد أن يقلب العلاقات القائمة ويهزّ بنية السلطة التي تأسست على قاعدة أن يكون الناس عبيداً لا حق لهم بالتعبير والتغيير والحضور والفاعلية!
لذلك وُجّهت تهمة مسّ هذه المقدسات والممنوعات إلى الشيخ علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق الذي كسر حاجز الصمت وأراد لشعبه الحرية والمساواة والعدالة.
الشيخ الشجاع ارتطم بذهنية السلطة المفلسة التي تراقب وترصد طرق التعبير وتردّ عليها بالعنف والشر المستطير. سلطة لا تريد ضجيجاً في الشوارع، ولا وجهات نظر في المنتديات، ولا آراء متعددة في الصحف، ولا نقداً في وسائل التواصل الاجتماعي، وإلا ستكون هناك إدانة جماعية وتُهم بتلقي الأموال والتوجيهات من جهات خارجية.
السلطة تريد أن تبقى إلى الأبد مرتاحة البال على حالها حتى لو كان الشعب يرسف في أغلال التمييز والتهميش والحرمان والدونية.
سلطة ملكية غارقة في الترف والبذخ والانحطاط، مبتورة عن الحاضر وما يحصل من تطوّرات ثقافية وسياسية في العالم.
لا تستسيغ المفاهيم التي تتحدث عن حقوق الإنسان، ولا المواثيق الدولية التي تصون الحق بالتظاهر والتعبير عن الرأي، وتصدّ كلّ محاولة للتغيير السلمي الديمقراطي.
وعليه جاءت التهمة إلى الشيخ علي سلمان لتقول للشعب البحريني: «لا نقبل بإنتاج سلطة جديدة. لا نقبل بصيغة دستورية يصبح فيها الشعب مصدر السلطات».
ليس هناك طريقة لحلّ الأزمة سوى بالرضوخ والإذعان! أما الشيخ علي سلمان فمن سجنه يهزّ زمن السلطة الغاشمة ومقعدها. يقول لهم: «حتى لو بقيتُ في السجن مدى الحياة، فإنّ مصيركم إلى زوال وإنّ عمر الطغاة قصير!».
الشيخ علي سلمان أيها البطل الصادق. أنت الكبير عند ربك وعند شعبك، وهم الصغار البلهاء الذين لا يدرون ما يفعلون. أما الله جلّ وعلا فيقول عنهم: «وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ»…
(البناء)