حاليا أقوال فقط!: بن كسبيت
في منتصف الاسبوع الماضي، عندما تبين بأنه بدلا من اسحق هرتسوغ والمعسكر الصهيوني سيدخل إلى الحكومة ليبرمان واسرائيل بيتنا، رفع رئيس الوزراء الإسرائيلي الهاتف وتحدث مع الرئيس المصري. ولم يكن حديثا سهلا. فقد تميز السيسي غضبا. فقد تجند، بكامل ثقل وزنه، كي يشق طريق هرتسوغ إلى حكومة السلام الجديدة لنتنياهو ـ وبدلا من هذا تلقى ليبرمان، الذي هدد باعدام اسماعيل هنية في غضون 48 ساعة تهاني الفوز. هذا لا يعني أن السيسي قلق على حياة هنية، ولكنه كان جزءا من خطوة دولية واسعة بنيت حول تحفيز أرجل هرتسوغ، الابداعية والتأثير لتوني بلير واستعداد الدول العربية السنية لدفع ثمن علني مقابل تنازلات اسرائيلية.
«أنا أقف خلف كل ما وعدت به»، قال نتنياهو للسيسي، «أنا لا أتراجع عن أي شيء. وأنا مستعد للتحرك إلى الامام». السيسي لم يفهم. التحرك إلى الامام؟ مع ليبرمان؟ إلى اين؟ فشرح نتنياهو لمحادثه بان ليبرمان ليس ما يعتقده الجميع، وهو ملتزم بالمسيرة، بالاستقرار، بالخطوة الاقليمية. فهو الذي اخترع موضوع الخطوة الاقليمية في الحملة السابقة، قبل أن تقع على حزبه التحقيقات.
اما السيسي فلم يهدأ حقا. وقرر ان يقيس نتنياهو بافعاله، وليس بوعوده.
وقام نتنياهو أمس بتوفير البضاعة. حسنا. ليس حقا بضاعة يمكن لمسها، ولكنه تصريح اسرائيلي أول، تاريخي، نوع من الاعتراف الغامض بمبادرة السلام العربية (التي ينبغي تحديثها) كأساس للمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وسارع ليبرمان للحاق به. ولما كنت لا اذكر بانه يوجد في مبادرة السلام العربية بند يعنى بقتل هنية، فبالتالي يوجد لنا على ما يبدو ليبرمان جديد. ففقط في الدولة المستحيلة خاصتنا يمكن لخطة سلام خيطت على مقياس هرتسوغ ان تحاك بعد نحو يومين لقياسات ايفات ليبرمان. كل ما ينقص هو سيماء بوجي لتكتمل القصة.
على ماذا تعهد نتنياهو؟ في اطار الخطوة الدولية تعهد بان تنفذ اسرائيل على الارض خطوات تجسد التزامها بحل الدولتين، وتعلن عن اعترافها بمبادرة السلام العربية كاساس للمفاوضات (تبعا للتعديلات). وقد نفذ الالتزام الثاني منذ الان. اما الاول فغامض جدا. فعلى ماذا التزم العرب؟ هذا مشوق بالذات: فقد تعهدوا بالبدء بخطوات التطبيع بالتوازي مع تقدم المسيرة. حتى اليوم وافقت الدول العربية على التطبيع في النهاية فقط، بعد تحقيق التسوية (أي، ولا مرة). أما الان، بمبادرة مصر، فانها مستعدة لاول مرة لتنفيذ خطواتها بالتوازي مع خطواتنا.
هل كل هذا سيحصل حقا؟ من الصعب التصديق. نتنياهو أطلع ليبرمان في اثناء محادثاتهما مؤخرا بانه يهدد اسرائيل «اعصار سياسي» حقيقي. هذه هي رواية بيبي لـ «التسونامي السياسي» اياه لايهود باراك. ويعرف رئيس الوزراء ما الذي يخاف منه. اوباما سيكون حرا ويتطلع إلى الثأر بين تشرين الثاني وكانون الاول، الاوروبيون شرعوا بالمبادرات، والخطر حقيقي. وهو يستبق ذلك بخطوة اقليمية لا تكلفه حاليا إلا بالاقوال. ماذا سيقول نفتالي بينيت؟ هذا بالتأكيد سمعناه في اثناء الليل. أو في الصباح. فهل يمكن لاسحق هرتسوغ ان يقف جانبا؟ من معرفتي له، ليس مؤكدا. ماذا سيخرج في النهاية من كل هذا؟ كالمعتاد، ليس كثيرا.
معاريف