شؤون دولية

لافروف: مهلتنا للمسلحين في سوريا تشارف على الانتهاء

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لم تتخل عن قرارها ضرب الزمر المسلحة التي لم تلتحق بالهدنة في سوريا، وذكّر بأن المهلة التي منحتها موسكو للمسلحين تشارف على الانتهاء.

وأوضح في مقابلة خص بها صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية: “طلبت منا الولايات المتحدة تمديد المهلة عدة أيام، قبل سريان الخطة التي أعلنا عنا سابقا، والتي سيصبح وفقها كل من لم ينضم للهدنة هدفا مشروعا بغض النظر عما إذا كان مدرجا على قوائم الإرهابيين أم لا. لقد طلب منا الأمريكيون منحهم بضعة أيام إضافية كي يقدموا ردهم لنا، فيما تنتهي مهلتنا الإضافية هذا الأسبوع”.

وأكد لافروف أن روسيا تحولت إلى مركز قوة حقيقي في الشرق الأوسط، وذكّر بأن القوات الجوية والفضائية الروسية تمكنت خلال الأشهر الأولى من عمليتها في سوريا من إحداث نقلة نوعية في الوضع الميداني.

وكشف عن أنه سأل نظيره الأمريكي جون كيري في واحدة من المكالمات الهاتفية، حول السبب من وراء توقف التحالف الدولي بقيادة واشنطن عن استهداف الإرهابيين في سوريا وما يمنعه عن اتخاذ أي خطوات تمنع تدفق النفط المهرب على تركيا.

وأضاف أن نظيره الأمريكي جدد نفس التسويغات التقليدية “انطلاقا من منطق غريب يعتبر أن مواقع الإرهابيين تتشابك مع مواقع “الأخيار” الذين لا يتوجب استهدافهم”.

وتابع يقول: “تمكنا خلال الأشهر الأولى لعمليتنا في سوريا من إحداث نقلة نوعية في الوضع هناك، وباعتراف الجميع، فيما تبرز لدى البعض رغبة تشاطرهم فيها تركيا وربما شركاؤنا الغربيون أيضا، في وقف هذه العملية أو تحويلها في الاتجاه المعاكس، إذ ما انفكوا طيلة 5 سنوات يصرون على رحيل الأسد. هم لا يكترثون بالشعب السوري، على الرغم من أن الجميع قد أدركوا أنه من المستحيل إطلاق أي عملية سياسية بلا شعب”.

وأعاد إلى الأذهان أن القرارات الدولية التي اتخذت بشأن سوريا بدءا من عام 2012، لم تتضمن أي مطالب بشأن رحيل الأسد. وأضاف: يقف التحالف الدولي مكتوف الأيدي في الوقت الذي يستمر فيه تدفق الإرهابيين والأسلحة عبر الحدود السورية-التريكة. مما لا شك فيه، أن الإرهابيين يستعدون لشن هجومهم منتهكين بذلك الاتفاقات الدولية وقرارات مجلس الأمن.

وتابع يقول: يؤكد لنا الأمريكان تزامنا مع ذلك، أن الفصائل التي تبدو أنها من “الأخيار” مستعدة للكف عن خرق الهدنة، شريطة انطلاق العملية السياسية، فيما يقول وفد المعارضة، أي الهيئة العليا للمفاوضات الذي تشكل بدعم تركيا وفد، إنه لا يمكنه حضور المفاوضات، لأن بشار الأسد لم يرحل، في مهزلة مستمرة منذ أمد”.

وفي معرض تعليقه على انسحاب محمد علوش كبير مفاوضي الهيئة العليا من عملية جنيف، اعتبر لافروف أن العملية التفاوضية تتخلى تدريجيا عن المتطرفين، مشددا على ضرورة إشراك الأكراد في التفاوض. واعتبر في هذه المناسبة أنه لو بدأ في جنيف بحث صياغة الدستور السوري الجديد بلا الأكراد، فإن ذلك سيعني فشل العملية برمتها.

وأكد أن إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي قيام نظام فدرالي شمال سوريا، لا يسر أحدا، لكنه ربط هذه النزعة بموقف تركيا التي تصر على استبعاد الأكراد من مفاوضات جنيف.

وأوضح لافروف أنه أكد لكيري مؤخرا أن موسكو تلمس لدى الجانب الأمريكي محاولات لخداعها، إلا أن الوزير الأمريكي نفى هذا الأمر جملة وتفصيلا، وتعهد ببد التنسيق بين العسكريين الأمريكيين والروس حول سوريا في نهاية المطاف.

كما دعا لافروف واشنطن لدى التعامل مع الأزمة السورية إلى استخلاص العبر من تجربتها في العراق وأفغانستان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى