بعض ما جناه أردوغان من فتح الحدود أمام الإرهابيين حميدي العبدالله
في تقرير نشره «معهد واشنطن» بتاريخ 17 أيار أعدّه «محلل الشؤون الدفاعية في مركز إيدام» الذي مقرّه اسطنبول، والذي شغل أيضاً منصب أستاذ زائر سابق في كلية الدفاع التابعة لحلف الأطلسي»، وقد حصل على درجة الدكتوراه من «معهد البحوث الاستراتيجية» في كلية الحرب التركية. تضمّن التقرير جردة حصرية لما قام ويقوم به تنظيم «داعش» عبر الحدود التركية. تضمّنت الجردة وقوع «70 هجوماً» منذ كانون الثاني الماضي، ووصف هذه الهجمات بأنها هجمات «عابرة للأراضي التركية» أسفرت الهجمات عن مقتل ما لا يقل عن 21 شخصاً، وإلحاق أضرار نفسية جسيمة، و«تعطلت الحياة اليومية في مدينة كليس الحدودية إلى حد كبير». معروف أنّ كليس هي أول مدينة تركية عمد الرئيس رجب طيب أردوغان إلى إقامة مخيم فيها لاستقبال لاجئين سوريين، حتى قبل أن يكون هناك لاجئ سوري واحد.
طبعاً البحث مكرّس ليس فقط للحديث عن مجمل الأخطار التي تسبّبت بها سياسة أردوغان، إنْ لجهة تدهور علاقات تركيا مع دول الجوار، أو لجهة عودة المواجهة المسلحة مع الأكراد، حيث بلغ ضحاياها مئات القتلى وآلاف الجرحى، وتحوّلت مدن بكاملها إلى ساحات حرب مثل مدينة نصيبين بعد استئناف القتال ضدّ حزب العمال الكردستاني، على خلفية رفض تركيا لسلوك وحدات الحماية الكردية في سورية وعدم تعاونها مع النظام التركي ومع الجماعات السلفية أو المرتبطة بالاستخبارات التركية.
التقرير محصور في ما أسماه الباحث «حرب الاستنزاف التركية مع تنظيم الدولة الإسلامية داعش : تهديد الصواريخ». وفي هذا السياق لا يعتقد الباحث أنّ الأضرار التي ألحقها «داعش» بتركيا محصورة بالوقائع التي أشار إليها، بل إنّ ثمة أخطاراً أخرى تنتظر تركيا. وفي هذا السياق أشار بصورة خاصة إلى خطر «القدرات الصاروخية لدى تنظيم داعش». يقول الباحث: «حصل تنظيم الدولة الإسلامية على غالبية ترسانته من صواريخ الكاتيوشا من خلال استيلائه على هذه الأنظمة من القوات الحكومية في سورية والعراق». وبديهي أنه لو لم تفتح تركيا أردوغان حدودها أمام المسلحين من كلّ أنحاء الدنيا الذين التحقوا بتنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات لما تمكّن «داعش» من الاستيلاء على الأسلحة من الجيش السوري والعراقي، والحصول على هذه الترسانة التي باتت تهدّد تركيا الآن حسب الخلاصات والاستنتاجات التي توصل إليها الباحث. يؤكد الباحث «يستند المنطق التكتيكي الكامن وراء حملة الصواريخ قصيرة المدى التي يشنّها التنظيم ضدّ تركيا على تنقل القوة النارية وتركيزها… مما يجعل حمايتها أسهل بكثير عن طريق التنقل السريع» ويختم قائلاً: «على الرغم من أنّ تهديد الصواريخ التقليدية يتسبّب بالفعل بمشاكل ضخمة، إلا أنّ أنقرة لم تواجه بعد أسوأ السيناريوات»، ويشير هنا بصورة خاصة إلى احتمال استخدام أسلحة كيماوية من قبل «داعش».
(البناء)