الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير: تنورين والقبيات تصدمان “تفاهم معراب”.. وفتفت يسقط في الضنية مفاجأة طرابلس: ريفي يهزم “التحالف العريض”!

كتبت “السفير”: من الآن وحتى أيار 2017، سيصيب الملل يوميات اللبنانيين. انتهت الانتخابات البلدية والاختيارية ولا رئيس للجمهورية لليوم السابع والثلاثين بعد السبعمائة.. والحبل على الجرار.

انتهت الانتخابات البلدية ولا مجلس نيابياً يمارس صلاحياته ولو بالحد الأدنى، حتى قانون الانتخاب سيبقى عصياً على هيئته العامة، في انتظار “جنرال” الوقت الذي يبدو أنه سيضع الجميع أمام حتمية “قانون الستين”.. إلا إذا ارتأى البعض أنه لم يعد يناسبه، وكل نتائج المراحل الأربع من الانتخابات البلدية تدل على أن النسبية لم تعد تناسب معظم أركان الطبقة السياسية.

انتهت الانتخابات البلدية في الشمال، وما أن تعلن نتائجها الرسمية النهائية، اليوم، حتى تتفرغ القوى السياسية لأخذ العبر والخلاصات منها، خصوصاً ببعدَيها السني والمسيحي، لما لهذين المكونَين الطائفيَّين، من حضور وازن في معظم أقضية محافظتي الشمال وعكار.

وتكفي إطلالة على النتائج الأولية من تنورين في البترون حتى القبيات في أقاصي عكار، مروراً بطرابلس والميناء والضنية، للقول إن معطيات الشمال تتبدل وتتغير بأسرع مما كان يتوقع، وبالتالي، ثمة وقائع جديدة، لا يمكن تجاهلها أو القفز عنها في السياسة والإنماء.

أسدل الستار، أمس، على استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية، مع انتهاء الجولة الأخيرة في محافظتي الشمال وعكار اللتين أقفلت صناديق الاقتراع فيهما على نسبة إجمالية تجاوزت الـ 45 في المئة.

ويمكن القول إن انتهاء الانتخابات بهدوء، يؤكد أن لا محاذير أمنية في أي من مناطق الشمال، وإن ما شهدته الفيحاء كان اختباراً ناجحاً للخطة الأمنية التي أقفلت محاور القتال قبل سنتين. وما شهدته عكار لا سيما القرى الحدودية، المتاخمة لسوريا، أكد أنها محصنة تماماً من أي تداعيات أمنية ناجمة عن الحرب الدائرة هناك.

ومن المفترض أن يؤسس نجاح هذا الاستحقاق البلدي للانتخابات النيابية في العام المقبل، والتي لم يعد هناك أي مبرر لعدم إجرائها، لا سيما بعد الجهوزية التي أبدتها وزارة الداخلية في هذا الإطار، وهي أتمت كل الجولات الانتخابية على خير ما يرام، وفي ظل الضغط الشعبي الذي يتنامى من أجل منع حصول التمديد الثالث للمجلس النيابي.

ولا شك في أن الخريطة السياسية الجديدة التي أفرزتها الانتخابات البلدية والاختيارية في الشمال وعكار سوف تتحكم بمسار الانتخابات النيابية المقبلة فيهما، لا سيما على صعيد مؤشرات تبدل موازين القوى والتحالفات المستجدة في أقضية ومناطق مختلفة.

ومن أولى هذه المؤشرات تبدل المزاج السني تجاه “تيار المستقبل” الذي تلطى خلف العائلات في كثير من المناطق التي كان يعتبرها خزاناً شعبياً له، لتلافي خوض معارك انتخابية فيها، وهو خاض معركة طرابلس بوجه وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي، من دون إغفال معاني الأرقام التي حققتها اللائحة الاعتراضية التي أطلق عليها البعض تسمية “بيروت مدينتي الشمال”، وبات أشرف ريفي يملك حقاً حصرياً باستثمار نتائجها المفاجئة لا بل الصادمة للجميع.

واللافت للانتباه أن نجيب ميقاتي تحكم بداية بمفاوضات التوافق البلدي، ومن ثم بتسمية رئيس لائحة “لطرابلس” الدكتور عزام عويضة، وكان الداعم الأكبر لها من خلال ماكينته التي ملأت عناصرها الشوارع أمام مراكز الاقتراع، في الوقت الذي انعدم فيه حضور ماكينة “تيار المستقبل”، مقابل حضور ماكينة النائب محمد الصفدي و “جمعية المشاريع” (الأحباش).

وفي الوقت الذي أشارت فيه النتائج الأولية قرابة الواحدة والنصف من فجر اليوم (200 قلم من أصل 295) إلى خرق “لائحة قرار طرابلس” المدعومة من أشرف ريفي لائحة “لطرابلس” المدعومة من التحالف السياسي، بنحو اثني عشر مقعدا على الأقل (من أصل 24)، فإن وزير العدل المستقيل، الذي توقع الفوز بغالبية المقاعد، يكون قد نجح ليس في تحريك المياه الراكدة انتخابياً في عاصمة الشمال، بل في فرض نفسه كلاعب أساسي في طرابلس لم يعد بمقدور “المستقبل” ولا زعيمه سعد الحريري ولا مظلته الإقليمية (السعودية) تجاوزه، خصوصاً في ضوء ما نسب من كلام لمسؤولين سعوديين بأنهم لن يسمحوا لريفي “بأن يرفع رأسه بعد الآن”!

ويرى بعض المراقبين أن ريفي كان مضطراً لمواجهة الحصار السياسي الذي حاول الحريري أن يفرضه عليه، وهو تمكن من استثمار كل مناخ الاحتجاج ضد “المستقبل” وإرباك قيادته وشعاراته وتراجع خدماته وتعمق أزمته المالية، بدليل أنه استدرج التحالف السياسي العريض إلى معركة مع لائحة مكتملة جاءت أرقامها لتثبت أنه لم يعد بمقدور أحد تجاهل حضوره في المدينة.

البناء: رضوخ سعودي لشرط تنحية علوش والزعبي… ولافروف لإقفال الحدود التركية بلديات الشمال: نهاية “المستقبل” والحصة الكبرى من تركة الرجل المريض لريفي البصمة الحزبية الانتخابية لـ”القومي” والحساب المحلي يجمع ويفرّق “العوني” و”القوات”

كتبت “البناء”: بينما كان اليمن يحصد أولى نتائج الشعور السعودي بالفشل والخسارة بقبول جماعة منصور هادي بتشكيل مجلس عسكري موحّد يتولى دمج وحدات الجيش اليمني تدريجاً وتسلّم أمن صنعاء وعدن، للبدء بالتسوية السياسية وعنوانها حكومة موحدة تضع دستوراً جديداً تمهيداً لانتخابات نيابية ورئاسية، كانت مفاعيل زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى موسكو مع تمديد المهلة للبدء بعاصفة سوخوي جديدة تبدأ بالظهور، فيتلو إعلان جماعة الرياض بدء حوار مع المعارضات غير الممثلة في جنيف لتوسيع الوفد المفاوض، أعلن الثنائي محمد علوش وأسعد الزعبي، اللذين اشترطت سورية تنحيتهما لقبول التفاوض المباشر، استقالتهما من الوفد المفاوض ليحلّ مكانهما كما هو مفترض عضوان جديدان قد يكونان صالح مسلم وهيثم المناع.

بالتزامن مع هذه المتغيّرات السياسية بدا الميدان مليئاً بالتطورات، حيث نزوح داعش العسكري رداً على تمدّد قوات سورية الديمقراطية في شمال الرقة أدّى إلى التقدّم نحو محور مارع أعزاز، ما رتب إقفال طرق إمداد الجماعات المسلحة التي ترعاها واشنطن في حلب وقطع عليها طريق الحدود التركية، بينما كان التواصل الأميركي الروسي على مستوى وزيري الخارجية سيرغي لافروف وجون كيري يجدّد المساعي للفصل بين الجماعات المسلحة المحسوبة على المعارضة وبين مواقع ومناطق سيطرة جبهة النصرة، وفقاً للبيان الذي تلا التواصل بين الوزيرين، بينما أكد لافروف التمسك بالإقفال التامّ للحدود التركية السورية لضمان وقف تدفق السلاح والرجال لحساب التشكيلات الإرهابية.

لبنانياً، كان الحدث شمالياً حيث اليوم الأخير للانتخابات البلدية، وطرابلس عاصمة الشمال وعرين تيار المستقبل وخزانه البشري كانت شاهداً على إعلان نهاية هذا التيار وتحوّله من زعيم تشكيل اللوائح الانتخابية إلى ملحق بمن يشكلون اللوائح، فيُضاف إلى ما جرى شمالاً في طرابلس والضنية والمنية وعكار من إشارات لتفكك التيار وفقدانه المبادرة، ظهور تسابق على مَن يرث تركة الرجل المريض، ففي طرابلس برز الرئيس نجيب ميقاتي كرافعة للتحالف الذي ضمّ الوزيرين السابقين محمد الصفدي وفيصل كرامي والجماعة الإسلامية وجمعية المشاريع الإسلامية، بينما قاطع الحزب العربي الديمقراطي بلدياً وانتخب اختيارياً ليكشف حجماً ناخباً وازناً، وبدا الوزير أشرف ريفي منشقاً علناً عن المستقبل ومنافساً على الوراثة بقوة وصاحب الحصة الأكبر في تركة الرجل المريض بالخرق الذي تمكن من تحقيقه للائحة الائتلافية، وبدت الجماعة الإسلامية التنظيم المستعدّ لنسبة جيدة من الميراث، بينما استعاد منافسو المستقبل في مناطق حيوية حضورهم كحال النائب السابق جهاد الصمد في الضنية بوجه النائب أحمد فتفت، بينما ظهر الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي حصد نتائجه المتوقعة الوازنة في قضاء الكورة، وأظهر حضوره المنتشر على مساحة أقضية الشمال، بصفته البصمة الحزبية والسياسية التي غابت لولاه عن انتخابات الشمال، حيث طغت المحلية والمناطقية والمصلحية على التحالفات، فظهرت زغرتا معقودة لزعيمها الوزير السابق سليمان فرنجية بتحالف مع آل معوض، وبشري بعنوانها القواتي، والبترون بتقاسم الوزير جبران باسيل للساحل مع الوزير بطرس حرب للجبل، وبقيت عكار خليط تنافس وتحالفات.

التحالف بين التيار الوطني الحر مع القوات اللبنانية بدا كما في الجولات السابقة للانتخابات البلدية، موجوداً حيث المصلحة الانتخابية تقتضيه، وتنافساً على ضفتي لائحتين مختلفتين حيث المصلحة تقول ذلك أيضاً.

وفيما انتهت المرحلة الرابعة والأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي كان ختامها في محافظة الشمال، يعقد وزير الداخلية نهاد المشنوق اليوم عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً مؤتمراً صحافياً في وزارة الداخلية لإجراء عملية تقويم شاملة للعملية الانتخابية بمجملها.

فيما بلغت النسبة الإجمالية للاقتراع في الشمال حدود الـ 45.3 بالمئة، تفاوتت نسب الاقتراع بين مختلف الأقضية. وشهدت طرابلس أدنى نسبة مشاركة لم تتجاوز فيها عتبة الـ26.9 بالمئة، وزغرتا وبشري نسبة إقبال متقاربة بلغت حدود الـ36 بالمئة. وشهد قضاء البترون منافسة حامية في تنورين، وتجاوزت نسبة المشاركة في بعض قراه وبلداته عتبة الـ 54.4 بالمئة، اما قضاء الكورة فشهد نسبة إقبال تجاوزت 43.8 بالمئة.

وتجاوزت النسبة في عكار 61.6 بالمئة، والمنية الضنية 57.2 بالمئة.

وسجلت 385 مخالفة في انتخابات الشمال كان أبرزها في طرابلس وعكار مع انتشار حالات الرشوة الانتخابية وشراء الأصوات، فمقابل كلّ صوت انتخابي دفعت مبالغ تراوحت ما بين 50 و100 الف ليرة لبنانية قرب ثانوية رفيق الحريري الرسمية في ببنين ــــ عكار، وصولاً إلى توزيع بطاقات شحن هواتف للناخبين عند دخول قلم الاقتراع في طرابلس.

“المستقبل” يخسر معاقل هامة

الديار: رئيس تيّار المستقبل خسر عمقه الاستراتيجي في طرابلس سقوط تحالف عون ــ جعجع في القبيّات وتنورين لماذا طلب فرنجيّة من الحريري ألا يُحرج في انتخاب الجنرال؟

كتبت “الديار”: لماذا اتصل النائب سليمان فرنجية بالرئيس سعد الحريري ليطلب منه الا يكون محرجاً اذا ما اراد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية مؤكداً انه سيتقبل ذلك، دون ان تتأثر علاقته برئيس تيار المستقبل؟

لا احد يشك في ان رئيس تيار المردة يتمتع بكل مواصفات “الفارس” ان في علاقاته الشخصية او في علاقاته السياسية، وحتى عندما عقد لقاء باريس، اكد اكثر من مرة ان الاولوية للجنرال، اما اذا بدا ان الظروف لا تعمل لمصلحة هذا الاخير من حقه ان يكون مرشحاً للرئاسة.

مجرد اللقاء اثار حالة عصبية داخل قيادات الصف الاول، والصف الثاني، في التيار الوطني الحرّ، وصولاً الى مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت ردود الفعل التي استخدمت فيها عبارات مسيئة جداً لفرنجية الذي لم يكن يتوقع قط ان تصل الامور الى حد القفز فوق كل الماضي والتوجه الى معراب ليكون حفل الزفاف الشهير بين الجنرال والحكيم.

وهنا تقول شخصية سياسية قريبة من الرابية ومن بنشعي ايضا ان نائب زغرتا واثق تماماً ان ما فعله الدكتور سمير جعجع ليس حباً بعون، فالكراهية لا تتحول فجأة الى حالة غرامية صارخة، وانما لقطع الطريق على رئيس تيار المردة، وبعدما تردد وراء الضوء ان الحريري لم يكن ليدعو الاخير الى منزل في باريس ويبحث معه في الاستحقاق الرئاسي لو لم يكن هناك سيناريو اقليمي- دولي قد وضع وسينفذ في اي لحظة.

اكثر من جهة سياسية تعتبر ان اتصال فرنجية بالحريري واعلانه عن ذلك في ذروة العملية الانتخابية في الشمال، لا يمكن ان يكون كلاماً في الهواء ولا بد ان تكون هناك خلفية معينة او معطيات محددة…

مصدر وزاري لا يستبعد ان تكون لمبادرة الرئيس نبيه بري صلة بالموضوع، وان يكون تكتيكاً الطرح الخاص بانتخاب المجلس النيابي قبل انتخاب رئيس الجمهورية ليضيف ان ثمة معلومات حساسة يتم تداولها حول ما جرى في اللقاء الاخير بين بري والحريري في عين التينة ويتعلق بالاستحقاق الرئاسي.

والمصدر لاحظ ان مبادرة بري جاءت بعد دعوة الامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله الى فك الارتباط بين الازمة اللبنانية وازمات المنطقة، وبالتالي انتخاب رئيس للجمهورية يكون صناعة محلية بالكامل، وحتى دون اكسسوارات خارجية.

في الكواليس ان ما صدر عن فرنجية وما صدر عن رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي يشي بان البلاد على مسافة قصيرة جدا من انقلاب في المشهد السياسي، ودون ان يكون ذلك ناتجاً عن الشكل الذي اخذته الانتخابات البلدية في الشمال، حيث التحالفات العجيبة، واحياناً المعارك العجيبة وان كان مؤكداً ان السيناريو الخاص بانتخابات طرابلس صيغ خارج لبنان…

وما يتردد ان كلام بري عن “الموت السريري” لقوى 14 اذار، باعتبار ان قوى 8 آذار فارقت الحياة منذ فترة طويلة، هو حصيلة رؤية دقيقة لواقع سياسي انتهى الى التآكل التام، وبالتالي الى السقوط التام، ولا بد من الخروج، في الحال، من عنق الزجاجة لان انتظار التسوية في سوريا هو اشبه ما يكون بانتظار غودو في مسرحية صمويل بيكيت الشهيرة.

الاوساط السياسية التي عملت على محاولة استقراء ما وراء اتصال فرنجية، راحت تستعيد كل المشاهد السياسية في الاسابيع الاخيرة بما في ذلك مأدبة العشاء التي دعا اليها السفير السعودي علي عواض العسيري، والقول ان ما بعد العشاء غير ما قبله. العماد ميشال عون جلس الى جانب ميقاتي الذي كان جالساً الى جانب الحريري، فيما غاب فرنجية، وهذا الغياب له دلالته التي تتجاوز عدم الرغبة في الالتقاء وجهاً لوجه مع عون، وحل محله ابنه طوني في العشاء.

الصورة تستكمل بالتصريح الذي ادلى به ميقاتي بعد الادلاء بصوته في طرابلس، قال ان الاجتماع الذي عقد بينه وبين الحريري (برعاية الرئيس تمام سلام) “تم خلاله طي صفحات الماضي وفتح صفحة جديدة يتم بناؤها اكثر فاكثر بالثقة المتبادلة”. اضاف: “انا متأكد انه بمقدار حرصي، فان الرئيس الحريري حريص على وحدة الصف على الصعيد الوطني، وايضا على الصعيد السني، لذا اجتمعنا واتفقنا على التلاقي في هذه الانتخابات التي اضعها اولاً، في الاطار الانمائي من خلال المنافسة الديموقراطية”.

الحريري ليس خلفي

العبارة اللافتة التي وردت في تصريح ميقاتي قوله “ان هذه الانتخابات اتخذت ايضاً وجهاًَ سياسياً تجلى بتحالفنا انا والرئيس الحريري”.

ردة الفعل لدى مرجعية سياسية بارزة “ان ثنائية سنيّة هي في الطريق الى الظهور على المسرح السياسي”، وهو ما قد يكون على اتصال بالمسار الذي يشهده الاستحقاق الرئاسي ان لجهة تسمية الرئيس العتيد او لجهة اعداد السيناريو الذي سيوضع موضع التنفيذ.

“الاخبار”: ريفي يهزم الجميع: انا الزعيم

كتبت “الأخبار”: لم يعد الرقم مهماً. سواء فازت لائحة وزير العدل المستقيل أشرف ريفي بكافة مقاعد المجلس البلدي لطرابلس، أم اخترقت «اللائحة التوافقية» بعضو او اكثر، او اختُرِقَت بعدد من المقاعد. فالنتيجة واحدة، والخلاف على درجة حدّتها: إما أن ريفي «طحَن» تيار المستقبل والرئيس نجيب ميقاتي معاً، أو أن وزير العدل المستقيل تحوّل إلى زعيم طرابلس الاول.

قبل أسابيع قليلة، كان الرجل يقول إنه أجرى استطلاعاً للرأي في عاصمة الشمال، وإن نتيجته أظهرت أن قوته الشعبية تعادل قوة خصومه مجتمعين: الحريري وميقاتي والنائب محمد الصفدي والوزير السابق فيصل كرامي والجماعة الإسلامية وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية والحزب العربي الديمقراطي ونواب المدينة الآخرين.

لم يصدّق أحد ما قاله. بدت كما لو انها أمنيته. لم يصدّقها احد، إلى درجة أن بعض وسائل الإعلام كانت تتعامل مع النتائج الاولية وفق منطق يقول إن ريفي هو الطرف الأضعف في المعادلة. وهذا المنطق كان «يقينياً» إلى حد نشر أخبار تقول: «لائحة ريفي تخرق لائحة التوافق بـ19 مقعداً»! بدا كما لو أن أحداً لا يريد أن يصدّق احتمال أن يكون ريفي هو فعلاً الطرف الأقوى في عاصمة الشمال.

لم يصدّق أحد كلام ريفي عن استطلاعات الرأي التي أظهرت ان قوته تعادل قوة جميع خصومه

في النتائج السياسية لما أفرزته صناديق الاقتراع امس، تبيّن أن ريفي يحظى بدعم نصف الناخبين الطرابلسيين. ويمكن القول إن ما جرى هو الحدث الأبرز الذي تشهده «الساحة السنية» في لبنان، منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري. الحريرية السياسية، بنسختها التي يقودها الرئيس سعد الحريري تُحتضر. جمهور تيار المستقبل قال كلمته امس: زعيمنا هو الرجل الذي تمرّد على زعيمنا السابق. النتيجة تصبح اكثر إيلاماً لساكن وادي أبو جميل، إذا ما أضيفت إلى نتائج الانتخابات البلدية في بيروت وعرسال، وإلى «فرار» تيار المستقبل من المواجهة الانتخابية في غالبية مناطق نفوذه. خاض التيار حتى الآن 3 معارك سياسية واضحة المعالم: بيروت وصيدا وطرابلس. خرج بجروح عميقة من جولة بيروت، ولم يستطع القضاء على خصمه أسامة سعد في صيدا، ثم تلقى ما يشبه الضربة القاضية في الجولة الاخيرة من مباراة ملاكمة. ما يعمّق أزمة الحريري انه لم يكن وحيداً. هو وحلفاؤه الطرابلسيون يملكون ثروات يصل مجموعها إلى أكثر من ثمانية مليارات دولار، فيما ريفي يواجه وحيداً. والاخير وزير مستقيل، وموظف سابق برتبة مدير عام، في مقابل ماكينات خدماتية هائلة تعمل في المدينة منذ أكثر من عقدين، ويرعاها وزراء ونواب ورئيسا حكومة سابقان ومجالس وجمعيات. لا شك أن رعاة اللائحة التوافقية دفعوا ثمن صمتهم السياسي منذ أشهر، منذ أن قرروا تجاهل ريفي، وتركه يسرح ويمرح وحيداً في الساحة الاعلامية الطرابلسية، يقدّم للناس خطاباً سياسياً شعبوياً، فيما هم صامتون. ولا شك أيضاً بأنهم دفعوا ثمن قلة كفاءتهم الإنمائية، كما قرارهم بعدم مواجهة الخطاب المتطرف الذي مثّل ريفي احد رموزه، والاكتفاء بتكرار خطاب اجوف عن «الاعتدال». ولا شك، أيضاً وأيضاً، أن السعودية، راعية التوافق الطرابلسي، تراقب ما يجري عن كثب. تبقى إشارة اخيرة لا بد منها، لما تحمله من دلالات، رغم عدم وجود أي صلة مباشرة بينها وبين انتخابات طرابلس: وصل الرئيس سعد الحريري منتصف الليلة الماضية إلى الكويت حيث يلتقي أميرها وعدداً من المسؤولين.

النهار: ايار البلديات قرع جرس إنذار للأحزاب لا استثناءات في العقوبات المالية الأميركية

كتبت “النهار”:انتهى الشهر الانتخابي الطويل، وطويت صفحة الانتخابات البلدية والاختيارية على تأكيد الخيار الديموقراطي لدى اللبنانيين الذين أكدوا رفضهم تأجيل الاستحقاقات الدستورية وعبّروا عن رفضهم في صناديق الاقتراع، كما “تمردهم” الجزئي على الأحزاب في ظاهرة لافتة عمت مختلف المناطق والطوائف ولم تكن بادية في استحقاقات سابقة. فبعد بيروت التي حصدت فيها لائحة “بيروت مدينتي” كمّاً كبيراً من الأصوات في مواجهة تحالف حزبي واسع، وبعلبك في مواجهة “حزب الله”، وزحلة في مواجهة التحالف الحزبي المسيحي، والمتن الشمالي الذي ظل فيه النائب ميشال المر متقدماً، ها هو الشمال يؤكد هذه الظاهرة مع عجز التحالف الحزبي الطرابلسي عن تحريك المواطنين ودفعهم الى الاقتراع، وفوز اللائحة المدعومة من الوزير بطرس حرب على الثنائي “التيار-القوات” في تنورين، وفوز تحالف النائب هادي حبيش والنائب السابق مخايل ضاهر على الثنائي نفسه في القبيات، وفوز مخاتير مناوئين للنائبة ستريدا جعجع في بشري، كما في بلدات وقرى أخرى. ولا يلغي هذا الواقع النتائج الكبيرة التي حققتها الأحزاب والتي يمكن ان تتبدد قبل الاستحقاق المقبل اذا لم تلتزم وعودها الانتخابية في ظل تراجع دور المال الانتخابي وتجرؤ مجموعات عدة، حتى من داخل الخط السياسي نفسه، على مواجهة الممسكين بالقرار.

وقد خلطت الانتخابات البلدية كل الأوراق والتحالفات وجمعت المتناقضات، فنشأت تحالفات جديدة موقتة وغالباً غير منسجمة مع المواقف المعلنة لاصحابها، وألغت الاحادية حتى داخل المجتمع الشيعي الذي ظل ممسوكاً منذ ما بعد الحرب، فنشأت ثنائيات تنذر بمتغيرات وتكاد تقضي على مشروع اعتماد النسبية في قانون الانتخاب الجديد. فـ”المصيبة” البلدية ستعيد توحيد مساعي الأحزاب والطبقة الحاكمة قبيل الانتخابات النيابية في أيار 2017، وربما عجلت في الاتفاق على ابقاء القانون الأكثري المعتمد، أي قانون الستين.

أما في النتائج، فطرابلس للائحة الائتلافية التي جمعت كل قوى المدينة، واحتفظ “تيار المردة” بزغرتا المدينة وعدد من قراها، كما في قرى وبلدات في قضاءي الكورة والبترون، و”القوات” في مدينة بشري وعدد من القرى، كذلك فاز التحالف المسيحي الثنائي مع عائلات في عدد من القرى.

وبعد إنتهاء الاستحقاق البلدي تتجه الأنظار هذا الاسبوع الى ثلاث محطات نيابية وحكومية:

نيابياً، تعقد اللجان النيابية المشتركة جلسة الاربعاء لمتابعة البحث في قانون الانتخاب وسط مؤشرات لوجود توجه لدى بعض الكتل النيابية الى الخروج من الحلقة المفرغة التي يدور فيها البحث من دون معرفة كيفية تحقيق هذا الخروج.

وفي اليوم التالي، أي الخميس، يحاول مجلس النواب عقد جلسة جديدة تحمل الرقم 40 لإنتخاب رئيس للجمهورية، وهي الاولى بعد إجتياز عتبة العام الثاني للفراغ الرئاسي.

أما حكومياً، فيعقد مجلس الوزراء جلسة عادية الخميس وسط تخوّف مصادر وزارية عبر “النهار” من إنفجار الخلاف على بند سدّ جنّة والذي لم يصل اليه البحث في الجلسة السابقة.

واذا كانت الحكومة تعالج الملفات التي تجد حلاً لها خارج السرايا لتحضر على الطاولة، فان ثمة ملفات يعجز المجلس عن التعامل معها، منها ملف توطين السوريين والحصار المالي على “حزب الله” والذي يصيب البلد بأكمله.

فبعدما أنهى مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون تمويل الإرهاب دانيال غلايزر زيارته للبنان أول من أمس، اتضح من مصادر متعددة تأكيده عدم قبول ادارته باستثناءات في تنفيذ قانون العقوبات المالية يستفيد منها نواب الحزب ووزراؤه والعاملون معه، فضلاً عن جمعيات خيرية له ومؤسّسات اجتماعية وتربوية واستشفائية. وجدّد ذلك الغضب لدى قادة الحزب لأنهم أدركوا الصعوبات التي ستعانيها مؤسّساته المتنوّعة كما شعبه. إذ كيف يمكن تأمين الأدوية والمعدّات لمستشفياته ومراكزه الصحية ومؤسّساته الأخرى؟ وهل يسلم العاملون فيها من أطباء وغيرهم من آثار العقوبات؟ كما أعاد القلق لا بل الخوف إلى المصارف وأصحابها وجمعيتها وحتى المودعين فيها، إذ وجدوا أنفسهم بين نارين: نار التطبيق الاستنسابي للمراسيم التطبيقيّة من دون موافقة “خزانة” أميركا وتالياً الخروج من النظام المصرفي الأميركي العالمي، ونار المواجهة مع “حزب الله”.

المستقبل: فوز صريح لحرب في تنورين.. و15 ـ 3 لحبيش وحلفائه في القبيات رياح الشمال توافقية “لطرابلس”.. و”حزينة” للحلف الثنائي

كتبت “المستقبل”: رغم سخونة أبعاده الإنمائية والتوافقية والسياسية، حلّ مسك ختام العملية الانتخابية برداً وسلاماً على الشمال وعكار في ظلّ المواكبة الأمنية والتنظيمية المشهودة لوزارة الداخلية والبلديات التي تقاطع مختلف الأفرقاء عند الإشادة بنجاحها في حسن تدبير سير العملية على مدى مراحلها الأربع. لكن إذا كانت رياح الشمال قد غلّبت البعد التوافقي الإنمائي “لطرابلس”، غير أنها على ساحة المعارك المسيحية أتت لتلفح بحماوتها العالية “تحالف معراب” العوني القواتي حاملةً معها نتائج “حزينة” للحلف الثنائي كبحت جماح النزعة الحزبية التي حاول الثنائي فرضها على العائلات والفاعليات المناطقية وتعثر في تحقيقها طيلة مراحل الاستحقاق إلى أن كانت موقعتَا تنورين والقبيات حيث استطاع الوزير بطرس حرب تحقيق النصر الصريح في الأولى، والنائب هادي حبيش وحلفاؤه الفوز المريح 15 3 في الثانية.

اللواء: طرابلس تكسب معركة الإنماء.. وتنورين والقبيات تخذلان “تحالف معراب” سلام يؤكّد على انتخاب رئيس ومجلس نواب جديد.. والحريري يلتقي أمير الكويت اليوم

كتبت “اللواء”: في الأحد الانتخابي الرابع من أيار 2016 طويت صفحة الانتخابات البلدية والاختيارية، على مستوى الاقتراع، وانضمت محافظات طرابلس والشمال إلى العاصمة وسائر المحافظات اللبنانية التي سبقتها، مسجلة مستوى مرموقاً من النضوج البلدي والوطني، بصرف النظر عن إشكالات من هنا أو هناك، ويمكن للدولة، ممثلة بوزارة الداخلية وأجهزتها الإدارية والأمنية، أن تحتفل بنجاح هذه العملية، التي إن دلت على شيء فإنما تدل عن تعلق اللبنانيين بالخيار الديموقراطي والتمسك بالسلم الأهلي كبديل من القصف والقتل والحسم بالحديد والنار.

الجمهورية: تسونامي في طرابلس… وفوز “التيار” و”القوات” في البترون والكورة

كتبت “الجمهورية”: مفاجأة من العيار الثقيل كشفَتها صناديق الاقتراع في الانتخابات البلدية في طرابلس، إذ تمكّنت اللائحة المدعومة من اللواء أشرف ريفي من إحداث صدمة وتسجيل نتيجة كبيرة في مواجهة اللائحة المدعومة من تحالف الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي والوزيرَين محمد الصفدي وفيصل كرامي والجماعة الإسلامية وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية وتيار “المردة” ونواب المدينة، والحزب “القومي” والحزب “العربي الديموقراطي”. وسيطر حبس الأنفاس مع تقدّم الفرز الذي استمرّ حتى ساعات الفجر الاولى، حيث أشارت النتائج الأوّلية إلى تقدّم كبير حقّقته لائحة ريفي، بحيث أكدت ماكينته الإنتخابية فوزه بـ17 مقعداً مع فرز 250 صندوقاً من أصل 295. وتوقعت أن تأتي النتائج الإضافية لصالح ريفي خصوصاً أنّ صندوق مسقط رأسه لم يكن قد فُرز بعد. وبذلك، يكون أهل طرابلس قد وجّهوا، عبر صناديق الاقتراع، أكثرَ من رسالة سياسية مدوّية في أكثر من اتّجاه، لا بدّ للقوى السياسية من أن تتمعّن في قراءة معانيها وأبعادها بدقّة وهدوء لمعاودة تقويم حساباتها وخياراتها وتحالفاتها على كلّ المستويات.

إنتهى اليوم الانتخابي “الماراتوني” الطويل في الشمال، خاتماً معه الحلقة الرابعة من مسلسل الانتخابات البلدية والاختياريّة التي جابت المحافظات، وعمّت الاحتفالات الماكينات الانتخابية والفرَقاء الفائزين. ونجح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والجيشُ وقائده العماد جان قهوجي وقوى الامن والاجهزة الامنية في ضمان الانتخابات وحرية الناخبين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى