هل يسيطر التحالف الأميركي ـ الكردي على الرقة؟ حميدي العبدالله
أعلنت «قوات سورية الديمقراطية» أنها بدأت معركة لتحرير أرياف الرقة بدعم من الولايات المتحدة والتحالف الدولي الذي تقوده في سورية.
حسب الإعلان، على الأقلّ حتى الآن، فإنّ العملية لا تستهدف تحرير محافظة الرقة بالكامل، بل ريفها والأرجح ريفها الشمالي الممتدّ حتى الأراضي التركية، وربما هدف هذه العملية التي وافقت عليها تركيا شرط أن لا تتوسع إلى غربي نهر الفرات، قطع خط التواصل بين «داعش» والأراضي التركية، إضافةً إلى تضييق الحصار على التنظيم من جهتين، من جهة الشمال باتجاه الحدود التركية، ومن جهة الشرق باتجاه جبل عبد العزيز.
لكن أيّ مناطق يمكن تحريرها في أرياف الرقة، لا تشمل عاصمة المحافظة مدينة الرقة بالذات، لا تشكل ضربة جدية لتنظيم «داعش» الذي يظلّ يتمتع بحرية حركة باتجاه محافظة دير الزور، ومنها داخل محافظة الأنبار العراقية.
سيكون من السهل على قوات سورية الديمقراطية المدعومة بسلاح الجو الأميركي السيطرة على أرياف الرقة في ضوء تجربة تمدّد وحدات «الحماية الكردية» وقوات سورية الديمقراطية في بعض مناطق محافظة الحسكة، بل ربما تكون المعركة في ريف الرقة أكثر سهولة، ولكن ذلك لا يمثل الانتصار المدوّي الذي تسعى إليه الولايات المتحدة إذا لم تكن مدينة الرقة من بين المناطق التي سوف يتمّ إجلاء «داعش» عنها. على أية حال المنشورات التي رمتها الطائرات الأميركية فوق مدينة الرقة، والتي تطالب سكانها الخروج منها يوحي بأنّ العملية العسكرية تستهدف المحافظة بكاملها وليس الريف، بما في ذلك مدينة الرقة، ولكن الإعلان الرسمي من قبل «قوات سورية الديمقراطية» أنّ هدف العملية هو تحرير الأرياف فقط، ربما من باب المناورة والخداع، أو تحسّباً لاحتمال فشل العملية العسكرية.
في مطلق الأحوال، نجاح العملية العسكرية بقيادة الولايات المتحدة بالسيطرة على الرقة، مرهون بمدى استقلالية تنظيم «داعش» عن مشغليه الإقليمين والدوليين. ذلك أنّ الرقة هي معقل أساسي للتنظيم وخسارتها تختلف عن أيّ خسارة أخرى ولا يوازيها إلا خسارته للموصل. افتراضياً يجب أن يدافع «داعش» عن الرقة دفاعاً مستميتاً ويحشد كلّ قواته في هذه الجبهة لمنع سقوط المدينة. ولكن إذا كانت تبعية «داعش» لبعض داعميه، ولا سيما دول المنطقة، هي التي تغلّبت فهذا يعني أنه سيقاتل قتالاً تراجعياً وسيقوم بتسليم الرقة إلى التحاف الأميركي الكردي، أيّ إهداءهم نصراً يوظفونه في سياق سعيهم لابتزاز الدولة السورية ووضعها أمام خيارات صعبة.
الأيام القليلة المقبلة وتطوّرات المواجهة في ميدان الرقة وحدها تحمل الجواب الواضح.
(البناء)