مقالات مختارة

على أعتاب هزة أرضية: موشيه آرنس

 

عضوا الكنيست من الليكود اللذين كانا من وراء مؤامرة اقالة وزير الدفاع موشيه يعلون وتعيين افيغدور ليبرمان بدلا منه، يعانيان من قصر النظر في كل ما يتعلق بالسياسة الاسرائيلية. والمبرر الوحيد لسلوكهما هو حقيقة أنهما جديدان في الساحة السياسية المحلية.

ياريف لفين انتخب للكنيست قبل سبع سنوات، وهي نفس السنة التي انتخب فيها زئيف الكين عضوا للكنيست من الليكود بعد استقالته من حزب «كديما». هدف الاثنان من هذه الخطوة التي تمت من وراء الكواليس هو توسيع الائتلاف برئاسة الليكود. ويبدو أنهما قد حققا هذا الهدف، حيث سيزداد تمثيل الائتلاف في الكنيست من 61 مقعد إلى 66 مقعدا. لكن ثمن الاصوات الخمسة الاضافية في الكنيست، سواء من قبل الدولة أو من قبل الليكود، أكثر مما يعتقدون.

يصعب التصديق أن هذا التفسير البسيط الذي يعتبر أن الحكومة المستقرة هي أفضل لاسرائيل. لهذا فان استبدال يعلون بليبرمان في وزارة الدفاع هو في صالح الدولة. وهذا التفسير سيرفضه الجمهور في اسرائيل.

إن وزير الدفاع ليس كباقي وزراء الحكومة. فهو الوزير الاكثر أهمية في الحكومة حيث أنه يتحمل المسؤولية المباشرة عن أمن دولة اسرائيل وأمن مواطنيها الشخصي والمسؤولية عن حياة أبنائهم الذين يخدمون في الجيش. التفسير الذي يقدمه مؤيدو الصفقة والذي يعتبر أن اتخاذ القرارات المتعلقة بالأمن ترتبط بأشخاص آخرين عدا وزير الدفاع، ولهذا ليس بالامر الهام من يشغل هذا المنصب، هذا التفسير يعبر عن الجهل العميق بطريقة عمل وزارة الدفاع.

تحسين مصير مواطني دولة اسرائيل. وقد كان يعلون على رأس الجهاز العسكري في السنوات القرارة، القرار فيما يتعلق بالحفاظ على وزير دفاع جيد في حكومة ضيقة أو اقالته من اجل توسيع الائتلاف بعدة اصوات، كان يجب أن يكون بسيطا. لكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اتخذ القرار الخاطيء.

لقد أضر باحترام يعلون الذي سخر كل حياته في صباه من اجل أمن اسرائيل، الادعاء بأن وزارة الدفاع ليست ملكا لشخص يزيد الطين بلة. فهذا يضر، ليس فقط بمكانة يعلون، بل بمكانة الجيش الاسرائيلي ايضا.

إن الجيش الاسرائيلي هو جيش الشعب، وكل المواطنين في اسرائيل تقريبا يتضامنون معه ويحبونه. لقد خدموا في الجيش الاسرائيلي واولادهم يخدمون فيه. الجيش هو المؤسسة الاكثر تقديرا لدى الجمهور قياسا بباقي مؤسسات الدولة. حينما يتم الحاق الضرر باحترام يعلون، الكثيرين في الدولة يشعرون بالاهانة. إنها اهانة للشعب، والشعب لن ينسى ذلك بسرعة.

إن شعور اغلبية الشعب الذي يعتبر أنه يمكن الاعتماد على الليكود في موضوع أمن دولة اسرائيل، أبقى الليكود في الحكم سنوات طويلة. إلا أن هذا الشعور قد يتضعضع جدا في أعقاب الفعل الحالي، الامر الذي اعتبر تغييرا كبيرا بتوزيع وزارات الحكومة قد يحدث تغييرا عميقا في الصورة الجماهيرية لليكود في كل ما يتعلق بالمواضيع الأمنية واثارة السؤال هل يمكن الاستمرار في الاعتماد عليه في الموضوع الاقرب إلى قلوب اغلبية الاسرائيليين.

يمكن أن اقالة يعلون ستكون نقطة تحول في التاريخ السياسي لدولة اسرائيل. هذا لم يتوقعه لفين والكين. ويتوقع حدوث هزة ارضية سياسية ـ قد يحتاج ذلك بعض الوقت، لكنه سيأتي. لأن من يزرع الرياح يحصد العاصفة.

هآرتس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى