الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير: وقائع من أزمة الثقة بين “المستقبل” والقوى المسيحية سياسة السفير:الحريري إن حكى.. عن “خيانة” الحلفاء

كتبت “السفير”: تركت الانتخابات البلدية في بيروت ندوبا عميقة على جسم العلاقة المتأرجحة بين “تيار المستقبل” وحلفائه المسيحيين وفي طليعتهم “القوات اللبنانية”، برغم كل محاولات تنظيم الخلاف، والتي كان آخرها بنكهة القريدس، خلال “العشاء الاخير” في “بيت الوسط” بين الرئيس سعد الحريري ورئيس “القوات” سمير جعجع، عشية انطلاق الجولة الاولى من الانتخابات البلدية.

وما يزيد احوال التحالف المترنح تعقيدا، ان الخلاف الذي أفرزته نتائج الانتخابات البلدية في العاصمة ليس معزولا في الزمان والمكان، بل يندرج ضمن سياق أزمة ثقة متراكمة ومتشعبة، تبدأ من أيام القانون الارثوذكسي ولا تنتهي عند حدود الاستحقاق الرئاسي، الامر الذي حوّل العديد من شوارع بيروت واقلامها الانتخابية، الاحد الماضي، الى مسرح لتصفية الحسابات، والتشطيب على الهوية الطائفية والسياسية.

انتظرها الحريري من الغرب فأتت من الشرق. اعتقد ان “التيار الوطني الحر” هو وحده الذي سيتنصل من دعم “لائحة البيارتة”، لاعتبارات مفهومة في ظل افتراقهما حول خيارات استراتيجية، لكنه لم يتصور للحظة ان الحلفاء المسيحيين المفترضين سيتنكرون للائحة وسينكرونها قبل صياح ديك الصناديق.

لا يجد رئيس “المستقبل” اسبابا تخفيفية لما جرى، وليس هناك، برأيه، ما يمكن ان يبرر “الخيانة” التي تعرض لها، في وضح النهار. شعوره بالمرارة يتجاوز بكثير ما عبّر عنه خلال خطاب الفوز، والارجح ان ما خفي في القلوب الملآنة.. أعظم.

ولعل أخطر تداعيات الاحتقان الذي نتج عن انتخابات العاصمة وزحلة، يكمن في ظهور مؤشرات استنهاض لخلايا الاصطفاف الطائفي الذي كان قد تراجع نسبيا في الماضي، تحت تأثير تحالف “المستقبل” – “القوات”، و “حزب الله” – “التيار الحر”، قبل ان تختلط الاوراق مجددا ويبرز تفاهم معراب كندّ مسيحي للشركاء المسلمين.

والسؤال المطروح بعد خيبة الامل في الحلفاء، هو: كيف سيرد الحريري.. وأين؟

وفي انتظار الجواب، يستعيد أحد المقربين من الحريري بمرارة واقعة الاحد، قائلا: الجميع على الضفة الاخرى خذلونا.. “القوات اللبنانية”، “حزب الكتائب”، ميشال فرعون، “التيار الوطني الحر”، وحتى المطران الياس عودة.. وحده “حزب الطاشناق” التزم معنا وأثبت انه الحليف الانتخابي الكفوء والأمين، بحيث صبّ “البلوك الارمني” في صناديق “لائحة البيارتة”.

ويتابع مهاجما ظلم ذوي القربى: من سخرية القدر ان الاطراف المسيحية الصديقة التي خذلتنا فازت بمقاعد في المجلس البلدي لبيروت عبر أصوات “المستقبل” بشكل اساسي، لكن هذه الاطراف منحت في المقابل ما تيسر لها من أصوات، الى اللائحة المنافسة “بيروت مدينتي”.

وردا على كلام متداول حول تشطيب استهدف مرشح “القوات”، تشير الشخصية المحيطة بالحريري الى انه لولا حرص “تيار المستقبل” على حماية المناصفة لكان مرشح “القوات” في “لائحة البيارتة” قد رسب، “ثم يأتي بعد ذلك من يعطي الدروس وينظّر علينا”.

وتلفت الشخصية ذاتها الى ان الحريري كان يتوقع ان يمتنع انصار “التيار الوطني الحر” عن التصويت للائحة الائتلاف، “أما القوى المسيحية الاخرى والمصنفة بانها حليفة لـ “المستقبل”، فان موقفها ليس مقبولا، وما حصل الاحد الماضي يسيء اليها قبل ان يسيء الى أي أحد آخر”.

وتشدد الشخصية المقربة من رئيس “المستقبل” على ان الحريري أدى قسطه للعلا عندما جيّر القدر الكافي من الاصوات السنية لتأمين فوز اللائحة وتحقيق المناصفة، فيما فتح حلفاؤه المفترضون ابوابا خلفية على “بيروت مدينتي”، متجاهلين ان التصويت “للائحة البيارتة” هو سياسي بالدرجة الاولى، وإن كان الاستحقاق بلديا.

وترى الشخصية نفسها ان هناك تفسيرين لسلوك القوى المسيحية، “أولهما انها لم تتمكن من ان تمون على محازبيها وأنصارها، وهذه مصيبة، وثانيهما ان تكون قد تعمدت الانكفاء لتوجيه رسالة سياسية الى الحريري وهذه مصيبة أكبر”.

وفي اعتقاد الشخصية القيادية في “المستقبل” انه ايا يكن السبب، ليس مسموحا بأي معيار او مقياس ان يدخل البعض الى لائحة الحريري ليستفيد من طاقتها الانتخابية حتى يصل الى المجلس البلدي، من دون ان يبادلها في المقابل العطاء والوفاء، وكأنها مجرد حافلة نقل.

وعما إذا كان سلوك الحلفاء المسيحيين في بيروت يندرج في سياق رد الفعل على خيار الحريري الملتبس في انتخابات زحلة، يؤكد المصدر المنتمي الى الدائرة اللصيقة برئيس “المستقبل” انه إذا كان هناك من يحق له ان يعتب ويعترض على هذا الصعيد فهو الحريري بالدرجة الاولى.

الاخبار: المستقبل للحلفاء: ستدفعون ثمن المسّ بزعامة الحريري!

كتبت “الاخبار”: لم تنتهِ الانتخابات البلدية والاختيارية بإعلان فوز لائحة “البيارتة”. في تيار المستقبل، ثمة اقتناع بأن هذا الإعلان هو “إيذان بمرحلة جديدة في الحياة السياسية العامة”.

وإذا كان الترشيحان الرئاسيان المُتقابلان “حريري ـــ فرنجية” و”جعجع ـــ عون” لم يُسقطا تماماً واجهة 14 آذار، فإن ملابسات الاقتراع البلدي في بيروت أقفلت “مسرب النور” الذي كان يؤشر إلى استمرار وجود هذا الفريق. في تيار المستقبل من يوحي بأن “المعارضين” الذي حصدوا عشرات آلاف الأصوات في بيروت ليسوا بعيدين عن التيار، وأن الرئيس سعد الحريري “لم يخفِ ميله في البداية إلى صيغة ما” مع لائحة “بيروت مدينتي”، لاعتقاده بأنها تمثّل نبض حركة 14 آذار أساساً. إلا أن حرصه على حلفائه الآذاريين، بحسب مصادر قيادية في “المستقبل”، دفعه إلى عدم الغوص في التحالف مع “المجتمع المدني”، حرصاً على ما بقي من نسيج يجمَع أحزاب “انتفاضة الاستقلال” و”حلفاءهم الجدد، أي التيار الوطني الحر والطاشناق”. أما بعد صدور النتائج، فيوم آخر.

يقرّ بعض من كان موجوداً إلى جانب الحريري مساءَ الأحد الفائت بأن “القلق ساور الرجل لبعض الوقت نتيجة تضارب المعلومات حول أرقام الأصوات تبعاً لعمليات الفرز الأولى”، وخصوصاً لصناديق الاقتراع في الدائرة الأولى، التي “فضحت عدم التزام جمهور القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب بالتصويت للائحة البيارتة بكاملها”. يضيف المصدر أن “الحريري كان متخوّفاً من الإجابة عن سؤال مركزي: هل أن القادة الثلاثة (ميشال عون وسمير جعجع وأمين الجميّل) قرروا عدم الالتزام بالتحالف، أم أنهم باتوا أضعف من أن يُلزموا جمهورهم بموقفهم؟”. والإجابة التي سمعها من مقرّبين منه عن السؤالين قفزت إلى استنتاج هدفه “التنقير” لا أكثر، ومفاده أنه بات بمقدور التيار الأزرق “التشكيك في أرقام سابقة مفادها أن ثنائية القوات ــــ العونيين تضمن تأييد 86 في المئة من المسيحيين لترشيح عون للرئاسة، فيما الكل يعرف أن الانتخابات البلدية هي مؤشر مهم إلى جدّية الالتزامات بين كل حزب أو تيار وقاعدته”.

مع ذلك، كان لافتاً تجنّب الحريري في خطابه الدخول في اشتباك مباشر مع أي من الشركاء في اللائحة. لكن ذلك لا يعني استمرار التحالفات “عالعمياني”. فبعد بيروت، ستنتقل الانتخابات البلدية إلى جبل لبنان، حيث التحالف مع النائب وليد جنبلاط الذي بدا متفرجاً من بعيد في العاصمة، وكذلك القوات وحركة أمل. وهذا الأمر بحسب المصادر سيستدعي “إعادة النظر في هذه التحالفات”.

ردّ الفعل الحريريّ لن يقتصر على الدورات المقبلة من الانتخابات البلدية، بل يتعداها، منذ الآن، إلى النيابية. فمصادر التيار الأزرق تؤكد أن “نتائج الانتخابات البلدية في بيروت والظروف التي أحاطت بها، ستنعكس، في الانتخابات النيابية المقبلة، على التعامل بين القوى التي ألفت لائحة “البيارتة”، ما يرجّح أن تنتج تحالفات بالمفرق وليس بالجملة حسب المناطق، وحسب المصالح الانتخابية”، خصوصاً أن “الشركاء، وخاصة المنحدرين من 14 آذار، لم يُثبِتوا في الانتخابات البلدية رؤية استراتيجية موحدة. فلائحة البيارتة تعرّضت للتشطيب من جانب القوات والعونيين وحركة أمل، كلّ لغاية في نفسه وبقرارات قيادية”. وما جرى، بحسب المستقبليين، ليس أداءً عابراً، “بل أظهر محاولة لزعزعة زعامة الحريري، بهدف تحويله إلى قيادي محدود الزعامة في المكان والفاعلية”.

جردة حساب الحريريين لنتائج انتخابات العاصمة لم تقتصر على أداء شركاء اللائحة. فعلامة الاستفهام الثانية التي طُرِحَت في وادي أبو جميل، بعد ساعات من انتهاء الاقتراع، كانت مستقبلية “داخلية”. المشكلة لم تنحصر في تصويت الدائرتين الأولى والثانية، بل تعدّتها إلى الثالثة، “معقل التيار”. وبالتالي فإن منطق الأمور يستدعي من الحريري، بحسب مصادره، “إعادة قراءة لكل الظروف والملابسات التي رافقت العملية الانتخابية لتحديد المسؤوليات الداخلية وكشف الخطايا والأخطاء التي مهّدت الى أن يكون الفارق بين اللائحتين أقل من 10 آلاف صوت”، بصرف النظر عن الملابسات التي أنتجتها مواقف “الشركاء” في اللائحة.

والسؤال المطروح يتمحور حول “مدى تأثير غياب الرئيس الحريري عن لبنان على قاعدته الشعبية”، علماً بأن هذا الغياب ليس السبب الوحيد لتقاعس البيروتيين عن الاقتراع للائحة “البيارتة”. فإلى جانب هذا الغياب، لا تجد مصادر التيار حرجاً في انتقاد المجلس البلدي السابق المحسوب على المستقبل، انطلاقاً من “تجربته وما انطوت عليه من تقصير وتنازع صلاحيات مع المحافظ، وعدم تقديم إنجازات تُذكر في إطار ما كان مقرراً في المخطّط العام لمدينة بيروت”. وهنا، يحصر العقل المستقبلي مشكلة المجلس البلدي السابق بعدم إنشاء “أنفاق وجسور وإنارة وتخطيط الشوارع، وإزاحة السيارات عن الأرصفة، وتعزيز النقل العام وإيجاد مرائب للسيارات في قلب المدينة وعند مداخلها للتخفيف من الزحمة”! يتحدّث هؤلاء بمنطق المحاسبة وكأن المجلس لم يكن يوماً محسوباً عليهم، أو أن الحريري كان غافلاً عمّا يفعله “المقصّرون” في المجلس، وهم في غالبيتهم محسوبون عليه.

إضافة إلى ذلك، أظهر هذا الجو البيروتي، بحسب مقرّبين من الحريري، عجز هيكلية المستقبل عن سدّ الفراغ الناجم عن غياب رئيس التيار، وسلبية حصر الحركة السياسية بالأمين العام للتيار أحمد الحريري، وضعف علاقة المنسقيات بالجمهور. كذلك فإن مراجعة عمل الماكينة الانتخابية والأداء السياسي، تبدأ بمقارنة بسيطة بين الجهد الترويجي الذي بذلته لائحة “بيروت مدينتي”، والجهد الذي بذل من أجل لائحة “البيارتة”، ليتبيّن أن الأولى كانت أنجح رغم كلفتها الضئيلة، بينما الثانية لا تكاد ترى ولا تترك انطباعاً ولا أثراً عند الآخرين رغم كلفتها العالية.

في نهاية قراءة النتيجة، يعود المستقبليون إلى ما يُطمئنهم. يقولون إن “الشعور لدى البيروتيين، كما في أي منطقة في لبنان، أن ائتلاف الأحزاب حول لائحة ما في أي انتخابات سيوفّر لها الفوز الأكيد، ما يغذّي خيار الاستكانة والابتعاد عن المشاركة”. يراجعون نتائج الانتخابات البلدية السابقة، سواء مع الرئيس رفيق الحريري عام 1998 (لائحة عبد المنعم العريس) أو الرئيس سعد الحريري عام 2010 (لائحة بلال حمد). وفي الحالتين “لم تتجاوز نسبة الاقتراع عتبة الـ20 في المئة، ما يعني أن ما حدث في الانتخابات الحالية منطقي إلى حدّ كبير”!

البناء: التفاهم الروسي ـ الأميركي إلى فيينا لتكريسه بعد أسبوع تمهيداً لعودة جنيف عزل “النصرة” تمهيداً للحسم ومنح جماعة الرياض ومشغّليها فرصة أخيرة الحريري وفضيحة الـ7 … ومعركة جونية تنسف نتائج زحلة مسيحياً

كتبت “البناء”: صار التفاهم الروسي الأميركي على طاولة فيينا لاجتماع السابع عشر من الشهر الحالي، وما فيه من اتفاق على صيغة تنفيذية للهدنة المترنّحة لإنعاشها بوضع آلية لتحديد مواقع ومناطق سيطرة “جبهة النصرة”، لترجمة استثنائها من الهدنة بالحرب المشروعة عليها، وتحييد الفصائل المسلحة التي تلتزم أحكام الهدنة، شرط خروجها من مناطق “النصرة” وإخراجها من مناطقها حيث تستطيع، فالتشابك بين المعارضة و”النصرة” بات من عناصر إسقاط الهدنة، ومَن يختَر البقاء مع “النصرة” عليه أن يلقى ما يستحقه، وهذه الآلية التي تضمّنت تحييداً للبنى التحتية والمدنيين، تفرض على الأتراك والسعوديين وقف كلّ تشابك مشابه مع “النصرة” مباشرة أو غير مباشرة.

الاتفاق يبدو جدول أعمال الاجتماع المقبل للدول المشاركة في مسار فيينا في السابع عشر من الشهر الحالي، بعدما لقي التفاهم الترحيب من لقاء باريس الذي ضمّ أبرز المساندين للحرب على سورية وفي طليعتهم فرنسا والسعودية وقطر وتركيا، وأعلنت جماعة الرياض ترحيبها بالتفاهم، وأبدى المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أمله بانعقاد لقاء جنيف في جولة جديدة خلال الشهر الحالي.

إذا سار كلّ شيء وفقاً للتفاهم فيفترض أن تتولى غرفة عمليات جنيف الأميركية الروسية مهمة تحديد ثلاث مناطق، واحدة مستثناة من الهدنة تضمّ مواقع محسومة لـ”النصرة” و”داعش”، وثانية للجماعات المشاركة في الهدنة، وثالثة رمادية مطلوب حسم هويتها، وهي المناطق التي تدّعي المعارضة تبعيتها لسيطرتها بينما تنتشر فيها “النصرة” أو تسيطر عليها، على أن تمنح فصائلها مهلة محدّدة للخروج منها أو إحكام السيطرة عليها، ليكون مع نهاية شهر أيار قد تبلور المناخ الأمني والسياسي للمواجهة مع “جبهة النصرة”، في ظلّ استعدادات واسعة للجيش السوري والوحدات الخاصة الإيرانية وقوات النخبة من حزب الله، لحسم شمال سورية نهائياً خارج أيّ وجود لـ”النصرة” و”داعش”، وما يرتبه ذلك من تحجيم كبير للحضور التركي والسعودي الذي سيكتفي بما تملك جماعات “أحرار الشام” و”جيش الإسلام” من وجود هزيل قياساً بـ”النصرة”، إذا تمكّنت هذه الجماعات من إنجاز شروط التحييد عن “النصرة” ولم تتورّط في حربها كي لا تلقى مصيرها.

في ظلّ هذا التفاهم بدت المسارات السياسية في اليمن والعراق أشدّ يسراً، حيث عاد الحديث عن ولادة مرتقبة لحكومة عراقية جديدة، وأنجزت محادثات الكويت اليمنية تفاهماً على تبادل المعتقلين والأسرى، هو أول اتفاق يُنجزه المسار التفاوضي في الكويت.

لبنانياً تخيّم نتائج الكشف المتأخر عن نتائج الانتخابات البلدية في بيروت، على حديث السياسة اللبنانية، بعدما قالت الأرقام إنّ خمسة وثلاثين ألف صوت هي حصيلة ما ناله تيار المستقبل في بيروت من أصل ثلاثة وأربعين ألفاً نالتها لائحة التحالف الذي قاده، والنسبة لا تزيد عن سبعة في المئة من أصوات الناخبين مقابل ستة في المئة للائحة بيروت مدينتي، ونصف في المئة للائحة التي تزعّمها الوزير السابق شربل نحاس، والفضيحة الإفلاسية للرئيس سعد الحريري بالتزامن مع الفضيحة الإفلاسية المالية التي تحيط بشركاته، تضع مستقبله المالي والسياسي على بساط البحث، بعد عشر سنوات على وراثته زعامة والده وإمبراطوريته المالية.

لبنانياً أيضاً ومع نهاية انتخابات بلديات البقاع التي سجل فيها تحالف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية نجاحاً في إثبات وجوده من بوابة معركة زحلة، تطلّ انتخابات جبل لبنان لينسف التحالف نتائج زحلة بمواجهة سيكون مناصرو الفريقين طرفيها في جونية عاصمة كسروان، حيث يدعم كلّ فريق منهما لائحة بوجه لائحة يدعمها الفريق الآخر.

في خضم الاستعدادات والتحضيرات التي تجري على قدم وساق للانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان يوم الأحد المقبل، لم تعلن وزارة الداخلية في سابقة هي الأولى من نوعها النتائج الرسمية للانتخابات البلدية في بيروت. ومردّ هذا التأخير في إصدار النتائج والشائعات المرافقة والحديث عن تزوير وتقاذف الكرة بين لجان القيد والداخلية يعبّر عن أزمة صامتة خطيرة إذا لم تعلن الداخلية النتائج النهائية.

وأكدت نتائج انتخابات بيروت أنّ الرئيس سعد الحريري أمام كارثة حقيقية تبعاً لما تقوله صناديق الاقتراع بالسياسة. فأحد لم يناقش مسألة الفوز بالمعنى المباشر والنتيجة كنتيجة في ظلّ محدلة كهذه. اعتقد البعض أنّ القراءة الحقيقية بالأرقام ودلالاتها والرسائل التي أرسلتها في نسبة المشاركة قد تكون كافية لإطلاق محاكمة سياسية لخيارات الناس، لكن النتيجة أتت في قلب الصناديق لتقدّم قرينة أكثر لمعاناً من قرينة المشاركة، تقول إنّ الاعتراض البيروتي ضمن المصوّتين، وليس فقط ضمن المقاطعين، أظهر أنه مؤثر لدرجة أنّ لائحة “البيارتة” قياساً إلى لائحة “بيروت مدينتي” لم تحقق النتائج المرجوة، رغم أنّ قدرات اللائحة الأولى وما تملك من ماكينة وتاريخ وإرث وتناقضات وآلاف الأسباب التفاضلية أمام مجموعة من الناس النخبويين الذين لا يتمتعون بخبرة سياسية ولا تتبناهم جهة سياسية، والنتيجة تدلّ على أنّ ناقوس الخطر كبير جداً ويطال أول ما يطال الرئيس الحريري وزعامته وتحالف 14 آذار الذي قد يكون انتهى فعلياً ولم يبق منه غير الاسم، فالمشاركة القواتية الهزيلة في انتخابات بيروت أتت على ما تبقى من هذا التحالف، وهذا ما دفع الحريري إلى التشكيك علناً ببعض الحلفاء، علماً أنّ التصويت المسيحي للائحة “بيروت مدينتي” كان ضعفَيْ التصويت للائحة “البيارتة”.

الديار: من منع الانفجار الطائفي والسياسي ؟! المسيحيون خائفون أن يختار المسلمون بطاركتهم لماذا “ساير” حزب الله الحريري في انتخابات بيروت ؟

كتبت “الديار”: انفجار سياسي أم انفجار طائفي؟ الانتخابات البلدية التي تصور الكثيرون انها قد تعيد الحياة، أو بعض الحياة، الى العملية السياسية، ان باتجاه الانتخابات النيابية او باتجاه الانتخابات الرئاسية، كشفت ان “انفلونزا الطائفية” لا تزال منة في نظام اللبنانيين…

رئيس وزراء سابق قال لـ”الديار” “حين يكون السنّة والشيعة مذهبيين الى هذا الحد، ويكادون يلتحمون بالسلاح الابيض، وربما بأظافرهم، كيف يؤخذ على المسيحيين، وقد عانوا ما عانوه في العراق وسوريا وصولاً الى باكستان، ان يتوجسوا وأن يبحثوا عن ملاذ؟

اما ماذا يقال داخل “الغرفة المسيحية”، فثمة تعليقات حادة على كلام الرئيس سعد الحريري عصر الاثنين، واسئلة من قبيل “ألم تظهر كل المؤشرات على ان الشيخ سعد تعامل مع بلدية بيروت على انها احدى مؤسسات الحريري”. وتأكيد لدى قاعدة التيار الوطني الحر و”القوات اللبنانية” وحزب الكتائب على “ان المناصفة ليست “مكرمة” ما دمنا نعيش في زمن المكرمات، بل هي في اساس الميثاقية التي كرستها وثيقة الطائف”.

لا بأس ان يعتبر أحد مطارنة العاصمة “ان خطأ تقنياً حصل في كيفية تشكيل اللائحة حين بدا وكأن بيروت التي هي اختزال، بصورة او بأخرى، لكل لبنان، تدور حول بيت الوسط، اذا كانت هناك مناصفة، فأين كانت لدى تسمية جمال عيتاني رئيساً للائحة مع كل احترامنا للرجل ولكفاءاته ولتعهداته”.

المطران الذي يرفض ان تذهب الامور الى أبعد من ذلك اذ “تكفينا المصائب التي نحن فيها” لا يشك لحظة في “النوايا الطيبة” للحريري، لكنه يلاحظ “ان الطريق الى الجحيم مرصوفة بالنوايا الطيبة”، ليشير الى المناخ العام في لبنان وفي المنطقة “المسيحيون متوجسون من الحاضر ومن المستقبل، وهم يعتبرون انهم عوملوا في ما يتعلق بتوزيع المقاعد المسيحية في اللائحة كم لو أنهم اهل ذمة”.

وسأل “من كان الآمر الناهي في تشكيل اللائحة”، داعياً الى عدم المضي في “الهاب المشاعر”، والى حد التحذير من ان تستغل الانتخابات البلدية في مدينة زحلة للترويج لصراع ماروني – كاثوليكي، وربما يشارك فيه الارثوذكس ايضاً بعدما سمعت اصوات في عاصمة البقاع تقول ان الاحزاب المارونية ابتلعت عاصمة الكثلكة في الشرق”.

والمفارقة هنا ان الذين اتفقوا وأتلفوا في العاصمة الكاثوليكية افترقوا في جونيه، وهي العاصمة المارونية، ويخوضون مواجهة ضارية في ما بينهم.

اما مصادر الرئيس تمام سلام فتقول ان اللبنانيين هكذا، حين تكون هناك انتخابات يصبح لبنان لبنانيين او أكثر، حتى اذا ما استقرت الامور عاد البلد واحداً، ولا مصلحة لأحد في ان يكون اكثر.

النهار: الجلسة الـ 40 للانتخاب في السنة الثالثة للفراغ رهان متجدِّد: هل تفك فرنسا أسر الرئاسة؟

كتبت “النهار”: مع دخول الشغور الرئاسي سنته الثالثة بعد أيام، اختصر كاهن رعية رأس النبع الاب سالم الحاج موسى عظته، في صلاة الذكرى السنوية السادسة عشرة لغياب العميد ريمون إده، بعبارة كافية وافية هي “نطلب أن يأتينا رئيس ذو ضمير كالعميد ريمون إده” في ظل رغبة جامحة لدى اللبنانيين في القبول بأي رئيس ينهي ازمة الفراغ.

امس في الجلسة الـ 39 لانتخاب رئيس، عاد النصاب الرسمي الى التراجع، إذ وصل عدد النواب قبل خمس دقائق من الموعد الرسمي للجلسة ظهراً، الى خمسة فقط، ليعود ويرتفع تدريجا الى 17 فالى 41 نائباً. وبعد نصف ساعة، اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري ارجاء الجلسة الى 2 حزيران المقبل، ليقطع هذه المرة فترة أطول من السابق.

وفي مشهد أكثر من باهت، اعلامياً وسياسياً، انتظر النواب والصحافيون جلسة اللا-انتخاب. وغابت المواقف من النواب الحاضرين، وانشغلت الدردشات الجانبية بتقويم الانتخابات البلدية في بيروت وزحلة، والاستعداد لجولة جبل لبنان الاحد المقبل.

وحده الرئيس فؤاد السنيورة تحدث أمام عدد من الاعلاميين، فدعا الى “اجراء قراءة متأنية لنتائج الانتخابات البلدية في بيروت، واستخلاص العبر”. وذكّر بما سبق للرئيس سعد الحريري ان قاله من ان “البعض لم يلتزم الشركة داخل اللائحة الواحدة، وهي لائحة البيارتة، وهم يعرفون أنفسهم”. وسئل عما يشاع من ان الرئيس الحريري قرر اعتزال السياسة، فأجاب: “هذا ضرب من الخيال، وتبصير في النهار”.

وكانت المفارقة في امتناع عدد من النواب عن الادلاء بتصريحات في قاعة الصحافة، اذ غادر الجميع من دون كلام. وربما بات بعضهم يخجل بولايته الممددة، وبعدم نجاح جلسات انتخاب الرئيس، أو بعدم قدرته على تفسير أرقام نتائج المرحلة الاولى من الاستحقاق البلدي، ففضل الصمت والصوم، وخرج من مبنى البرلمان الى موعد لاحق، في بدء السنة الثالثة للفراغ.

والملف الذي حضر بتشعباته كاملة بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الاليزيه، حضر أمس في رسالة الرئيس الفرنسي الى الرئيس بري والتي أكد فيها “العمل من أجل حل أزمة انتخاب رئيس الجمهورية ودعم لبنان لا سيما في مواجهة أعباء أزمة النازحين”. ونقلت “المركزية” عن مصادر ديبلوماسية في باريسان هولاند وعد الراعي باثارة ازمة الاستحقاق خلال محطتين قريبتين، الاولى في لقائه ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي يزور فرنسا في نهاية الشهر الجاري، والثانية لدى اجتماعه مع وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف في النصف الاول من الشهر المقبل.

المستقبل: “حزب الله” عانى الأمرّين بقاعاً. وياغي يؤكد استخدام “المال النظيف” لتبييض النتائج الانتخابية “جبل لبنان”: صفيح بلدي ساخن.. والعين على جونية

كتبت “المستقبل”: .. إلى “جبل لبنان” دُر حيث الاستحقاق الانتخابي يحط رحاله الأحد المقبل فوق صفيح بلدي ساخن استعداداً لخوض سلسلة مواجهات انتخابية حامية متداخلة حزبياً وعائلياً في عدد من المناطق. وبالأمس اتجهت الأنظار إلى جونية حيث اكتملت عدة المعركة مع إعلان لائحة “الكرامة” المدعومة من “التيار الوطني الحر” و”حزب الكتائب” برئاسة جوان حبيش في مواجهة لائحة “التجدد” برئاسة فؤاد البواري المدعومة من نعمة افرام والنائبين السابقين منصور البون وفريد هيكل الخازن و”القوات اللبنانية”، وسط مؤشرات ميدانية تشي بأنها ستكون “أم المعارك” الانتخابية في جبل لبنان.

اللواء: بلديات الجبل: العائلات تواجه الأحزاب الجمهورية بلا رئيس للجلسة الـ40.. وجونية عاصمة “المسيحية المشرقية”!

كتبت “اللواء”: استغرقت القوى السياسية في تقييم المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية، وشكلت عمليات التقييم الجارية فرصة لاستخلاص ما يلزم، قبل 4 أيام من توجه الناخبين في محافظة جبل لبنان المترامية الأطراف من الشوف إلى كسروان، مروراً بالضاحية الجنوبية وفرن الشباك وسن الفيل وصولاً إلى انطلياس وغوسطا، حيث هناك واحدة من المعارك التي يجري التحضير لها، فضلاً عن معركة جونيه، بين التيار العوني الذي يقف وراء لائحة جوان حبيش المسماة “كرامة جونيه” في مواجهة “لائحة التجدد” المدعومة من النائبين السابقين منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن، ورئيس مؤسّسة الانتشار المارونية نعمة افرام، برئاسة فؤاد بواري، والتي تتمثل فيها “القوات اللبنانية” بـ4 مرشحين، فيما يبدو رئيس بلدية جبيل زياد حواط والمرشح لولاية جديدة هو الأكثر ارتياحاً إلى وضعه، على الرغم من خلافه مع تكتل “الاصلاح والتغيير” والنائب سيمون أبي رميا.

الجمهورية: 20 بلدية مدعومة من المرّ بالتزكية وشبه التزكية… وبرّي: لا تمديد للمجلس

كتبت “الجمهورية”: كشفت الانتخابات البلدية هشاشة الذرائع والاسباب التي بني عليها التمديد لمجلس النواب، فضلاً عن التأخر في انتخاب رئيس للجمهورية ما جعل الشغور الرئاسي يمتد لسنتين حتى الآن. وفي هذه الاجواء تستعد مناطق محافظة جبل لبنان لخوض غمار الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية الاحد المقبل، وسط تعثّر الاتفاق السياسي بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” في عدد من البلدات، في وقت أظهرت الأرقام بعد إقفال باب الترشيحات في جبل لبنان، فوز 20 بلدية متنيّة مدعومة من دولة الرئيس ميشال المرّ بالتزكية، أو شبه التزكية أي أن هناك مرشّحاً واحداً منفرداً او اثنين فقط في مقابل اللوائح المكتملة.

وفي تطور أمني لافت ليل أمس، أكّد التلفزيون الإسرائيلي ما أعلنه معارضون سوريون عن غارة شنَّتها إسرائيل ضد قافلة صواريخ لـ”حزب الله” على الحدود اللبنانية – السورية.

وفي هذا السياق، أكّد مصدر عسكري رفيع لـ”الجمهورية” أن “لا شيء يدلّ على أنّ غارة حصَلت داخل الأراضي اللبنانية”، فيما نفى الإعلام الحربي للحزب استهداف قوافل تابعة له في مجدل عنجر.

في ضوء انتهاء الجولة الاولى من الانتخابات البلدية في أجواء هادئة، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس رداً على سؤال حول إمكان إجراء الانتخابات النيابية عبر تقصير ولاية المجلس: “بعد إجراء الانتخابات البلدية في الامكان إجراء الانتخابات النيابية وتقصير ولاية المجلس إذا تمّ التوصل الى قانون انتخابي جديد لأنّ المفتاح يكمن هنا، والمبادرة في هذا المجال هي في يد المجلس دون سواه”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى