من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء : عودة المحادثات اليمنية… ونجاح روسي أميركي بصياغة حلّ وسط للتهدئة: تحديد مناطق “داعش” و”النصرة” وشمول الهدنة ما عداها وتحييد المدنيين والبنى التحتية نتائج البلديات: فشل حريري ونجاح ثنائي عون ــ القوات وفوز حاسم لحزب الله أمل
كتبت “البناء “: التبشير بالعودة إلى محادثات جنيف من جماعة الرياض بعد مقاطعة ترتبط بقرار التصعيد والقتال إلى جانب “جبهة النصرة” في حرب الشمال السوري، بالتزامن مع الإعلان الروسي الأميركي عن حلّ وسط لنظام التهدئة يضمن شمول وقف النار كلّ سورية بعد تحديد مواقع “النصرة” و”داعش”، وتحييد مواقع الجماعات الأخرى والبنى التحتية والمدنيين من نتائج الأعمال الحربية، بالتزامن مع استئناف المحادثات اليمنية، يقول إنّ ملامح تفاهم أميركي سعودي لمواكبة تطبيق التفاهم الأميركي الروسي بصيغته الجديدة بدأت ترتسم.
الانفكاك عن “جبهة النصرة” من قبل جماعة الرياض ومن تضمهم من الجماعات المسلحة التي تتفق روسيا وسورية على تصنيفها إرهابية، وخصوصاً “أحرار الشام” و”جيش الإسلام”، ووضع آلية لفصل هذه الجماعات ومواقعها عن مواقع “النصرة” و”داعش” وملاحقتها، وتحييد الأماكن التي يتواجد فيها المدنيون والبنى التحتية عن الأعمال الحربية، وخصوصاً القصف الجوي، تبدو عناوين ما توصلت إليه واشنطن مع الرياض وجماعتها، قبل أن تنطلق صفارة هجوم روسي سوري إيراني جديد تشمل “النصرة” وكلّ الجماعات المسلحة المتواجدة معها في جغرافيا متداخلة، وهذا ما يفترض أن تظهره الأيام المقبلة، وإذا صحّ ذلك فتكون موسكو قد كسبت الرهان على الهدنة أولاً، ونظام التهدئة لاحقاً للوصول إلى غطاء دولي إقليمي أوسع لحرب “النصرة” مقابل التهدئة التي بدت متصلة في مناطق كثيرة شمال سورية مع الهدوء المتقطع على جبهات حلب. وهذا يعني أنّ تحديد مواقع النصرة سيقوم على أنظمة تحميل جوية وأقمار صناعية لتحديدها، وحصر الاستهداف بها بعيداً عن المدنيين والبنى التحتية.
قد تصدق التعهّدات التي قطعتها السعودية لواشنطن، وقد تصدق تعهّدات واشنطن لموسكو، وقد لا تصدق أيّ منهما لكن الأكيد أنّ تعهّدات موسكو لدمشق صدقت وتصدق دائماً.
في ميدان التطبيق ستظهر الحقائق، وإنْ حدث وتمّ التحديد لمواقع الإرهابيين وبدأ الاستهداف، وتمّ احترام تحييد من ينصّ عليهم الاتفاق، والتزمت جماعة الرياض بالتفاهمات سلك المسار السياسي طريقاً أقصر لبلوغ التفاهم الحكومة الموحدة وإنْ حدث العكس وعادت جماعة الرياض إلى التصعيد، وضعت واشنطن أمام مأزق في علاقتها بموسكو يوجب عليها تحميل حلفائها مسؤولية فشل الهدنة، وتقديم الغطاء الأميركي للقتال بوجه “النصرة” ومن معها.
وليس ببعيد كان قادة لبنان يعدّون الأرباح والخسائر بعد يوم انتخابي طويل، فخرج الرئيس الحريري خاسراً بيروت والبيارتة، رغم فوزه باللائحة البلدية، فلا نسبة المشاركة التي تصير خمس المقترعين تعبّر عن مدينة فيها زعامة ولا ما ناله الحريري وتياره يتخطى العشرة بالمئة، فبينما أثبت تحالف سمير جعجع رئيس القوات والعماد ميشال عون فشله في بيروت، لكنه سجل فوزاً لافتاً في مدن وبلدات البقاع وخصوصاً زحلة، بينما سجل ثنائي حركة أمل وحزب الله، فوزاً شاملاً تقريباً، إذا حسبت البلدات التي أدار فيها الثنائي التفاهمات المحلية.
وضعت المعارك البلدية أوزارها في محافظتي بيروت والبقاع واتجهت الأنظار لقراءة النتائج النهائية للانتخابات لا سيما في العاصمة وزحلة وبعلبك التي سجلت رقماً مرتفعاً في نسبة المشاركة وصل إلى 45 في المئة في بعض المناطق مقابل تدنيها في بيروت التي لم تتجاوز الـ20 في المئة وبالتالي مقاطعة أكثر من 80 في المئة من الناخبين ما يؤشر إلى حجم الفتور لدى المواطن البيروتي، أما في زحلة فقد حقق تحالف الأحزاب المسيحية الثلاثة التيار الوطني الحر و”القوات” و”الكتائب” فوزاً على اللائحتين المنافستين لا سيما المدعومة من آل سكاف التي تمثل الزعامة المحلية التقليدية. وقد حصدت “الكتلة الشعبية” وحدها وفق النتائج الأولية 8896 مقابل 10510 للائحة تحالف الأحزاب و7044 للائحة المدعومة من النائب نقولا فتوش.
وقالت مصادر زحلاوية لـ”البناء” إن “خسارة لائحة سكاف أمام تحالف الأحزاب له أسباب عدة أهمها رفض رئيسة الكتلة الشعبية ميريم سكاف الحوار مع النائب نقولا فتوش لتشكيل تحالف بينهما، والذي لو تمّ لكان اكتسح المقاعد كلها وفاز على تحالف الأحزاب، فضلاً عن أن أصوات المسلمين في زحلة الذي يصل إلى 11000 7000 شيعة و4000 سنة ، توزعت على تحالف الأحزاب الثلاثة وعلى لائحة سكاف وعلى لائحة فتوش، أما السبب الثالث فهو تحالف سكاف مع تيار المستقبل وقرار حزب الله ترك الخيار لجمهوره في التصويت”.
وأكد رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون في حديث إلى “أو.تي.في” أن “زحلة امتدت إلى كل لبنان بمجرد التصويت بأكثريتها إلى لائحة الأحزاب المتمثلة بالتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لأن انتشار القوات والتيار على امتداد لبنان، وهذا ما يجب أن يعطي طمأنينة إلى أهل زحلة، وكل لبنان متضامن معهم في هذه الانتخابات”، وقال: “نتمنى أن يكون الحكم أفضل في المستقبل من أجل تأمين ضمانة أكبر وأقوى”.
وأمل عون أن تسير الانتخابات في محافظة جبل لبنان على خطى البقاع وزحلة تحديداً لكي تضفي بصمة جديدة على التوافق المسيحي والوطني”.
السفير : عندما يهدّد زعيم “المستقبل” باعتزال العمل السياسي نصرالله وعون وجعجع.. “تفاهمات” وإقفال ساحات؟
كتبت “السفير “: لبنان ليس بخير.. والأصح أن لبنان بخطر.
قد يكون الخطر الخارجي قدراً لا مفر منه، سواء أتى من جهة الحدود الجنوبية أو الشرقية، لكن ماذا عن الخطر الداخلي وماذا عن مسؤولية كل لبناني في مواجهة هذا الخطر؟
هذه محاولة لإجراء قراءة سياسية لنتائج الانتخابات البلدية في بيروت وزحلة، تتجاوز الصناديق والأسماء واللوائح، إلى ما يصح تسميتها “الحسابات الطائفية” التي باتت تتحكم بسلوكيات شريحة واسعة من اللبنانيين تحركها العصبيات أو المخاوف في هذا الاتجاه أو ذاك.
خرج سعد الحريري من انتخابات بيروت مأزوماً. يشي خطابه أمس بهذه النتيجة، إلا إذا أراد أن يكابر ولا يقرأ الأرقام، فيتصرف كمنتصر في المراحل الانتخابية التالية، وتحديداً في طرابلس. الأزمة بين الحريري والمكون الشيعي واضحة للعيان. هما، وبرغم حوارهما الثنائي الضروري والمطلوب لتخفيف التوتر المذهبي، يندفعان على سكتين متوازيتين متناقضتي الاتجاهات.. والصدام بينهما كان يمكن أن يكون وارداً في كل لحظة، لولا الحصانة الداخلية المشتركة، مدعومة بمظلة دولية حامية للاستقرار لاعتبارات لبنانية وخارجية!
الأزمة بين الحريري ووليد جنبلاط تكبر ولا نقاش سياسياً بين الطرفين، إلا ما يتصل بملفات عاجلة، معظمها يتصل بمنظومة المصالح والخدمات في الدولة.
الأزمة بين الحريري والمكونات المسيحية صارت واضحة للقريب والبعيد. كل الاستثمار الخليجي لاجتذاب “القوات” على مدى عقد من الزمن، بات من الماضي، إذا قرر سعد الحريري أن لا يغادر مربعين اثنين: استذكار تبني سمير جعجع القانون الانتخابي الأرثوذكسي وعدم تصديق واقعة تبني جعجع ترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
ما جرى في انتخابات بيروت يشي بأزمة مفتوحة بين الحريري وباقي المكونات المسيحية. يكفي للتدليل على ذلك عدم قدرة الماكينات الحزبية (خصوصاً “التيار” و “القوات” و”الكتائب”) في العاصمة على اجتذاب الجمهور الحزبي للتصويت لـ”لائحة البيارتة”، بينما أظهرت الأحزاب الأرمنية كعادتها التزاماً جعلها تمنع تسرب جمهورها باتجاه تأييد لائحة “بيروت مدينتي” أو “لائحة شربل نحاس” بما شكلته هذه أو تلك من تعبير احتجاجي على “خيانة”.. “الإبراء المستحيل” أو رفض إسقاط اللوائح من فوق!
أما في زحلة، فإن من يدقق في مجريات الساعات الأربع الأخيرة، يكتشف أن قرع أجراس الكنائس واستنفار الماكينات الحزبية بإشراف مباشر من عون وجعجع، جعل التصويت يتخذ طابعاً طائفياً احتجاجياً ضد محاولة سعد الحريري و “حزب الله” مصادرة القرار الزحلي بذريعة “الوفاء” لورثة إيلي سكاف في المدينة، من دون احتساب مردود هذا التجييش على مستقبل العلاقات بين زحلة والجوار.
لكأن كل طرف يريد أن يحصّن نفسه أو بالأحرى ساحته (الطائفية أو المذهبية). أبلغ سعد الحريري بعض معاونيه كلاماً خطيراً قبل ساعات من إقفال صناديق الاقتراع في بيروت: “إذا سقطت “لائحة البيارتة” أو اختُرقت، سأعتزل العمل السياسي نهائياً”. هذا الكلام بلغ مسامع قيادات سياسية أخرى أبرزها الرئيس نبيه بري!
اعتباراً من لحظة صدور نتائج الانتخابات في بيروت وزحلة، صار لزاماً على كل من الحريري و”حزب الله” التعامل مع الوقائع بطريقة مختلفة. صحيح أن “حزب الله” حصد غمار ما يزرعه في “ساحته” (النموذج الأبرز في بعلبك وبريتال)، لكن لم يعد خافياً على أحد أن الحزب يكاد يتمنى لو أنه يعفي نفسه من هذا الاستحقاق الذي يجعل بطون معظم القرى والبلدات والمدن الجنوبية والبقاعية (وبعض جبل لبنان) مفتوحة ومشرعة على نبش أحقاد وعصبيات تتناقض كلياً وتضحيات الحزب الكبيرة وما ينبري له من دور على الصعيد الإقليمي.. ومن يقرأ خطاب السيد حسن نصرالله الأخير، لن يجد صعوبة في قراءة مفردات لم يستخدمها قائد حزبي مثله في أي خطاب من قبل.
من هنا يصح القول إن سعد الحريري يجد نفسه في القانون الانتخابي والاستحقاق الرئاسي والخيار البلدي في مواجهة اصطفاف طائفي (إسلامي ـ مسيحي) يعيد تذكير اللبنانيين بانقساماتهم التي جعلت بلدهم يدفع أثماناً كبيرة من منتصف السبعينيات حتى نهاية ثمانينيات القرن الماضي.
أما “حزب الله”، فإنه يدفع أثمان “تحالف رباعي” حوّل ميشال عون إلى “تسونامي مسيحي” غير مسبوق في التاريخ السياسي اللبناني منذ الاستقلال حتى ربيع العام 2005، ومن ثم يدفع الحزب على مدى عقد من الزمن أثمان “تفاهم سياسي” مع “الجنرال”، برغم أن كل طرف يمتلك “فاتورة” مختلفة لحسابات الربح والخسارة، وها هو الحزب يدفع في العام 2016 أثمان “تفاهم معراب”.
الأخبار : بيروت تفضح الحريري: “لائحة السلطة” تفوز بأقل من 10 في المئة من أصوات البيارتة!
كتبت “الأخبار “: يعيش الرئيس سعد الحريري واحدة من أسوأ المراحل التي مرّ بها منذ دخوله عالم السياسة. هي المرة الأولى التي ينفض عنه جمهوره، وجمهور حلفائه. نتائج انتخابات بلدية بيروت أول من أمس كشفت الكثير من الثغر التي ترقى إلى مستوى الفضيحة. “لائحة البيارتة” التي قاد الحريري بنفسه حملتها الانتخابية في أحياء العاصمة، وجمعت غالبية أحزاب السلطة، نالت أقل من 10 في المئة من أصوات أهل العاصمة.
أما منافسوه، فحصدوا، متفرقين، نسبة قريبة. حتى الساعة الواحدة من فجر اليوم، وفيما كان فرز الأصوات لا يزال مستمراً من قبل اللجان القضائية في البيال، أوردت مصادر متطابقة نتيجة شبه نهائية، تشير إلى نيل لائحة البيارتة أكثر من 41 ألف صوت، في مقابل نحو 29 ألف صوت للائحة “بيروت مدينتي”.
وحازت مرشحة اللائحة الأخيرة، نادين لبكي، أكبر عدد من الأصوات بين معارضي لائحة تحالف السلطة. وترددت مساء أمس معلومات عن تمكنها من اختراق لائحة السلطة، قبل أن تقلب أصوات المزرعة المشهد.
فيما لم يلامس الوزير السابق شربل نحاس، بحسب ماكينات انتخابية، عتبة الـ10 آلاف صوت. أما مرشح جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش)، فنال أكثر من 10 آلاف صوت. ويقول “الأحباش” إنهم منحوا جميع أصواتهم لـ20 مرشحاً من لائحة البيارتة، بناءً على تفاهمات مع قوى سياسية مشاركة في اللائحة. إذا صح هذا القول، فهذا يعني أن النتيجة كادت أن تكون أكثر سوداوية لتيار المستقبل مما هي عليه الآن. هذه الأرقام مرعبة للحريري.
كان بمقدور قوى 8 آذار وحدها أن تُسقِط لائحته، فيما لو قررت يوم الانتخابات حشد أصواتها لتصبّ في مصلحة “بيروت مدينتي” ونحاس ومرشح “الأحباش”! وهذه الأرقام ربما كانت السبب الذي دفع ماكينة تيار المستقبل الانتخابية إلى عدم إعلان النتائج غير الرسمية الموجودة في عهدتها، والتي جمعتها من مندوبيها في أقلام الاقتراع أول من أمس. فكل مندوب يحصل على نتيجة الفرز الذي يجريه رؤساء الأقلام في مراكز الاقتراع، قبل إحالة الصناديق والنتائج الاولية على لجان القيد. ويكفي جمع هذه النتائج الجزئية لتظهر النتيجة الإجمالية.
“ثمة حاجة لمراجعة جدية”، يقول وجه بارز من وجوه الحريرية السياسية. وهذه المراجعة هي لأداء الحريري وفريقه. لا يمكن الأخير أن يستمر “ببيع” الناس “اعتدالاً” و”مناصفةً” “لأ للسلاح” و”ليسقط النظام السوري” وما إلى ذلك من شعارات. ثمة كفاءة مفقودة، سياسياً، وإنمائياً، وبلدياً، وخدماتياً… إضافة إلى الشحّ المالي الذي يعاني منه. لم يقدّم الحريري منذ دخوله عالم السياسية أي مبادرة إنمائية أو انتخابية توحي بأن في فريقه من يفكّر خارج صندوق “العمل السياسي التقليدي”، القائم على تزفيت الطرقات وإنشاء أرصفة وإقامة شبكة صرف صحي، والاستفادة من بقرة خزينة الدولة الحلوب.
أزمته التي استجدّت أول من أمس هي مع الحلفاء. الأرقام الرسمية أمس أظهرت أن “بيروت مدينتي” حصلت على 9 آلاف صوت في دائرة بيروت الأولى (الأشرفية والرميل والصيفي)، في مقابل 6700 صوت للائحة البيارتة. الحريري لم يخف عتبه على شركائه المسيحيين في اللائحة. “وحدهم الطاشناق التزموا معنا”، يقول مستقبليون. أما القوات والتيار الوطني الحر والوزير ميشال فرعون، فقد سمعوا من الحريري في خطاب ألقاه أمس بمناسبة “فوز لائحة البيارتة” كلاماً واضحاً من دون أن يسميهم. قال: “هناك حلفاء فتحوا خطوطاً لحساب مرشحين من خارج اللائحة، بشكل كان من الممكن أن يهدد المناصفة، وهذا أمر لا يشرف العمل السياسي ولا العمل الانتخابي”. الرجل مستاء للغاية من القوات اللبنانية بالدرجة الأولى. يُدرك المحيطون به الأزمة التي واجهت التيار الوطني الحر في الأشرفية، وانقسام مناصريه بين مؤيد للتحالف مع المستقبل في بلدية بيروت وبين معترض عليه، وانكفاء جزء منهم عن التصويت. لكنهم لا يتفهمون ذلك. كذلك فإنهم أخذوا علماً بمشكلة حزب الكتائب و”حرَد” النائب نديم الجميّل بسبب عدم منحه ما يريده على لائحة المخاتير. لكن الحريري لم “يبلع” أداء القوات اللبنانية. وردت يوم الأحد معلومات تشير إلى أن القوات لم تعمل بكامل قوتها في بيروت، وأن مناصرين لها منحوا أصواتهم لـ”بيروت مدينتي”، في محاولة لمعاقبة رئيس تيار المستقبل على موقفه الداعم للائحة الكتلة الشعبية في زحلة. يردّ الحريريون بـ”أننا لم نغدر. في زحلة كان موقفنا واضحاً. أما في بيروت، فنحن كنا في تحالف”. ما جرى في “بيروت الأولى” يرونه غدراً، لا أكثر ولا أقل. ويقول مستقبليون: “كان بمقدورنا تأليف لائحة لا نعطي فيها الأحزاب المسيحية إلا العدد الذي نريده، بمعنى أن يسمي تيار المستقبل بعض الأسماء المسيحية، خصوصاً أن التيار يضم في كتلته نواباً مسيحيين عن بيروت. والنتيجة التي كنا سنحصل عليها لن تكون مختلفة عن تلك التي حصلت عليها اللائحة الائتلافية، بما أنها لم تستفد من أصوات الناخبين التابعين للأحزاب والتيارات التي تحالفنا معها”.
الديار : زحلة بعد الانتخابات البلدية… كل يغني على ليلاه انقلاب عرسال: لا “ابو عجينة” ولا “ابو طاقية” جنبلاط بين الصحوة السنية والصحوة المسيحية
كتبت “الديار “: المناصفة في المقاعد البلدية لا غير، في الزعامة لا مناصفة ولا مثالثة. قالها النائب سيرج طورسركيسيان “سعد الحريري هو الزعيم الاوحد لبيروت”، ولو كان حكم الاقلية التي لا تتجاوز الـ20 في المئة.
التوصيف اتى من نائب مسيحي وارمني، اين هو ميشال عون وسمير جعجع وسامي الجميل؟ حين يكون هناك زعيم اوحد لا يكون هناك الى جانبه نصف زعيم او ثلث زعيم.
التوصيف ازعج وزيراً بارزاً من تيار المستقبل، ليس فقط لان المصطلح لا يطلق عادة الا على الديكتاتور، وانما ايضا لان هذا اللقب الذي حمله الديكتاتور العراقي عبد الكريم قاسم، بطل انقلاب تموز 1958 على الملكية (وحيث ابيدت العائلة الملكية باسرها)، قاده الى نهاية تراجيدية، دون استعادة تلك اللحظات الاخيرة والهائلة.
في الجانب المسيحي، كان هناك انزعاج من نوع آخر، ما حدث من تظاهرات، وما صدر من تصريحات، اظهر ان رئيس تيار المستقبل هو المنتصر الوحيد، وهو الناطق الوحيد باسم بيروت، كما انه الوصي (السياسي) على المجلس البلدي بحيث تبقى المناصفة في اطارها الشكلي.
الشيخ سعد لم يعترض على توصيف طورسركيسيان، ولم يعلق. بدا وكأنه يثبت التوصيف من خلال غضبه على الحلفاء. قال بعد ظهر امس “نحن فخورون اننا عملنا مع كل البيارتة (وقصده المسلمين والمسيحيين) على حماية وصية المناصفة. وهذا عنوان اساسي في المعركة. ومع الاسف، بعض القوى السياسية لم تفهمه، وبعض الجهات وصلت فيها المزايدة الى المسخرة السياسية وغير السياسية على اهل بيروت.
واكد “ان هذا مرفوض ومردود لاصحابه” مشيراً الى “ان لائحة البيارتة” على صورة بيروت ولبنان. هناك حلفاء التزموا معنا وصوتوا للائحة البيارتة وآخرون فتحوا خطوط حساب مرشحين خارج اللائحة، ما هدد المناصفة وهذا لا يشرف العمل السياسي والانتخابي.
وكانت معلومات بيت الوسط قد اشارت الى ان الحريري “الذي خاض غمار المناصفة” صدم من الارقام التي وضعت امامه والتي تظهر ان لائحة “بيروت مدينتي”.. تقدمت على لائحة “البيارتة” في المناطق المسيحية، وتحديداً حيث التيار الوطني الحر و”القوات اللبنانية”.
في زحلة قرعت الاجراس، عند المسيحيين “الكنيسة تناديكم”، لبوا نداءها وتجاوزت نسبة الاقتراع الـ40 في المئة، في بيروت قرع الطبول لم يأت بالنتيجة المماثلة، بالرغم من هاجس المناصفة، بقي الاقبال على الصناديق تحت خط الديموقراطية مثلما هو تحت خط النصر…
وزير العمل سجعان قزي ربما تأثر بالفرنسي موريس دوفرجيه الذي اعتبر ان الديموقراطية تكون حين تكون صناديق الاقتراع حتى النصف او اكثر. ماذا حين تكون النسبة دون الـ20 في المئة؟
النتائج كانت ملتبسة في زحلة، صحيح ان الاحزاب (وكل يغني على ليلاه) اكتسحت المقاعد الـ21، ودون ان يكون لبلدة تعنايل عضو واحد، لكنها لم تكتسح لا زعامة آل سكاف، ولا زعامة النائب نقولا فتوش.
في عروس البقاع، ثمة كثيرون يلقون باللائمة على “السادة المستشارين” الذين قالوا للسيدة ميريام ان فتوش “لا يؤمن له”. دماغ قانوني وثروة طائلة، حتى اذا ما تعاونت معه انتخابياً، وهو الكاثوليكي، فلا بد ان يضع يده على الزعامة.
النهار : زحلة وبيروت الصدمة والتداعيات على الحلفاء الراعي في الاليزيه: تعزيز صلاحيات الرئاسة
كتبت “النهار “: مع أن طلائع النتائج الاولية للانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع كانت رسمت ملامح فرز سياسي “صامت” استمر صموده بضع ساعات أمس في انتظار صدور النتائج الرسمية لعمليات فرز آلاف الصناديق، فإن ما أثارته النتائج المثبتة لاحقا من صدمات ومفاجآت بدا مرشحاً لاحداث تداعيات سياسية بعيدة المدى لا يستبعد ان تتمدد مفاعيلها تباعاً نحو التحالفات السياسية العريضة وآفاق الانتخابات النيابية نفسها. ولم يعد خافياً في ظل ما تضمنته الكلمة التي القاها الرئيس سعد الحريري عصر أمس اثر التثبت من فوز لائحة “البيارتة” في بيروت أو اثر “الزلزال” السياسي الذي ضرب زحلة بفعل انتصار لائحة “انماء زحلة” المدعومة من الأحزاب المسيحية الثلاثة “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” والكتائب على لائحتي “الكتلة الشعبية” والنائب نقولا فتوش بان تداعيات من العيار الثقيل ستتوالى تردداتها طويلا وربما انسحبت على وقائع انتخابية مقبلة في مناطق جبل لبنان والشمال خصوصاً.
في بيروت برزت بقوة تداعيات “الصوت المسيحي” في مناطق الدائرة الاولى التي كشفت واحداً من احتمالين صبا في النهاية في اظهار خرق كبير جدا للتحالف العريض الذي ضمته لائحة “البيارتة” لمصلحة لائحة “بيروت مدينتي” التي جمعت نحو تسعة الاف ناخب يحسب معظمهم من مناصري “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” والكتائب. الاحتمال الاول يتمثل في عدم تمكن الاحزاب من ضبط قواعدها بفعل عدم اقتناع هذه القواعد بلائحة التحالف. والاحتمال الثاني “تسامح” ضمني من القيادات الحزبية مع اتجاهات مخالفة للموقف “الرسمي” المعلن للاحزاب. واذ تشدد أوساط هذه الاحزاب على الاحتمال الاول، فان فوز لائحة “البيارتة” في النهاية بدا نتيجة حتمية لكثافة تصويت قواعد تيار “المستقبل” والمتحالفين معه في الدائرتين الثانية والثالثة بالاضافة الى ملتزمي لائحة “البيارتة” في بيروت الاولى. هذا التطور اتخذ دلالات ساخنة في ظل كلمة الرئيس الحريري الذي هنأ عبرها أهل بيروت بفوز اللائحة و”بالاختبار الديموقراطي المشرف”، كما هنأ كل اللوائح التي شاركت في الانتخابات في بيروت والبقاع. ومع انه أكد ان “هناك صفحة جديدة” وتوجه بتحية لافتة الى الذين صوتوا للائحة “بيروت مدينتي”، اتخذ كلامه بعداً بارزاً بقوله: “في الحقيقة انكم تشبهوننا ولا تشبهون أبدا الذين حاولوا ان يزايدوا علينا باصواتكم لهدف واحد هو كسر المناصفة ولكن بيروت اكدت ان المناصفة خيار لا تتراجع عنه”. وذهب الى القول أيضاً: “هناك حلفاء التزموا معنا بالكامل وهناك حلفاء آخرون فتحوا خطوطاً لحساب مرشحين من خارج اللائحة بشكل كان يمكن ان يهدد المناصفة وهذا أمر لا يشرف العمل السياسي والعمل الانتخابي “.
مصادر مواكبة للائحة “البيارتة” قوّمت لـ”النهار” نتائج الانتخابات فقالت ان ما جرى أثبت أن الرئيس الحريري “اضطلع بدوره كزعيم وطني وليس فقط كزعيم بيروتي. فهو على رغم كل الصعوبات التي واجهها إستطاع خلال 10 أيام فقط إستنهاض الشارع البيروتي فكان الصانع الاول للمعركة الانتخابية”. وسجلت ملاحظة على أداء الاحزاب الحليفة للحريري في الدائرة الاولى حيث “لم تنظم مهرجاناً واحداً أو لقاء شعبياً”. وشددت على” ان العمل البلدي في بيروت دخل مرحلة جديدة ستبرهن إنجازاتها عن عزم الحريري على ان يقرن القول بالفعل”.
وقالت أوساط نيابية في 14 آذار لـ”النهار” إن انتقادات الرئيس الحريري في كلمته أمس طاولت من دون تسمية الاحزاب في الاشرفية كما طاولت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.ولفتت الى ان هناط أحباطا من موروثات المرحلة الاخيرة تسبب بالارباك في إدارة المعركة. ولم تستبعد أن تظهر تداعياتها في المرحلة التالية من الانتخابات في جبل لبنان الاحد المقبل وخصوصاً في إقليم الخروب.
المستقبل : هنّأ البيارتة الذين “حموا وحدهم المناصفة”.. وانتقد أداء بعض الحلفاء “غير المشرّف” سياسياً وانتخابياً الحريري شاكراً بيروت: حسمت خيارها السياسي
كتبت “المستقبل “: بفرحة فوز ممزوجة بالامتنان لوفاء البيارتة والانتقاد لأداء بعض الحلفاء، أطلّ الرئيس سعد الحريري غداة انتهاء الدورة الانتخابية في العاصمة ليبارك لبيروت انتخاب مجلسها البلدي الجديد وليشكرها على الوفاء لمشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري مشدداً على أنها “قالت كلمتها بالسياسة” وحسمت خطها السياسي. وإذ هنأ البيارتة بنجاحهم في “الاختبار الديموقراطي المشرّف” وأعرب عن امتنانه لكل واحد منهم “أعطى صوته لخيار بيروت السياسي” وتقديره للحلفاء الذين “التزموا بالكامل وصبّوا أصواتهم للائحة البيارتة”، غير أنّ الحريري انتقد في الوقت عينه أداء بعض الحلفاء “غير المشرّف” سياسياً وانتخابياً ممن شاركوا في لائحة البيارتة و”فتحوا خطوطاً لحساب مرشحين من خارجها”، وتوجّه في رسالة بالغة الدلالة إلى أهل بيروت بالقول: “تذكروا جيداً عندما يتهمونكم بالطائفية والعنصرية أنكم أنتم ولا أحد سواكم من حمى المناصفة”.
اللواء : الحريري ينتقد إخلال “الحلفاء”.. وأزمة في التيار العوني “الحلف الثلاثي” يقبض على زحلة.. وبعلبك تُسجّل إعتراضاً على تمثيل حزب الله
كتبت “اللواء “: مع الساعات الأولى لصباح يوم أمس، اطمأن فرسان اللوائح المشكلة من الائتلافات السياسية والحزبية الكبرى إلى فوزهم:
“لائحة البيارتة” في بيروت، الذي أدى فوزها كاملة إلى “حماية المناصفة” بين المسلمين والمسيحيين، على حدّ تعبير الرئيس سعد الحريري، وهذا هو المكسب الكبير، على الرغم من الأسئلة المفتوحة التي ترتبت عن خروج انصار “التيار الوطني الحر” عن “الشراكة الانتخابية”، والتصويت للائحة “بيروت مدينتي” في دائرة بيروت الأولى، أي الأشرفية والمدور والرميل، الأمر الذي طرح إشكاليات العمل السياسي والتحالفات الانتخابية، واحدث جرحاً يحتاج إلى وقت لشفائه ومعالجة ندوبه.
الجمهورية : هولاند والراعي يستكملان مشاوراتهما الرئاسية.. وتقويم لنتائج البقاع وبيروت
كتبت “الجمهورية “: فيما تستعدّ محافظة جبل لبنان لخوض استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية الأحد المقبل، استمرّت القراءات السياسية في أرقام نتائج الانتخابات ودلالاتها في كلّ من بيروت والبقاع وبعلبك ـ الهرمل، في وقتٍ بدأ بعض التحالفات بمواجهة صعوبات، على غرار ما سُجّل أمس من وقائع تشير إلى أنّ التحالف “العوني” ـ “القواتي” مقبل على تنافس في جونية، وذلك خلافاً لتحالفهما في زحلة. وكان اللافت أمس إعلان الرئيس سعد الحريري أنّ “هناك حلفاء التزموا معنا التزاماً كاملاً، وصبّوا أصواتهم لـ”لائحة البيارتة”، وأنّ هناك حلفاء آخرين فتحوا خطوطاً لحساب مرشّحين من خارج اللائحة، بنحوٍ كان يمكن أن يهدّد المناصفة، وهذا أمرٌ لا يشرّف العملَ السياسي ولا العمل الانتخابي”. وفي حين ستلاقي جلسة انتخاب الرئيس اليوم مصير سابقاتها من التأجيل، شخصَت الأنظار إلى قصر الإليزيه حيث عُقد اجتماع بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تابَعا خلاله المواضيع التي كانت عُرضت في لقائهما الأخير في بيروت، وفي مقدّمها الاستحقاق الرئاسي.
توقّفَ مصدر أمني عند الأجواء الأمنية التي رافقت الانتخابات الأحد الفائت، فوصَفها بـ”الجيّدة” وتعكس التفاهمات السياسية للأحزاب والقوى الفاعلة على الأرض.
وقال المصدر لـ”الجمهورية” إنّ هذا الامر إن دلّ على شيء فهو يعني انّ الاستقرار الامني هو وليد التفاهمات السياسية.