تقرير استخباراتي روسي حول “داعش” وانتشاره عالميا
أعلنت هيئة الأركان العامة الروسية، الأربعاء ، أن عدد المسلحين الذين يقاتلون في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي بسوريا والعراق يبلغ 33 ألف شخص.
وقال الفريق سيرغي أفاناسييف، نائب رئيس الإدارة الرئاسية التابعة لهيئة الأركان العامة والتي تشكل جهاز الاستخبارات لوزارة الدفاع الروسية، للصحفيين خلال مؤتمر موسكو الخامس للأمن الدولي، إن عدد عناصر “داعش” في العراق يصل إلى 19 ألف شخص، بينما يقاتل في صفوف التنظيم الإرهابي بسوريا حوالي 14 ألف مسلح.
وأشار المسؤول العسكري الروسي إلى أن الإرهابيين تتوفر لديهم دبابات وعربات مدرعة وبنادق غير مرتدة، بالإضافة إلى منظومات مضادة للدبابات وخاصة بالدفاع جوي، بما في ذلك منظومات محمولة.
وأضاف أفاناسييف: “من المصادر الأساسية لتمويل الإرهابيين واردات يحصلون عليها من تهريب النفط وآثار التراث الثقافي، فضلا عن جمع ما يسميه الإرهابيون بالضرائب المفروضة على السكان المحليين ورجال الأعمال”.
وتعليقا على نشاط تنظيم “داعش” في سوريا، أكد أفاناسييف أن بعض الدول تسعى إلى استخدام مسلحيه من أجل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف المسؤول العسكري في هذا السياق أن “قادة داعش ومجموعات متطرفة أخرى، يسعون في الوقت الراهن إلى عرقلة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أبرمته دمشق والمعارضة المسلحة”.
وأوضح أفاناسييف، قائلا: “ويقوم الإرهابيون من أجل تحقيق هذا الهدف باستفزازات رامية إلى تقويض عملية المصالحة بين أطراف الأزمة السورية، بما في ذلك شن هجمات على كل من القوات الحكومية وممثلي المعارضة المعتدلة، الذين انضموا إلى عملية التسوية السلمية”.
وشدد أفاناسييف على أن هذا يحدث بفضل “سياسة المعايير المزدوجة” التي تمارسها بعض الدول، التي تحاول استخدام “المجاهدين” من أجل الإطاحة بنظام بشار الأسد.
الدفاع الروسية: “داعش” يوسع نفوذه في ليبيا
وبخصوص مواقع تنظيم “داعش” في ليبيا، أعلن سيرغي أفاناسييف أن عدد مسلحي فصائل “داعش” في البلاد قد تجاوز 6 آلاف.
وأشار الاستخباراتي العسكري الروسي إلى أن الإرهابيين “تمكنوا من احتلال موطئ قدم لتوسيع نفوذهم في المنطقة”، موضحا أن “داعش” لا يزال يسيطر على منطقة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في محيط مدينة سرت تمتد لحوالي 250 كيلومترا.
وقال أفاناسييف إن إرهابيي “داعش” يسعون إلى منع إحياء مؤسسات الدولة الليبية، مؤكدا أنهم يقومن من أجل ذلك بعمليات إرهابية استفزازية وعمليات تخريب حقول النفط والغاز، مع إلحاق أضرار مادية بالمجموعات المسلحة، التي تواجه التنظيم”.
وشدد أفاناسييف على أن التنظيم الإرهابي يحاول توحيد القبائل المحلية تحت رايته، فضلا عن جر الدول الأخرى بالمنطقة إلى الأزمة الليبية.
ولفت أفاناسييف، في هذا السياق، إلى أن وجود مصادر تمويلي كبيرة للتنظيم الإرهابي في ليبيا مكنه من جذب أكثر من 4 آلاف من المتطرفين من ليبيا وتونس ومصر إلى جانبه.
وأعاد أفاناسييف أيضا إلى الأذهان أن عناصر “داعش” نفذوا، في مختلف دول المنطقة، سلسلة هجمات إرهابية أثارت أصداء شديدة في العالم بأسره.
وأضاف أفاناسييف أن أعمال المسلحين في تونس أدت إلى انخفاض واردات قطاع السياحة بمعدل 30 بالمئة (ما يعادل حوالي 500 مليون دولار)، “الأمر الذي أسفر عن تصعيد الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الجمهورية”، حسب المسؤول العسكري الروسي.
خطر نشوء “أممية إرهابية” في إفريقيا
كما لفت أفاناسييف إلى خطورة جماعة “بوكو حرام” المتطرفة الناشطة في نيجيريا والتي تضم في صفوفها أكثر من ثمانية آلاف مقاتل، علما أن “داعش” يعطي هذه الجماعة دورا خاصا في زحفه إلى المناطق غير العربية من إفريقيا.
وأضاف المسؤول العسكري أن مما يزيد الوضع تعقيدا هو تواجد جماعات إرهابية تعرف نفسها على أنها فروع لتنظيم القاعدة، في مالي ومناطق متاخمة لها من الجزائر وموريتانيا والنيجر.
وتابع أفاناسييف قائلا إن معظم هذه الجماعات تتنافس مع “داعش” حاليا على مصادر التمويل ومناطق النفوذ، لكن “نشوء أممية إرهابية شيء لا يمكن استبعاده في حال توصلها إلى اتفاق مع داعش حول بعض المسائل”، الأمر الذي “سيتيح للمتطرفين الوصول إلى موارد هامة وسيمكنهم من زعزعة الاستقرار في المنطقة بل وفي القارة (الإفريقية) بأسرها”.
تهديد فعلي لأوروبا
ذكر أفاناسييف أن طموحات داعش لإنشاء “دولة” تتعدى حدود العالم الإسلامي، الأمر الذي سيجعل القارة الأوروبية هي الأخرى عرضة للتهديد الإرهابي.
وأشار المسؤول الاستخباراتي العسكري بهذا الصدد إلى ارتفاع مستوى التهديد الأرهابي في أوروبا جراء عودة مسلحين قاتلوا في بؤر النزاعات إلى أوطانهم، وهم مستعدون لتطبيق ما كسبوا من “الخبرات” العسكرية في دول أوروبية.
وذكر أفاناسييف أن أكثر من 800 جهادي وفدوا إلى ألمانيا خلال الأعوام الأربعة الماضية، إلى جانب بقاء التوتر الأمني “في مناطق تمركز الأقليات الإسلامية في النسما وبلجيكا وفرنسا وغيرها من الدول في غرب أوروبا”.
آسيا الوسطى.. حوالي 4500 مسلح في عصابات على صلة بـ”داعش”
كما أورد أفاناسييف أن قادة ميدانيين منفردين لكل من “حركة أوزبكستان الإسلامية” و”حزب التحرير” و”عسكر طيبة” و”اتحاد الجهاد الإسلامي” أعلنوا استعدادهم للقتال جنبا إلى جنب مع تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأشار إلى أن العدد الإجمالي لإفراد العصابات المرتبطة بـ”داعش” (مع حفاظها على استقلاليتها اسميا) يناهز 4500 شخص.
وأضاف أن زعماء “داعش” يخططون لبسط سيطرة “خلافتهم” على أراضي عدد من دول جنوب شرق آسيا، سلطنة بروناي وإندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلاند والفلبين، وذلك بهدف “بسط نفوذهم فيما بعد على المنطقة بأسرها التي يقطن فيها أكثر من 250 مليون مسلم”.