الغارات الإسرائيليّة لن توقف شحنات الأسلحة ولتنتظر الرّد: رضوان الذيب
الغارات الاسرائيلية على موقعين للجيش السوري بالقرب من دمشق تؤكد ان حصول تطورات ميدانية وسياسية دفعت اسرائيل للقيام بهذه الغارات التي تعبر عن مأزق تعيشه وتحاول الخروج منه بتوجيه الانظار الى اماكن اخرى، خصوصاً ان اسرائيل تدرك وحسب مصادر متابعة للتطورات الميدانية ان غارة او غارتين او ثلاث او مئة لا تغير في مسار الامور على الارض وبموازين القوى خصوصاً ان التدخل الاسرائيلي في سوريا يعود الى ما قبل بدء الاحداث عبر دعم المسلحين لوجيستياً ومخابراتياً والكترونياً، حيث جاءت الغارات بعد سلسلة معطيات على الارض بحسب المصادر اهمها:
1- كان لافتا خلال الاشهر الماضية استهداف قوى «النصرة» و«داعش» لوحدات الدفاع الجوي في اكثر من منطقة وخصوصاً في الجولان ابرزها موقع تلة الحارة للتنصت، ما يكشف عن تواطؤ مباشر بين هذه الجماعات والعدو لتسهيل قيام طيران العدو بضرباته العسكرية الجوية، كما ان الدعم الاسرائيلي غير المحدود للمسلحين في منطقة الجولان والقنيطرة هدفه اضعاف قدرات الجيش السوري في مناطق التماس مع العدو الاسرائيلي بعد التعزيزات السورية في المنطقة. وهذا ما ازعج اسرائيل واربكها حيث كانت تعتقد ان دعمها للمسلحين في هذه المنطقة سيسهل لها اقامة المنطقة العازلة وتغيير طبيعة المرحلة والهدوء على حدودها.
2- تأتي الغارات الاسرائيلية في ظل المحاولات المستمرة للجماعات الارهابية للسيطرة على المطارات العسكرية بما يقيد حركة الطيران السوري في مواجهة الطيران الاسرائيلي، مطاري «الطبقة ودير الزور، ورغم كل ذلك فان صمود الجيش السوري في دير الزور فاجأ الجميع وكل الخبراء العسكريين الذين عمموا سقوط المطار وتبين انه غير صحيح.
3- تهدف الضربات الجوية الاسرائيلية الى رفع معنويات الجماعات الارهابية بعد الانجازات التي حققها الجيش السوري في حلب ودير الزور وحمص وريف دمشق والقنيطرة حيث سقط مئات الارهابيين، وعممت صور نقلهم بشاحنات «النصرة» و«داعش» وكالات الانباء العالمية، وهذه الانجازات تضعها الدول الخارجية في حساباتها السياسية.
4- اذا كانت هذه الغارات استهدفت ما له علاقة بحزب الله كما يشاع، فمن المعلوم ان حزب الله سيرد على اعتداءات كهذه، لذلك ينبغي على الاسرائيليين انتظار الرد وقيادة المقاومة تحدد المكان والزمان. وقد بادرت اسرائيل فوراً الى تعزيز قواتها على الجهة الجنوبية واتخذت سفاراتها ودبلوماسييها في كل دول العالم اجراءات وقائية، وعمت حالات «الرعب» في صفوف القادة الاسرائيليين، والتوتر سيستمر والرد آت.
5- تعرف اسرائيل ومن يقف وراءها ان هذا النوع من الضربات لا يوقف شحنات الاسلحة للمقاومة. وقد وصلت شحنات الاسلحة حتى خلال عدوان تموز 2006 ولم تتوقف، رغم الـ 100 الف غارة اسرائيلية وبقيت طريق ايران العراق دمشق جنوب لبنان مفتوحة، كما ان الاف الغارات الاسرائيلية لم تستطع ايقاف وصول الاسلحة الى غزة. لان العقل المقاوم وايمانه وعزيمته يتفوق على كل التكنولوجيا الاسرائيلية، ومن يملك الايمان لا يمكن ان يهزم.
6- جاءت الضربات الجوية لتؤكد على موقع الحكم السوري الوطني والقومي من الصراع ضد اسرائيل وبأنه ثابت ولا يتغير وتؤكد المصادر نفسها وان القيادة السورية ما زالت على خط المواجهة مع العدو الاسرائيلي بالرغم من الحرب الكونية عليها ولا تتراجع عن هذا الموقف الجذري، وجاءت التطورات لتثبت ان ما تتعرض له سوريا هدفه ضرب ثوابتها وخياراتها، ورغم كل هذا العدوان الكوني لم تتراجع، وان اسرائيل ومن خلال دعمها للمسلحين هدفها اضعاف الجيش السوري الذي اثبتت الاحداث انه من اهم جيوش العالم حيث يقاتل على اكثر من 700 نقطة عسكرية، وبشكل منظم ومدروس عبر تعليمات مباشرةمن القيادة بشكل متواصل، وهذا امر لا يحصل في اي جيش بالعالم، وقد قالت الواشنطن بوست الاميركية «انه جيش يستحق الاحترام» فالجيش الاميركي لم يستطع الصمود في العراق لاكثر من سنة وانسحب، وهذا حال معظم الجيوش فيما قدم الجيش السوري مثالا في الصمود والتضحية، والتكتيك العسكري، وبالتالي فان مساهمة الارهابيين باضعاف الجيش السوري يظهر انهم «خَدَم» لخدمة اسرائيل وينفذون ما تريده عبر اضعاف اهم قوة عسكرية في مواجهتها.
7- سهى عن بال الاسرائيليين ان الغارات الجوية الاسرائيلية اعطت اوراق قوة للنظام امام الشعب السوري ومن كان موقفه ملتبساً من التطورات في بلاده اصبح الان اكثر اقتناعا، ان اسرائيل وراء كل ما يجري في سوريا، وان اسرائيل ومن خلال غاراتها تستهدف كل من سوريا وموقعها وثوابتها وجيشها حيث يحاول الارهابيون تدمير هذا البلد خدمة لمصالح خارجية، فأي ثورة كما يدعون تقتل الابرياء والعجز وتبيع النفط الى اسرائيل. وبالتالي فان التطورات الاخيرة والغارات جاءت لتعطي النظام اوراق قوة امام الشعوب العربية والقوى السياسية ولتكشف خفايا المؤامرة الكونية وجاءت الغارات لتؤكد ايضا وبرأي المصادر ان قرار حزب الله بالدفاع عن سوريا هو بحد ذاته دفاع عن المقاومة في لبنان وسوريا وفلسطين وكل المواقع الوطنية في العالمين العربي والاسلامي، ومن لديه شك في هذا الامر، فهو لا يريد ان يقتنع نتيجة احقاد شخصية ونكايات لا اكثر.
(الديار)