بقلم غالب قنديل

محور المقاومة هو المستهدف

7izb syria

غالب قنديل

ظهر حضور الأصابع الصهيونية في الحرب على سورية منذ قيام جماعات الإرهاب باستهداف مواقع الدفاع الجوي للجيش العربي السوري بصورة تزامنت مع غارات صهيونية توخت محاولة فرض قاعدة للصراع تجعل من التدخل العسكري الصهيوني المباشر احد العناصر المتحركة والمألوفة في المشهد السوري والغارات الجوية الصهيونية طالما جاءت لترميم الانهيارات المعنوية في صفوف الإرهابيين امام تقدم الجيش العربي السوري او للنيل من قدرات هذا الجيش الدفاعية الاستراتيجية او للتأثير في فاعلية الشراكة السورية في تعزيز قدرات المقاومة اللبنانية والفلسطينية الأمر الذي ينعكس مباشرة على إسرائيل وقدرتها على المبادرة في عموم المنطقة.

كان لافتاً خلال المرحلة الأخيرة تكثيف استهداف قوى الإرهاب في سوريا ـ ولا سيما جبهة النصرة وداعش ـ لوحدات الدفاع الجوي والاتصالات والتنصت في أكثر من منطقة وخصوصاً في منطقة الجولان (أبرزها موقع تلة الحارة للتنصت في الجولان)، مما يؤكد وحدة جداول الأهداف والعمليات بين عصابات الإرهاب التكفيري والعدو الإسرائيلي ودور العصابات في تسهيل قيام طيران العدو بضرباته العسكرية الجوية.

في هذا السياق أيضاً تأتي المحاولات المستمرة لهذه الجماعات للسيطرة على المطارات العسكرية، بما يقيّد حركة الطيران السوري في مواجهة الطيران الإسرائيلي وهو ما ظهر عبر استهداف مطار الطبقة في الرقة ومطار دير الزور مؤخرا حيث ما تزال الحامية المدافعة عنه صامدة تتصدى لهجمات داعش .

ومما لاشك فيه ان لهذا العدوان بالذات أكثر من غاية تناولتها الصحافة في تعليقاتها وقد ربط بعض المعلقين الصهاينة الأمر أساسا بالدعم السوري لحزب الله الذي هو شريك في مقاومة العدوان الاستعماري الصهيوني على سورية ويقدم الشهداء والتضحيات دفاعا عن سورية ولبنان معا وتخشى إسرائيل بكل وضوح من تعاظم قدرات الحزب نتيجة وجوده في سورية ونشوء منظومة قتال اندماجية مشتركة بين المقاومة اللبنانية والجيش العربي السوري وفي سياق هذه العملية الاستراتيجية التي تراقبها إسرائيل بقلق المستميت تجري حساباتها لمخاطر انتقال الأسلحة والتقنيات التي تصفها بالكاسرة للتوازن و إذا كانت هذه الغارات استهدفت ما له علاقة بحزب الله، فمن المعلوم أن حزب الله معتاد على أن يرد على اعتداءات كهذه، ولذلك ينبغي على الإسرائيليين الانتظار.

لقد ثبت في التجربة ان القيادة السورية ماضية في تزويد حزب الله بكل ما لديها من إمكانات وقدرات لأنها تعمل على بناء وتقوية منظومة ردع إقليمية ضد إسرائيل ولم تفلح جميع الضربات الإسرائيلية في ثني القيادة السورية عن هذا الالتزام المبدئي والأخلاقي وبرهنت التجربة على ان أي ضربات من هذا النوع لا يمكن أن توقف شحنات الأسلحة، فقد وصلت شحنات الأسلحة السورية إلى حزب الله حتى خلال عدوان تموز وبالرغم من الغارات المكثفة على جميع خطوط النقل المحتملة بين سورية ولبنان ومع وجود جوقة سياسية لبنانية شاركت إسرائيل في حملات التهويل والتهديد بينما كان جهد المقاومة الرئيسي مركزا في التصدي لقوات العدو على أرض المعارك في الجنوب.

إن هذه الضربات الجوية الإسرائيلية تشير إلى مخاوف إسرائيل من خطر نهوض سورية وانتصارها على العدوان وهي تعمل بكل ما لديها من إمكانات لاستنزاف القوة السورية وللتأثير في التوازنات كلما استشعرت اختلالا لمصلحة الدولة الوطنية السورية وقد وسعت مؤخرا من حجم حضور دورها وتدخلها في سورية بعدما استهلك الصمود السوري العديد من واجهات العدوان وأسقط الكثير من الأقنعة والأكاذيب وفضح الواجهات التي قدمت نفسها كمعارضة او ممثلة لثورة مزعومة وبعد اضطرار حلف العدوان لمراجعة أولوياته المعلنة التي انتقلت من إسقاط الدولة السورية إلى مكافحة الإرهاب الذي استعمل لتحقيق تلك الغاية المستحيلة.

تقف القيادة السورية في مقدمة الجبهة المناهضة للصهيونية في المنطقة وهي كما صمدت في السابق امام المساومات والضغوط والعروض ما زالت على خط المواجهة مع العدو بالرغم من الحرب الكونية التي تشن عليها من أجل إكراهها على التراجع عن هذا الموقف الحاسم والمبدئي من الكيان الصهيوني ولا شك ان الشريكين الكبيرين الدولة الوطنية السورية والمقاومة اللبنانية معنيان مع حلفائهما في محور المقاومة بتحديد وجهة وطبيعة الرد على أي عدوان فالقرار يجب أن يتخذ ضمن اجندة واحدة وبحساب واحد لتوازن القوى ولفرص الرد والردع فلا ينبغي بعد التحولات الكبرى ان نتحدث عن رد سوري او رد المقاومة المطلوب هو رد محور المقاومة في المنطقة ووضع الحليفين الروسي والصيني في مجابهة العربدة الصهيونية وأكلافها داخل مجلس الأمن على الأقل لمحاصرة اللعبة الأميركية الصهيونية الخبيثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى