برّي يأمل من السيسي للعودة عن القرار السعودي محمد بلوط
لدى عودته الى مقر اقامته من الخلوة التي عقدها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على مدى ساعة بدا الرئيس بري مرتاحا للغاية لاجواء اللقاء وما شعره من مودة يكنها للبنان واللبنانيين. وقد عبر عن ذلك بقوله: «مصر لا تريد من اللبنانيين شيئاً غير ما يريده اللبنانيون انفسهم، وهي لا تفرّق بين طرف لبناني وآخر».
اما الرئيس بري فتمنى عليه المبادرة لدى المملكة السعودية لاعادة العمل بمساعدات الاربعة مليار دولار للجيش اللبناني، مؤكداً «ان حجب هذه المساعدات لا يضرّ طرفا بل يضر لبنان كله والجيش اللبناني، وان لا تفسير لمثل هذا القرار».
وعلمت «الديار» انه في مستهل اللقاء شكر الرئيس بري الرئيس المصري على استضافة مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، ثم تناول سبل تعزيز الاستثمارات المتبادلة ودور الجالية اللبنانية في مصر.
واشار الى الاتفاق مع وزير التجارة المصري طارق قابيل في الاجتماع الذي عقده معه خلال الزيارة على عقد لقاء لمجلس الانتشار القاري الافريقي اللبناني في القاهرة، بعد اللقاء الذي جرى في بيروت من اجل تعزيز عمل اللبنانيين المنتشرين في كل القارة الافريقية في مصر.
وهنأ الرئيس السيسي الرئيس بري على نجاح مؤتمر البرلمانيين العرب، منوها بمبادرته لعقده في مقر الجامعة العربية في القاهرة.
واشار الرئيس بري الى ان من بين المقررات عقد مؤتمر البرلمانيين العرب والافارقة في ساحل العاج الشهر المقبل، وسيكون محطة مهمة على غير صعيد لا سيما البحث في التعاون مع المستثمرين اللبنانيين في افريقيا.
ثم تطرق الى التعاون بين لبنان ومصر على المدى المتوسط والطويل، فشدد على الحاجة للربط الكهربائي بين البلدين.
وردّ الرئيس المصري معرباً عن اعجابه الشديد بالطاقات اللبنانية في كل المجالات وفي العالم، مؤكداً ان مصر مستعدة لتقديم كل المساعدة للمستثمرين اللبنانيين، وتطرق الحديث على الدور الفاعل للاغتراب اللبناني في العالم.
وانتقل الحديث الى الشأن السياسي فقال الرئيس بري «ان لبنان على الرغم من اننا نفتقد رئيساً للجمهورية منذ اكثر من سنتين فان الحوار الوطني ساهم مساهمة اساسية في اراحة الوضع الامني، لكن ذلك لا يعني النوم على الحرير لا سيما ان هناك خطين يهددان لبنان العدو الاسرائيلي من الجنوب والارهاب من الشرق والشمال».
واضاف: «واريد هنا ان اقول انه حصل حجب الاربعة مليارات دولار السعودية للجيش اللبناني، ولم افهم لماذا حجبت هذه المساعدة.
وبالمناسبة، فانني اشكركم على المساعدة في تدريب الضباط اللبنانيين، انني لا ارى تفسيراً لهذا القرار بقطع المساعدة عن الجيش اللبناني، فمثل هذا القرار لا يستهدف فريقا من اللبنانيين بقدر ما يضرّ لبنان واللبنانيين جميعاً والجيش.
وفي هذا الخصوص اتمنى يا سيادة الرئيس مساعدتكم لدى المملكة العربية السعودية لاعادة النظر في قرارها، مع الاشارة الى انه في فترات من الازمات بين لبنان والسعودية بقيت الرياض تقدم المساعدات لنا ولم تتوقف عن ذلك، فكيف بالأحرى عن مساعدة الجيش اللبناني الذي يخوض دوراً مهماً في مواجهة خطر الارهاب والارهابيين، فاذا كان القرار هو ضد ايران او طرف سياسي فان هذا الامر غير واقعي لانه أضرّ لبنان كله. اما الحل فيكون بالتقارب بين السعودية وايران وليس بحجب المساعدة عن الجيش اللبناني.
وهنا قال الرئيس السيسي: ان مصر لا تريد من لبنان شيئا غير ما يريده اللبنانيون انفسهم، وهي لا تفرق بين طرف لبناني وآخر، واننا نقدرعالياً ونشدد على استمرار الحوار الوطني الذي تقودونه لانه يشكل حماية داخلية كبرى للبنانيين.
وتوقف عند المقررات التي صدرت عن مؤتمر البرلمانيين العرب حول تعميم الحوار في العالم العربي، وقال الرئيس السيسي: «عندما يغيب العقل يتأثر القلب والعكس بالعكس، وعندما يغيب رئيس الجمهورية تعاني باقي المؤسسات.
وهنا قال الرئيس بري: بل ان المؤسسات يصيبها اكثر من ذلك.
الرئيس السيسي: لا تتصوروا كم يشكل غياب رئيس الجمهورية انعكاسات سلبية على بلدكم، ولذلك فانه يجب انتخاب الرئيس مهما كلّف الامر، وأن هذه المسألة اكثر من ضرورية، ولا تتصوروا كم يهمنا لبنان.
وأيده الرئيس بري في ذلك وقال: هناك بلدان في العالم العربي يحافظان على العيش المشترك مصر ولبنان واننا نشد على يديك سيادة الرئيس. لتساعدنا في هذا المجال من خلال العمل على التقارب الايراني – السعودي. لقد عملت انا شخصيا وما زلت اسعى الى ذلك، ولكن تعلمون ما الذي حصل في اليمن ما عوّق هذه المساعي. واليوم تجري المفاوضات اليمنية في الكويت واعتقد ان هناك فرصة للدفع باتجاه تحقيق التقارب بين طهران والرياض.
ورد الرئيس السيسي: ان علاقتنا بايران متّزنة ولا يوجد قطيعة بيننا، ولذلك فاننا قادرون على التحدث معها وطبعا مع المملكة العربية السعودية.
الرئيس بري: لا اخفيك سراً سيادة الرئيس لا يأتي مسؤول الى لبنان الا وأثير معه هذا الموضوع، وهذا ما اثرته مؤخرا مع الامين العام للامم المتحدة السيد انان. ونحن نعرف ايضا موقفكم من سوريا الذي يتميز بالوقوف عند مسافة واحدة من الجميع.
الرئيس المصري: ان موقفنا من سوريا، ثابت، فما يقرره الشعب السوري نسير به، واننا لا نأخذ مواقف مع اشخاص ضد أشخاص او مع اطراف ضد اطراف اخرى.
ثم تطرق الحديث الى الارهاب ومخاطره، وكم يخدم هذا المخطط الارهابي اسرائيل، كما ان احد أهم الاستهدافات اليوم هي مصر.
وكان الرئيس بري زار مساء امس الاول رئيس الكنيسة القبطية البابا تواضروس الثاني، وكانت جولة افق حول التعايش الاسلامي – المسيحي، وخطر الارهاب الذي يهدد الجميع.
(الديار)