محفوظ: منع بث المنار خطوة غير مبررة والسكين موضوعة على أعناق كل المؤسسات
عُقد في المجلس الوطني للاعلام اجتماع خصص للبحث في موضوع حجب قناة المنار عن القمر الصناعي “نايل ست” حضره رئيس المجلس الوطني عبد الهادي محفوظ والاعضاء وممثلون عن المحطات التلفزيونية فيما لوحظ غياب ممثلين عن محطات “ال بي سي” و”المستقبل” و”تلفزيون لبنان”. واستنكر المجتمعون “الاجراء بمنع بث القناة” وطالبوا الدولة اللبنانية بـ “التحرك”.
بعد الاجتماع قال محفوظ: “هذا الاجتماع بحث قضية وقف المنار عن قمر نايل سات، وما تعرض له الاعلام المرئي اللبناني والقنوات اللبنانية مجتمعة وبشكل خاص قناة المنار، وما يمكن اتخاذه من خطوات مستقبلية رفضاً لهذا القرار”.
وأضاف: “هذا القرار لا يستهدف المنار وحدها، اذ وجهت الرسائل الى “المنار” و”ان .بي. ان” و”الجديد” و”تلفزيون لبنان” الرسمي، وتحت حجج مختلفة منها أنه لم تقم الدولة اللبنانية بتجديد الترخيص لنايل سات، في جورة البلوط، علماً ان هذا الامر ليس هو الحقيقة باعتبار ما نقله الحاج ابراهيم فرحات رئيس مجلس ادارة المنار من ان وزارة الاعلام وتحديداً وزير الاعلام الدكتور رمزي جريج كان قد مرر فترة سماح لنايل سات للقيام بمهامها في جورة البلوط رغم انه كان هناك نوع من التقصير من جانب الحكومة في عدم تجديد الترخيص، والمشكلة ليست في تجديد الترخيص بل في كون الاعلام اللبناني يتمتع بالحرية والتنوع، وكون النظام العربي يريد من الاعلام اللبناني ان يخسر ميزته وأن يتحول الى اعلام مشابه لاعلام الحاكم العربي. ولذلك هذا الاعلام مستهدف لان ميزة لبنان في كونه مركزاً اعلامياً للعالم العربي ومالياً وخدماتياً يبدو أن هذه الوظيفة مستهدفة، وبالتالي يفترض من الدولة أن تحمي هذه الوظيفة للبنان ولا يبدو أن هناك اهتماماً من جانب الدولة لحماية هذه الوظيفة”.
وتابع القول: “المؤسسات الاعلامية متضامنة فيما بينها وتعتبر ان السكين التي وضعت على عنق المنار من جانب نايل سات “وعربسات” هي سكين موضوعة على أعناق كل المؤسسات المرئية والمسموعة اللبنانية”.
وعرض محفوظ لما طرحه رئيس مجلس ادارة المنار ابراهيم فرحات في الاجتماع الذي بدأه بالقول “ليس هناك من خصومة مع مصر، ولم نرتكب أي مخالفات تتناول مصر، وطريقتنا في التعامل مع مصر كانت مختلفة وإيجابية وهناك عتب لان ما حصل من جانب “نايل سات” لم يكن مأمولاً من مصر وان كان متوقعاً سابقاً أن تلجأ نايل سات الى ما لجأت اليه عربسات من قرار انزال المنار عن هذا القمر”.
وتابع محفوظ نقلاً عن فرحات: “موقف الحكومة كان مذهلاً، وكأنه ليس هناك من دولة في لبنان، لانه استعرض التجربة التي كان حاضراً فيها في اتحاد الاذاعات العربية وعندما كانت دولة ما أو ممثل ما يتعرض لمؤسسة مرئية من دولة أخرى كانت تقوم القيامة من جانب الدولة المعنية، وهذا المثال ينطبق مثلاً عل العلاقة مع “الجزيرة” حيث كانت دول ما تعترض على سياسة قناة “الجزيرة” فكانت قطر تقف الى جانب القناة، أما لبنان فهو الدولة المستضعفة ويتم التعاطي مع المؤسسات فيها، كأنه لا يوجد دولة في لبنان وهذا خطأ كبير ذلك ان الاعلام اللبناني هو إحدى الثروات الاساسية لهذا البلد وهذه هي ميزة لبنان”.
ويعتبر فرحات كما نقل عنه محفوظ “ان المنار توصلت الى بدائل معينة عن القمر الصناعي (..) والعمل على البدائل قد حصل وقد وفرت قناة المنار البديل عبر 3 اقمار روسية، كما انه من الممكن ان تلجأ المنار الى ما هو شرعي وغير شرعي في تأمين البدائل ولذلك وضعت هذه المعلومات في تصرف المؤسسات الاعلامية”.
وبعدها عرض محفوظ مواقف ممثلي قنوات “ام.تي .في” و”نيو.تي. في” وnbn وOTV التي أكدت على أنه لا بد للقطاع الاعلامي ان يقوم بانتفاضة لتحريك هذا القطاع الاعلامي واحيائه وان تشكل وحدة في مواجهة الخطر، وعلى ضرورة أخذ مبادرة اعلامية من جانب المؤسسات الاعلامية والمجتمع المدني لتعويض غياب الدولة.
وبعدها انتقل محفوظ الى الحديث عن القرار المصري فقال: “لا بد من اعادة تجديد الترخيص في جورة البلوط وتأهيلها تقنياً بأفضل الشروط وإعادة بث كل القنوات، واعتبار أي اعتداء على أي مؤسسة اعلامية هو اعتداء على كل المؤسسات المرئية والمسموعة”، مطالباً باعادة النظر بالرسوم من جانب وزارة الاتصالات التي تحمل المؤسسات المرئية اعباء مالية كبيرة، خصوصاً ان هذا القطاع يعاني من أزمات مالية وأي ضرر يلحق بالقطاع المرئي والمسموع سوف يترك تداعيات سلبية على باقي القطاعات”.
وختم محفوظ قائلاً انّ “المؤسسات الاعلامية اللبنانية تطالب الدولة بحمايتها وتأمين هامش واسع للحريات الاعلامية اللبنانية التي هي ميزة لبنان”، كاشفاً عن “اجتماع سيعقد الثلاثاء في المجلس النيابي دعت اليه لجنة الاتصالات النيابية وسيحضره المجلس الوطني للاعلام والمؤسسات الاعلامية”، مجدداً التأكيد أن “الموقف الاعلامي موحد ويبقى العتب الكبير على الدولة والخوف من خسارة كل شيء”.