التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 12/3/2016
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
12 آذار – مارس/ 2016
المقدمة
ستستمر لوحة الانتخابات الرئاسية في تصدر المشهد السياسي الاميركي، مرورا بالتئام مؤتمري الحزبين تباعا في شهر تموز / يوليو، تتوج في شهر تشرين الثاني / نوفمبر المقبل. التقلبات والمتغيرات المستجدة تفرض نفسها بقوة ايضا امام خريطة يتصدرها المرشح الاقوى والمنبوذ عن الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، ومنافسته عن الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون.
في بعد العلاقات الدولية، تلقت واشنطن الرسمية “اهانة ديبلوماسية” مفاجئة باعلان رئيس الوزراء “الاسرائيلي،” بنيامين نتنياهو، الغاء زيارته المقررة لواشنطن.
يستعرض قسم التحليل تطور وتداعيات “الاعلان،” لما يمثله من اقرار بتراجع قدرة الادارة الراهنة على التأثير في المسار السياسي، و”ضرورة القفز” عنها وتخطيها للاعداد للمرحلة المقبلة في ظل تسلم الرئيس الجديد مهامه. كما تؤشر على ان الرئيس المقبل، اي كان، سيصطف الى جانب “اسرائيل،” تعززها تصريحات المرشحين المختلفة وبازار المزايدات في صلابة التزامهم بأمن “اسرائيل.”
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
ملاحظة:
وجه مسؤولون كبارا في البيت الابيض اتهامات مباشرة لمراكز الابحاث الاميركية، دون تحديد هويتها، كونها اضحت بؤر ارتزاق مرهونة للسعودية ودول الخليج الاخرى تتلقى منها ملايين الدولارات للانفاق على اجنداتها. واوضح بعض من كبار مستشاري الرئيس اوباما عن وجود شعور واسع النطاق داخل اروقة البيت الابيض بأن بعضاً من اهم مراكز الابحاث المرموقة في شأن السياسة الخارجية منخرطة في تقديم خدمات وتقارير لمموليها العرب و(الممولين) المؤيدين لاسرائيل .. احدهم وصف المراكز بأنها “ارض عربية محتلة.”
الصحفي جيفري غولدبيرغ في مجلة “اتلانتيك،” عدد نيسان/ابريل 2016
القوتان العظميان
زعم معهد الدراسات الحربية ان الولايات المتحدة استجابت لرغبة روسيا السماح لها شن غارات جوية ضد المجموعات المسلحة المدعومة اميركيا في سوريا “ووصفها بوقف اطلاق النار.” واعرب المعهد عن معارضته الواضحة لتلك الترتيبات نظرا “لأن مدينة حلب تشكل المعقل الاخير للمجموعات المعارضة وحلمها بسوريا المستقبل خالية من قمع الاسد الوحشي او مسيطر عليها من قبل القاعدة و/او الدولة الاسلامية.” وفند المعهد “مزاعم روسيا بأن كافة المجوعات المتواجدة في شمال سوريا تتبع للقاعدة او الدولة الاسلامية او حلفائهما .. فقوى المعارضة في حلب تضم مجموعات تدعمها الولايات المتحدة.” ومضى منددا بالاجراء الروسي الذي يشكل “اداة ساخرة لاخفاء هدف (الرئيس) بوتين الحقيقي، الرامي لتعزيز ديكتاتورية وشراسة الاسد كضمانة احتفاظ روسيا بقواعد بحرية وجوية تطل على البحر المتوسط.”
http://understandingwar.org/backgrounder/how-russia-controls-american-policy
سوريا
في تغطية منفصلة، اعرب معهد الدراسات الحربية عن اعتقاده بأن “جبهة النصرة تشكل خطرا اكبر من الدولة الاسلامية .. خاصة عند النظر الى آليتها في تسخير علاقاتها في خدمة المجتمع المدني والسكان المحليين والمجموعات السورية المعارضة .. وتبرع في التلاعب بهم جميعا لتحقيق سيطرتها.” واضح ان جبهة النصرة “ستسخر الشرعية التي فازت بها لتدخل المجتمع السوري بأكمله في اطار تقبله (لتنظيم) القاعدة .. وشرعت في انشاء تعبيرات واطر الحكم في مناطقها لتأطير اراء المجموعات المسلحة والمدنيين في نطاق معتقداتها الدينية.” ولفت المعهد الانظار الى ما تقوم به “النصرة” من حملة واسعة “لتجنيد الاطفال في معسكرات ذات طابع ديني وتلقينهم عقيدتها لضمان مواصلة حربها المستقبلية ضد الغرب.”
http://understandingwar.org/backgrounder/why-most-dangerous-group-syria-isn’t-isis
معركة مدينة حلب شكلت محور اهتمام معهد الدراسات الحربية من البعد العسكري “لما لها من تداعيات على الأمن القومي الاميركي.” واوضح ان قوى المعارضة المدعومة اميركيا داخل المدينة “لن يكون بمقدورها التصدي لمحاولات محاصرة حلب، بل وربما لن تستطع البقاء على قيد الحياة في ظل استمرار الحصار .. ومن سيحالفه حظ البقاء سيرضخ للتسليم لقيادة جبهة النصرة والعناصر المتشددة الاخرى.” وحذر صناع القرار في واشنطن من “الاستمرار في نهج التقاعس عن العمل امام روسيا وتضييق النظام الطوق على حلب، مما سيترتب عليه خسارة الرهان الافضل لنا لانشاء مجموعات معارضة غير جهادية باستطاعتنا العمل معها.”
عبر معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى عن عظيم قلقله من تمكن “جبهة النصرة السيطرة على اي منطقة آمنة تقيمها الولايات المتحدة بالتعاون مع تركيا وحلفائها الآخرين،” مناشدا صناع القرار “فتح العيون ومشاهدة حقيقة الوضع المتبلور في الشمال السوري والتوقف عن التكهن بـقيام المعارضين “المعتدلين” منازلة الجهاديين بمفردهم .. فالميليشيات المدعومة من الغرب لا تمتلك القوة الكافية لقيامها بتعديل موازين القوى داخل مجموع قوى المعارضة.” واوضح ان “انشاء منطقة آمنة بقرار دولي، يستدعي تخصيص اعداد كبيرة من قوات حفظ السلام لتقويض جهود جبهة النصرة تعزيز مواقعها هناك.” واستدرك بالقول ان النظر في “قوات حفظ السلام ليس مدرجا على جدول اعمال الدول الغربية، بيد انه قابل للتغيير.” ويراهن المعهد على نشوب صدامات مسلحة بين القوى الجهادية المختلفة تبرز فيها قوات “جند الاقصى والحركة الاسلامية لشرقي تركمنستان.”
المملكة السعودية
تأزم العلاقات الثنائية الاميركية – السعودية كانت محور نقاش معهد كاتو متهما الرياض بأنها “دابت على اتخاذ تدابير مستمرة من شأنها تقويض الأمن الاميركي، منذ عقد الثمانينيات” ابان الحرب الافغانية ودعمهما المشترك “للمجاهدين الافغان.” واوضح ان “المسؤولين السعوديين تفاعلوا بقوة مع اجهزة الاستخبارات الباكستانية بغية ايصال الجزء الاكبر من المساعدات المالية والعسكرية للقوى الاسلامية الاشد تطرفا .. ان دعم السعودية للمتشددين في افغانستان كان يتفق مع سياساتها العامة” في الاقليم.
http://www.cato.org/publications/commentary/washingtons-masochistic-saudi-alliance
العراق
اعتبر معهد كارنيغي ان الحكومة العراقية تواجه تحديا داخليا لاختلال “التمثيل السني، وفقدان الثقة السياسية” والذي اضحت الحكومة بحاجة ماسة له “يعينها على اطلاق صحوة سنية اخرى” لرد الاعتبار لهيبة الدولة. وحذر من ان الاستناد الى “القوة العسكرية وحدها لن يفلح في التغلب على تنظيم الدولة الاسلامية،” مما يستدعي الحكومة المركزية المبادرة لتقديم “ضمانات لتقاسم السلطة .. (منها) ادانة (قوات) الحشد الشعبي المتهمة بارتكاب اعمال عنف؛ اجتثاث تسييس القضاء؛ مساندة اللجنة الانتخابية؛ آلية أفضل في عملية اجتثاث البعث ..” واوضح ان الآمال السابقة المعقودة على حيدر العبادي “فشلت في استرضاء السنة .. وتواصلت جهود تجاهل صوت السنة، خاصة بعد اضفائه الاعتراف الرسمي بقوات الحشد الشعبي كجزء من قوات الدولة الرسمية” وحرمان “السنة” من الاسلحة. واضاف المعهد ان اقرار الرئيس اوباما، نهاية 2015، ببطء تقدم صيغة “الصحوة السنية الثانية” ودعمه لجهود الاستقرار “شكل مسألة حساسة من شأنها التأثير على عودة محتملة للسنة والانخراط” في العملية السياسية. وختم بالقول ان الأمل لا زال معقودا على “حدوث تغيير حقيقي في الجكومة المركزية وتبلور قيادة موحدة لتمثيل صوت السنة .. يهيء لاطلاق صحوة سنية اخرى.”
http://www.cato.org/publications/commentary/washingtons-masochistic-saudi-alliance
ايران
دق معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى اجراس الخطر لما اعتبره “انشاء ايران لحزب الله ثاني في سوريا،” نظرا لانخراط قوات ايرانية ومن حرسها الثوري في صد خطر المجموعات المسلحة عن سوريا. وزعم المعهد انه منذ بدء عام 2014 “اتخذت ميليشيات سورية مختلفة اسم “حزب الله” في سوريا .. (منها) “جيش الامام المهدي،” “المقاومة الوطنية العقائدية في سوريا،” و”الغالبون – سرايا المقاومة الاسلامية في سوريا.” واستعرض المعهد فصائل مقاتلة اخرى نشطت في ريف حلب وبالقرب من الحدود السورية الاردنية، والحدود اللبنانية ايضا. واضاف ان “ايران اتبعت النموذج الذي استخدمته في العراق” على الساحة السورية يستند الى “تطوير ميليشيات من احجام مختلفة .. لنشر القوة الاقليمية.” وخلص بالقول ان “استمرارية الحرب في سوريا سوف تبقي الجماعات الشيعية المسلحة على ما هي، وتستمر ايران .. في تعزيز موطيء قدمها في المشرق في المجتمع الشيعي.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/how-iran-is-building-its-syrian-hezbollah
افغانستان
واكب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية التعديلات التي ادخلتها ادارة الرئيس اوباما على استراتيجيتها في افغانستان، واصدر دراسته المعدلة الخاصة بالمرحلة الانتقالية التي ستمتد لما بعد عام 2017 “عوضا عن الهدف الاول نهاية العام الجاري.” واضاف ان التدقيق في بنود ميزانية الدفاع الاميركية يشير الى ان “الادارة لا تنوي توفير طواقم للتدريب والمساعدة للقوات الافغانية الخاصة او على مستوى الوحدات القتالية كما انها لا تنوي تقليص مجموع القوات الاميركية بنسبة 50% تقريبا مع نهاية عام 2017.” واعرب المركز عن اعتقاده بأن “ميزانية الادارة المقترحة لا يبدو انها كافية للابقاء على قوة قتال افغانية بوسعها تحمل خسائر ميدانية، كما انها لن توفر دعما جويا اميركيا او المساهمة في انشاء سلاح جو افغاني مقتدر.”
http://csis.org/publication/afghanistan-uncertain-impact-year-transition-0