شؤون عربية

الصهاينة يقرون بعجزهم أمام الانتفاضة

palas

أشارت صحيفة “الأخبار” الى ان زخم العمليات الفلسطينية، أعاد «انتفاضة القدس» إلى واجهة الحدث السياسي والإعلامي في إسرائيل. ما يجري يثبت مرة أخرى عجز الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن إحباط حركة الشعب الفلسطيني وقمعها. فيما أربكت الدماء الإسرائيلية حكومة العدو ورئيسها ووزراءها، الذين سارعوا إلى إطلاق سلسلة مواقف عدائية.

أجمع المحللون في إسرائيل على أن الانتفاضة معركة لا يمكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الانتصار فيها أو حتى الحصول على صورة نصر، فيما يعود هذا التشاؤم في التقدير إلى خلفية أن الطرف المقابل ليس تنظيماً أو جيشاً، بل انتفاضة شعبية غير منظمة، لا تربط بين أفرادها هيكلية تراتبية.

وعلى خلفية إدراك رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، أنّ الإسرائيليين القلقين ينتظرون سماع أخبار عن إجراءات حاسمة، سارع مع حكومته إلى إعلان سلسلة تدابير مثل إغلاق ثُغَر في السياج الأمني المحيط بالقدس المحتلة، وبناء سياج أمني جديد في منطقة ترقوميا (قضاء الخليل)، وحرمان العمال الفلسطينيين تصاريح العمل، وإغلاق قنوات تلفزيونية فلسطينية. وكجزء من تكتيك توزيع الأدوار، أطلق نتنياهو العنان لوزرائه الذين جالوا تهديداً ووعيداً بهدف احتواء الغضب الشعبي الإسرائيلي.

ووفق بيان صادر عن ديوان رئيس حكومة العدو، تقرر تسريع إجراءات سن قانون يقضي بمعاقبة كل من ينقل أو يوفر مبيتاً لفلسطينيين يقيمون في إسرائيل بصورة غير مشروعة. وذكر البيان أن هذه الخطوات ستتخذ بموازاة النشاطات التي تنفذها قوات الأمن الإسرائيلية بالعادة، وفي مقدمها فرض طوق أمني على القرى الفلسطينية التي يخرج منها منفذو العمليات. ولفت كذلك إلى أن من شارك في المشاورات التي صدرت عنها هذه القرارات، هم وزير الأمن موشيه يعلون، ووزير الأمن الداخلي غلعاد اردان، والقائد العام للشرطة روني ألْشيخ، وممثلون عن الجيش و«الشاباك».

في هذا السياق، وصف يعلون في مقابلة مع القناة الثانية، الأيام التي «يمر بها الشعب الإسرائيلي» بأنها «غير سهلة» نتيجة العمليات هذه، قائلاً إن إسرائيل «لن تسكت» عن ذلك، ولكنه أقرّ بأنه لا يوجد «حلول فورية وسحرية». وأضاف: «الجيش الإسرائيلي والشرطة منتشرون جيداً، والحقيقة هي أن معظم الحوادث انتهت سريعاً بإصابة منفذي العمليات… هكذا يجب أن يكون الوضع».

في المقابل، رأى رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، افيغدور ليبرمان، أن العمليات الأخيرة هي «نتيجة مباشرة لسياسات الاحتواء التي يتبعها نتنياهو ويعلون». وأضاف ليبرمان أن «رئيس الوزراء فشل في الأمن»، متهماً إياه بأنه «يتحدث كثيراً عن محاربة الإرهاب… لكني أقول إنه فشل تماماً في كل ما يتعلق بمكافحة الإرهاب».

على خطٍ موازٍ، تعهد وزير النقل والاستخبارات، يسرائيل كاتس، بطرح «مشروع قانون على طاولة الكنيست يسمح بطرد أسر الإرهابيين إلى سوريا أو غزة، كوسيلة فعّالة رادعة ضدّ إرهاب الأفراد». وكان وزير الزراعة الإسرائيلي، أوري أريئيل، قد اقترح «إيقاف حركة الفلسطينيين في الشوارع المؤدية إلى مفترق جوش عتصيون» في الضفة المحتلة. كذلك دعا نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي يزور فلسطين المحتلة الآن، إلى زيارة جرحى العمليات فيها.

وشارك في هذه الموجة من التصريحات، أيضاً، زعيم المعارضة، إسحاق هرتسوغ، الذي قال إن «إسرائيل تواجه انتفاضة ثالثة منذ مدة… ما لم ننفصل عن الفلسطينيين فسيستمر قتل اليهود».

أما على مستوى العلاقات بين العمليات، فشرح القائد العام للشرطة، روني ألشيخ، أن لا علاقة بين العمليات التي وقعت في يافا والقدس وبيتاح تكفا، مشدداً على أن ما يجري بمبادرات فردية. ولفت ألشيخ إلى أن منفذي العمليات كانوا يقيمون في إسرائيل من دون أن تكون بحيازتهم التصاريح اللازمة، مشدداً على أن الشرطة تنشر قوات معززة في المدن لردع «إرهابيين» يهمون بارتكاب «اعتداءات».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى