” إسرائيل تُؤخَذُ : من الرياض ” . ناصيف ياسين
اعتمد مسؤول الحرب النفسيّة في الجيش الإسرائيليّ ، الجنرال ” يوشفاط هاركابي ” – في ظروف عام 1967، التّرويجَ لمقولةٍ مُفادُها : ” إذا كان مواطنو الدولة العِبريّة يُخيفُهم نزيفُ الدّم اليهوديّ ، فإنّ مُواطني الدّول العربيّة يُخيفُهُم سقوطُ القنابل حتى قبل أنْ تسيلَ قطراتُ الدّم ” .
لا حاجةَ لجردة حساباتٍ حول صمود الشعب العربيّ في مختلف أقطاره ، منذ تلك ” التّلفيقة ” وحتى الآن ، حيث أثبت جدارته وجسارته في كلّ المحن التي تعرّض إليها، ولا يزال … إلّا أنّ ما يفترض التمعّن فيه ، هو التخبّط الذي يعيشه الكيانُ الصهيونيّ ، هذه الأيام ، بحُكْم السرابِ والأوهام التي اعترته عقودًا من الزمن ، ولم يتخلّص منها . حتى هزيمتيه المُدوّيتين ، عامي ألفين وألفين وستّة ، عاد يُكابر على القفز فوق آثارهما ، بعدما ” أعادت إليه الروح ” حروب الإرهاب في ساحات العرب ، إلى أن قال رئيس الأركان السابق : بني غانتس عام 2013 ، مُبتهجًا : ” إنّ النار في سوريا وصلت إلى أطراف عباءة ( الأمين العام لحزب الله السيد حسن ) نصر الله ” .
ولكن ، إذا تجاوزنا الرعب الذي أصاب الصهاينة ” قبل أن تقع قنابل المقاومة على خزانات الأمونيا في حيفا ” ، وعدنا إلى الإنطباعات التي صرّحت عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية – على مدى اليومين الماضيَيْن – ونكتفي ببعض ما قاله المعلّق العسكريّ في القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ : ألّوف بن ديفيد ، الذي رأى أنّ حزب الله يملك قوّةً ناريّةً لا تملكها 95% من دول العالَم ، ندرك ، آنئذٍ ، المدى الذي استطاعت المقاومة الإسلاميّة أن تقلبَ فيه ، كفّة ميزان الرّعب ، في معادلة الصراع العربيّ / الصهيونيّ، لصالح العرب ، بعدما كان الصهاينة – وحسب تذكُّر بن ديفيد نفسه – يتندّرون برأي رأس الارهاب الصهيونيّ : ديفيد بن غوريون عام 1949 ” إنّ فرقةً موسيقيّةً كافية لاحتلال لبنان ” !
إذا كان مجرى التاريخ يُعلّمُنا أنّه ” لا يُمكنُنا أن نستحمَّ في مياه النهر مرّتين” لأنها جاريةٌ ، وأنّ أحداثه مهما تشابهت ، فإنها لا تتطابق ، نُرانا ، اليوم ، نكاد نسمع صوت القائد الراحل : جمال عبد الناصر ، أثناء محاصَرَته في ” الفلوجة ” عام 1948، قائلًا : ” تُؤخَذُ إسرائيلُ من القاهرة ” … لنقولَ ، في ظرفنا الراهن ، وبعدما أفرزت السعوديّةُ كلّ سمومها ، في الوطن العربيّ ، مجاهرةً بفجور ، بحروبها الإرهابية ، وكشْفِ ” مستورِها ” عن علاقاتها مع العدوّ الصهيونيّ ، ثم صياغتها لقرار ” مجلس التعاون الخليجيّ ” و” وزراء الداخلية العرب ” الذي يعتبر المقاومة ” إرهابًا ” : ” تُؤخَذُ ” إسرائيل ” من الرياض ” ومن آل سعود بالذات ، لأنّ باقي المُلحقات : دولًا وجماعاتٍ وأفرادًا، لن يدخلوا في الحسبان لأنهم سيسقطون – بعد ذلك – بالتّداعي الإنهياريّ … ؟!!