من الصحافة اللبنانية
السفير : باريس تسلّم “الطلبيات” للرياض: لنا ملياراتكم.. ولكم أسلحتنا! “أمر” أميركي للسعودية: الطائرات للبنان.. بأموالكم
كتبت “السفير “: أنقذ “لوبي” صناعة الأسلحة والديبلوماسية الأميركية صفقة طائرات “أي 29 سوبر توكانو” الى الجيش اللبناني، من الضياع في مهب الغضب السعودي على لبنان. ففي تعبير واضح، عن حرص الأميركيين الاستثنائي على استقرار لبنان، صدر “الأمر الأميركي” الى السعوديين باحترام الاتفاقات الموقعة بين اللبنانيين والشركات الأميركية، وبالتالي دفع 462 مليون دولار ثمناً لصفقة ست طائرات “سوبر توكانو”، وقع عليها لبنان مع أربع شركات أميركية، ومع شركتين بريطانية وبرازيلية.
وكانت الخارجية الاميركية قد أعطت موافقتها على الصفقة في 9 حزيران 2015، لتتحول الى تعهد من جميع الأطراف المعنية اللبنانية والأميركية والسعودية. العقد جرى إبرامه في تشرين الثاني 2015 بحسب جاكسون شنايدر المدير العام لشركة “إمبراير سكوريتي أند ديفنس” البرازيلية المصنعة لطائرات “سوبر توكانو”.
وعلمت “السفير” أن قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي تلقى ضمانات أميركية خلال زيارته الأخيرة لواشنطن في شباط المنصرم، بتسلم تلك الطائرات في الموعد المقرر لها في كانون الثاني من العام 2017، علـى ان تبدأ بعثة من الطيارين اللبنانيين بالتدرب عليها في البرازيل والولايات المتحدة. لكن حسم طريقة تمويل ما تبقى من المبالغ، التي دفع لبنان جزءاً من ثمنها، بنسبة 20 في المئة من الصفقة، كان ينتظر انحسار غبار الحملة السعودية في لبنان، لمصارحة السعوديين بأن عليهم تحمل مسؤولياتهم، تجاه الشركات الأميركية التي وقّع معها لبنان، ولم يغفل الأميركيون السيناريوهات الثانية (الاحتياطية) وبينها قدرة الحكومة اللبنانية على تحمل بعض النفقات، فضلاً عن أن يكون الجزء الآخر على حساب الحكومة الأميركية اذا أقدم السعوديون على خطوة غير موضوعة في الحسبان.
والأهم في هذا السياق، ما قاله مسؤول في البنتاغون خلال اجتماع عقد في الثلاثين من تشرين الأول الماضي، كان مكرساً لاستراتيجية الولايات المتحدة في سوريا، من أن صفقة الطائرات “مفتاحية”، وتندرج في إطار سياسة أميركية اوسع لتسليح لبنان والاردن.
لم يكن واضحاً، ما إذا كانت الرياض ستبادر بنفسها الى إعلان تراجع جزئي عن إلغاء أو تجميد هبة المليار، استجابة لـ”مناشدات” لبنانية. لكن الحسم باستعادة هذا الجزء من هبة المليار العينية، شهد تقاطعاً بين نشاط “لوبي” الشركات المصنعة، التي بدأت بتنفيذ العقد، وبين الخارجية الأميركية لوضع السعوديين أمام مسؤولياتهم، وخصوصاً في ظل قرار أميركي بعدم التهاون مع أي محاولة للمس باستقرار لبنان في ظل تصاعد الضغط الأوروبي إزاء موضوع اللاجئين.
وقالت مصادر مطلعة لـ”السفير” إن الخارجية الاميركية فوجئت بالقرار السعودي القاضي بإلغاء هبة المليار دولار خصوصاً أن الوزير جون كيري كان قد تحدث، قبل الإعلان عن القرار بأيام، مع نظيره السعودي عادل الجبير، وأبلغه مجدداً أن الولايات المتحدة، تدعم الجيش اللبناني وتثق به، في وقت كان فيه السعوديون بدأوا الشكوى من انعدام وجود ضمانات بعدم وقوع الأسلحة بيد “حزب الله”. وتضيف المصادر أن الأميركيين أوعزوا الى السعودية بدفع ما تبقى من الـ 462 مليون دولار للشركات التي وقّع معها لبنان.
بدوره، قام “اللوبي” المصنع بحملة لاستعادة الصفقة، وهو يضم اربع شركات اميركية هي “سييرا نيفادا كوربوريشن” التي تقوم بعملية تعديل الطائرة من مدنية الى عسكرية، “برات اند ويتني” وهي شركة تصنيع محركات، “ترما نورث اميركا”، “ثري كوم سيستم وست”، بالإضافة الى شركة “بي آي إي” البريطانية، وشركة “إمبراير” البرازيلية التي تصنع النموذج المدني من الـ “سوبر توكانو”.
وكانت هذه الشركات قد قطعت شوطاً كبيراً في إجراء تعديلات على سرب من 6 طائرات “سوبر توكانو” المصممة للقيام بمهمات استطلاع وإسناد جوي، ويبلغ مدى عملها 1800 كلم، وهي مثالية لعمليات مكافحة الإرهاب، وهي بالأصل برازيلية مدنية. وقد قامت الشركات بتزويدها بمحرك جديد قادر على الإقلاع والمناورة بالأسلحة التي أضيفت إليها، إذ إن اللبنانيين وقّعوا على شراء 8 محركات “عسكرية” من طراز “بي تي 6 أي”، و 2000 صاروخ “هيدرا” من النوع الموجه بالليزر، و8 منظومات “اي ال إي -47” ناثرة للشهب لتضليل الصواريخ، و8 منظومات للتحذير منها، وعقود صيانة وتدريب فني.
اما هبة المليارات الثلاثة، فالأرجح أن تستمر الشركات الفرنسية المصنعة في برنامج إنتاج ما تم التوقيع عليه مع الشركة الوسيطة “اوداس” ضمن مبلغ الـ 600 مليون دولار التي دفعتها السعودية في نيسان 2015 مقدَّماً على كامل الصفقة. ويقول مصدر يعمل في إحدى الشركات المعنية بالصفقة ان شركة “اوداس” أبلغت الشركات المصنعة انه ينبغي انتظار منتصف هذا الشهر، قبل اتضاح الموقف السعودي نهائياً من الهبة، وهناك اعتقاد لدى “اوداس” انه لا يزال هناك احتمالات أن يعود السعوديون عن موقفهم، في انتظار جولة وساطات ديبلوماسية فرنسية.
وكانت الشركة الفرنسية، قد طلبت من المصنعين مواصلة العمل في الاتفاق، لكن عدم تسليم أي جزء من الصفقة الى الجيش اللبناني في ضوء طلب السعوديين تجميد التسليم للبنان.
وبحسب مصادر ديبلوماسية معنية، فقد تبلّغ الفرنسيون رسمياً من الرياض، طلباً بتسليم الأسلحة التي تم التعاقد عليها الى السعودية، على ان تقرر المملكة في ما بعد الوجهة الأخيرة لها.
ومن المنتظر ان يقوم رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جيروم بونافون بمحاولة أخيرة، غداً، في الرياض، لإقناع السعوديين بالعودة عن القرار، قبل ان يعود الملف الى الإليزيه، بعد غد الخميس، وإلى لقاء ولي العهد محمد بن نايف بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، علماً أن القرار يعود في هذا الملف بالضبط، الى وزير الدفاع محمد بن سلمان، الذي تنتظره باريس في نهاية آذار الحالي، مع ملفات تسلحية متعددة.
البناء : كي مون يشيد بالهدنة… والرياض وجماعتها يتحدّثون عن انهيار قريب؟ محاولة فرنسية فاشلة لضمّ “النصرة” إلى وقف النار ضمن دفتر شروط لستة أشهر بري يولم للحريري… والوجبة تجمع “الكبسة السعودية” و”الفراكة الجنوبية”
كتبت “البناء “: ينفرد السعوديون وجماعتهم من المعارضة التي باتت تحمل اسم مجموعة الرياض التي يقودها رياض ورياض، واحد بحجاب، وآخر نعسان، بما يطابق الحال السعودي، ويغرّدون خارج السرب الدولي في التعاطي مع الهدنة المعلنة في سورية، ففيما يجمع الأميركيون والروس على نسبة التزام تفوق المتوقع، ويشيد بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تلوّح الرياض ورياضاها الحجاب والنعسان، بانهيار قريب للهدنة، ويعيد إعلامها التبشير ببدائل للهدنة، فيما بدا أنّ الرهان السعودي كان مجرد وهم لما قد يترتب على كلام وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن خطة “ب”، قال الأميركيون إنهم أرادوا منها من جهة إظهار تشكيكهم بفي الدولة السورية وجيشها، وعدم ثقتهم بالتزامها بهدف الحث على المزيد من الضبط، كما نقلت مصادر روسية إعلامية عن أوساط دبلوماسية روسية استوضحت خلفيات التصريح الأميركي، وأضافت أنّ الروس شرحوا للأميركيين، أنّ الدولة السورية مقتنعة بما ورد في البيان الروسي الأميركي المشترك لجهة استثناء “داعش” و”جبهة النصرة” من أحكام وقف النار وتخيير الجماعات المسلحة بين الالتحاق بـ”داعش” و”النصرة” أو الانضمام إلى مسار الهدنة، وأنّ الخطاب السياسي ليست له وظيفة على جبهة الدولة السورية لحثها، بل على جبهة الجماعات المسلحة، لتشجيعها على الانضمام إلى مسار الهدنة، والحديث عن خطة بديلة يشجعها على العكس. وقالت المصادر إنّ اتفاقاً روسياً أميركياً تمّ في النهاية على خطاب موحَّد يقول إنّ الهدنة فرصة لا يجوز تفويتها، لأنّ البديل سيكون سيئاً لكلّ مَن يحاول تعطيلها. وبعد الكلام السعودي الذي كرّر ما قاله كيري تقول المصادر إنّ مراجعة جرت بين موسكو وواشنطن أكدت أنّ تصريح كيري كان بمردود سلبي على الهدنة.
الخطة “ب” الفعلية، حملتها فرنسا عبر اجتماع لجنة متابعة الهدنة في باريس أمس، حيث نقلت تقارير جماعة الرياض، لتقول إنّ الهدنة تتهاوى، وأنّ الطريق الوحيد لضمان تنفيذها وتوسيع نطاقها، هو ضمّ “جبهة النصرة” إليها وحصر الحرب بـ”داعش” فقط، وهذا ما كان يدأب عليه رموز الرياض بالقول إنّ التشابك بين مواقع “النصرة” والجماعات المسلحة يجعل التمييز صعباً والتاريخ المشترك بينها يجعل الفرز والانفصال أصعب، وأنّ دفتر شروط تتولاه جماعات الرياض لضمّ “النصرة” إلى مسار العملية السياسية بضمّها إلى الهدنة لستة أشهر يمكن أن يشكل طريقاً في الوسط، يمكن بعده ضمّ “النصرة” إلى جانب “داعش” في الاستهداف إذا فشلت في تلبية الشروط، أو يجري دمجها في العملية السياسية. وعلمت “البناء” أنّ الفرنسيين فشلوا في تمرير مشروعهم، وأنّ الأميركيين قد تصدّوا لهم في الاجتماع، وذلك أنه بالرغم من كون الأميركيين قد حاولوا الشيء نفسه على امتداد السنة الماضية وحتى عشية إقرار بيان الهدنة، إلا أنهم يعلمون أنّ تغيير شروط الهدنة يعني سقوطها، بعدما كان استثناء “النصرة” منها شرط ولادتها، ضمن مشروع ترتيب وضع الجماعات المسلحة التي استعصى وضع لوائح تصنيفها بين مقبول في العملية السياسية، ومَن يجري ضمّه إلى لائحة الإرهاب، فكانت الهدنة طريقاً اختيارياً لهذا التصنيف، وفتح طريق العملية السياسية، خصوصاً أن لا أحد يُنكر أنّ “النصرة” هي الفرع الرسمي لتنظيم “القاعدة”.
بانتظار حوار جنيف الاثنين المقبل، ومَن سيمثل المعارضة فيه، ستتواصل حالة التصعيد والمناورات، كما يقول مصدر دبلوماسي على صلة بالتحضيرات للحوار المرتقب بين الحكومة السورية ووفد المعارضة، ويرى المصدر أنّ التمثيل الكردي صار محسوماً، وأنّ الرسالة الروسية للأكراد التي بدأت بالحديث عن فرضية بحث السوريين في ما بينهم صيغ حلّ للمطالب الكردية تحفظ وحدة سورية، بما فيها الفدرالية، أرادت التأشير إلى محورية التمثيل الكردي في الحلّ السياسي، رغم ما أثارته من تعليقات وتأويلات مصدرها الرياض تتصل بالحديث عن تفاهم روسي أميركي على تقسيم سورية، بدا أنها جزء من حرب إعلامية. فتقسيم سورية وخصوصاً انطلاقاً من البعد الكردي، كان يستدعي توفير العمق السكاني والجغرافي للكيان الكردي المفترض، وهذا يفترض منح العنوان الكردي للبيشمركة وزعيمها مسعود البرزاني، وهذا ما لم يحدث رغم الرغبة التركية بذلك وعدم الممانعة الأميركية، بينما وقفت روسيا بقوة لمنع ذلك قناعة بخطورته على وحدة سورية، أصرّت على حصر التمثيل الكردي بلجان الحماية الكردية، لغياب مقوّمات كيان انفصالي في الجغرافيا الكردية في سورية، ووضعت روسيا ثقلها حتى وافق الأميركيون على نظرتها، رغم ما في ذلك من استفزاز لتركيا.
السعودية التي تجهد لتجميع أوراقها قبيل حوار جنيف السوري، واستعداداً لقمة منتصف الشهر التي ستجمع الملك سلمان بن عبد العزيز بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعجز رغم التبشير الإعلامي بانتصارات في جبهات اليمن، عن تحقيق تقدّم حقيقي يُذكر، ويغيّر المشهد العسكري، وترمي بثقلها الإعلامي مجدّداً في لبنان وتواصل الضغط والابتزاز والاستفزاز، وتراقب ارتفاع منسوب التوتر، بما فيه توتر حلفائها المذعورين من غموض وضبابية خياراتها تجاههم، وفي مقدّمتهم الرئيس سعد الحريري.
الرئيس الحريري كان ضيف العشاء على مائدة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعلى المائدة كلّ المخاوف والمخاطر، وهاجس بري مساعدة الحريري على امتصاص الضغوط السعودية، والحصول منه على المساعدة في امتصاص ضغوط الشارع، ما دعا سياسياً مقرّباً للقول، يفترض أن تكون مائدة بري للحريري قد تضمّنت، جمعاً ذكياً للكبسة السعودية والفراكة الجنوبية، لتتمكّن من أن ترمز لتقبّل إشاداته بالـ”الكبسة السعودية” بالرغم مما فيها من غرابة مذاقها القاسي بسبب استخدام حبّ الهال بكميات مفرطة، وما تستدعيه من عادات وتقاليد في كيفية التناول والمجلس، وفي المقابل دعوته معها إلى تذوّق وتعلّم أصول “الفراكة الجنوبية” التي يعرف البرغل واللحم فيها كيف يمتزجان ويقدّمان نكهة مميّزة.
في ظل التصعيد في المواقف السياسية وتهديد تيار المستقبل بالانسحاب من الحوار الثنائي وموجة الغضب التي تشهدها بعض المناطق اللبنانية على خلفية الإساءة إلى شخصية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يستمر رئيس المجلس النيابي نبيه بري منذ عودته إلى بيروت بمساعيه مع جميع الأطراف لمحاولة تهدئة الأمور وعدم انزلاقها في اتجاه التصعيد والانفجار.
وتتويجاً للاتصالات التي أجراها بري في الساعات القليلة الماضية، التقى مساء أمس الرئيس سعد الحريري في عين التينة واستبقاه إلى مائدة العشاء، ودار الحديث حول الأوضاع والتطورات الراهنة.
وصدر عن الاجتماع بيان أكدوا فيه أن “قادة الرأي في لبنان والقيادات الدينية والسياسية ومختلف مؤسساته الإعلامية والثقافية مطالبة بالتصدي لهذه الحملات المشبوهة ومواجهة كل محاولة لإشعال نار الفتنة حرصاً على لبنان واللبنانيين”.
الأخبار : مواطنو دول الخليج باقون في لبنان
كتبت “الأخبار “: الأشقاء العرب من مواطني الدول الخليجية التي قررت أنظمتها الحاكمة معاقبة اللبنانيين، باقون في لبنان. حتى اليوم، لم تُسجّل حركة مغادرة لافتة. مئتان فقط، من أصل أكثر من 18 ألفاً، سافروا ذهاباً. وحركة دخول مواطني الدول الست لم تتأثر كثيراً بقرار حظر السفر
رغم كل الصراخ الصادر عن أنظمة الحكم في الدول الخليجية على مدى الأيام العشرة الماضية، فإن مواطنيها المتواجدون في لبنان لم يغادروه. “أوامر” الانسحاب فوراً، كما “أوامر” منع دخول الأراضي اللبنانية، التي أصدرها النظامان السعودي والإماراتي، قبل أن تتبعهما أنطمة البحرين وقطر، ثم الكويت، لم تحل دون بقاء مواطني هذه الدول، أسوة بمواطني سلطنة عمان، في لبنان. أصلاً، عددهم ليس كبيراً.
فالأزمة السورية انعكست سلباً على عدد زوار لبنان من دول الخليج، والذين كان قسم كبير منهم يقصدونه براً. كما أن الموسم الحالي ليس وقت عطلة في تلك الدول، ما يعني أن عدد الخليجيين في لبنان سيكون في أدنى معدلاته.
يوم 23 شباط 2016، كانت دوائر الامن العام قد أحصت وجود 18181 سعوديا وإماراتيا وكويتيا وبحرينيا وقطريا وعُمانيا على الأراضي اللبنانية. وبين 23 شباط ونهاية يوم 28 شباط 2016، غادر منهم 1395 شخصاً. لكن المفاجأة الإيجابية تظهر في أن الفترة نفسها سجّلت دخول 1184 شخصاً من مواطني الدول الست! وبذلك، وفي هذه الحالة، يكون العدد الإجمالي للمغادرين قد بلغ 211 شخصاً فقط. وتفيد الأرقام بأن أعداد المغادرين في الأيام الستّة المذكورة لا تزيد كثيراً عن مثيلاتها في الأسابيع التي سبقت قرارات الحظر. كما أن معطيات وزارة الداخلية تؤكد أن أعداد زوار لبنان لم تتهاو بصورة لافتة بعد القرارات المشار إليها.
تجدر الإشارة إلى أن 5 دول خليجية أصدرت، طوال السنوات العشر الماضية، أكثر من 10 قرارات لمواطنيها بعدم زيارة لبنان او بمغادرته. لكن هذه القرارات لم تثن مواطني تلك الدول عن زيارة لبنان، الذي اتخذ بعضهم منه مسكناً له، ولا يغادرونه، وبينهم أفراد في العائلات الحاكمة في تلك الدول. ويبدو جلياً ان الأشقاء الخليجيين الموجودين في لبنان لم يجدوا أسباباً موجبة لمغادرته، رغم التحذيرات التي أطلقتها السلطات الحاكمة هناك.
على صعيد آخر، استمرت تبعات قرارات “الحصار الإقتصادي” السعودي للبنان بالتفاعل. وقالت مصادر سياسية قريبة من دوار الحكم في الرياض إن آل سعود لا يزالون حانقين على رئيس الحكومة تمام سلام، ويرفضون استقباله، متهمين إياه بتغطية الوزير جبران باسيل الذي نأى بموقف لبنان عن القرارات التي طلبتها السعودية من جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، في إطار هجومها على إيران. وبحسب المصادر، فإن موقف الرياض من الازمة الحالية لا يزال متجهاً نحو المزيد من التصعيد. ويجري البحث جدياً في إمكان سحب السفير السعودي علي عواض العسيري من بيروت، رغم الجهد الذي بذله الأخير لمحاولة ثني حكامه عن مثل هذه الخطوة. كما أن البحث يشمل أيضاً وقف رحلات شركات الطيران السعودية إلى لبنان ومنه، فضلاً عن تحشيد الدول العربية لإدانة حزب الله واعتبارها منظمة إرهابية.
ومن المتوقع أن يتطرّق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى العقوبات السعودية بحق اللبنانيين، في كلمته المتلفزة عند الثامنة والنصف من مساء اليوم، علماً بأن الدافع الرئيس لإطلالته هو استشهاد احد قادة المقاومة البارزين، علي فياض (علاء البوسنة)، في معارك ضد تنظيم “داعش” هدفها منع التنظيم الإرهابي من قطع الإمداد عن مدينة حلب والتمدد غرباً وجنوباً انطلاقاً من محافظة الرقة وريف حلب الشرقي. كما يتوقع ان يتطرق نصر الله إلى الهدنة في سوريا، وما يترتب عليها.
الديار : لا نصاب في جلسة الغد وفرنجية لن يحضر وبري وجنبلاط مع التوافق سلام يهدد بالتصعيد وكشف المستور اذا لم يعلن الحل للنفايات الخميس ماذا استفاد الحريري من التصعيد بعد التوافق مع بري على التهدئة ؟
كتبت “الديار “: ما نقلته “الديار” منذ ايام عن مسؤول اميركي رفيع لجهة تأكيده حرص بلاده على الاستقرار ودعم الجيش واستمرار الحكومة ورفض الاجراء السعودي بوقف الهبة للجيش اللبناني وضرورة تراجع السعودية عن ضغوطاتها واجراءاتها والتخفيف من التشنجات وان بلاده ستجري اتصالات لتهدئة الاجواء، اثبتت الوقائع والتطورات السياسية والميدانية هذا الخيار، وعدم قدرة البعض في الداخل اللبناني على تجاوز الموقف الاميركي والدولي، ولذلك فان تصاريح نواب تيار المستقبل حملت في الساعات الماضية حرصا على الحكومة واستمرارها، والاستقرار الامني وبالتالي الامور ستعود الى الهدوء بعد جلسة 2 آذار بانتظار محطة جديدة.
فالمواقف الدولية الاميركية والفرنسية والروسية والاوروبية المعارضة للتوجه السعودي باتجاه لبنان ووقف الهبة السعودية للجيش اللبناني بدأت تعطي مفعولها بعد ان تبلغت الرياض قراراًواضحاً بدعم الجيش اللبناني وتحصينه ومده بما يحتاج من اسلحة لمواجهة الارهابيين، وان الحفاظ على الاستقرار الامني مطلب الدول الكبرى، كما ا ن السفراء الغربيين تابعوا باهتمام ما حصل خلال الايام الماضية من توترات على الارض وهذا ما استدعى المزيد من التدخلات الدولية مع السعودية لتهدئة الاجواء الداخلية، وافيد ان بوادر التهدئة كانت في تقديم محطة M.B.C السعودية اعتذاراً عن برنامجها التلفزيوني، واكدت بانها تتعاطى مع الامور السياسية بتوازن، وقامت بحذف الشريط عن موقعها الالكتروني وادخال تقنيات تمنع برمجته وتوزيعه، مع التأكيد بان شركة M.B.C تقوم باعداد برامجها في بيروت ولا مشكلة لها مع اي فريق سياسي، وهذا الاعتذار تبلغه حزب الله.
ومن المؤشرات الايجابية ايضاً ما اكد عليه وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح العمل مع السعودية لمساعدة لبنان ليكون في محيطه العربي، وقال: “ما نريده من لبنان هو ان يكون في اجواء المحيط العربي وهو شعب شقيق”.
اما الخرق العملي الوحيد الذي سجل امس قيام الوزير وائل ابو فاعور بزيارة الرياض، وتأتي هذه الزيارة بعد مواقف لافتة لجنبلاط بان بيان الحكومة الاخير يشكل اعتذاراً للسعودية ولا حاجة لاعتذار جديد وعلى السعودية ان تتفهم الوضع اللبناني.
اكدت مصادر ديبلوماسية ان السعودية مضطرة للتراجع عن حملة التصعيد ضد لبنان بعد ان وصلت الحملة الى الطريق المسدود، وهي الآن تنتظر ايجاد مخرج للتراجع عن هذه الحملة.
واوضحت المصادر ان الرياض سمعت اعتراضات واضحة من الجانبين الاميركي والفرنسي حيال دفعها الوضع اللبناني نحو حافة الهاوية.
النهار : برّي والحريري: حذار فتنة الفوضى والتقسيم الخميس “طمر” كارثة النفايات… أو الانفجار
كتبت “النهار “: بدا لقاء عين التينة مساء امس بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سعد الحريري أشبه بغرفة عناية مكثفة وعاجلة أملتها مجموعة محطات متسارعة كان من ابرزها واكثرها الحاحا احتواء التوترات التي ارتفعت وتيرتها في بعض الشوارع والمناطق بالاضافة الى مصير الحوار الثنائي بين “تيار المستقبل ” و”حزب الله ” والجلسة الـ36 لانتخاب رئيس للجمهورية غداً.
ومع ان كل المعطيات القائمة تؤكد ان مصير الجلسة الانتخابية سيكون مماثلاً للجلسات السابقة، تتخذ هذه الجلسة بعداً سياسياً مختلفاً ومتمايزاً لجهة مشاركة الرئيس الحريري مع سائر نواب كتلته أولاً ولجهة الدلالات التي ستطبع مشهد حضور كثيف لنواب قوى 14 آذار عموما مما يغلب الطابع المبدئي لهذا الحضور على الحضور الانتخابي الذي لن يتأمن بفعل مقاطعة نواب كتل “التيار الوطني الحر ” و”حزب الله ” وحلفائهما ولا سيما منهم رئيس “تيار المردة ” النائب سليمان فرنجية الذي يلتزم موقف عدم الحضور ما دام “حزب الله” يقاطع الجلسات.
وعلمت “النهار” من مصادر نيابية مواكبة للتحضيرات الجارية للجلسة أن كل الرهانات التي وضعت لتكون هذه الجلسة منتجة رئاسيا ضمن صراع ديموقراطي بين ثلاثة مرشحين بيّنت ان الجلسة ستحرم مرشحيّن هما العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية. وإذا لم يكتمل نصاب الجلسة، كما هو متوقع، ستحرم الحكم أي الرئيس بري الذي لن ينضم الى جلسة لا يكتمل فيها النصاب. وهكذا ستقتصر الجلسة غداً على أفرقاء دون آخرين في غياب كل المرشحين والحكم. علما أن نواب 14 آذار سيحضرون لكن مرشحيّهما عون وفرنجية لن يحضرا. وخلصت الى القول إن من ثمار الضغط الذي مارسه “حزب الله” قبل الجلسة أن النائب فرنجية لن يحضرها. ورأت ان زيارة وزير الصحة وائل ابو فاعور للرياض امس لن تغيّر المعطيات الداخلية الراهنة.
تابعت الصحيفة، واذا كانت الملفات السياسية والامنية الداخلية وتداعيات الاجراءات السعودية والخليجية في حق لبنان أبعدت نسبياً كابوس أزمة النفايات عن الأضواء في الاسبوعين الأخيرين فان هذه الازمة مرشحة لتفجر على نطاق واسع حكومياً وأهلياً بعد محطة الخميس المقبل حيث يبدو ان رئيس الوزراء تمام سلام قد حدد هذا الموعد ضمنا كخط نهاية حاسم أمام القوى السياسية لبت خطة المطامر والا فانه يتجه الى خطوة يرجح ان تتمثل بتعليقه جلسات مجلس الوزراء بديلا من استقالة الحكومة التي سبق له ان ربط بقاءها بحل هذه الازمة. والحال ان الازمة بلغت في أضرارها الكارثية ما ينذر بانفجار اجتماعي واسع ما لم تقر خطة المطامر التي لا يبدو ان ثمة بديلاً متاحاً منها ظرفياً على الاقل. وأثار خبراء بيئيون عبر موقع “النهار” تصاعد خطر وصول سموم النفايات الى المياه الجوفية اذا استمرت الازمة على حالها بفعل تسرب هذه السموم عبر المجاري والانهر والسواقي الى البحر مما يقضي على الثروة البحرية. كما حذر هؤلاء من ان هذا التلوث يتجاوز المياه الى مولدات الكهرباء والطاقة لان الشركات تستخدم مياه البحر لتبريدها ووصول النفايات العضوية اليها يعطلها الامر الذي يرتد على السياحة والاقتصاد ناهيك بالامراض الجرثومية التي باتت تهدد البيئة اللبنانية كلا جراء استمرار الازمة.
المستقبل : زعيم “المستقبل” يؤكد التمسّك بالمناصفة “البلدية” في بيروت والإنماء المتوازن في عكار بري والحريري لمواجهة نار الفتنة
كتبت “المستقبل “ : بمزيد من “المثابرة والصبر وطول البال” تدافع بيروت اليوم عن هويتها كما دافعت عن عروبتها خلال الحرب الأهلية الفتنوية التي يحاول البعض اليوم إعادة إنتاجها من خلال ممارسات ميليشيوية تهويلية على أهالي العاصمة كالتي نظّمها مناصرو “حزب الله” قبل يومين تحت شعارات وهتافات تحريضية تؤجج نيران الاحتقان المذهبي في البلد. غير أنّ الرئيس سعد الحريري، وفي معرض تأكيده عدم السكوت عن “محاولات زرع الفتنة في بيروت” من خلال ما شهدته نهاية الأسبوع الفائت من حرق للإطارات وقطع للشوارع، شدد على أنّ “هذه العراضات والممارسات المسيئة هي وصمة عار لمرتكبيها” بينما العاصمة التي أحبّها الرئيس الشهيد رفيق الحريري ستبقى عصيّة على الفتنة ولن تنجرّ إليها. وليلاً، برز صدور بيان مشترك لافت للانتباه عن رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري إثر زيارته عين التينة شددا فيه رداً على ما حصل خلال الأيام الأخيرة من “ممارسات لا تمت إلى الإسلام بصلة” على وجوب “مواجهة نار الفتنة” والتصدي لكل الأدوات الفتنوية والحملات المذهبية المشبوهة التي ترمي إلى وضع اللبنانيين مجدداً “على محاور التقاتل الداخلي”.
اللواء : برّي والحريري: التعرُّض للصحابة جهالة ومواجهة الفتنة حرصاً على لبنان خلط أوراق بعد جلسة الغد.. والنفايات أمام مفصل المطامر اليوم
كتبت “اللواء “: ما أعلن رسمياً عن اللقاء والعشاء في عين التينة بين الرئيسين نبيه برّي وسعد الحريري، تطرق، عبر بيان تفصيلي من ست فقرات، إلى محاولات إلحاق لبنان باستراتيجية تعميم الفوضى في المنطقة، ودعوة قادة الرأي والقيادات الدينية والسياسية ومختلف المؤسسات الإعلامية والثقافية في لبنان للتصدي لمحاولات تشويه الدين الإسلامي، و”مواجهة كل محاولة لإشعال نار الفتنة حرصاً على لبنان واللبنانيين”.
الجمهورية : برّي والحريري: لمواجهة الفتنة… وملف سماحة استُبعد
كتبت “الجمهورية “: يُفترَض أن يكون اللقاء الذي انعقد في عين التينة مساء أمس بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سعد الحريري قد أرسى معالجات للانفلات الذي شَهده الشارع في الأيام المنصرمة وكاد أن يتسبّب بفتنة داخلية. وقد دعا الرَجلان إلى التصَدي لـ”الحملات المشبوهة ومواجهة كلّ محاولة لإشعال نار الفتنة، حِرصاً على لبنان واللبنانيين”. وجاء هذا اللقاء عشيّة الجلسة النيابية الـ 36 المقررة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتي تشير كلّ المعطيات إلى أنّ مصيرها سيكون كسابقاتها من حيث عدم اكتمال النصاب، لغياب التوافق على شخص الرئيس العتيد، فيما تستمرّ الاتصالات والمساعي لإعادة تطبيع العلاقات اللبنانية السعودية بعد قرار المملكة العربية السعودية بوقف هبة الأربعة مليارات دولار المقرّرة للجيش والقوى الأمنية اللبنانية. وفي هذا الإطار توجّه وزير الصحة وائل أبو فاعور إلى الرياض مساء أمس. فيما أكّد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح في مؤتمر صحافي بعد توقيعه اتّفاق “العبور” مع حلف “الناتو” “أنّ المساعدات الكويتية للشعب اللبناني الشقيق مستمرّة”، مشيراً إلى “أنّ المطلوب من لبنان أن يكون في أجواء محيطه العربي وهمومه ومشكلاته”.