من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء : سورية دخلت وقف النار: فرار جماعي لـ”النصرة”… والجماعات المسلحة تنقسم التصعيد السعودي مستمرّ: الحريري: اسألوا حزب الله… ومراد لحوار زعماء الطائفة حزب الله: على السعودية أن تعتذر… وحردان: فلسطين بوصلة العروبة
كتبت “البناء “: مع الساعة الصفر من هذا الصباح دخل وقف النار في سورية حيّز التنفيذ، بعدما تعمّد بقرار من مجلس الأمن الدولي، وتشكلت له لجنة ارتباط برئاسة ثلاثية روسية أميركية أممية، لمراقبة درجة التقيّد بأحكامه والتحقيق بالشكاوى الواردة من الأطراف المنضوية في مساره، وأعلن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أمام مجلس الأمن مع التصويت على الدعوة الروسية الأميركية المشتركة لقرار الهدنة، الدعوة إلى استئناف المفاوضات السياسية بين الحكومة السورية ووفد يمثل المعارضة في السابع من الشهر المقبل.
تابعت الصحيفة، في لبنان لا زالت عاصفة الغضب السعودية وتداعياتها ترسم المشهد السياسي الداخلي، حيث الرئيس سعد الحريري يقود حملة إعلامية شعبية للتعبئة تحت شعار “إسألوا حزب الله”، وحيث في المقابل مساعٍ للتهدئة يقودها الوزير السابق عبد الرحيم مراد من بوابة الدعوة إلى حوار أركان الطائفة حملها إلى الحريري، كمدخل لوساطة تهدّئ التوتر المذهبي وتفتح كوة في جدار العلاقة السعودية مع حزب الله، بعدما جرى تطبيع علاقة مراد بكلّ من الرياض والحريري.
حزب الله المعنيّ الأول ردّ على لسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم على مطالباته بالاعتذار من السعودية، بالقول إنّ مَن عليه الاعتذار هو مَن يعتدي، وحزب الله ولبنان يتعرّضان للعدوان وعلى السعودية الاعتذار، بينما كان رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، يطلق بحضور قيادات فلسطينية من تنظيم الصاعقة كانت في زيارة لمقرّ الحزب، دعوته لعدم الزجّ بمصطلح العروبة في السجال السياسي في غير مكانه بقوله، إنّ بوصلة العروبة الوحيدة ستبقى فلسطين.
بعد تبلّغ 90 لبنانياً يعملون في السعودية من شركاتهم إيقافهم عن العمل، استمرت عاصفة الإجراءات السعودية العقابية بحق لبنان، وصنفت أمس، أسماء أفراد وكيانات لارتباطهم بأنشطة تابعة لحزب الله بحسب بيان وزارة الداخلية السعودية التي أوضحت أن “المملكة ستواصل مكافحتها للأنشطة الإرهابية لما يُسمّى حزب الله بكافة الأدوات المتاحة”.
وأكدت مصادر مطلعة لـ”البناء” أن “كل هذه الإجراءات والمواقف السعودية لن تؤثر ولن تغيّر المعادلات، لا في لبنان ولا في المنطقة. والدليل على ذلك أن الفريق المستهدف من هذه الحملات والإجراءات أي حزب الله مرتاح على وضعه، ولم يكترث بها كما لن يستدرج إلى أي مواقف أو ردود فعل في الوقت الحالي”.
وأكدت مصادر نيابية في تيار المستقبل لـ”البناء” أن “الرئيس سعد الحريري يبذل جهوداً كبيرة مع المملكة السعودية لإخراج البلد من هذه الأزمة، ولكن يداً واحدة لا تصفق وعلى حزب الله التعاون وإيقاف هذه المواقف التصعيدية والهجومية ضد السعودية وأن يتوقف عن رهن البلد لمصالحه وأهوائه”.
وإذ رفضت المصادر التعليق على حدود الإجراءات السعودية التصعيدية بحق لبنان وحزب الله، اكتفت بالقول: “اسألوا حزب الله”، وذكرت بـ”الجهود التي بذلها الرئيس رفيق الحريري الدولية لمنع وضع حزب الله على لائحة الإرهاب الدولية”.
ونفى السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري في تصريح، وقف السعودية لرحلات الخطوط الجوية، وقال: “حتى الأمس كانت الطائرات موجودة في مطار بيروت، لكن هناك نظرة اقتصادية إلى الأمر، فإذا لم يكن هناك سعوديون يستقلون الطائرات السعودية بكثرة إلى بيروت فربما تقرر الشركة وقف الرحلات، لكن ليس لدينا توجيهات رسمية بوقف الطيران ونأمل الا يتوقف”.
وأضاف عسيري: “أما بالنسبة لتوجيهات أو إجراءات في حق اللبنانيين، فليس لديّ علم بذلك حتى هذه اللحظة واعتقد أن مصدر ترحيل 90 لبنانياً لم يعطوا إقامات هو لبناني، وربما صاحب العمل أعطى الموظفين إجازات بانتظار عمل مشروع جديد والسفارة اللبنانية في الرياض تعطي الجواب الصحيح”.
وفي ظل حرب التهويل على اللبنانيين من التداعيات الاقتصادية الكارثية للإجراءات السعودية ضد لبنان، طمأن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى أن “لا السعودية ولا دول الخليج الأخرى أجرت اتصالات بشأن ودائع البنك المركزي”. وقال: “لم أسمع بأي إجراء سعودي ضد المصالح الاقتصادية للبنانيين”.
وأوضح أن “الأرقام التي تضمّنتها تقارير إعلامية عن الودائع السعودية بالمصرف المركزي مبالغ فيها”.
وإثر هذا المناخ التصعيدي في الداخل، تسود حالة من الحذر والترقب من احتمال انعكاس التوتر السياسي على الوضع الأمني واقتناص بعض الجهات الإرهابية الفرصة لتنفيذ عمليات تفجير، ولهذا السبب عززت الأجهزة الأمنية في الضاحية الجنوبية منذ أول من أمس إجراءاتها الأمنية الوقائية تحسباً لأي عمليات تفجير.
وتردّد أمس، أن الأجهزة الأمنية رصدت سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية، إلا أن مصادر أمنية نفت لـ”البناء” هذا الأمر وأوضحت أن “الأجهزة الأمنية المولجة حماية الضاحية من جيش وأمن عام وقوى أمنية أخرى رفعت من درجة جهوزيتها ومن إجراءاتها الأمنية لا سيما على مداخل الضاحية وبعض أحيائها الداخلية في إطار إجراءات وقائية تحسباً لاستغلال بعض الخلايا الإرهابية في الداخل الوضع المتوتر والقيام بأعمال تفجير أو اغتيال”.
الأخبار : السودان يبيع معلومات عن حزب الله للسعوديين
كتبت “الأخبار “: انتقل النظام السوداني من ضفة محور المقاومة، إلى ضفة النظام السعودي. يتلقى الاموال من السعوديين، فيرسل أبناء السودان ليقاتلوا في اليمن، قبل ان يصل إلى حد إعلان عدم ممانعة التطبيع مع العدو الإسرائيلي. جديد نظام الخرطوم هو بيع معلومات عن حزب الله إلى النظام السعودي
لن توقف السعودية هجومها على لبنان. هي في بدايته، بحسب ما يؤكد مقربون من النظام السعودي، لكن ما هو هدف هذا الهجوم؟ حتى اليوم، يبدو ان النظام السعودي يريد من القوى الموالية له في لبنان أن تنفّذ لائحة مطالبه، لكن من دون أن يبلغها لائحة المطالب هذه. وهدفه هو محاصرة نفوذ حزب الله في الإقليم، من خلال الضغط عليه في لبنان، ومنعه من ممارسة حق الفيتو على السياسة الخارجية اللبنانية، ومنع الحزب من انتقاد الحكام السعوديين علناً.
الخطوات المنتظرة باتت معروفة: زيادة وتيرة طرد لبنانيين من دول الخليج من خلال عدم تجديد إقاماتهم؛ ووقف رحلات الطيران الخليجي إلى لبنان ومنه؛ سحب الودائع من مصرف لبنان، علماً بأن حاكم المصرف رياض سلامة قال امس إن الأرقام المتداولة بشأن قيمة الودائع السعودية مبالغ فيها، وانه لا يتوقع أخطاراً على الليرة اللبنانية. وفي هذا الإطار، يجزم وزراء بأن الوديعة السعودية في مصرف لبنان لم تعد تتجاوز عتبة المئة مليون دولار!
وبعيداً عن الإجراءات المباشرة التي تمس اللبنانيين مباشرة في أعمالهم وتنقلاتهم واقتصادهم، يستمر النظام السعودي في إعداد ملفات بشان حزب الله، لتقديمها إلى جامعة الدول العربية ومجلس الامن، في محاولة من النظام للحصول على قرار عربي بـ”الإجماع” يُصنّف حزب الله منظمة إرهابية، وكذلك على قرار من مجلس الامن الدولي.
وتلفت المصادر إلى ان حكام السعودية سيطرحون ملف حزب الله على طاولة القمة العربية المرتقب انعقادها في نيسان المقبل، بهدف إدانته من جانب الرؤساء العرب. وأشارت المصادر إلى ان هذا الملف يحوي تفاصيل عن عمل حزب الله في سوريا والعراق واليمن، إضافة إلى ما سبق ان أثاره نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك عن “خلية حزب الله” الشهيرة، التي كانت تتولى دعم المقاومة في قطاع غزة. وبحسب المصادر، فإن النظام السوداني باع للرياض معلومات عن حزب الله، تتعلّق بطريقة عمل الحزب عندما كان يستخدم الأراضي السودانية لإيصال السلاح إلى فصائل المقاومة في غزة. وهذه المعلومات يجري الاستناد إليها لأجل جمع أكبر قدر من المعطيات عن الحزب، واستثمارها في شتى الطرق، سواء لناحية فرض عقوبات على شخصيات لبنانية وشركات يعتقد النظام السعودي انهم تابعون للحزب، او لجهة استخدام هذه المعطيات للدلالة على “الطبيعة الإرهابية” لأعمال حزب الله في الدول العربية.
ورغم الشائعات التي شهدها لبنان خلال اليومين الماضين بشان توترات أمنية، أكّد وزير الداخلية نهاد المشنوق أمس أن مواجهة حزب الله ستكون مواجهة سياسية لا امنية، لافتاً إلى تصريح الرئيس سعد الحريري امس من الطريق الجديدة، بعد مشاركته في صلاة الجمعة في مسجد الإمام علي، وتأكيده حماية البلد والمؤسسات، وفيما ترددت معلومات عن نية الرئيس تمام سلام الاستقالة إذا استمر الضغط السعودي على لبنان من دون خطوات لبنانية تعالج الأزمة مع الدول الخليجية، نفت مصادر وزارية وجود توجه كهذا لدى رئيس الحكومة.
وفي إطار “المواجهة السياسية”، قرر تيار المستقبل، بناءً على نصيحة سعودية، الانفتاح على القوى السياسية السنية التي تعارضه، شرط ان يكون موقفها إيجابياً من النظام السعودي. ويوم امس، نجح مسعى المشنوق في جمع الرئيس الحريري برئيس حزب الاتحاد النائب السابق عبد الرحيم مراد، الذي زار الحريري في منزله. واستقبل المشنوق مراد في وزارة الداخلية، ثم اصطحبه إلى منزل الحريري. وبعد اللقاء، قال مراد إنه “لا يجوز أبداً إلا أن تكون علاقاتنا جيدة ومتينة مع المملكة العربية السعودية، حتى إن اتفاق الطائف نفسه نصّ على أن تكون علاقاتنا جيدة مع كل الدول العربية ومميزة مع سوريا. (…) برأيي أننا أخطأنا كثيرا عندما لم نقف إلى جانب السعودية في موضوع حرق سفارتها في إيران، والذي أدين من كل دول العالم”. وأشارت مصادر “مستقبلية” إلى أن هذا اللقاء حصل نتيجة جهد شخصي من المشنوق، من دون تدخل مصري او سعودي. اما مصادر مراد، فوضعت الاجتماع بالحريري “في إطار مطلبنا الدائم بأن يكون هناك حوار سني ــ سني، أسوة بالحوار الوطني”. ولفتت مصادر من فريق 14 آذار إلى وجود توجه سعودي بعقد مصالحات بين الحريري وخصومه، كمراد والرئيس نجيب ميقاتي والنائب محد الصفدي والوزير السابق فيصل كرامي، ومنح هذه الشخصيات أدواراً أكبر في مناطقها، في مقابل عدم معاداتها النظام السعودي، لكن مصادر قريبة من الحريري حصرت هذه المبادرة بمراد وميقاتي.
ورداً على الهجوم السعودي على لبنان، خرج حزب الله عن صمته امس، فتحدّث نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم عن قرار الرياض وقف العمل بالهبتين اللتين كانتا مقدمتين إلى الجيش والأجهزة الامنية اللبنانية، فقال إن “ما حصل الأسبوع الماضي من السعودية يتطلب أن تعتذر السعودية من لبنان لأنها أساءت إلى اللبنانيين، أساءت إلى أولئك الذين عملوا طويلًا من أجل تحرير أرضهم واستقلالهم ومحاولة إدارة شؤونهم بتفاهم وتعاون الأطياف المختلفة. السعودية هي التي اعتدت، أمام نحن فلم نعتدِ عليها، ولم نتصرف خلاف المنطق وخلاف حرية الرأي، كلّ ما في الأمر أننا وصَّفنا أعمال السعودية”.
الديار : ناطق أميركي رفيع: لا مبرر للتصعيد السعودي ونريد المحافظة على الحكومة والاستقرار حاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة: لا خوف على الليرة والودائع “الاتحاد الأوروبي” يسأل السعودية عن أسباب الضغط على لبنان ويتخوف من ازدياد النازحين إليه
كتبت “الديار “: قال مسؤول اميركي رفيع المستوى وفق معلومات “الديار” الموثوق بها، ان واشنطن لا تجد مبررا للتصعيد السعودي ضد لبنان في هذا الشكل. وحدد موقف الولايات المتحدة بانها تريد المحافظة على الحكومة وعدم استقالتها، لان استقالة الحكومة ستؤدي الى فراغ دستوري في لبنان ونشوء ازمة دستورية لا يعرف الى اين ستأخذ لبنان.
واكد أن واشنطن تريد الحفاظ على الاستقرار الامني في لبنان، وعاموده الاساسي الجيش اللبناني الذي نقدم له السلاح والتدريب لضباطه، ونقوم بالتنسيق مع قيادته ومع بقية الاجهزة الامنية اللبنانية… وأشار الى ان واشنطن ابلغت الرياض ضرورة التوقف عن الضغط على لبنان، لان العاصمة الاميركية وتقوم سياستها على ابعاد لبنان عن التفجيرات والمشاكل الداخلية بين الطوائف والمذاهب.
وتشير المعلومات الى ان اوروبا متخوفة من ان يؤدي الضغط السعودي على لبنان الى تفجير ازمة داخلية قد تؤدي الى نزوح مئات الالاف من النازحين السوريين الذين استقبلهم لبنان، ويفوق عددهم المليون ونصف مليون لاجئ سوري الى النزوح نحو اوروبا ووضع القارة الاوروبية امام ازمة انسانية لا تستطيع تحمل نتائجها مع تزايد عدد اللاجئىن السوريين فيها. ان ما تريده اوروبا هو ان يستقبل لبنان اللاجئىن وتستقر الاوضاع، وهي ستساند ماديا وعمليا كي يحافظ على اللاجئىن السوريين على اراضيه، لان عدد اللاجئىن السوريين الحالي في اوروبا بلغ ذروته وأدى الى مشاكل وتعريض الامن الاوروبي للخطر والى مشاكل سياسية داخلية بين الاحزاب الحاكمة والمعارضة.
وفي المعلومات ان اوروبا سألت السعودية عن السبب الحقيقي الذي ادى الى إلغاء الهبة العسكرية للجيش اللبناني والتهديد بطرد اللبنانيين وتعريض الاقتصاد اللبناني للخطر.
ودعت الدول الاوروبية المملكة العربية السعودية الى الهدوء والابتعاد عن قرارات من هذا النوع، لان الاستقرار الامني والاقتصادي هو من الاولويات الاوروبية. وهي تجد ان هذا البلد الصغير هو مركز لتعايش الطوائف والمذاهب، وفي الوقت ذاته استطاع استيعاب مليون ونصف مليون لاجىء. والخوف الاكبر لدى الدول الاوروبية هو من تفجير فتنة في لبنان نتيجة التشنجات المذهبية والضغط السعودي مما يؤدي الى هجرة جديدة للنازحين السوريين الى اوروبا. والقوانين الاوروبية بالنسبة للازمات الانسانية هي متشابهة، ستعرض الدول الاوروبية لمخاطر كبرى لا تستطيع تحمل نتائجها حتى الآن.
في خضم الازمة الحاصلة حاليا والضغط السعودي والخليجي واطلاق الشائعات عن وضع الليرة اللبنانية والقطاع المصرفي، جاء صوت حاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة الذي ينطلق من الأرقام والوقائع الحقيقية ليطمئن الشعب اللبناني بأن لا خوف على الليرة اللبنانية ولا خوف على القطاع المصرفي والودائع فيه، وان اياً من الدول الخليجية او العربية لم تتحدث مع مصرف لبنان او مع المصارف اللبنانية عن الودائع. وان مصرف لبنان والقطاع المصرفي قادران على حماية الليرة اللبنانية وعلى الودائع مؤكدا ان مصرف لبنان لا يدخل في السياسات والصراعات السياسية، بل يحافظ على القطاع المصرفي ولقمة الفقير الذي وضع ثقته في مصرف لبنان للحفاظ على ودائعه بالليرة اللبنانية وغير الليرة اللبنانية في المصارف اللبنانية، وان الامر مستقر ولا يوجد طلب غير طبيعي على الدولار بل الأمور طبيعية جدا ومستقرة.
السفير : الحريري ومراد لانتخابات بلدية توافقية بقاعاً المخاوف الأمنية تبدّدها.. “ضمانة النازحين”!
كتبت “السفير “: برغم توسيع السعودية نطاق عقوباتها على أفراد وشركات لبنانيين، معظمهم ممن وردوا على “اللائحة السوداء” الأميركية سابقا، لم يلتفت “حزب الله” نهائيا للحملة السعودية المتصاعدة، بل سلك خطابه منحى متدرجا بلغ ذروته، أمس، على لسان قياديين بارزين في “شورى القرار” الشيخ نعيم قاسم والسيد هاشم صفي الدين، اذ دعا الأول السعوديين للاعتذار من لبنان “لأنهم أساؤوا اليه واعتدوا عليه”، فيما اتهم الثاني السعودية بتشويه الإسلام.. وحلفاءها بالاختباء وراء راية العروبة لتغطية ارتكاباتهم، معتبراً أن السعوديين يحاولون الاستفادة “من مال النفط ووجود مكة والمدينة تحت سلطتهم”.
هذه المواقف العالية السقف سرعان ما حذر رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري من خطورتها، وقال أمام زواره، أمس، إنه بات متخوفاً من إقدام السعوديين والخليجيين “على أمور أكبر”، ورأى أنه اذا استمر مناخ الشحن والتوتر “قد تصل الأمور الى نقطة أصعب بكثير”.
وفيما كان وزير الداخلية نهاد المشنوق يحذر من أننا على حافة الهاوية السياسية والمالية، جزم حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة أن لا خطر على الليرة اللبنانية، وقال لـ”رويترز” إن سياسة المصرف ما زالت المحافظة على استقرار العملة الوطنية، مضيفا أنه لا يعلم بأية إجراءات اتخذتها السعودية ضد المصالح الاقتصادية اللبنانية.
أمنياً، لوحظ أن الواقع اللبناني “انضبط” ربطاً بمعطيات الهدنة السورية، فقد عزز الجيش اللبناني إجراءاته الحدودية شمالا وشرقا، مخافة إقدام تنظيمي “داعش” و”النصرة” على محاولة إحداث أي اختراق حدودي، برغم حدوث مواجهات جديدة بين مجموعات هذين التنظيمين الإرهابيين في جرود عرسال، ليل أمس، كما شملت الإجراءات التدقيق اليومي بعدد من مخيمات النازحين السوريين، فضلا عن إبقاء “العين الأمنية” مفتوحة على عدد من المناطق اللبنانية، وبينها بعض تجمعات النازحين السوريين والمخيمات الفلسطينية.
وقال مرجع أمني واسع الاطلاع لـ”السفير” إن الإجراءات في محيط الضاحية الجنوبية تحافظ على وتيرتها المشددة، خصوصاً أنه في حسابات الأمن “كل شيء وارد”، وأوضح أنه بعد نجاح الجيش في تنفيذ عملية أمنية متقنة قبل أيام قليلة أدت الى توقيف القيادي في تنظيم “داعش” أحمد محمد أمون الملقب بـ”أحمد بريص” بالقرب من منزله في عرسال، تم رصد حالة هياج لدى “داعش” شبيهة بتلك التي أعقبت توقيف القيادي في “النصرة” عماد جمعة (الأول من آب 2014)، لكن بفارق أن خطة اقتحام عرسال كانت موضوعة قبل عملية جمعة، وهذه المرة فوجئت المجموعات بتوقيف أمون، وتبين لها أن قدرتها على التحرك شبه معدومة.
ورداً على سؤال حول ما اذا كانت هذه المجموعات تخطط لعمل أمني كبير، قال المرجع نفسه: نعم بالتأكيد.
وأوضح أن قضية الهدنة التي تستثني “داعش” و”النصرة” قد تؤدي الى خلق أوضاع جديدة ضاغطة على هذين التنظيمين، وبالتالي يمكن أن يبادرا الى التسلل من أية نقطة ضعف سواء في الداخل اللبناني (أحزمة وانتحاريين) أو تنفيذ محاولات تسلل عبر الحدود.
وأشار المرجع الى أن الهدنة السورية قد تفتح شهية الإعلام الغربي وشركات الإعمار العملاقة والمنظمات غير الحكومية وبعض الوفود لزيارة سوريا في الأيام المقبلة، مثلما قد نشهد عودة غربية جزئية الى بعض السفارات في سوريا، وهذا يستوجب أيضا منا كدولة لبنانية أن نكون متيقظين، خصوصاً أن لبنان أصبح البوابة الوحيدة الى سوريا، وقد يحاول بعض المقاتلين الأجانب الهرب من أرض المعركة في سوريا إذا شعروا أن الآفاق باتت مقفلة أمامهم هناك، ولذلك، رصدنا تدفق خمسة وفود أجنبية (معظمها أوروبية) الى بيروت في الأيام العشرة الأخيرة، كان القاسم المشترك بين معظمها أمرين اثنين:
أولهما، طلب التدقيق في اللوائح التي وضعتها بعض العواصم الغربية لمقاتليها “الجهاديين” على أرض سوريا، وإمكان توقيف من سيحاول منهم الفرار عبر لبنان.
ثانيهما، إبداء الاستعداد لتقديم كل مساعدة متاحة عبر الضغط على الحكومات لزيادة المساعدات للحكومة اللبنانية لمواجهة أعباء قضية النزوح السوري الى لبنان ومساعدتهم على الصمود والبقاء في لبنان بانتظار تسوية الأزمة السورية.
النهار : 2 آذار الرئاسة تحت وطأة “العاصفة”! لا خطر على الليرة ولا انفراج خليجياً
كتبت “النهار “: لم تتبدّد موجات القلق المتصاعدة من الاجراءات السعودية والخليجية في حق لبنان إلاّ على الصعيد النقدي في ظل مسارعة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى الادلاء بتوضيحات وتطمينات إلى متانة الوضع النقدي ونفي الكثير من المغالطات التي تطوعت بها “تقارير” بدت أشبه بسكب الزيت على النار. كما ان مصادر أمنية رفيعة المستوى أكدت لـ”النهار” ان لا موجب ولا أساس اطلاقاً للمخاوف التي تسببت بها شائعات أو معطيات غير صحيحة تارة عن مطاردة سيارة مفخخة اتجهت نحو الضاحية الجنوبية وطوراً عن توزيع مناشير تحرض على الفتنة المذهبية وتبين انها لم توزع في الشارع بل تبودلت على نطاق محدود عبر اجهزة خليوية”. وأشارت الى ان الاجراءات الامنية التي أتخذت في منطقة الضاحية الجنوبية تأتي في إطار إحترازي وقد وصفت بأنها ذات طابع دوري.
ومع ذلك فان هذا المناخ عكس أجواء متوترة لا يبدو انها مرشحة للانحسار في وقت قريب، خصوصاً ان المعالجات الجارية لأزمة العلاقات اللبنانية – الخليجية لم تبرز بعد اي ملامح لانفراج من شأنه ان يضع حداً في البداية للاجراءات الاضافية المحتملة ومن ثم وضع الازمة ومسبباتها وتداعياتها على سكة الحل الجذري الثابت.
ولكن قبل تناول المعطيات الجديدة التي طرأت على هذه الأزمة في جانبها اللبناني – السعودي خصوصاً، ماذا عن التداعيات المحتملة للعاصفة على الاستحقاق الرئاسي في ظل الصمت والحذر اللذين يطبعان مواقف مختلف القوى السياسية منذ حجب ضجيج العاصفة وغبارها السباق الذي ملأ الفضاء الداخلي قبل هبوبها وتراجع الى الحدائق الخلفية بعدها؟
يبدو واضحاً ان تهيباً يسود الكواليس السياسية والنيابية في ظل وقائع جديدة لم يعد في الإمكان انكارها تركت انعكاساتها الثقيلة على السباق الجاري بين محوري المرشحين الاساسيين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية. واذ برز التحرك الاخير الذي جمع قبل يومين بعيداً من الاضواء ممثلين للمحور الداعم مبدئيا لفرنجية في مكتب وزير المال علي حسن خليل مما شكل علامة عدم استسلام للجمود الذي فرضته العاصفة الخليجية، تشير المعطيات المتوافرة لدى “النهار” الى ان الأيام المقبلة ستشهد مزيداً من هذه التحركات والمشاورات استعداداً للجلسة الانتخابية الـ 36 لمجلس النواب الاربعاء 2 آذار المقبل، وخصوصاً بعد عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم من زيارته لبروكسيل. واذا كان معظم المعنيين يقرون ضمناً وعلناً بان جلسة 2 آذار لن تفضي وسط الظروف الآخذة في التعقيد الى أي مفاجآت بمعنى انتخاب رئيس للجمهورية، فإن ذلك لا يلغي اهمية الحركة السياسية التي ستسبق هذه المحطة وتعقبها لان من شأنها في أقل التقديرات ان تعيد رسم الخط البياني للملف الرئاسي وتبيان الكثير من آثار العاصفة الخليجية التي طاولت حتماً الملف الرئاسي والمرشحين المعلنين وغير المعلنين أيضاً بدليل ان الكثير من الهمس يسري حول تضاؤل بعض الفرص وتعزيز أخرى تبعاً للمواقف المعروفة من محاور الصراع الداخلي الذي بات على ارتباط اشد بالصراع الاقليمي. ومن هذه الزاوية فإن جلسة 2 آذار التي يقال إن حركة الرئيس سعد الحريري ستؤدي الى رفع المشاركة فيها الى رقم “مرموق ” يمثل سقفاً سياسياً ضاغطاً في وجه المعطلين للنصاب، وعلى رغم ان المرشح الذي يدعمه أي النائب فرنجية لا يزال يربط حضوره بموقف “حزب الله” من المشاركة، ستغدو بمثابة محطة فاصلة لاحقاً على صعيد تقرير مصير معادلة حصر الترشيحات بالمرشحين العماد عون والنائب فرنجية وربما فتح قنوات الاحتمالات “الثالثة” والا ذهبت الازمة الرئاسية في غياهب مزيد من الانتظار والجمود والتعقيد.
المستقبل : “حزب الله” يسعّر نار التحريض على العرب.. وسلامه يأمل استعادة “العلاقات الطيبة” مع السعودية الحريري في “الطريق الجديدة”: باقِ معكم
كتبت “المستقبل”: كم كانت ثقيلة ومثقلة بالإحباط وخيبة الأمل تلك المشاهد التي رصدها محور الممانعة لنبض الشارع الهاتف بأعلى صوت أمس: “سعد سعد سعد”. إذ وبخلاف ما اشتهت رياح النفخ بنار الفرقة والتفريق بينه وبين جمهوره العريض النابض بالوفاء لمسيرة الرئيس الشهيد، وفي سياق مجفّف لكل ما سال من “حبر أسود” على الصفحات والشاشات الممانعة طيلة الفترة الماضية إشاعةً لأخبار ومعطيات تتحدث عن تخاذل هذا الجمهور، أتى مشهد “الطريق الجديدة” بالأمس ليؤكد المؤكد من عمق الأصالة المتأصلة في ناسها وصدق المشاعر البيروتية الوطنية الخالصة تجاه الرئيس سعد الحريري.
عبارة واحدة عبّر عنها مشهد الحشود ونثر الورود أمام مسجد الإمام علي بالأمس، اختصرها أهالي “الطريق الجديدة” بالتأكيد على طريقتهم: باقون معك على الوعد والعهد إيماناً بمسيرة الدولة التي خطّها الرئيس الشهيد.. وجسّدها الحريري بوعد وعهد صادق مماثل: “عدتُ إلى لبنان وسأبقى معكم”.
الجمهورية : لبنان ينتظر ردّ السعوديّة… و”حزب الله” يتمسَّك بالحكومة والحوار
كتبت “الجمهورية “: ما زال لبنان يعيش تأثيرات وارتدادات توتّر العلاقات اللبنانية – السعوديّة، وسط مخاوف من استمرار الإجراءات الخليجيّة، في حين لم تأت المعالجات السريعة التي حاولت الحكومة القيام بها، بثمارها حتى الساعة في انتظار ردّ القيادة السعودية على رسالة رئيس الحكومة تمّام سلام. وفي هذه الأثناء، تطرح أسئلة كثيرة عن مصير الاستحقاقات الداخلية، من تفعيل عمل الحكومة التي ما زالت بعيدة عن تردّدات الأزمة الإقليمية، الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 2 آذار التي ستواجه مصير سابقاتها، وصولاً الى الهمّ الأمني الذي أطَلّ أمس مجدداً من بوّابة عودة مسلسل التفجيرات، بعد الحديث عن الاشتباه بسيارة مفخخة خرجت من بريتال واتجهت إلى الضاحية الجنوبية. وتبيّن، وفق تأكيد مراجع أمنيّة، أنها شائعات.
تتّجه الأزمة السياسيّة اللبنانية نحو مزيد من الجمود في ظلّ التوتّر الإقليمي السعودي – الإيراني، فيما يرتفع منسوب المخاوف من تأزّم الوضع الداخلي، وسط الحديث عن تصعيد وتصعيد مُضاد.
وإذا كانت معالجة العلاقات اللبنانية – السعوديّة تنتظر مزيداً من الوقت لمعرفة كيفية تعامل القيادة السعوديّة مع الأصوات اللبنانية، الرسميّة والسياسيّة والشعبية، الحريصة على مسار العلاقات الثنائيّة ومصيرها، فإنّ الملفّات الداخلية تنتظر انقشاع الغيوم الإقليمية للبدء بالحلول التي تبدو حتى الساعة غير متوافرة بسبب تقدّم ملفّات اليمن والعراق وسوريا على الملفّ اللبناني.
وفي حين دخل وَقف إطلاق النار في سوريا، بين النظام والمعارضة المعتدلة، حَيّز التنفيذ، تستمرّ الرياض في مواجهة المدّ الإيراني في المنطقة، وقد اتخذت أمس إجراءات جديدة ضدّ “حزب الله” حيث صنّفت أسماء أفراد وكيانات لارتباطهم بأنشطة “إرهابية” تابعة للحزب.
وقالت وزارة الداخلية السعودية إنّ “حزب الله” طالما يقوم بنَشر الفوضى وعدم الاستقرار، وشَنّ هجمات إرهابية وممارسة أنشطة إجرامية وغير مشروعة في أنحاء العالم، فإنّ المملكة ستواصِل تصنيف نشطاء وقيادات وكيانات تابعة لـ”حزب الله” وفَرض عقوبات عليهم نتيجة التصنيف”. وفي هذا الوقت، اكّد “حزب الله” انّ ما حصل خلال الأسبوع الماضي يَتطلّب أن تعتذر السعودية من لبنان”.
وقال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم إنّ السعودية “هي التي اعتدَت، أمّا نحن فلم نعتدِ عليها، وكل ما في الأمر أننا وَصَّفنا أعمالها”. واضاف: “ليفعلوا ما شاؤوا وليتصرّفوا كما يحلو لهم”.