… وفي لبنان ستُهزمون ابراهيم الأمين
ليفعل نظام القهر في الجزيرة ما يريد. لينهك آل سعود أنفسهم كيفما يريدون، وليولول مريدوهم كل الوقت. وليرفعوا الصراخ والرايات والحراب الى أعلى ما يعتقدون، وليضرب جنونهم الأمكنة التي يريدون. وليفعلوا كل ما يعتقدونه مصلحة لهم، ثم ليبكوا… كل ذلك لن يفيد في شيء اسمه الحقيقة المرة.
اسمه الهزيمة القاسية. واسمه يوم الهروب الكبير. حيث لا غبار يغطي المشهد، ولا صراخ يزيح الأنظار، ولا ظل يمنع وصول الشمس الى حيث يجب، والى حيث نكون، نحن، المنتصرين على جبروتهم وقهرهم وسطوتهم وظلمهم، والى حيث تخرج قامات الشهداء من جديد، تكتب بالدم حكاية هزيمة الجاهلية الجديدة.
كل الكذب الذي تتفننون به اليوم لن ينفعكم في شيء. لا أنتم حيث تقيمون اليوم، ولا حيث ستهربون، ولا حيث يقيم أزلامكم، أو حيث ينتشرون. كل الدجل والبكاء البارد لن ينفع في تعديل المشهد.
ببساطة، لقد هزمتم، ولسوف تشربون السم الذي صنعتم، الآن وفي كل حين. لقد فشلتم في سوريا، وهناك ستُهزمون. وفشلتم في اليمن، وهناك ستُهزمون. وفشلتم في فلسطين، وهناك ستُهزمون. وفشلتم في لبنان، وهنا ستُهزمون. وكل عسكر مصر، لم يوفّر لكم حماية من العروبة الحقة، عروبة جمال عبد الناصر الذي ما زلتم تخشون.
عشر سنوات عشناها في ظل حقدكم الدفين على هذا البلد. حرّضتم إسرائيل على أكبر حرب مدمّرة وفشلتم، لكن ما زلتم تسعون الى تكرار الأمر. وها هم قادتكم الحمقى يكرّرون رهانهم على تغيير في الادارة الاميركية، عسى أن يتيح ذلك فكّ القيود عن إسرائيل، فتقدم على حرب جديدة ضد لبنان وسوريا لأجل مدّكم، أنتم وإرهابييكم وأزلامكم، بالدعم والحياة. وسوف تهزمون من جديد ولن تتغيّروا.
واليوم ماذا أنتم فاعلون؟
ترسلون سعد الحريري في مهمة ملتبسة عليه قبل مساعديه، فلا يعرف إن كان عليه أن يرفع السقف أو يخفضه، وأن يقاتل أو يدافع، وينتهي به الأمر يعيد ما تعلّمه منكم من أصول الشكر الذليل.
هل تعتقدون أن سحب وديعة أو تخفيف تمثيل دبلوماسي يمكن أن يهزم شعباً تحمّل كل قرفكم لعقود ولم يقع؟
هل ثمة من أخبركم أن بين الناس من هو مستعد لخسارة دمه، بعدما خسر عمله وماء وجهه، من أجل بقاء عروشكم الهالكة لا محالة؟
هل تعتقدون أن حملة شعواء على المقاومة في لبنان ستبرر فشل دولتكم، وفشل مؤسساتكم، وفشل تجارتكم، وفشل مصارفكم، وفشل أعمالكم حيث أنتم؟
هل تعتقدون أن عمالاً وموظفين تهددون بطردهم، وهم لم يقبضوا رواتبهم منذ شهور، سيصدقون ادّعاءكم بأن المقاومة تسبّبت لهم في ذلك؟
هل تعتقدون أن بضعة كتبة ممن لا زلتم تعطونهم الفتات، قادرون على خلق رأي عام يخرج ليملأ الساحات والشوارع كرمى لعيون الخرف والتهور والجنون؟
هل حدّثكم أحد بأن في بلادنا سيسي آخر، أو عبد ربه آخر، أو بشير آخر، حتى تتوهموا أن بمقدوركم ترهيب الناس وإسكاتهم؟
ألا تعرفون أنه لا حياة فيكم، ولا حراك مفيداً معكم، ولا مجال لإنتاج أفكار غير مشهد الذل في بيت ولدكم البار؟
أيّ طاولة تريدون قلبها، وفوق رأس من، وبقدرة من، ولأجل من؟
هل تريدون فتنة تنفجر بين أبناء من سرقتم أحلامهم وطموحاتهم، أم أنكم تعتقدون فعلاً بأن في لبنان من يقدر على قلب المشهد من جديد؟
ألا تعرفون أنه لم يعد لديكم حليف مؤذ وقاتل، سوى متفرعات مجموعات القتل الارهابية التي يجهز عليها حماة الدار في لبنان وسوريا، أم أنه حان الوقت لإزالة آخر الأقنعة، ثم على هيئة الوحش ستظهرون؟
لا خيل عندكم لتركبوا أعلاها، ولا صوت عندكم يرتفع فوق آذان الشهداء، ولا أمل لكم سوى بخروج يمنع سقوط الهيكل على رؤوسكم قبل الآخرين.
إذا كنتم تعتقدون أن خروجكم، بشراً ومالاً، من بلادنا سيجعلكم تنتصرون.
أرجوكم، انتصروا علينا جميعاً، واخرجوا من بلادنا ومن أرضنا الآن قبل الغد، وعسى أن تجدوا من يحمي قوافلكم وأنتم ترحلون!
(الأخبار)