من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : المجموعات الإرهابية تراهن على انهيار الجيش شمالاً ومصادرة ترسانته “الاعترافات” من “أبو مالك” شرقاً إلى “أبو الهدى” غرباً!
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثامن والخمسين بعد المئة على التوالي.
صحيح أن الجيش، قد دفع، ومعه طرابلس والشمال، ثمناً كبيراً، لكن تفكيك حلم تمدّد “الدولة ـ الإمارة”، من الشرق إلى الغرب، كان يستحق تضحيات استثنائية كهذه، وتبقى العبرة في كيفية “صرفها” من قبل أهل السياسة في لبنان، في اتجاه تحصين الداخل لمنع تكرار المحاولات الإرهابية مجدداً.
ومع الاعترافات الجديدة التي أدلى بها، في الساعات الأخيرة، قائد “خلية عاصون” في الضنية أحمد الميقاتي الملقب بـ”أبو الهدى”، تستكمل المؤسسة العسكرية رسم ما كان يمكن أن تكون عليه صورة منطقة الشمال، في المستقبل القريب، لو تسنى للمجموعات الإرهابية أن تحقق الهدف المنشود.
ولعل ما ساهم في تثبيت الصورة، هو ما أدلى به عدد كبير من الموقوفين المشتبه في تورطهم (لامس الرقم أمس عتبة الـ 200 موقوف في كل مناطق الشمال)، حيث صار واضحاً أن الموقوف الميقاتي (مصاب بيده وبداء السكري) والمتواريين شادي المولوي (مصاب في قدمه) وأسامة منصور (مصاب في كتفه الأيمن)، كانوا يتلقون الأوامر مباشرة من أمير “النصرة” في منطقة القلمون أبو مالك التلي الذي كان هدّد، في 26 أيلول الماضي بنقل الحرب الى لبنان قائلاً “الحرب تلوح، ولدينا مجاهدون بالآلاف في كل لبنان ينتظرون الإذن للمعركة”، لافتاً الانتباه الى أنّ “معركة الجبهة (النصرة) مع “حزب الله” لم تعد مقتصرة على الحدود والجبال”، مشيراً الى “أنّنا استطعنا اختراق الاطواق الامنية في كل المناطق في لبنان”!
هذا “النداء” ترافق مع معطيات ميدانية تمثلت بتسريع وتيرة تشكيل المجموعات الإرهابية وتسليحها وتحديد أماكن تموضعها في جرود المنية والضنية بشكل أساسي، على أن يتولى كل من المولوي ومنصور، تكريس حالة مستعصية لا يمكن لأية جهة أن تواجهها في منطقة التبانة في طرابلس، فيما يتولى الشيخ خالد حبلص مساعدة الميقاتي في المنية وعكار.
وطلب ابو مالك التلي من هذه المجموعات التركيز سياسياً على الجيش اللبناني، من أجل خلق بيئة معنوية ونفسية تشجع على انشقاق العسكريين السنة وفرارهم من المؤسسة العسكرية، سواء عبر زرع مجموعات في الجيش، أو التحريض عبر مواقع التواصل والمنابر الدينية أو بعض “المواقع”، على أن يتم التركيز على مقولة أن الجيش ومخابراته هم أدوات بيد “حزب الله”، وفي موازاتها التركيز على “مظلومية أهل السنة”.
كان الهدف المركزي لـ”النصرة” هو محاولة إيجاد “منطقة آمنة” في الشمال، تسمح بفتح جرود منطقة الضنية التي تشكل امتداداً لجرود المنية، على منطقة جرود الهرمل، بحيث تصبح على تماس مباشر هناك مع معسكرات “حزب الله” وقواعده، وبالتزامن، يتولى أبو مالك التلي مهمة اختراق جبهة عرسال بالوصول الى منطقة رأس بعلبك لملاقاة مجموعات الشمال بقيادة الرباعي (الميقاتي، المولوي، منصور، حبلص)، وبذلك يوضع “حزب الله” بين فكي كماشة، بحيث يصبح ظهره في المنطقة المقابلة لعرسال وجردها عرضة للنيران، وفي الوقت نفسه، تقدم هذه المجموعات الإرهابية أوراق اعتمادها “لمن يهمه الأمر” وصولاً الى محاولة تطوير “المنطقة الآمنة” مستقبلاً نحو البحر.
كان الرهان كبيراً عند المجموعات بأن تراكم عمليات الانشقاق والفرار من الجيش، معطوفة على عملية الابتزاز اليومية المتمثلة في تهديد العسكريين الأسرى بالذبح والإعدام، سيؤدي تلقائياً إلى خلق حالة من الإحباط عند العسكريين، وبالتالي عندما يتم تحديد “الساعة الصفر” سيُصار أولاً إلى تفكيك بنية الجيش في الضنية والمنية وعكار وطرابلس، بالترافق مع محاولة إغراء عدد من الضباط بالمال، على طريقة ما جرى في الموصل في العراق، فإذا نجحت الخطة، تضع المجموعات الإرهابية يدها على كل ثكنات الجيش ومواقعه وترسانته العسكرية في هذه المناطق، في ظل تقدير بإمكان الاستفادة من عامل السرعة والسهولة في الحركة في المناطق الجبلية والريفية بعكس مدينة طرابلس.
وفي الوقت نفسه، يمكن الاستفادة من “الزخم” و”النشوة” (على طريقة ما جرى في عرسال بعد الموصل في العراق)، فيُصار الى تجنيد مجموعات جديدة، من خلال عنصر المال الذي كان موضوعاً في الحسبان، فضلاً عن تحريك “الخلايا النائمة”.
وتأخذ الخطة في الاعتبار عجز “حزب الله” عن المخاطرة بإرسال أي من مقاتليه إلى الشمال، وفي الوقت نفسه، تعذر الدعم من الجانب السوري، الأمر الذي من شأنه أن يخلق أمراً واقعاً يصعب القضاء عليه بسهولة، خصوصاً أن الجيش اللبناني سيكون في ضوء واقع كهذا مهدداً بانشقاقات كبيرة!
وبيّنت التحقيقات أن هذه المجموعات كانت تراهن على عنصر الوقت، أي أنها كانت تحتاج إلى وقت إضافي (أسابيع وربما أكثر) من أجل اكتمال جهوزيتها، وهو العنصر الذي كانت قيادة الجيش قد وضعته في الحسبان عندما قررت تحديد الساعة الصفر لبدء عملية “البزة العسكرية”.
الديار : طرابلس استعادت هدوءها واجراءات استثنائية جنوباً والمغاوير مشطوا جرود القبيات مصادر عسكرية : نتحدى اياً كان ان يفصح عن أي تسوية وسنوقف رؤوس المسلحين
كتبت “الديار”: استعادت مدينة طرابلس هدوءها وتفقد المواطنون منازلهم وبدأوا بازالة الدمار حيث تفتح المدارس ابوابها اليوم، وسط استمرار الجيش اللبناني بتسيير دوريات راجلة ومؤللة والقيام بمداهمات في معظم مناطق الشمال، اما في صيدا، فقد ادت اجراءات الجيش الى كشف مخطط ارهابي لاثارة الفتنة الطائفية مع استمرار الاجراءات الامنية الاستثنائية في محيط احياء مراسم عاشوراء.
هذه الانجازات للجيش اللبناني كانت موضع ارتياح من كل اللبنانيين الذين اشادوا باجراءات الجيش وحيوا شهداءه والمطلوب ان يواكب ذلك خطة انمائية للشمال تؤمن فرص العمل لالاف العاطلين عن العمل، وتحسين البنى التحتية وتنفيذ مشاريع منتجة لان الانجاز الامني يجب ان يستكمل بانجاز انمائي لترييح الناس وتجنيب الشمال الخضات الامنية المتواصلة.
ونفى مصدر عسكري مسؤول للـ “الديار” نفياً قاطعاً ما تردد عن حصول تسوية ادت الى اخراج المسلحين وتحدى المصدر العسكري اياً كان ان يعلن عن خطوط هذه التسوية. علماً ان الرئيس نبيه بري اكد امام زواره ان لا صفقة حصلت في موضوع الرؤوس الكبيرة في طرابلس.
اما على صعيد ملف المخطوفين العسكريين، فقد اشارت معلومات الى وصول الموفد القطري الى بيروت وتوجهه الى جرود عرسال للقاء ممثلين عن “داعش” و”النصرة” وتسلم المطالب الرسمية، حيث تجري المفاوضات وسط سرية تامة يعتمدها مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم في ادارة هذا الملف.
ووسط الاجراءات الامنية، كان لافتاً امس زيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الى دار الفتوى لتهنئة مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان بتوليه منصبه، وكذلك الزيارة لرئيس مجلس النواب نبيه بري والذي استقبل بعدها النائب جورج عدوان من كتلة القوات اللبنانية وكان الدكتور سمير جعجع اجتمع قبلها مع النائب سامي الجميل في معراب، حيث تم البحث في موضوع التمديد للمجلس النيابي الذي حسم وسيتم التمديد ما بين 5 و6 تشرين الثاني وستحضر القوى المسيحية في 8 و14 آذار وستؤمن النصاب ولكن بدون تصويت او طعن.
واللافت امس، كلام كتلة “المستقبل” الذي رد على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وانتقاده للمملكة العربية السعودية عندما قال: “ان المسؤول الاول عن وقف انتشار هذا الفكر التكفيري هي المملكة العربية السعودية، وان طائرات التحالف لا تستطيع وقف انتشاره. واعتبر السيد نصرالله ان عمق هذا الفكر هو الفكر الوهابي. فيما اعلنت كتلة “المستقبل” عن استنكارها لكلام السيد حسن نصرالله بحق المملكة العربية السعودية الذي لطالما وقفت الى جانب لبنان وظلت تدعمه بشتى الوسائل والامكانات لامنه واستقلاله وسيادته واستقرار عيش ابنائه واستغربت سر توقيت هذا الهجوم ودعت حزب الله الى مراجعة مواقفه.
اما على الصعيد الامني، فقد استعادت طرابلس هدوءها وبدأ الاهالي بالعودة الى منازلهم وتفقد ممتلكاتهم بالتزامن مع استمرارالجيش بتنفيذ المداهمات والقيام بعمليات تمشيط دهم في باب التبانة واوقف هلال مغربل من مجموعة احمد ميقاتي، كما نفذ عمليات دهم واسعة في مناطق المنية وبرك عين السمك وصولا الى احراج عكار العتيقة واكروم واوقف 33 شخصا من المشتبه بانتمائهم الى الجماعات الارهابية.
وعلم ان الجيش لن ينسحب من باب التبانة حاليا ويستمر باعمال الدهم حتى تنظيف هذه المنطقة من المسلحين واوضحت المصادر انه تم القاء القبض على 164 شخصا معظمهم من المسلحين وشاركوا في المعارك، وانه تم القاء القبض على 33 مسلحا امس، فيما تستمر اعمال البحث والتقصي عن مكان لجوء الرؤوس الكبيرة، وتحديداً شادي المولوي وخالد حبلص واسامة منصور.
البناء : الأميركيون يبلّغون: تقييمنا للجيش تغيّر… وطرابلس مفاجأة التمديد في عين التينة: تأمين الميثاقية بالحضور… ولا طعون
كتبت “البناء”: غيّرت معركة طرابلس الكثير ولم تنته تردّداتها بعد، وخطفت الأضواء خارجياً على المستويين الإقليمي والدولي عن كثير من الأحداث، الداخلية والخارجية، وليس مهماً كيف تفاعل معها الأطراف الداخليون، الذين سينتبهون من المواقف الدولية المتغيّرة تجاه الجيش، أنّ شيئاً كبيراً جرى في بلدهم فاجأ العالم وهم لا يعلمون.
هذا الكلام لمصدر تابَع زيارة الوفد العسكري الأميركي، وكواليس مؤتمر برلين للنازحين السوريين الذي شارك فيه وفد حكومي برئاسة الرئيس تمام سلام وتحدث خلاله وزير الخارجية جبران باسيل مطوّلاً، حيث حفلت محادثات الوفد الأميركي الزائر بصورة مفاجئة إلى لبنان، بالإطلاع على تفاصيل عملية طرابلس، ومناقشة التوقعات والتداعيات، بينما كانت كواليس برلين تشهد استيضاحات من قبل الوفود المشاركة لكلّ من التقوه من اللبنانيين، عن حصيلة المعركة وظروفها أكثر من استيضاحهم عن أحوال النازحين السوريين والاحتياجات اللبنانية.
الأوصاف التي قيلت بالعملية وبالجيش، من نوع: احترافي، ومقاتل، ودقيق، ويعتمد عليه، ومتميّز، وتفوّق على جيوش أضخم وأوسع تجهيزاً، والكلّ يتحدث عن مفاجأة.
تجميع المعلومات وتصنيفها ودقة استخدامها، على رغم بدائية تقنيات تجميعها، والعقل القيادي الاستخباري والعملاني، منحت الجيش اللبناني مكانة متميّزة بين قوى الحرب على الإرهاب، وتنسيقه مع المقاومة، لم يلق أيّ تساؤل أو اعتراض غربي، خصوصاً لدى الأميركيين، الذين قالوا إنهم على رغم الارتباك السياسي والشعبي، شكل نجاح الجيش دليلاً على أنه جدير بالدعم، ولا بدّ من تغيير مستوى التقييم للجيش اللبناني بين الجيوش الصديقة، هذا ما قاله الأميركيون في أكثر من مكان ولأكثر من جهة، وما يبدو أنه سيزيل الفيتو عن تزويد الجيش ببعض أنواع السلاح، من جهة، وفتح النقاش السياسي حول تخفيف الضغوط عليه في مجال العلاقة بينه وبين حزب الله من جهة أخرى، في ضوء معطيات معارك السلسلة الشرقية حيث يرابط حزب الله، والتعاون المعلوماتي بين مديرية المخابرات في الجيش وبين جهاز أمن المقاومة.
بالتوازي مع تردّدات معركة الشمال، وسقوط إمارة “داعش” و”النصرة”، كان التمهيد للتمديد للمجلس النيابي، عبر جولة مشاورات أدارها الرئيس نبيه بري وكان ميدانها الكتل النيابية المسيحية، وخصوصاً محاولة التوصل إلى موقف مشترك مع العماد ميشال عون، ومن بعده حث قوى الرابع عشر من آذار على مواكبته، ومضمون الميثاقية في التمديد الذي علمت “البناء” أنه حصيلة هذه المشاورات ستسير به كلّ الكتل المسيحية، ويقوم على مشاركة الكتل في الجلسة المخصصة للتمديد تحت شعار عدم مقاطعة الجلسات التشريعية، والتصويت مع أو ضدّ، لكن ارتضاء النتيجة من دون الطعن بدستورية التشريع، لأنّ التصويت ضدّ يمكن أن يكون سياسياً أو دستورياً، والذهاب إلى اعتبار التصويت ضدّ مرفقاً بالطعن الدستوري، يعني رفعاً للغطاء المطلوب وطعناً بميثاقية التمديد، لذلك يبدو أنّ الاتجاه الذي ستسلكه الكتل المسيحية بعد لقاءات عين التينة هو المشاركة في الحضور لتأمين شبه إجماع، وتوزع أصوات النواب المسيحيين بين مع وضدّ، من منطلق سياسي، من دون قيام أحد من نواب الكتل الأساسية بالطعن في دستورية التمديد.
في الأثناء، وعلى رغم الاحتضان الرسمي والسياسي والشعبي الواسع والمتنوع، وتأكيد إحباط مشروع “الإمارة” في طرابلس، فقد بقيت المخاوف من اندلاع جولة جديدة من العنف خصوصاً أن رؤوس الإرهابيين مثل شادي المولوي وأسامة منصور وغيرهما طلقاء، فضلاً عن عدم اتخاذ أي إجراء في سجن رومية للحد من حرية الاتصال بين القيادات الإرهابية المعتقلة، وبين مناصريهم في الخارج.
وفي هذا السياق، أشارت مصادر عسكرية وأمنية لـ”البناء” إلى “أن المسلحين الإرهابيين الذين يقدر عددهم بـ 500، تعرض نحو 50 منهم لإصابات جراء الاشتباكات، وتم توقيف ما يناهز الـ200، أما الباقون فتوزعوا على التبانة والضنية وعكار ومخيمات النازحين”. وأكدت المصادر “أن المولوي ومنصور وعدداً آخر من المسلحين لم يغادروا التبانة، وهم لا يزالون داخلها برعاية من بعض مسؤوليها السياسيين ووزراء ونواب كانوا دعوا إلى تطبيق الخطة الأمنية سلمياً والدخول إلى التبانة بهدوء”.
لكن مصادر أمنية أخرى، أكدت لـ “البناء” أن المداهمات ستستمر حتى توقيف كل المسلحين الذين هربوا من بعض أحياء طرابلس التي كان يختبئ فيها المسلحون. وأشارت إلى أن “ما يحكى عن تسويات حصلت أدت إلى هروب المسلحين لا يمت إلى الحقيقة بصلة والدليل استمرار المداهمات والتوقيفات وهذه الإجراءات هي استكمال لمهمة الجيش في طرابلس والشمال الهادفة إلى إنهاء بؤر المجموعات المتطرفة وما كان يقوم به المسلحون من اعتداءات على الجيش، وفي الوقت ذاته، أخذ المناطق السكنية كرهائن لتنفيذ مخططات معروفة لدى الجميع”.
تابعت الصحيفة، وكما على الأرض، تركت عملية تطهير الجيش اللبناني طرابلس وبعض مناطق عكار من المجموعات الإرهابية ارتياحاً لدى المراجع المسؤولة والأوساط السياسية والشعبية. ونقل زوار عين التينة أمس عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري تأكيده مجدداً دعم المؤسسة العسكرية، مشيراً إلى أن الجيش قام بواجبه ولم تحصل أية صفقة في موضوع تواري الرؤوس الكبيرة من المسلحين.
وفي ضوء هذا الجو الإيجابي الذي عكسته عملية الجيش وعشية الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم، عاد الملف السياسي البارز المتعلق بمصير الانتخابات وموضوع التمديد للمجلس إلى الواجهة، حيث بدأ الرئيس بري لقاءات واتصالات تمهيداً للجلسة التي سيطرح فيها التمديد والمتوقع عقدها الأسبوع المقبل.
والبارز في هذا المجال، اللقاء الذي عقده مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون على مدى أكثر من ساعة ونصف الساعة في عين التينة وتخلله غداء بحضور نائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي.
ووصف رئيس المجلس الأجواء بـ”الجيدة” والـ”إيجابية”، نافياً أمام زواره أن يكون هناك خلاف أصلاً بينه وبين الجنرال.
الأخبار : الجيش : التسوية الوحيدة هي الاقتصاص من المطلوبين
كتبت “الأخبار”: واصل الجيش، أمس، ملاحقة فلول الإرهابيين الفارّين من طرابلس، وعملت وحداته على تسيير دوريات ونصب كمائن وتعقّب المسلّحين داخل أحياء المدينة وفي بحنّين، وصولاً حتى منطقة عيون السمك في الضنيّة. ورست الحصيلة غير النهائية لموقوفي اليوم الخامس، منذ بدء المعركة الجمعة الماضي، على 33 مطلوباً، بينهم عدد من السوريين. قرار ملاحقة المطلوبين والإصرار على توقيف من شارك في حمل السلاح أو الاعتداء على الجيش، ومنهم الشيخ خالد حبلص وشادي المولوي وأسامة منصور، يعكس قراراً حاسماً لدى الجيش بمتابعة ما بدأه منذ توقيف المدعو أحمد سليم ميقاتي في عاصون ــ الضنية.
والقرار يشير أيضاً إلى أن الجيش لم يكتفِ بإحباط المخطط الذي كانت تعمل عليه الجماعات الإرهابية للسيطرة على مساحة من الشمال والواجهة البحرية، بل ينسف الكلام الذي عملت بعض الجهات السياسية على ترويجه منذ اللحظة الأولى لاندلاع المعارك، وهو نية الجيش بوقف لإطلاق النار في وقت مبكر من بداية المعركة، أو عقد تسوية مع المسلحين أخيراً لخروجهم من المدينة وعدم ملاحقتهم. في تقييم نتائج المعركة، تقول مصادر عسكرية رفيعة المستوى لـ”الأخبار” إن “الجيش حقّق هدفه بجدارة. كسر مخطط الإرهابيين وألحق ببنيتهم خسائر كبيرة، وفي الجغرافيا، دخل إلى منطقة باب التبانة وانتشر فيها، وهي كانت دائماً عصيّة على الدولة
وحول سير المعارك، تشير المصادر إلى أن “الجيش منذ البداية اتخذ قراراً بعدم استخدام القوة المفرطة بهدف الحفاظ على بيوت الآمنين وعدم تعريض المدنيين للخطر، مع أن المنطقة صعبة للغاية لأي قوات عسكرية مهاجمة”. ويؤكّد أنه رغم ذلك “خسائر الجيش في الاقتحامات اقتصرت على الجرحى، فيما سقط الشهداء في الكمائن على الطرقات”. وأضافت أن “الجيش أوقف الهجومات الليلية بسبب القناصين والعبوات الناسفة، والتقدم كان بطيئاً داخل باب التبانة بسبب أشراك العبوات والعمل على تفكيكها أو تفجيرها، علماً بأن بعضها وصل إلى 100 كلغ”. وأشارت إلى أنه “تبيّن وجود عدد لا بأس به من السوريين بين الموقوفين، مزوّدين ببنادق قنص متخصصة، وهناك مسلحون من أبناء التبانة أيضاً”. كيف انتهت المعركة؟ وهل حصلت تسوية فعلاً مع الجيش؟ تجزم المصادر بأن “أي تسوية لم تحصل”، وتسأل: “كيف تكون هناك تسوية والجيش يلاحق ويبحث عن كل مطلوب شارك في إطلاق رصاصة واحدة عليه؟”. وبحسب المصادر، “ما حصل هو عملية فرار حصلت بعد تيقّن المسلحين من قرار الجيش الحاسم،
وبعضهم لا يزال في التبانة ويتنقل بين البيوت المتلاصقة عبر فجوات تمّ حفرها أو في الأحياء المجاورة، والبعض الآخر هائم في الحقول المحيطة، وبعض المسلحين من أبناء التبانة حلقوا لحاهم وغيّروا ثيابهم وخرجوا مع الأهالي متنكرين”. ويجزم المصدر: “التسوية الوحيدة هي اعتقالهم وتسليم أنفسهم. والآن بعد إسقاط المربعات الأمنية، سننتقل من العمل العسكري إلى العمل الأمني لملاحقتهم”، ويضيف: “قد تحصل عمليات أمنية ضد الجيش، لكن لن يستطيع المسلحون بعد الآن إنشاء أي مربع أمني في طرابلس”. ويؤكّد المصدر أن “الجيش يتابع حبلص والمولوي وكل مطلوب، ولا يظن أحد أن فوق رأسه غطاءً، وسيقتص منهم عاجلاً أو آجلاً “. وتقول المصادر إن الجيش “لم ينجرّ على الرغم من كل أصوات النشاز لبعض السياسيين، الذين حاولوا إدخال هيئة العلماء المسلمين أو غيرها في وساطة منذ بدء المعركة، واتخذ قراراً بأن لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص”. وأوضح رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي أمس أنه “لم نرعَ أي تسوية في طرابلس، وفي الاجتماع الأخير الذي عقدناه في منزل المفتي مالك الشعار بحثنا سبل بسط الأمن، ومراعاة ضرورة الحفاظ على المدنيين”.
النهار : مؤتمر برلين دعم معنوي وخيبة مالية الكتلتان المسيحيتان تفقدان قدرتهما “الميثاقية”
كتبت “النهار”: اذا كانت معارك الشمال انتهت بهروب الارهابيين الى جهة مجهولة نتيجة الموقف الحاسم للجيش باستمرار القتال حتى القضاء عليهم، على رغم الخسائر التي تكبدها، فان الحركة السياسية امس، وتبادل الرسائل الايجابية كانا ليوحيا بان ثمة اختراقا يمكن ان يحصل في عدد من الملفات العالقة وابرزها رئاسة الجمهورية لولا اعلان رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون ان ” الظروف غير مؤاتية لانتخاب الرئيس”، مما يعني ان وقتا طويلا قد يمر قبل ان يحصل الاستحقاق. ولم يتنبه احد الى موعد اليوم لجلسة انتخاب رئيس او محاولة ذلك، على رغم ادراك الجميع ان الجلسة لن تختلف عن سابقاتها من حيث عدم اكتمال النصاب المطلوب لانعقادها.
أما الخيبة فجاءت من برلين، حيث يخطط المجتمع الدولي لاقامة طويلة للاجئين في مخيمات مستحدثة، الامر الذي رفضه رئيس الوزراء تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل باعتبار ان هذه الخطوة قد تمهد لتوطين مموّه يؤدي الى تفاقم الازمة الداخلية في لبنان. وأبلغ سلام “النهار” ارتياحه الى البيان الختامي الصادر عن المؤتمر حول “وضع اللاجئين في سوريا، دعم الاستقرار في المنطقة”، ولا سيما منه ما يتعلق بالفقرات الخاصة بدعم لبنان والاشادة بإدارته لملف اللاجئين، لكنه لم يبد ارتياحا مماثلا الى الدعم المالي الذي يرتجيه لبنان إذ “لا يزال ما هو معروض من دعم بعيدا جدا عما طلبه لبنان الا وهو مليار دولار أميركي هبات وملياران قروضا ميسرة”.
وخلال لقائه مندوبي الصحف العربية في المانيا قبل مغادرته برلين عائدا الى بيروت، صرح الرئيس سلام بأن المؤتمر وضع لبنان في قلب الاهتمام الدولي باعتباره الدولة الاولى من حيث الحجم في تحمله ملف اللجوء السوري. واوضح ان اسوج قدمت أمس 8 ملايين ونصف مليون دولار اميركي للصندوق الائتماني المخصص للبنان بعد مساهمات من نروج وفرنسا، لكن كل ذلك “لا يزال بعيدا جدا من الاعباء التي يتحملها لبنان”.
وأشار الى ان المانيا البلد المضيف للمؤتمر “لم تتعهد أية مساعدات، كما ان الدول العربية تقف موقفا مماثلا للموقف الالماني”. وكانت دراسة البنك الدولي أظهرت ان خسائر لبنان من تحمّل اعباء النزوح بلغت 7 مليارات دولار. وقارنت بين لبنان وتركيا التي قال ممثلها في المؤتمر ان بلاده تستضيف مليونا ونصف مليون نازح وهي تنوء بالعبء على رغم انها بلد الـ 80 مليون نسمة، فكيف حال لبنان الذي يستضيف عددا مماثلا من اللاجئين؟ وسيعقد لقاء في جنيف في 9 كانون الاول بدعوة من منظمة الاغاثة الدولية لدرس امكان تقاسم اعداد اللاجئين.
سياسيا، بدا ان التمديد لمجلس النواب صار حتميا، وموعده في الاسبوع الاول من تشرين الثاني، أي خلال الاسبوع المقبل. والحتمية اعلن عنها العماد ميشال عون عقب لقائه الرئيس نبيه بري، اذ أكد مجددا رفضه الامر، لكنه قال: “خلص ما عاد في انتخابات، هلق بدو يتمدد للمجلس. الانتخابات غير واردة، اما موضوع انتخابات الرئاسة فنحن متفاهمون عليها، وظروفها حاليا غير مؤاتية، وان شاء الله تصبح الظروف افضل وقريبا”. والامر نفسه قاله النائب جورج عدوان من عين التينة: “الفراغ او التمديد”.
المستقبل : سلام يطالب مجموعة دعم لبنان بـ3 مليارات.. وترجيحات نيابية بإقرار “التمديد” الثلاثاء الحريري يحدّد “الثوابت” السنّية
كتبت المستقبل”: بينما تواصل طرابلس نفض الغبار عن ساحة معركتها الوطنية مع الإرهاب والتطرّف مكرّسةً أمام القاصي والداني أنها “فيحاء” اعتدال لا مكان فيها للنافخين في أبواق الفتن والخارجين عن الدولة وسلطانها، برز على المستوى الوطني الراعي للاعتدال والمعتنق لمفاهيمه الوحدوية والسيادية تشديد الرئيس سعد الحريري أمس على جملة “ثوابت ومنطلقات” تحدد توجّهات “أهل السنّة في لبنان” بوصفهم “أهل اعتدال ووحدة (…) لن يعيشوا عقدة الاستضعاف والإقصاء ولن يفرّطوا بإرثهم القومي والوطني مهما اشتدت عليهم ظروف الاستقواء بالسلاح الخارجي وأسلحة الخارجين على الدولة ومؤسساتها”. أما على مستوى مستجدات الاستحقاقات الدستورية المعلّقة على حبال الشغور الرئاسي، فطغت على ساحة التصريحات والمواقف السياسية أمس مؤشرات تدل على تبلور صورة التمديد لولاية المجلس النيابي درءاً للفراغ الشامل في هيكلية الدولة، وسط ترجيح مصادر نيابية رفيعة لـ”المستقبل” انعقاد الجلسة التشريعية لإقرار التمديد في الرابع من تشرين الثاني المقبل.
الجمهورية : تشاور مسيحي يسبق التمديد النيابي وبرّي يشترط الميثاقيّة
كتبت “الجمهورية”: حرّكت المعركة التي خاضها الجيش في طرابلس والشمال ضد المجموعات الإرهابية بنتائجها المياه السياسية الراكدة، مُقلّصةً الهوّة بين القوى السياسية التي يُنتظر أن تتوافق شيئاً فشيئاً على تمديد ولاية مجلس النواب خلال الأسبوع الأوّل من الشهر المقبل لتداركِ فراغ نيابي يستحيل بعده مَلء الشغور الرئاسي. وفي هذا السياق شهدَت الساحة السياسية في الساعات الماضية حراكاً ملحوظاً توزَّع بين عين التينة ودار الفتوى اللتين زارهما رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون، ومعراب التي زارها النائب سامي الجميّل، فيما التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب “القواتي” جورج عدوان. وفي هذا الوقت، كان رئيس الحكومة تمام سلام يشرح عبءَ مشكلة النازحين السوريين على لبنان في مؤتمر برلين، مطالباً بزيادة الدعم الدولي له، ومساعدته على تخَطيها.
عشيّة الجلسة النيابية الرقم 15 المقرّرة اليوم لانتخاب رئيس جمهورية جديد وجلسة مجلس الوزراء غداً، توجَّه عون إلى عين التينة في زيارة أكّد أنّها “في غالب الأحيان تكون مثمرة”، مشيراً إلى أنّ “هناك أموراً كثيرة نتفاهم عليها”. وتخلّل اللقاءَ غداءٌ كانت الملفات السياسية المطروحة طبقه الرئيسي، وفي مقدّمها ملف التمديد للمجلس النيابي، وشارك فيه نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي.
ووصف بري أجواء لقائه وعون بأنها كانت جيدة، مؤكداً أن لا مشكلة في الاصل بينهما. وكرّر امام زوّاره امس حرصَه على الميثاقية في التعاطي مع موضوع التمديد لمجلس النواب، مؤكّداً أنّه سيلتزم هذا المبدأ في الجلسة النيابية الخاصة بهذا التمديد، والتي سيدعو اليها في الاسبوع الأوّل من الشهر المقبل.
وقال بري إنّه فاتحَ عون وعدوان بهذا الموقف، مشدّداً على وجوب تأمين الميثاقية في هذه الجلسة وحضور المكوّن المسيحي فيها، “لأنّ الميثاقية يجب أن تُطبّق على الجميع وليس على مكوّن واحد فقط”.
وأكّد أنّه وضعَ عون و”القوات” و”الكتائب” أمام مسؤولياتهم في موضوع التمديد، محذّراً من انّ عدم حصول هذا التمديد، وتالياً عدم حصول انتخابات، سيوقِع البلد في فراغ نيابي يستحيل بعده انتخاب رئيس جمهورية جديد، مشيراً إلى أنّه كان يعارض التمديد، لكنّه انقلب على موقفه 180 درجة بعدما سمع أنّ البعض سيعارض الانتخابات إذا لم يحصل التمديد، وبعدما شعر بأنّ عدم التمديد وتالياً عدم إجراء الانتخابات سيُحدِث فراغاً في السلطة التشريعية، ما يكرّس الشغور الرئاسي ويَحول دون انتخاب رئيس جديد.