من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير: ترحيل النفايات يفضح “الفساد اللبناني المعولم” هل ينجح الحريري بإعادة الاعتبار للمطامر؟
كتبت “السفير”: لم يسبق أن أهانت سلطة ناسها كما تهين السلطة اللبنانية شعبها. الإهانة لا تقتصر على الاستخفاف بالقانون والدستور، أو الإمعان بتخطي إرادة الناس من خلال ضرب مبدأ دورية الانتخابات، أو من خلال تثبيت الفراغ في رئاسة الجمهورية، أو من خلال ضرب الإدارة وتفريغها. هذا كله يهون أمام الإصرار على قتل الناس ببطء، بعد إذلالهم، لا لشيء إلا لتثبيت صفقات في النفايات، حيث باتت روائح الفساد اللبناني “المعولم” تعبق أبعد من الحدود.. ولا من سائل أو من مجيب.
ظنّت الحكومة أن تصدير النفايات يوازي في “فرادته” تصدير الحرف الى العالم، فسعت جهدها لإنجاحه، لكنها لم تنجح سوى في تصدير روائح فسادها، فيما روائح النفايات تستوطن بيروت والضاحية وبعبدا والمتن وكسروان، وكل التقارير الطبية تربط بين ارتفاع نسب بعض الأمراض والفيروسات وبين النفايات المتكدسة أو تلك التي طمرت قرب الأنهار ومصادر المياه، حتى أن أحد الخبراء جزم بأن مياه الاستخدام في العاصمة والضواحي باتت ملوثة من دون الحاجة لعرض أية عيّنة منها على المختبرات.
وكما ترحيل النفايات إلى سيراليون تحول إلى فضيحة، ها هو الترحيل إلى روسيا يلقى المصير نفسه، فيما يسارع لبنان إلى الاكتفاء برفع المسؤولية عن كاهله من دون تحرك أي جهة رقابية أو قضائية، فضلا عن تحول “الحراك المدني” الى فولكلور لا يستحق خبرا صغيرا في الاعلام اللبناني!
منذ البداية، بدا خيار الترحيل خرافياً. التلزيم واختيار الشركة والتسعير وكذلك التساهل مع شركة “شينوك” والسماح لها بتخطي كل المهل، ورفض النظر بأي عرض جديد مهما كان أفضل. برغم ذلك كله، ظل الوزير أكرم شهيب مصراً على أن الترحيل لم يستبعد كليا، داعياً إلى انتظار انتهاء مهلة العاشرة من صباح اليوم، بالرغم من أن مجلس الوزراء كان قد عاد أمس إلى مناقشة حل المطامر، كما فعلت طاولة الحوار أمس الأول.
ولان جدية الحكومة والتزامها القانون صارا مضرب مثل، فإن القرار لن يؤخذ إلا بعد انتهاء المهلة اليوم، حيث تقرر أن تجتمع اللجنة الوزارية المعنية بملف النفايات يوم غد السبت، لإقرار التوجه الجديد، وقال شهيب لـ “السفير” أنه مهما كانت النتيجة اليوم، فقد أبلغ مجلس الوزراء، أمس، إعفاءه من متابعة المهمة، مشيراً إلى أنه قام بواجبه و “ضميري مرتاح”، في اشارة ضمنية الى قرار “اشتراكي” بالابتعاد عن الملف، بعدما أثيرت علامات استفهام حول وجود مستفيدين “اشتراكيين” من الترحيل!
وفيما لا تزال الحكومة تضع نفسها في خانة الساعي إلى الحلول، برغم عجزها المستمر وتخبطها بالخطط والقرارات التي أثبتت فشلها كلها، من المناقصات إلى المطامر فالترحيل، فان العودة إلى المطامر ستعيد معها كل التشنج الذي خلّفه هذا الملف قبلاً وأدى إلى إفشاله، علماً أن شهيب عبّر عن خوفه من أن تتعطل خطة المطامر ثانية، بما سيؤدي إلى أن “تأكلنا النفايات”، خصوصا أن التجربة في التنقل بين الحلول أثبتت أن شبكة واسعة من المصالح والعشوائية تتحكم بمفاصل الملف، وهي شبكة لا تستثني أحداً، لا من مؤيدي الترحيل ولا من مؤيدي المطامر ولا من معارضي الحلين.
باختصار، كل ذلك يقود إلى أمر واحد. الحكومة فشلت، وهي تكرس أن طاولة الحوار، باتت هي الحكومة الفعلية التي اتفق أعضاؤها على المطامر ثم الترحيل قبل أن يقرروا، أمس الأول، العودة إلى المطامر.
وفيما ظلت “شينوك” ومديرها فراس الزلط غائبة عن الصورة، كما عادتها منذ تكليفها، كان لافتاً للانتباه، أمس، إعلان وكيل الشركة المحامي زياد الخازن التراجع عن وكالته عن الشركة، “انسجاماً مع قناعاتي المبدئية ومسيرتي المهنية.. بعد اللغط الكبير حول الوثيقة المزعوم صدورها عن وزارة البيئة الاتحادية الروسية”.
وقال الخازن لـ “السفير” ان انسحابه أسبابه شخصية، رافضاً الخوض في أي نقاش يتعلق بموكله، التزاماً بسرية التوكيل. أما رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة محمد شقير الذي تردد أنه أحد وكلاء الشركة البريطانية، فقد أنكر لـ “السفير” أي علاقة له بها، فيما أشار شهيب إلى الأمر نفسه، إلا أنه أعلن أن شقير هو الذي عرّفه على الشركة قبيل التعاقد معها!
العامل الجديد الذي استجد منذ إقفال مطمر الناعمة في 16 تموز الماضي هو عودة الرئيس سعد الحريري إلى البلاد. ولا شك أن الأخير لاحظ في جولاته المكوكية آثار النفايات في الطرقات.. وعلى أهمية محاولته فتح هوة في جدار الفراغ الرئاسي، إلا أنه سيكون مطالبا بتعديل خططه، في ضوء ترنح ملف الترحيل، وبالتالي إعطاء الأولوية لملف طمر النفايات في لبنان!
البناء: تفاهم روسي أميركي رادع لتركيا… والسعودية ترهن تدخّلها بقرار واشنطن معارك أعزاز وإدلب: نقل مسلحين وغطاء ناري… آخر حروب أردوغان الانتخابات البلدية تشكل هاجس الحريري الأول… والهمّ الرئاسي إلى حزيران
كتبت “البناء”: تلاشت العنتريات التركية والسعودية التي حفلت بها الأيام الماضية، فدخلت أنقرة في تجاذب علني مع واشنطن حول الموقف من لجان الحماية الكردية وتصنيفها كتنظيم إرهابي، ووصل الرئيس التركي رجب أردوغان في لحظة انفعال إلى القول إنّ على واشنطن أن تختار بين تركيا واللجان الكردية، مجيباً هل يعقل مساواة دولة بعظمة تركيا مع عصابة مسلحة، ليأتي الردّ الأميركي قاسياً على اتهامات تركيا للجان الحماية الكردية، بنفي أيّ اتهامات للجان بالتبعية لروسيا والدولة السورية وتأكيد علاقة التعاون الاستراتيجية التي تربطها بواشنطن.
تراجعت أنقرة عن خطاب التلويح بالتدخل البري، وصار سقف آخر حروب أردوغان في سورية هو الرهان على حماية الجماعات المسلحة في اعزاز وإدلب عبر دمج مصيرهما، برعاية نقل مئات المسلحين من إدلب عبر الأراضي التركية لحماية أعزاز وتقديم التغطية النارية المدفعية، لعملية الانتقال من جهة والمواجهات العسكرية من جهة أخرى، بينما تحدّثت مصادر الجماعات المسلحة في ظهور علني على قناة “العربية” التابعة للسعودية عن عدم التكافؤ بين القدرة النارية التي يوفرها لهم القصف المدفعي التركي مقارنة بدقة وكثافة وفعالية النيران التي تتاح لخصومهم الأكراد من سلاح الجو الروسي.
السعودية سارعت إلى التموضع تحت سقف جديد مريح، وهو ربط التدخل البري بحدود ما يطلبه ويقرّره التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضدّ “داعش”، وربط وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بين توسيع نطاق الحرب على “داعش” بالنسبة للسعودية لتطال الدولة السورية، بالقول، نحن جزء من تحالف وما يقرّره سنكون جزءاً منه.
السياق يبدو من خلال صورة التموضع الراهن للقوى نحو هزيمة تركية في سورية، وسعي سعودي لتجنّب المصير نفسه، وما قد يفيده ذلك في تحييد جماعاته وفي مقدّمها “جيش الإسلام” من التصنيف على لائحة الإرهاب التي بات محسوماً وفقاً لمصادر أممية أن تضمّ “أحرار الشام” المحسوبين على تركيا.
لبنانياً طغى الحديث عن فضائحية صفقة ترحيل النفايات، بعدما تعثر التنفيذ بسبب غموض متعدّد الوجوه حول هوية ومؤهّلات الشركة المنفذة، شكل سبباً لتأخير إنجاز الوثائق اللازمة للمباشرة بالتنفيذ، ما فتح الباب لتساؤلات كثيرة حول أيدٍ خفية سهّلت وأيدٍ خفية أخرى عطّلت، وحول صراع بين المستفيدين والساعين للاستفادة، ليتمّ ترحيل الملف مجدّداً بدلاً من ترحيل النفايات.
سياسياً تراجع الحديث الرئاسي عن جلسة الثاني من آذار بعدما نفت مصادر في فريق الثامن من آذار أنباء عقد اجتماع لأقطابه في اليومين الماضيين، ونفت في المقابل الحديث عن تفاهمات ضمنية على ترتيب يؤمّن النصاب دون توافق شامل ويؤدّي إلى انتخاب رئيس دون هذا التوافق، بينما بدا أنّ الإيحاء بذلك من فريق الرئيس سعد الدين الحريري، جسّ نبض وزكزكة إعلامية، فهَمُّ الحريري الأول بعدما حصد صوراً تذكارية ولو مشوّشة مع أركان فريق الرابع عشر من آذار بالجملة والمفرّق، هو استحقاق الانتخابات البلدية التي لا يملك مفاتيح جاهزة لتأجيلها في ظلّ الاهتراء الذي يعاني منه تياره السياسي، فقرّر الانصراف حتى موعدها في حزيران المقبل إلى ترتيب البيت الداخلي، وتلزيم المناطق للذين شاكسوا بعد استجلابهم إلى “بيت الطاعة في الوسط”، وهذا ما حدث بالنسبة لمحافظة الشمال حيث التفاهم مع وزير العدل أشرف ريفي للإمساك بملف طرابلس ومع النائب خالد الضاهر للإمساك بملف عكار، رغم ما أثاره هذا التفويض من لغط وخلافات داخل كوادر وقيادات المستقبل، وقالت مصادر متابعة لحركة الحريري يبدو أنّ الحضور الرئاسي في حركة الحريري سيتراجع حتى حزيران وانجلاء الغيم البلدي، تزامناً مع تطورات سورية، فيعود للحديث الرئاسي مكانه.
أكدت مصادر عين التينة لـ”البناء” أنّ ما يُحكى عن تحالف رباعي لا أساس له من الصحة”، مشيرة إلى “أنّ رئيس المجلس هو راعي الحوار الوطني ومنفتح على كلّ الكتل النيابية وتربطه علاقات جيدة مع محتلف المكوّنات السياسية وإلا لما كان نجح في عقد طاولة الحوار”. ورفضت المصادر الحديث عن تحالفات رباعية أو ثلاثية مشيرة إلى “خلط الأوراق الحاصل على ضفتي 8 و14 آذار”. وشدّدت المصادر على أنّ “البلد لا ينقذه إلا التفاهم على غرار الذي حصل في الدوحة”، لافتة إلى أنّ البلد لا يحتمل انقسامات جديدة. وأشارت إلى أنّ مرحلة التحالف الرباعي في انتخابات عام 2005 تختلف ظروفها عن اليوم، فالتحالفات بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري لم تكن مكتملة إلى حدّ ما، أما اليوم فالوضع تغيَّر وهناك حرص داخل فريق 8 آذار والجنرال ميشال عون على أن لا تفرط الأمور داخل هذا الصفّ”.
ولفتت المصادر إلى “أنّ الموقف الرسمي من الاستحقاق الرئاسي ودعم مرشح من المرشحين المحسوبين على فريق 8 آذار لم يحصل”، مشيرة إلى “أنّ هذا الموقف يصدر عن كتلة التحرير والتنمية التي لم تجتمع حتى الساعة”، والرئيس بري ليس محشوراً في إبداء موقفه فهو على علاقة جيّدة بالعماد عون وبالنائب سليمان فرنجية.
وأكد مصدر مطلع مقرّب من الرابية لـ”البناء” “أنّ رئيس تيار المردة لن يخرج عن إرادة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون”. وأشارت إلى “أنّ التحالف الرباعي الذي أشير إليه لا يُربكنا ولا يقلقنا بل يؤكد مقولة إنّ ثمة من يسعى إلى إحياء شبكة المصالح الرباعية، لكن الأمر دونه موقف واضح من الرئيس بري والنائب فرنجية، على الأقلّ لاعتبارات معروفة شيعياً ومسيحياً وإقليمياً، وتحديداً لاعتبارات سورية وإيرانية”. ولفت المصدر إلى أنه “لم يعد لشبكة المصالح أن تتحكم بالقرار في لبنان في ظلّ تحديات الإقليم والأخطار على الكيان في لبنان”.
الاخبار: قهوجي لـ”الأخبار”: طائرات الـ”سوبر توكانو” قادمــة
كتبت “الاخبار”: عاد العماد جان قهوجي من واشنطن بوعود بتسلم الجيش 6 طائرات “سوبر توكانو” قريباً. الأوضاع الميدانية في حمص تريح الجنرال الذي يطمئن اللبنانيين إلى وضع البلد أمنياً. أمّا نصيحة الأميركيين، فهي “الحفاظ على الجيش والدولة حتى تمرّ العاصفة”
الواجهة الزجاجية الوسيعة، تلقي كثيراً من الضوء على مساحة مكتب قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي. تبدو من هنا أجزاءٌ من مباني وزارة الدفاع، وخلفها زُرقة بحر بيروت، تظللها غمامة من الغبار فتخفي معالمها في ظهيرة يوم أمس.
بكثيرٍ من الطمأنينة، يُبرِّد قهوجي قلوب سائليه عن الوضع الأمني في البلاد. من عرسال، إلى الخلايا الإرهابية في الداخل والحدود اللبنانية السورية، والحدود مع فلسطين المحتلّة، إلى استقرار مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين. لدى الرجل الكثير من المخاطر ليفكّر فيها.
لكنّ الجنرال العائد لتوّه من جولة في الولايات المتحدة الأميركية أجرى فيها أكثر من 35 لقاءً، يحمل في جيبه عناوين عديدة لاستقرار لبنان… اللهم في هذه المرحلة. “إذا رآنا الغربيون مستهترين بأمننا، فلن يكون لدى أحد منهم أيّ مانع بوضع لبنان على سكّة التفجير كالعراق وسوريا. هناك أكثر من 300 ألف ضحيّة في سوريا، ولن يكون هناك مشكلة إذا زادوا 10 آلاف في لبنان، لكنّ اللبنانيين أثبتوا في السنوات الماضية أنهم يريدون الحفاظ على بلدهم، وهكذا تسير الأمور”، يقول قهوجي. سمع قائد الجيش في الجولة الأميركية كلاماً مطمئناً: “حافظوا على الجيش وعلى مؤسسات الدولة لتمرّ العاصفة”.
بحسب القائد، فإن “الأمور تغيّرت كثيراً الآن لدى الغربيين والأميركيين؛ داعش وجبهة النصرة تنظيمان إرهابيان بلا أدنى شكّ، الجميع توقّف عن محاولات إيجاد حسنات في النصرة. أنا شخصياً كررت في لقاءاتي كيف أن غالبية هذه التنظيمات مشتقة من فكر القاعدة، وتمثّل خطراً على العالم”. ويضيف أنه “بات لدى الأميركيين اقتناع بضرورة الحفاظ على الجيش والدولة السوريَّين، ولا يريدون تكرار سيناريو العراق أبداً بإسقاط الدولة وحلّ الجيش”.
هل تدخل قوّات سعودية وتركية إلى سوريا؟ يقول قهوجي إنه حتى الآن الأمور ليست واضحة، “سنشارك في مؤتمر الكويت لقادة جيوش التحالف (التحالف الذي تقوده أميركا لمحاربة داعش)، وهناك أستمع إلى زملائي ونفهم أكثر الأجواء. نحن لسنا جزءاً من التحالف، لكننا نشارك لنفهم الاستراتيجيات”.
بالنسبة إلى الجيش، كان كل الخطر من أن تتحوّل منطقة حمص إلى تهديد كبير على لبنان، “التحوّلات الميدانية الأخيرة تريحنا كثيراً في حمص، أنا أبلغت الأميركيين والأوروبيين أكثر من مرّة أنه فيما لو نجح الإرهابيون في السيطرة على هذه المنطقة، لدخلوا لبنان ووصلوا إلى البحر، وهم أكدّوا أن لديهم الرؤية ذاتها”. يرتشف الجنرال قهوته من فنجان أبيض مطبوع عليه شعار الجيش، ثم يروي كيف أنه لم ينم طوال الليلة التي سيطر فيها إرهابيو “داعش” على بلدة مهين السورية في ريف حمص الجنوبي الشرقي قبل أكثر من ثلاثة أشهر، وبقي يتابع سير العمليات العسكرية خلف الحدود، لمدى تأثيرها على جبهة عرسال، وارتباطها بخطوط إمداد المسلّحين، من عرسال إلى الداخل السوري وصولاً إلى الرّقة (استعاد الجيش السوري بلدة مهين قبل نحو شهرين).
كيف الأحوال في عرسال؟ يعود القائد إلى الخلية التي أوقفها الجيش وقتل بعض عناصرها قبل نحو أسبوعين، في داخل البلدة وعلى أطرافها. “عرسال البلدة أمورها أفضل بفضل وضع الجيش المتماسك للغاية وتعاون الأهالي، وحين تُقطع الطريق عن المسلّحين نهائياً من الداخل السوري نستطيع أن نهاجمهم في الجرود، وهم يقتل بعضهم بعضاً الآن، ونحن نضرب أي تحرّك لهم بما توافر من أسلحة”، لكن “لدينا مشكلة بعدد السكان في البلدة مع وجود 100 ألف نازح سوري فيها يضافون إلى سكّانها، ولا يمكننا نشر آلاف الجنود داخل بلدة واحدة، لذلك نقوم بعمليات نوعية حتى لا نعرّض المدنيين للخطر، وفي المرة الماضية ضربنا خلية داخل البلدة بعملية نظيفة”.
الديار: “الديار” تنشر مماحكات الوزراء حول النفايات وسجال باسيل ــ زعيتر تفاؤل الحريري بتأمين النصاب في 2 اذار فرمله بري : لا مؤشرات إيجابية
كتبت “الديار”: ما يحصل في ملف النفايات من فضائح امر غير مستغرب، في ظل هذه الطبقة السياسية التي لا تعرف “لقمة الحلال” وتعيش على “الحرام” في ممارساتها، ولو حصلت هذه الازمة في اي بلد في العالم لسقطت الحكومة وتدحرجت رؤوس الى السجون، ولكن هذه الطبقة السياسية تعمل على هواها لانها تدرك ان المحاسبة في لبنان مستحيلة، في ظل هيمنة الطبقة السياسية على كل مفاصل الحياة السياسية.
3 ساعات من النقاشات في مجلس الوزراء وسط “مماحكات” و”نكايات” ولم يقدم اي وزير حلاً علمياً متكاملاً، وكل طرف يلقي المسؤولية على الطرف الآخر.
قضية النفايات عادت الى نقطة “الصفر”، والنفايات باقية في الشوارع، وان ملايين الدولارات التي صرفت على الدراسات ذهبت هدراً. و”الانكى” ان اجتماعات اللجان يخصص لها مصاريف وبدل اتعاب، كأن مال الدولة “سايب” للبعض. كما ان القوى السياسية المهيمنة في اطار الحدود الجغرافية لمطمر الناعمة، وتحديداً الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديموقراطي اللبناني وقوى الحراك المدني ترفض فتح المطمر. وهناك بداية لتحركات جديدة. واهالي الشويفات يرفضون فتح الكوستابرافا تحت اي حجة. وكذلك البعض في عكار يرفض فتح مطمر سرار اذا لم يفتح مطمر في المناطق الشيعية، وبالتالي فان الحكومة ستكون امام مواجهة جديدة مع الحراك المدني وستبقى النفايات في الطرقات. كما ان تلويح البعض من الوزراء باستخدام الجيش امر مستحيل، لان الجيش لا يمكن ان يقف ضد اهله وناسه، كما ان الامر يحتاج الى قرار سياسي لا يمكن ان يتوافر في هذه الظروف.
ـ محضر جلسة مجلس الوزراء ـ
“الديار” حصلت على مداخلات الوزراء في جلسة الحكومة حول النفايات واظهرت “مماحكات” وعدم النقاش الجدي.
واستهل رئيس الحكومة الجلسة بتقديم عرض لمشكلة النفايات والترحيل، ثم جرى نقاش عرض فيه الوزير اكرم شهيب المكلف معالجة ملف النفايات للموضوع، وطلب اعفاءه من المهمة بعد ن فشل فيها معلنا انه يتحمل المسؤولية.
واقترح الرئيس سلام ارجاء البحث ودعوة اللجنة الوزارية المكلفة سابقا معالجة الملف لاجتماع غدا لبحث الامر. وهنا ابدى الوزير حرب تحفظه عن الامر مدليا بأن اللجنة سبق لها ان رفعت تقريرها الى مجلس الوزراء وتمت مناقشته ووافقت اكثرية مجلس الوزراء على التقرير المعتمد للطمر الصحي واطلاق مناقصات المحارق الحديثة وتحفظ بعض القوى السياسية ما حال دون اتخاذ القرار. ورأى ان المطلوب اليوم هو ان تؤكد الحكومة على موافقتها على التقرير وليتحمل الجميع مسؤولياتهم، ويبقى للجنة متابعة التنفيذ وليس اعادة البحث بطرح نتيجة بحثها مجددا على مجلس الوزراء. هذا، والبلد والناس غارقون في الزبالة والامراض.
وايد الوزير درباس طرح الوزير بطرس حرب وطالب باتخاذ التدبير اليوم وعدم ارجائه، لانه اصبح معيبا التأجيل والتردد. كما ايّد الطرح الوزيران قزي والحاج حسن الذي اعتبر ان الدولة يجب ان تأخذ قرارها وتنفذه ولو بالقوة وقد دلت التجارب على ذلك في بعض الامكنة، ورفض العودة الى اللجنة معلنا انه لن يشترك فيها داعيا الى ايجاد مطامر.
واثار الوزير بو صعب عدم جدية الشركة المتعهدة وعمالة احد المسؤولين فيها لاسرائيل، وعندما شرح رئيس الحكومة ان الشركة نفت صحة هذه الشائعة لكن التكذيب لم ينشر، عاد بو صعب لطرح الشبهات حول جدية الشركة، لكن رئيس الحكومة اوضح ان لديها عقداً مع الحكومة البريطانية. واشار الى ان رئيس الحكومة لم يتعاط بجدية مع الملف وطلب الوزير دو فريج شطب عبارة ان رئيس الحكومة لم يتعاط بجدية مع ملف النفايات”. فرفض بو صعب ذلك معتبراً ان موضوع الترحيل يمكن ان نفشل فيه. واقترح اتخاذ القرار اليوم بغض النظر عن وجود الشركة. وشدد الوزير حكيم على ضرورة صدور قرار اليوم بشأن هذه القضية عن مجلس الوزراء واعتماد الحزم في تنفيذه.
النهار: برج بابل حكومي واستدارة إلى المطامر! بري: لا أحلاف في الاستحقاق الرئاسي
كتبت “النهار”: لم تكن استدارة مجلس الوزراء نحو الخطة الاولى لانهاء أزمة النفايات التي تعتمد “خيار المطامر” مفاجئة بعدما تكاملت معالم فوضى غير مسبوقة حيال خطة وافق عليها المجلس وأقرها وحين وصلت الامور الى نقطة بداية ترحيل النفايات اصطدم الجميع بتعثرها لاسباب لا تزال تدور في غياهب “الالغاز”. ولعل ابلغ دليل على الضياع الذي أصاب الحكومة والمعنيين بملف النفايات تمثل في برج بابل حقيقي شهدته الجلسة الماراتونية لمجلس الوزراء أمس والتي غاب عنها كل شيء بما فيه جدول الاعمال لتملأ قضية فشل خطة ترحيل النفايات الساعات الخمس بمبارزات كلامية متمادية بدا مستغربا بالنسبة الى بعض الوزراء ان رئيس الوزراء تمام سلام أفرط في المرونة لتركه المهرجان الكلامي يتمادى فيما النتيجة بدت مبتوتة أساساً بالعودة عن خيار ترحيل النفايات الى اعتماد المطامر، وهو الخيار الذي لم يعد منه بد ولكن بحزم حاسم هذه المرة من شأنه ان يشهر بأي فريق سياسي لا يسهله. واذ تناوب على الكلام 22 وزيرا من أصل 24، علمت “النهار” ان ملف ترحيل النفايات وصل، على حدّ وصف مصادر وزارية، الى مرحلة النزع التي تسبق الوفاة أو قد تعني إمكان حصول تطور في الساعات المقبلة تؤدي الى عودته الى الحياة في ضوء ما سيرد من موسكو من جواب حاسم.
وتحدثت عن معطيات جديدة ستتضح هويتها اليوم، مشيرة الى ان الرئيس سلام ركز في جلسة مجلس الوزراء على” اللغط الذي رافق الملف لكنه لا يلغي حقيقة أن الشركة البريطانية التي رست عليها مهمة الترحيل جدية لكنها ويا للاسف لم تتلق المستند المطلوب من روسيا مما يشير الى حلقة مفقودة في الموضوع علما أن الدولة الروسية عبر وزيريّ الخارجية والبيئة والسفارة في بيروت أبلغتنا عن الاستعداد لاستقبال النفايات من لبنان.وإذا لم نتلق الجواب غداً (اليوم) سنعود الى حل المطامر”. وأفادت المصادر ان الاتجاه الغالب في مجلس الوزراء تمثل في العودة الى حل المطامر. وأوضحت ان اللجنة الوزارية التي اعيدت الى التفعيل ستجتمع برئاسة الرئيس سلام غدا السبت وستحدد ما هي المطامر التي ستركز عليها: هل هي المطامر التي حددتها سابقا خطة وزير البيئة محمد المشنوق والتي تنطلق من مبدأ المناطق؟ أم المطامر التي حددتها خطة وزير الزراعة أكرم شهيّب وهي سرار والناعمة والسلسلة الشرقية؟ وأضافت ان الاتصالات إنطلقت امس من أجل توفير توافق سياسي على المطامر، في حين دعا وزير العمل سجعان قزي الى عدم إنتظار التوافق والذهاب الى التنفيذ لإن الموضوع لم يعد يتحمّل تأجيلاً.
وأبلغت مصادر وزارية “النهار” ان الرئيس سلام كان اقترح في بداية الجلسة إرجاء البحث ودعوة اللجنة الوزارية المكلفة سابقاً معالجة الملف الى إجتماع غداً للبحث في الأمر، إلا أن الوزير بطرس حرب أبدى تحفظه عن الأمر معتبرا أن اللجنة سبق لها أن رفعت تقريرها إلى مجلس الوزراء وتمت مناقشته ووافقت اكثرية مجلس الوزراء على التقرير المعتمد الطمر الصحي وإطلاق مناقصات المحارق الحديثة. ورأى أن المطلوب اليوم هو أن تؤكد الحكومة موافقتها على التقرير وليتحمل الجميع مسؤولياتهم. ولفت في كلام حرب مطالبته بإصدار القرار من مجلس الوزراء وتكليف اللجنة متابعة التنفيذ والطلب من الجيش والقوى الأمنية المؤازرة في تنفيذه مع وجوب إتخاذ تدابير في حق الشركة التي أوكِلَ إليها أمر الترحيل وخصوصاً إذا تبيّن أن هناك مستندات مزوّرة . كما لفت في مداخلة للوزير جبران باسيل دعوته الى اعتماد المحارق وقال “لا يمكن حل موضوع يتعلق بهيبة الدولة ونترك أموراً أخرى مهمة عالقة دون حل. فلا يمكن وقف سدّ في جبيل فيما تطلب مني أن أؤمن لك مطمراً في جبيل”.
وتكلم الوزير نهاد المشنوق فرأى ان المطروح هو العودة الى قضية المطامر في ظلّ التوافق السياسي وتنفيذ القرار أو العودة الى اجراء المناقصات التي اجهضت في الماضي.
المستقبل: الحريري لـ “المستقبل”: لتعطيل التعطيل ولمنع تأثير الصراعات الخارجية على الداخل النفايات تعود إلى نقطة “الطمر”
كتبت “المستقبل”: بينما تكاد خطة “الترحيل” تلفظ أنفاسها الأخيرة صباح اليوم مع انتهاء المهلة المعطاة لشركة “شينوك” البريطانية لكي تقدّم المستندات الأصلية المطلوب تأمينها بغية تنفيذ التعاقد معها لنقل النفايات اللبنانية إلى روسيا، تعود الأزمة أدراجها نحو مربعها الأول بشكل أعاد الحلول المطروحة بشأنها إلى نقطة “الطمر”. وإذا كان رئيس الحكومة تمام سلام قد آثر عدم الإسراع والتسرّع في نعي “الترحيل” رسمياً قبل بتّ الموضوع نهائياً مع الشركة المعنية، فهو حرص في الوقت عينه على نفي حصول أي تزوير في الوثائق التي تسلمتها الدولة من قِبل الشركة من دون أن يستبعد في المقابل العودة إلى “البحث جدياً في حل المطامر إذا فشل الترحيل”، متهماً البعض في لبنان بالدفع نحو إطالة أمد أزمة النفايات “لتبقى قضيته ومنابره”، مع تشديده على وجوب تحمّل كافة القوى السياسية مسؤولياتها تجاه إيجاد سبل معالجة الأزمة.
اللواء: سلام يدشن سنة ثالثة: لا إنهيار مالياً وندعم السعودية دون تردّد الحريري لتعطيل مفاعيل التعطيل.. وعودة النفايات إلى أزمة المطامر
كتبت “اللواء”: انهى الرئيس تمام سلام أمس عاماً ثانياً من “المعاناة والصبر” في رئاسة الحكومة، هذه الحكومة التي تتولى مجتمعة وبالوكالة صلاحيات رئيس الجمهورية، وسط صعوبات دستورية وسياسية عرضت الحكومة لأكثر من مرّة، وعلى مدى أشهر، من التعثر والتعطيل.
واليوم، تدخل حكومة “المصلحة الوطنية” عامها الثالث ويعلن رئيسها صراحة انه يشعر انه “وحيد” ويحس بنفسه انه “يتيم”، لكنه يؤكد انه “ماضٍ” في تحمل المسؤولية للتقليل من عذابات لبنان، وحرصاً على الحفاظ على حدّ أدنى من الاستقرار لا سيما الاستقرار الأمني.
الجمهورية: تعقيدات أمام ترحيل النفايات والجواب اليوم
كتبت “الجمهورية”: لم تسجَّل أمس أيّ مؤشرات إيجابية حول مصير جلسة الانتخابات الرئاسية المقررة في الثاني من آذار المقبل، باستثناء استمرار بعض المواقف الداعية للنزول إلى المجلس وخوض العملية الانتخابية ديموقراطياً، فيما الجميع مقتنعون ضمناً بأنّ “كلمة السر” ما تزال في الخارج ولا يتوقّع صدورها ووصولها قريباً. في هذه الأثناء عادت البلاد إلى الغرق أكثر فأكثر في ملف النفايات، وعاد “كلّ ديك على مزبلته صيّاح”، في وقتٍ بدأ البعض يتحدّث عن وجود مؤامرة تقوم على إلهاء البلاد وقواها السياسية في متاهات الرئاسة والنفايات، بعيداً من ثروته النفطية والغازية الكامنة في مياهه الإقليمية والمهدّدة بالأطماع الإسرائيلية، وآخر ما عُلم في هذا المجال أنّ إسرائيل اتّفقَت مع اليونان وقبرص على مدّ أنبوب نفطي من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى أوروبا يُخشى أن يتمّ إمراره في مساحة 871 ميلاً التي قرصَنتها إسرائيل من المنطقة الاقتصادية اللبنانية الخالصة.
عبَرت حكومة الرئيس تمّام سلام أمس في سلام، بعدما علّق مجلس الوزراء جدول أعماله أمام استفحال النفايات التي باتت تشكّل تهديداً مباشراً من كل النواحي، واستُحضِر خيار طمرها مجدداً في حال سقوط خطة الترحيل.
فقد توافقَ المجلس بعد مناقشات مستفيضة على انّه في حال سقوط قرار ترحيل النفايات بسبب عدم تقديم شركة “شينوك” المستندات المطلوبة خلال المهلة المعطاة لها والتي تنتهي العاشرة صباح اليوم، لا بدّ من العودة الى الخيار الذي كان قد سبقَ لمجلس الوزراء أن أقرّه في 9/9/ 2015 وهو اعتماد المطامر الصحية حلّاً بديلاً، فيما دعيَت اللجنة الوزارية المكلفة متابعة هذا الملف الى الاجتماع قبل ظهر غد السبت لاتخاذ القرارات المناسبة.