مقالات مختارة

القدس أولاً: افرايم سنيه

منذ 14 سنة، خرج حزب العمل لاول مرة بخطة سياسية وهي مبنية حسب وصفة حل الدولتين، كما صاغها عضو الكنيست حيليك بار. لمن التجديد الشجاع فيها هو الفصل في القدس من قبل رئيس المعارضة اسحق هرتسوغ.

حسب هرتسوغ، يجب فصل جميع الاحياء اليهودية في شرقي القدس عن الاحياء العربية بواسطة جدار. وستكون لهذه الخطوة تأثيرات بعيدة المدى لا يفهمها الجميع. لأنه لا يمكن لأحد أن يحبس ربع مليون فلسطيني في سجن بين الجدار الجديد والجدار الذي أقيم بعد الانتفاضة الثانية. وستكون هناك حاجة لفتح الجدار الفلسطيني من اجل الانتقال إلى مناطق الضفة الغربية.

سكان هذه الأحياء سيُفصلون عن نسيج الحياة في القدس الغربية. وسيتم ضمهم إلى نسيج الحياة والاقتصاد في الضفة الغربية التي تم فصلهم عنها بواسطة جدار الفصل. ولن يكون هناك أي مبرر للاستمرار في حيازة بطاقات الهوية الزرقاء لأنه سيتم فصلهم عن المدينة. وسواء بالتنسيق أو عدمه مع السلطة الفلسطينية فان صلاحية السلطة الفلسطينية ستسري بالتدريج على الاحياء التي سيتم ربطها مع الضفة الغربية.

الفصل بين الفلسطينيين، سكان شرقي القدس، وبين سكان العاصمة الاسرائيليين، الذي سيتم كاجراء امني ضروري، سيضع حدا للشعار الغير واقعي الذي يقول إن «القدس موحدة تحت السيادة الاسرائيلية». صحيح أن القدس اليهودية لن تقسم هكذا، لكن القدس الشرقية ستقسم فعليا.

إن أي مفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين مستقبلا يجب أن تبدأ من هذه النقطة. إذا اكتشف الفلسطينيون الحكمة السياسية فسيطالبون بالبدء في المفاوضات. الواقع الجديد الذي سينشأ سيكون التطبيق الفعلي لأحد مباديء خطة الرئيس كلينتون الذي قال «الأحياء اليهودية لليهود والأحياء العربية للفلسطينيين». واذا تذكرنا أن ياسر عرفات قد وافق في حينه على السيادة الاسرائيلية في الحائط الغربي، فستبدأ المفاوضات المستقبلية حول القدس من نقطة مريحة أكثر للجميع.

حينما تحدثنا مع الفلسطينيين عن الحل في التسعينيات أوجدنا مصطلح «أريحا أولا» و»غزة أولا». وقد آمنا في حينه أنه يفضل البدء من مكان هامشي. واعتقدنا أن موضوع القدس يجب ابقاءه إلى الحل النهائي. لكن احيانا يتم هدم الجدار ليس من نقطة المعارضة الاسهل، بل من نقطة المعارضة الاصعب.

منذ قتل رابين، عملية السلام عالقة بسبب غياب الجرأة السياسية.

الخطة الجديدة لحزب المعارضة تقول القدس أولا. يجب تثمين الجرأة السياسية التي صيغت بها. واذا تم تنفيذ الخطة ـ ومعظم سكان اسرائيل يؤيدون فصل كهذا ـ يمكن التقدم من اجل تطبيق الحل الذي لا بديل له ـ حل الدولتين.

المجتمع الدولي والدول التي تلتزم بمبادرة السلام العربية يجب عليهم تبني وتأييد خطة الفصل في القدس. وليس هناك الآن أي اقتراح عملي أكثر من شأنه أن يوقف التدهور الذي سيتسبب بالكارثة للشعبين.

هآرتس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى