مقالات مختارة

تل أبيب بعد تهديد نصر الله: مليون إسرائيلي فوق «قنبلة موقوتة»: يحيى دبوق

صدى “القنبلة النووية” التي تمثّلها حاويات الأمونيا في ميناء حيفا، بعد تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله باستهدافها في الحرب المقبلة، تردّد في أرجاء الدولة العبرية صدمة وقلقاً، وأجبر مسؤولي العدو على الردّ لتهدئة النفوس

لعلها من المرات النادرة التي تبادر فيها اسرائيل بالرد، مباشرة وبسرعة قياسية، على التهديدات التي توجّه اليها. “القنبلة النووية” التي تمثلها حاويات الأمونيا في حيفا، والتي هدّد الأمين العام لحزب الله باستهدافها في أي حرب مقبلة، أجبرت رئيس اركان الجيش الاسرائيلي غادي ايزنكوت على الرد لمحاولة احتواء مفاعيل الصدمة، ولكن من دون أن ينفي قدرة حزب الله على تنفيذ ما هدد به نصرالله، مكتفياً بالحديث عن “النجاح” في ردع الحزب، علما ان تهديد نصرالله جاء رداً على التلويح الاسرائيلي المتكرر بـ”عقيدة الضاحية” واستهداف المدنيين اللبنانيين.

ومن مدينة “بات يام”، وسط فلسطين المحتلة، قال ايزنكوت ان “حزب الله يملك قدرات هي الاكثر أهمية في محيط دولة اسرائيل، وهو الاكثر تهديدا لها. وقد بنى قدراته في محيط قروي لتطوير ميزان استراتيجي مقابل اسرائيل، ولكن، مع ذلك، نجح الجيش الاسرائيلي في تحقيق الردع، وجبهة لبنان في السنوات العشر الاخيرة هي الاهدأ”.

كلام ايزنكوت الموجه اساساً الى الداخل الاسرائيلي، يعيد التأكيد على فاعلية معادلة الردع ورسوخها عميقاً في الوعي الجمعي الاسرائيلي وصولاً الى رأس الهرم العسكري. الا انه لم يفلح في إنهاء الصدمة، إذ أعاد خبراء إسرائيليون تأكيد المعطيات التي وردت في كلمة نصر الله، وزادوا عليها ان الخطر أكبر بكثير مما ورد في التهديد. البروفيسور عاموس نوتع، من خبراء معهد “التخنيون” في حيفا، أكّد أن استهداف حاوية واحدة فقط من حاويات الامونيا، وتسرب خُمس محتواها لا أكثر، سيؤدي الى مقتل 17 الفاً واصابة عشرات الآلاف، «اما استهداف كل الحاويات، فسيتسبب في مقتل 70 الفا». وذكّر نوتع بتقرير مراقب الدولة الاسرائيلية الذي حذر من ان الخسائر ستكون اكبر من ذلك بكثير، لافتاً الى أن “نصر الله دقيق في كلامه. ويبدو ان لديه وحدة علمية حلّلت المعطيات وتوصلت الى نتائج، وهم يدركون جيدا ما توصلوا اليه”.

جمعيات بيئية اسرائيلية، من جهتها، حذرت في بيانات من “الكارثة المحدقة”. فلفتت جمعية “سلول” البيئية الى ان خبراءها لم يفاجئهم تهديد نصر الله، اذ ان “حاويات الامونيا خطيرة وهي مستهدفة بالفعل من اعداء اسرائيل. واذا كان الحظ قد حالفنا حتى الان، الا ان السلاح الموجه اليها حاليا اكثر دقة وتدميرا”. وأوضح بيان الجمعية أن “اصابة الحاويات ستوقع عشرات الآلاف من القتلى، وستجرّ المنطقة كلها الى حرب. نصر الله على حق، ولطالما حذرنا من ذلك»، فيما اشار بيان لجمعية “الاتجاه الاخضر” الى ان “خليج حيفا قنبلة موقوتة، ولسنا في حاجة الى تهديدات نصر الله لنفهم هذا الواقع”.

وزارة حماية البيئة الاسرائيلية أشارت في بيان الى انها تعمل على خطة لنقل الحاويات الى منطقة الجنوب، وهو ما كرره وزير الصحة يعقوف ليتسمان في جلسة للجنة الصحة التابعة للكنيست.

عضو الكنيست عن «المعسكر الصهيوني» ياعل كوهن بارن قالت إن “سكان حيفا يعيشون في خطر مزدوج، أمني وصحي، وبات الآن واضحا انهم موجودون ضمن بنك اهداف نصر الله (للحرب المقبلة)”. وأضافت: “السؤال الاكبر هو: هل يتعين الانتظار حتى وقوع الكارثة كي يستيقظ رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) ويدرك أن خليج حيفا سيشتعل؟”. وحمّل عضو الكنيست عن «المعسكر الصهيوني»، حيليك بار وزير الامن الاسرائيلي موشيه يعلون مسؤولية الكارثة التي يمكن ان تحدث جراء استهداف الامونيا، ما سيؤدي الى «كارثة بحجم لا يمكن تصوره. نتنياهو منهمك بالقنبلة (النووية) الايرانية وينسى ان هناك مليون اسرائيلي يعيشون فوق قنبلة موقوتة هنا».

موقع “واللا” العبري رأى ان “سحر نصر الله لا يزال قائما، وها هو يهدد اسرائيل بضرب خاصرتها الضعيفة». ولفت الى “بعد آخر” في كلمة الأمين العام لحزب الله يتمثل في الهجوم على “الدول السنية” مثل تركيا والسعودية لتواصلها السري مع اسرائيل، “فيما لم يلتفت الى الصراع الداخلي في لبنان، وتجاهل تماماً رئيس الوزراء السابق سعد الحريري الذي هاجم حزب الله، قبل يومين فقط”.

صحيفة “يديعوت احرونوت” كتبت ان نصر الله “ضرب على الوتر الحساس الذي يرعب الاسرائيليين»، بعدما ادرك ان المصانع الكيماوية وحاويات الامونيا في حيفا تمثل خطرا كبيرا على سكان الشمال في حال انفجارها. وطالب عدد من سكان المدينة الذين استصرحتهم الصحيفة الحكومة الاسرائيلية بالتعامل مع التهديدات بجدية تامة، فيما أشارت القناة الثانية العبرية الى ان «هذه التهديدات مرت على سكان حيفا قاسية جداً. وقضوا ليلة صعبة بعدما انصتوا جيدا لتهديدات نصر الله».

(الأخبار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى