مقالات مختارة

ليس ثمة ما يخيف من الأكراد حميدي العبدالله

 

كثير من المحللين يتحدّثون عن الأكراد، سواء في سورية أو العراق، بلغة يبدو معها شيء من الكراهية أو العنصرية، وفي غالب الأحيان توجه الاتهامات إلى الأكراد في هذين البلدين، اتهامات تشكك في وطنيتهم.

لا شك أنّ الأكراد هم شعب بكلّ ما في الكلمة من معنى ينتشرون على أراض في سورية والعراق وتركيا وإيران منذ مئات السنين، وبديهي أنّ لهم حقوقاً مثلهم مثل الشعوب الأخرى التي تقطن هذه المنطقة ومن حقهم وواجبهم أن ينالوا هذه الحقوق كاملة، وأيّ تقصير في الاعتراف بحقوقهم تتحمّل حكومات المنطقة المسؤولية عن التدهور في العلاقات بين الأكراد وشعوب المنطقة.

اليوم يجري تسليط الأضواء بصورة أساسية على أكراد سورية، ولا سيما لجهة التعاون الذي قام بين وحدات الحماية الكردية والولايات المتحدة، والذي قاد إلى تحرير مدينة عين العرب، وعدد من البلدات في ريف الرقة ومنها بلدة عين عيس.

واضح أنّ الأكراد في سورية، وعلى عكس بعض المجموعات السورية العربية المسلحة، لم يهاجموا معسكرات الجيش السوري ولم يشتبكوا مع وحداته، وبالتالي كان أكراد سورية أكثر وطنية من الكثير من السوريين العرب.

في محافظة الحسكة، على الرغم من التوترات والاحتكاكات التي تحصل بين حين وآخر بين وحدات الجيش السوري المنتشرة في المحافظة، ووحدات الحماية الكردية، إلا أنّ مؤسسات الدولة استمرّت بالعمل، وثمة تعايش، وإنْ لم نقل تعاون، بين الجيش السوري ووحدات الحماية لتوفير الأمن والاستقرار لسكان المحافظة، وباستثناء حي الشيخ مقصود في حلب، فإنّ سلوك وحدات الحماية الشعبية الكردية في كلّ المناطق ذات الغالبية الكردية لم تعكس جواً عدائياً ضدّ الدولة السورية. اليوم مثلاً تقدّم الجيش السوري في ريف شمال وشمال غرب حلب إلى أن وصل إلى تخوم ناحية عفرين حيث الغالبية الكردية، ولم تتعرّض وحدات الجيش وحلفائه لأيّ اعتداء من الأكراد، بل بدا واضحاً أنّ ثمة اتفاقاً على التعاون المشترك في مواجهة التنظيمات الإرهابية والتكفيرية.

أكراد سورية، يمثلون عاملاً مهماً في الحفاظ على وحدة سورية الجغرافية ووحدة مؤسسات الدولة، وقد أظهرت تجارب محافظة الحسكة أنّ الأكراد هم أقلّ تهديداًَ من بعض العرب السوريين لوحدة الأراضي السورية، والحفاظ على مؤسسات الدولة، فبعض السوريين يجاهرون بالتعاون مع تركيا التي تسعى إلى التوسع في بعض المناطق السورية، ولا سيما في محافظتي حلب واللاذقية بذريعة حماية التركمان، علماً أنّ التركمان هم مواطنون سوريون، والدولة السورية وحدها المعنية بحمايتهم، بينما بعض الفصائل الغربية لا تعارض إلحاق أجزاء من الأرض السورية بالدولة التركية.

(البناء)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى