مدفيديف: الأسد يجب أن يبقى في منصبه حتى تحديد مستقبل سوريا السياسي
أعلن رئيس الحكومة الروسية دميتري مدفيديف، الأحد 14 فبراير/شباط، أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يبقى في منصبه حتى تحديد شكل النظام السياسي المستقبلي لسوريا.
وفي مقابلة مع قناة Euronews، أكد مدفيديف انطلاق روسيا في موقفها من ضرورة أن يشارك الرئيس السوري الحالي في جميع الإجراءات والعمليات الجارية في بلاده، أما مصيره السياسي فيعود تقريره إلى الشعب السوري، وهي حقيقة يدركها بشار الأسد تمام الإدراك.
وذكر رئيس الحكومة الروسية أن بشار الأسد أعلن أثناء زيارته إلى موسكو أنه في حال عدم تأييد الشعب له فإنه لن يشارك في إدارة شؤون بلاده.
وشدد مدفيديف على أن موسكو تنطلق من كون سلطة الأسد سلطة شرعية وحيدة في سوريا، وإذا تم “خلعه من هذه الهياكل فستكون هناك الفوضى”. وبهذا الصدد، أعاد رئيس الوزراء الروسي إلى الأذهان الأوضاع المضطربة التي تعانيها بعض دول الشرق الأوسط، بما فيها ليبيا، بعد سقوط أنظمة الحكم فيها.
وتابع مدفيديف أن روسيا تعول على ضرورة اتخاذ قرار موحد ومشترك بشأن لحظة وقف الأعمال القتالية في سوريا، وإلا فإن هذا يهدد بتصعيد الأزمة.
وقال إن “وقف هذه العمليات العسكرية أو تلك يجب أن يكون مرتبطا بمدى سرعة إلقاء كافة الأطراف المشاركة (في القتال) للسلاح”، واصفا الحالة بالخطرة “حين يكف أحد ما عن فعل أي شيء، بينما يبدأ الآخر بتنمية نجاحاته العسكرية”.
واعتبر أن ذلك “سيؤدي إلى تصعيد الأزمة بكل بساطة، ولهذا بالذات يجب أن يكون هناك حل موحد ومشترك بشأن لحظة وقف الأعمال القتالية”، مضيفا أنه “يجب السعي إلى ذلك”.
وأوضح مدفيديف أن روسيا ستعمل بهذا الصدد “في إطار تلك الاتفاقيات التي نحاول الآن بلوغها مع دول أخرى، بمن في ذلك شركاؤنا في المحادثات”، وكذلك في إطار اتفاقيات موسكو مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وذكر مدفيديف أن روسيا طرحت، في 4 فبراير/شباط، مبادرة لوقف شامل لإطلاق النار في سوريا، “وقد تردد زملاؤنا الأمريكيون بعض الوقت، وأجروا محادثات مختلفة، وسووا التناقضات المستمرة في المواقف بين وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين، وناشدوا باراك أوباما، وعلى ما يبدو فقد اتفقوا” في نهاية المطاف. وعبّر مدفيديف عن أمله بأن “تجري هذه العملية بشكل أسرع”.
واختتم رئيس الوزراء الروسي حديثه مؤكدا أن “الموقف الروسي سينطلق من ذلك. إلا أن القرار النهائي بالطبع سيتخذه الرئيس (فلاديمير بوتين)، لأنه القائد الأعلى للقوات المسلحة”.
كما انتقد مدفيديف تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الذي قال في مؤتمر ميونخ للأمن إنه إذا رفضت روسيا وإيران الضغط على دمشق لإجبارها على تنفيذ الاتفاقات السابقة، فقد تبدأ في سوريا عملية برية.
وعلق رئيس الحكومة الروسية على تصريحات كيري هذه، قائلا:” عبثا قال ذلك.. إذا كان (كيري) يريد حربا مطولة فيمكن بالطبع شن عمليات برية وكل شيء آخر.. لكن لا ينبغي عليه تخويف أحد، بل عليه التوصل إلى اتفاقات في نفس الأجواء التي أجرى فيها محادثاته مع الوزير (الروسي) لافروف، وذلك بدلا من الكلام عما إذا سار شيء وفقا لسيناريو آخر، فسنبدأ مع الدول العربية الأخرى عملية برية”.
من جهة أخرى، اعتبر دميتري مدفيديف أن نتائج مؤتمر ميونيخ للأمن كشفت وجود تفاؤل حذر إزاء آفاق التعاون الدولي حول تسوية الأزمة السورية.
وقال بهذا الصدد:”أريد التنويه الى أنه هنا بالذات، في ميونخ، جرت محادثات بين وزيري الخارجية الروسي لافروف والأمريكي كيري، وانضم باقي الزملاء فيما بعد، بصفة أو بأخرى (إلى المحادثات)، وتم الاتفاق حول كيفية العمل في أقرب وقت”.
وأضاف:” لذلك فإنني أشعر بتفاؤل حذر من إمكانية إقامة تعاون حول هذه المسألة”، مؤكدا أهمية مثل هذا التعاون.
وأوضح رئيس الوزراء الروسي أنه ” إذا لم نتحد حول هذا الموضوع فستستمر حرب لانهائية في سوريا، وسيستمر مقتل الناس، وسيكون هناك تدفق شامل للاجئين إلى أوروبا التي ستضطر لحل مسائل صعبة للغاية. والأهم هو أننا لن نستطيع القضاء على الإرهاب الذي يعد تهديدا لكل الحضارة الحديثة”.