من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: القصف التركي لحماية تل رفعت ومحاولة لرسم دور أمني ضمن الخطوط الحمراء بوتين وأوباما: شبكة أمان للتفاهم في سورية بمواصلة مسار فيينا والتنسيق العسكري الحريري يهاجم حزب الله… ورسائل لجنبلاط وجعجع والجميّل… وصورة تذكارية
كتبت “البناء”: قبل أن يجفّ حبر التوافق على إعلان وقف للنار من اجتماعات ميونيخ، كان رئيس الحكومة التركي أحمد داوود أوغلو يعلن قيام الجيش التركي بقصف أهداف داخل الأراضي السورية، ويربطها بما أسماه بقواعد الاشتباك، متزامناً مع إعلان سعودي عن تموضع طائرات حربية سعودية في مطار أنجرليك التركي، ووحدات سعودية برية خاصة جاهزة للتدخل، كما قالت وزارة الدفاع السعودية، تطبيقاً لما اتفق عليه في اجتماع بروكسل لقوى التحالف الذي تقوده واشنطن تحت عنوان الحرب على تنظيم “داعش”، والذي دعت واشنطن كلاً من السعودية وتركيا بربط وضبط حديثهما عن التدخل العسكري في سورية بمقتضياتها.
بين كون الأمر بداية وتمهيداً للتدخل الأكبر بإنشاء رأس جسر عسكري وسياسي، وما قد ينشأ عنه من تدهور عسكري كبير يهدّد بالانزلاق إلى حرب إقليمية كبرى، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إنها ستكون بداية لحرب عالمية، وبين كون الخطوتين السعودية والتركية نوعاً من أنواع ربط النزاع وتثبيت الأدوار، وضخّ المعنويات، وبعض الدعم اللوجستي للجماعات المسلحة المحسوبة عليهما والتي تواجه مخاطر التلاشي في شمال سورية، بقي العنوان هو محاولة فهم الخطوة التركية باعتبارها الأهمّ من الكلام السعودي، الذي يبقى لو صحّت المعلومات مرهوناً بالدور التركي نفسه، لكون جبهة التدخل المفترضة للسعودية هي بوابة الحدود التركية.
الحركة التركية التي تفادت إدخال قوات برية بدت معنية بصياغة محسوبة لتدخلها، تفادياً لمواجهة أوسع، وكان ممكناً لو توفرت الجهوزية لحرب ومواجهة أن تربط التموضع في شريط حدودي سوري بقيام دولة سورية قوية تحفظ أمن الحدود أمام مخاطر نشوء كيان كردي تابع لحزب العمال الكردستاني، كما قالت بيانات رئيس الوزراء التركي.
تابعت الصحيفة، في لبنان كان الحدث، عودة الرئيس سعد الحريري لإحياء ذكرى اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، وهي العودة التي قال الكثير من المقرّبين إنها ستكون دائمة، حتى لو سافر الحريري مؤقتاً فهو سيغادر ويعود وتصير بيروت مقرّ إقامته الراهن بدلاً من باريس والرياض.
تزامنت العودة مع استعادة بعض الحيوية للسياسة، لفريق الرابع عشر من آذار، ولتيار المستقبل، فالتيار يعيش أسوأ أيامه، كما يقول قادته، وعودة الحريري وإقامته في بيروت كانتا ولا تزالان ضروريتين للحفاظ على تماسكه وما يملك من نفوذ وتأثير في المناطق اللبنانية، بعدما صار التفكك والوهن والترهّل والتشظي مفردات يتداولها القيّمون على التيار ويحمّلون الحريري وغيابه المسؤولية في ما يتخطّى حديث مجالسهم المغلقة.
الصورة التذكارية مع الحلفاء المسيحيين للحريري في إطار الرابع عشر من آذار لم تكن كافية لإقناع أحد بأنّ الأمور تعود إلى نصابها، وأن المياه تعود إلى مجاريها، رغم كلام الحريري لتمجيد الذكرى والحلفاء وما أسماه روح الرابع عشر من آذار، فبدت الصورة استحضاراً لذكرى، وأقرب إلى الصورة الوداعية تكريساً لتفرّق العشاق في عيد العشاق، وفقاً للمثل القائل، يبدو أنه “قد انثقب الدفّ وتفرّق العشاق”، والدف هو الرئاسة التي فرّقت ولم تجمع، ولم ينجح خطاب الحريري في جمع ما تفرّق، بل كرّسه وزاد عليه برسائله الغامزة من قنوات حلفائه، الذين نال كلّاً منهم نصيبٌ، فكانت حصة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، “كنا نتمنّى لهذه المصالحة مع العماد عون أن تتمّ من زمان لوفّرت على المسيحيين واللبنانيين الكثير”، أما حصة الرئيس أمين الجميّل فكانت “فلم يلقَ ترشيحه القبول”، أما الحصة الوافرة فكانت للحاضر الغائب النائب وليد جنبلاط، الذي حاز تكريساً لحضور مرشحه ثالثاً إلى جانب العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، تسميعاً بخروج جنبلاط عن التفاهم الذي قام على مبادرته بترشيح فرنجية والسير فيه وتبنّيه علناً، وتموضعه الجديد وراء مرشحه القديم هنري حلو بعد تفاهم عون وجعجع وترك الحريري وحيداً وراء ترشيح فرنجية.
أما الكلام السياسي للحريري الموجّه إلى حزب الله الذي طغى على الخطاب فقد شكل استعادة لمفردات الخطاب التقليدي لتيار المستقبل في القضايا الخلافية، لكن بدت صياغته هذه المرة محسوبة بوظيفة شدّ العصب والإمساك بعقد التيار الذي يحتاج إلى خطاب من هذا النوع يقطع الطريق على تصوير مواقف الخارجين عن سقف من صفوفه، كأنها أشدّ تشدداً في مواجهة الخصوم، وعلى رأسهم حزب الله.
الكلام الرئاسي والكلام السياسي، اللذان لم يقدّما خطوة إلى الأمام في حلحلة العقد وتلبية ما يريده اللبنانيون من جديد في المواقف تدفع الاحتباس والاختناق نحو الانفراجات، لم يحولا دون آمال بأن تترافق مع العودة وما بعد خطاب الثوابت، لقاءات وحوارات، يُنتظر أن تُشكّل بداية للبحث الجدي والمواكب لما سيجري في المنطقة من تطوّرات، أملاً بصناعة لبنانية لحلّ او للسيناريو اللبناني للحلّ، خصوصاً أنّ بعض التوقعات تحدّث عن التحضير لما بعد زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو كمدخل للانتقال من المواجهة والتصعيد لإرساء جسور التسويات، بعد شهر قد يشهد اختباراً عنيفاً لآخر وصفات واختبارات الفرضيات الميدانية والعسكرية في سورية.
الاخبار: الحريري يجمّد الملف الرئاسي
كتبت “الاخبار”: لم يحمل خطاب الرئيس سعد الحريري في ذكرى 14 شباط جديداً. عملياً، جمّد رئيس تيار المستقبل الاستحقاق الرئاسي، بعدم ترشيحه النائب سليمان فرنجية علناً، وبتلميحه الى وجود مرشحين من خارج دائرة “الأقطاب الأربعة”. الخطاب، كالعادة، تضمن هجوماً على حزب الله. لكن اللافت فيه “الإهانة العلنية”، في الشكل والمضمون، التي تلقّاها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع
أراد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري أمس لمّ شمل فريق 14 آذار في صورة واحدة، داعياً ــ في ختام كلمته في الذكرى الـ11 لاغتيال والده الرئيس رفيق الحريري ــ قادة هذا الفريق إلى التقاط صورة على مسرح قاعة البيال. لكنه، لم يفعل عملياً سوى احتضان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، وإدارة ظهره لحليفه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
تصرفٌ رأت فيه مصادر 14 آذار إهانة وجّهها الحريري لجعجع، بعد الإهانة التي وجّهها في مضمون الخطاب عندما توجه الى جعجع بالقول: “أديش كنت وفّرت على المسيحيين ولبنان” لو تمت مصالحته مع العماد ميشال عون منذ زمن. خطاب رئيس المستقبل لم يحمل جديداً يمكن القول إنه سيُحرك الاستحقاق الرئاسي. صحيح أنه تحدّث عن “تفاهمه” مع النائب سليمان فرنجية، لكنه لم يعلن بالفم الملآن أن فرنجية هو مرشحه الرئاسي. وصحيح أنه نفى أن يكون قد توصّل قبل نحو سنتين إلى تفاهم رئاسي مع عون، إلا أنه أعلن فتح الباب أمام أي مرشح يلتزم اتفاق الطائف، فضلاً عن عدم إقفاله نافذة اختيار مرشح من خارج نادي الأقوياء الأربعة.
خطاب الحريري أثار ردة فعل شاجبة في الأوساط القواتية والعونية على السواء، بسبب “الأسلوب الذي اعتمده في التعامل مع القوى الممثلة لغالبية المسحيين”. وجرى التعبير بوضوح عن ردة الفعل هذه من قبل القواعد الشعبية للطرفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تمنت لو أن جعجع لم يحضر المناسبة. وفيما عبرت أوساط قريبة من الفريقين عن شجبها لتصرف الحريري ومحاولته المستمرة لإحداث شرخ بين المسيحيين، أكدت في المقابل أن أفضل ما قدمه خطاب البيال أنه سيرتدّ إيجاباً على علاقة التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وسيتمثل ذلك قريباً في مشهدية معبرة وفي الانتخابات البلدية والنيابية.
وفي الملاحظات التي أوردتها مصادر الطرفين:
ـــــ أن الحريري لم يراع وجود جعجع في مقدم الحضور وسعيه الى تحييد مناسبة 14شباط عن الخلافات حول ملف الرئاسة، بل سعى الى توجيه الملامة لجعجع، محملاً إياه ما حصل للمسيحيين حين توجه إليه بالكلام عن المصالحة المسيحية، وقوله إنه كان يتمنى لو أن هذه المصالحة جرت قبل سنين.
ـــــ انتظر الحريري أكثر من عام لينفي ما قيل عن اللقاء الذي جمعه مع العماد عون في بيت الوسط وقبله في باريس، واتفاقهما على الملف الرئاسي، ووعده لعون بالسير في هذا الاتفاق. ولفتت المصادر إلى أن مسار الأحداث بعد لقاء باريس بينه وبين عون في كانون الثاني 2014 يؤكد عكس ذلك، بدليل استدعائه يومها كل حلفائه لوضعهم في صورة ما جرى بينه وبين عون. كذلك وصل اتفاق الرجلين إلى درجة استدعت تدخل وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل لوضع فيتو على وصول عون إلى الرئاسة. ومن الأدلة التي تُساق أيضاً لنفي نفي الحريري، أن التواصل بينه وبين الجنرال وصل قبل سنتين إلى التفاوض على تأليف حكومة ما بعد الانتخابات الرئاسية وعلى قانون الانتخابات النيابية والتعيينات الأمنية.
ـــــ أراد الحريري خلق جو من الألفة مع حزب الكتائب إن بالنسبة الى الرئيس أمين الجميل أو النائب سامي الجميل واحتضانهما في مواجهة عون وجعجع.
ـــــ أراد الحريري إعادة تعويم الأمانة العامة لقوى 14آذار مرة في خطابه، ومرة ثانية حين دعا النائبين السابقين سمير فرنجية وفارس سعيد الى المسرح للصورة التذكارية في مواجهة جعجع.
السفير: “نيران صديقة” تصيب جعجع.. وصورة تذكارية لـ”14 آذار”! الحريري يتمسك بفرنجية.. ويبتعد عن “السرايا”
كتبت “السفير”: لعل عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان، أمس، للمشاركة في إحياء الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، “نافست” الخطاب الذي ألقاه في “البيال”.
وإذا كانت العودة مرتبطة من حيث التوقيت البروتوكولي بإحياء ذكرى استشهاد الرئيس الحريري، إلا أنها بدت في دلالاتها على صلة بمحاولة تحسين شروط إدارة المعركة الرئاسية واستعادة المبادرة بعد “تفاهم معراب”، والسعي الى لملمة – ولو شكلية – للصفوف المبعثرة في “14 آذار”، وترتيب البيت الداخلي لـ “تيار المستقبل” بعد التصدع الذي أصاب جدرانه، والتحضير للانتخابات البلدية بأقل كلفة سياسية ومالية ممكنة، على قاعدة التوافق حيث أمكن، في زمن الشح المادي، إلا اذا أعيد الاعتبار لخطاب الشحن المذهبي.
لكن وجود الحريري في بيروت، الذي يرجح أن يطول كما توقعت مصادر مطلعة، سيضعه في الوقت ذاته على تماس مباشر مع استحقاق تسديد المتوجبات المتراكمة العائدة الى أصحاب الحقوق من العاملين في مؤسسات “تيار المستقبل” والعديد من المصارف وغيرهم من المؤسسات.
أما خطاب أمس بحد ذاته، فقط انطوى في العديد من جوانبه على إعادة استنساخ لأدبيات الحريري التقليدية المتعلقة بالهجوم على “حزب الله” وتدخله العسكري في سوريا وعلى السياسات الإيرانية في المنطقة، مع تكراره “ثابتة الوفاء” للسعودية.
وقالت أوساط قيادية بارزة في “8 آذار” لـ “السفير” إن هذا النوع من الخطاب “يفيد الحريري في طريق العودة الى السعودية وليس الى بيروت”، متسائلة: أين الحكمة والمنطق في أن يصر الحريري على مهاجمة الشريك الداخلي في الحوار والشراكة الوطنية وخصوصاً في استحقاق رئاسة الجمهورية؟
وأشارت الأوساط الى أن استمرار الحريري في الهجوم على “حزب الله” وإيران، كما فعل أمس، “لا يسهل أبدا وصوله الى رئاسة الحكومة”، ولا يمكن أن يشكل معبراً للتسوية المفترضة على قاعدة الشراكة معه في السلطة.
ولعل الإضافة الأساسية في خطاب “البيال” تمثلت من ناحية في “اللسعة السياسية” التي تعرض لها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ومن ناحية أخرى في الشرح الوافي والصريح الذي قدمه الحريري للحيثيات التي دفعته الى اعتماد خيار ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، بعد استهلاك فرص ميشال عون وأمين الجميل وسمير جعجع، وهو شرح يتعارض مع مقاربة “القوات” و “الكتائب” لمضمون اجتماعات بكركي بين الأقطاب الموارنة الأربعة.
صحيح أن الحريري لم يعلن رسمياً عن ترشيح فرنجية ـ وهو أمر اعتبره مؤيدو رئيس “تيار المردة” أفضل “لان الترشيح الرسمي سيوحي بأن الحريري المسلم يسمّي الرئيس الماروني وهذا يضر أكثر مما يفيد” ـ لكن الصحيح أيضا أن رئيس “تيار المستقبل” لم يتنصل من التزامه السياسي حيال فرنجية، بل أكد المضي في مبادرته، محاولاً تبرير “أسبابها الموجبة” بإعلانه عن “أننا لن نخشى وصول أي شريكٍ في الوطن الى رأس السلطة، ما دام يلتزم اتفاق الطائف وحدود الدستور والقانون، وحماية العيش المشترك، وتقديم المصلحة الوطنية وسلامة لبنان على سلامة المشاريع الإقليمية”.
ولئن كان البعض قد استنتج أن هذا الكلام “حمّال أوجه” وأن الحريري تعمد أن يترك الباب موارباً أمام أي احتمال رئاسي برتقالي “قاهر” قد تفرضه الظروف لاحقا، إلا أن هناك في المقابل من اعتبر أن رئيس “المستقبل” أراد ان يقول بين السطور إن “الجنرال” لا تنطبق عليه “المواصفات الزرقاء” المشار اليها أعلاه، علما أن الحريري أكد أن الحوار السابق مع عون لم يصل الى نتيجة في الملف الرئاسي “ونحن لم نرشحه، بعكس ما يقول البعض اليوم، ولا حتّى وعدناه بتأييد ترشيحه”، ملمحاً بذلك الى أن اعتراضه على عون ليس ناتجاً من “الفيتو” السعودي، كما كان يقول “الجنرال” ومسؤولو “التيار الحر”، علماً أن من يمثلون “تيار المستقبل” في حوار عين التينة أبلغوا الجالسين معهم على طاولة واحدة أن الحريري كان مستعداً وصادقاً في انفتاحه على عون لكن المشكلة هي في السعودية، وهذا ما كرره نادر الحريري أمام جبران باسيل، خصوصاً في اللقاء الذي جمعهما مؤخراً في وزارة الخارجية.
وبهذا المعنى، فإن خطاب الحريري أقفل باب “بيت الوسط” ليس فقط على ترشيح عون، بل حتى على فرصة الحوار معه بهذا الصدد، معيداً الكرة الى ملعب “حزب الله” بعدما غادرته في أعقاب الخطاب الأخير للأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله، وبالتالي فإن مواقف الحريري أعادت تثبيت معطيات الأزمة، ما يدفع الى استبعاد حصول أي خرق في المأزق الرئاسي قريباً.
وقد بدا الحريري حريصاً على استخدام “ديبلوماسية التقبيل” لاحتواء تداعيات الانقسام الحاصل في “14 آذار” حول الاستحقاق الرئاسي. حيث وزع قبلاته الحارة على أمين وسامي الجميل وسمير جعجع وفارس سعيد وسمير فرنجية.. وصولاً الى “المتمردين” أشرف ريفي وخالد الضاهر، علماً أن أولى الساعات التي أمضاها الحريري في “بيت الوسط” كانت حافلة بكلام من العيار الثقيل لم يستثن كثيرين، وخصوصاً الوزير أشرف ريفي.
الديار: ذكرى 14 شباط : مشهديّة العناق والقبلات “لتأكيد الوحدة” الحريري : تفضلوا وانتخبوا رئيساً إلاّ إذا كان مُرشحكم الحقيقي الفراغ
كتبت “الديار”: عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان للمشاركة شخصياً في ذكرى اغتيال والده، اعادت بعض الحرارة الى جسم تيار المستقبل الذي يعاني من برودة بينه وبين بعض “الصقور”، وبينه وبين “القاعدة الحريرية” التي بدأت تتململ في غياب “الرأس” وكثرة المسؤولين والقياديين.
مشهدية “البيال” امس، تميزت باكتمال نصاب “البيت الازرق”، و14 آذار لتتحول الى مشهد حار بالقبلات والعناق بين الحريري واركان تياره والفريق الآذاري، لتلتقط صورة جماعية بينهم في نهاية الاحتفال للتأكيد على “وحدة 14 آذار” كما علق الحريري.
كيف كانت مشهدية “البيال” امس في الشكل والمضمون؟
– في الشكل: حضر الوزير اشرف ريفي وحتى النائب خالد ضاهر.
-حضر الدكتور سمير جعجع وعقيلته مع رصد العناق الحار مع الحريري قبل بدء المهرجان، رغم “الفراق القسري” للترشيحات الرئاسية بينهما، ليتحول في نهاية المهرجان الى فتور رغم “السلام والكلام”.
-حضر للمرة الاولى ممثل عن النائب سليمان فرنجيه.
-حرارة واضحة ومتميزة مع آل الجميل، اذ جلس الرئيس امين الجميل الى يمين الحريري ووقف سامي الى يساره في الصورة التذكارية ووالده الى يمينه… و”وشوشات” مع “الفتى الكتائبي” وعناق وقبلات شملت ايضاً الاب…
-غاب النائب وليد جنبلاط وحضر نجله، الا ان جنبلاط التقاه في بيت الوسط قبل المهرجان، واجتمع مع الرئيس نبيه بري مساء.
2- في المضمون: لم يرشح الحريري فرنجيه بالمباشر بل ركز على مبادرة باريس واعلن تمسكه بها، واقرنها بسرد تجربته مع باقي الاقطاب الموارنة.
-توجه بالكلام المباشر الى الدكتور سمير جعجع قائلاً: يا حكيم… يا حكيم يا ليت المصالحة مع التيار الوطني الحر حصلت من زمان، فكم كنت وفرت على اللبنانيين.
-تحدث عن “الوفاء للحلفاء” (وهنا قصد جعجع) وقال: الوفاء للحلفاء جميل ولكن ما نفعه اذا كان على حساب مصلحة الوطن؟
-كرر هجومه على ايران وحزب الله من دون ان يسميه.
-كرر مبايعته للسعودية وقال: لن نسمح لاحد بجر لبنان الى خانة العداء للمملكة، لم تبادرنا يوماً بأي أذى، ولبنان لن يكون تحت اي ظرف من الظروف ولاية ايرانية.
-كرر الالتزام بالطائف والدستور والقانون.
-كرر ان تيار المستقبل هو تيار اعتدال.
-كرر ان تياره يهدف الى انهاء الفراغ.
-كرر ان تياره يواظب على الحضور في الجلسات الـ35 لانتخاب الرئيس.
-كرر الالتزام بخط والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
فهل كل ما شهده “البيال” من قبلات وعناق أنهى حالة الجفاء في صفوف البيت الواحد؟
وهل هدّأ خطاب الحريري النفوس و”الرؤوس الحامية” في تياره، وأنهى الفراغ رغم تأكيده وتكراره أن تيار المستقبل ليس المسؤول عن استمرار الشغور الرئاسي؟
النهار: الحريري في بيروت: تفضّلوا إلى مجلس النواب إلا إذا كان مرشحكم الحقيقي هو الفراغ
كتبت “النهار”:اذا كان “من غير المسموح في هذا الزمن ممارسة التّرف السياسي، فيما البلاد تعيش فراغاً في موقع الرئاسة، وفيما الحرائق تشتعل حولنا، وليس هناك في العالم من يطفئ النار، بل متسابقون على صب الزيت فوقها”، كما قال الرئيس سعد الحريري لدى مشاركته في احياء الذكرى الحادية عشرة لاغتيال والده الرئيس رفيق الحريري أمس في “البيال”، فان السؤال الذي لا بد ان يطرح بعد سلسلة من المواقف، المبدئية والثابتة في آن واحد، ماذا بعد؟ وهل تكون المدة الفاصلة بين 14 شباط و14 اذار كافية لاعادة لملمة الصفوف في قوى 14 اذار بعد “القيام بمراجعاتٍ نقدية داخلية، يمكن أن تتولّى الأمانة العامة تحريكها والعمل عليها، لتتناول كل جوانب العلاقة بين قوى انتفاضة الاستقلال، بهدف حماية هذه التجربة الاستثنائية في حياة لبنان”؟
ويبقى السؤال الابرز عن مأل رئاسة الجمهورية والفراغ المستمر منذ 21 شهراً، في ظل الاستمرار في ترشيحات عدة لم يبد الحريري تخوّفه من “وصول أي شريكٍ في الوطن الى رأس السلطة، طالما يلتزم اتفاق الطائف وحدود الدستور والقانون، وحماية العيش المشترك، وتقديم المصلحة الوطنية وسلامة لبنان على سلامة المشاريع الإقليمية”. وكانت دعوته الابرز “تفضّلوا إلى مجلس النواب وانتخبوا رئيسا، إلا إذا كان مرشحكم الحقيقي هو الفراغ”. والحريري الذي لم يرشح النائب سليمان فرنجية بالاسم شرح في سياق كلمته الظروف التي املت عليه المضي في ترشيحه.
واكتسب حضور الحريري الى بيروت بعد غياب سنة، دلالات مهمة في ظل الانقسام الواضح في قوى 14 اذار، لكن مشاركة كل مكونات هذه القوى،وخصوصا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على رأس وفد، ولدت انطباعاً جيداً عن مستقبل العلاقة بين الطرفين.
وقد وصفت مصادر في “القوات اللبنانية” لـ”النهار” المشهد الجامع في “البيال” بانه أعاد الروح الى 14 آذار، مؤكدة ان “القوات أول المبادرين والمدافعين عن حماية 14 آذار لأنها روح مجتمع وثورة، واذا اردنا بناء لبنان الدولة فلا نستطيع الا ان نكون 14 آذار”. ولاحظت ان الحريري “اذ التزم حضور نواب “المستقبل” جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، رمى الكرة في ملعب فريق 8 آذار، وان 14 آذار بكل مكوناتها، وعلى رغم مقارباتها المختلفة للرئاسة ستمارس اللعبة الديموقراطية حتى النهاية”. ورأت ان الحريري لم يضع فيتو على اي مرشح للرئاسة سواء العماد ميشال عون أو النائبين فرنجية وهنري حلو أو أي مرشح اخر”. وأكدت ان التفاهم مع “التيار الوطني الحر” ثابت ومستمر.
وقد جاء أول التعليقات من النائب وليد جنبلاط الذي قال: “سمعنا كلامه وكان أيضا ممتازا ويفتح الطريق على اللعبة الديموقراطية التي نؤيدها ونحن نتفق مع كلامه”.
وفي شأن حياتي، كشفت حملة “بدنا نحاسب” في مؤتمر صحافي عقدته عصر السبت، أن شركة “شينوك” الملزمة ترحيل النفايات مرتبطة برجل أعمال لبناني اسمه محمد علي ع. وهو من مواليد 1954 ومحكوم عليه عام 1995 بجرم التعامل مع اسرائيل وكذلك في قضايا رشى وفساد في الصومال اذ إنه يملك شركة للتنقيب عن النفط على الشاطئ الصومالي. وتساءلت الحملة، في مؤتمرها في ساحة رياض الصلح “ما هو السبب الذي يحول دون اطلاع الرأي العام على تفاصيل ملف ترحيل النفايات ولماذا لم نسمع عن خطة موازية للترحيل ألا وهي بناء وتأهيل معامل الفرز؟ وأكدت أنه “من حق المواطن ان يعلم من اين سيتم تمويل كلفة ترحيل النفايات، علما ان الكلفة هي 300 مليون دولار لمدة 18 شهراً”.
وتحدث عضو “بدنا نحاسب” هاني فياض، والى جانبه الناشط جورج عازار، كما وزّع بيان بمعلومات الحملة وملاحظاتها ومطالبها.
وعدد فياض أبرز المعلومات التي تم الحصول عليها “خلال تحري ناشطي الحملة” عن ع.، مستندين إلى “تقارير قضائية دولية” بأنه “متهم بقبض مبالغ مالية من شركة “أوش – زيف”، لمساعدتها على تقديم الرشى للحصول على عقود مع الدولة الليبية، والامر امام الاجهزة القضائية والرقابية في الولايات المتحدة، التي تتهم بالاضافة اليه مدير شركة “اوش – زيف” مايكل كوهين.
المستقبل: “عرب سنبقى عرباً.. ولمراجعات نقدية تحمي انتفاضة الاستقلال” الحريري “يبقّ البحصة”: تفضّلوا إلى المجلس
كتبت “المستقبل”: بمزيد من الشوق والعزم والحزم عاد الرئيس سعد الحريري إلى بيروت فجر الرابع عشر من شباط متجاوزاً كل المحاذير الأمنية ليتقدم الصفوف الوطنية في إحياء ذكرى الرئيس الشهيد وليعلن “على رؤوس الأشهاد: على نهجك مستمرون أبا بهاء ولو كره الكارهون”. وإذا كان بعودته طمأن اللبنانيين قولاً ويقيناً إلى أنّ أحداً لن يتمكّن “من السطو على الجمهورية بأي من وسائل التعطيل والفوضى”، حرص الحريري في خطاب 14 شباط على “بقّ البحصة” الرئاسية تبديداً لكل خيوط التحليل والتأويل التي حيكت حول مبادرته الرئاسية الأخيرة، فروى على الملأ وعلى مرأى ومسمع من الجميع، خصوماً وحلفاء، الرواية الحقيقية الكاملة لسياق مبادراته المتتالية بهدف إنهاء الشغور الرئاسي، وصولاً إلى وضعه خلاصة دستورية واحدة اليوم برسم معطلي الانتخابات ليس عنها محيد لانتخاب الرئيس: “بات لدينا ثلاثة مرشحين الوزير سليمان فرنجية، الجنرال ميشال عون والنائب هنري حلو (…) تفضّلوا إلى مجلس النواب وانتخبوا رئيساً إلا إذا كان مرشحكم الحقيقي هو الفراغ”.
اللواء:الحريري: ملتزم ترشيح فرنجية ولنذهب إلى مجلس النواب رفض السطو على الجمهورية والعداء للسعودية .. كسر الجليد مع “القوات” وقلق عوني
كتبت “اللواء”: شكّل إحياء الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري حدثاً بكل معنى الكلمة بأبعاده السياسية والوطنية والعربية والمستقبلية. فالحدث الذي شارك فيه رئيس تيّار “المستقبل” الرئيس سعد الحريري شخصياً، حوّل “بيت الوسط” إلى خلية إتصالات ضمن توجّه محدد وواضح وشجاع يتصل بكيفية حماية منجزات ثورة الاستقلال الثاني، والحفاظ على البنية التنظيمية لقوى 14 آذار، وانتشال البلد من حالة اليأس وانعدام الوزن إلى مرحلة تثبيت الاستقرار، والتطلّع إلى أفق مفتوح لإنهاء الشغور الرئاسي، على خلفية ثوابت وطنية لبنانية لا لبس فيها، بأنه من غير الممكن تحويل لبنان إلى “ولاية إيرانية”، أو تمكين “حزب الله” من “الإندفاع غير المسؤول في تعريض مصالح لبنان للخطر، والتحامل على الدول الشقيقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودول الخليج التي لم تبادلنا يوماً بأي أذى”، على حدّ ما جاء في خطاب المناسبة الذي ألقاه الرئيس الحريري، مؤكداً “أننا لن نسمح بجرّ لبنان إلى خانة العداء للسعودية ولأشقائه العرب.. فنحن عرب وعرباً سنبقى”.
الجمهورية: سعي لسيناريو إنتخاب مُرشَّح من ثلاثة دون ه عقبة نِصاب الثلثين
كتبت “الجمهورية”: لم يعلن الرئيس سعد الحريري رسمياً ومباشرة ترشيح رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية، لكنّ إدراج اسمه الى جانب رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون ومرشح “اللقاء الديموقراطي” النائب هنري حلو كان كافياً ليستمر في نهج الترشيح غير الرسمي الذي يبدو أنه لم يصبح رسمياً بعد لدى الجهات الاقليمية والدولية التي أيّدَته. وقد كشف الحريري، من خلال لقائه السريع والأول مع رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، ومن ثم زيارة الأخير لرئيس مجلس النواب نبيه بري، انه يعمل وجنبلاط على سيناريو يَقضي بنزول جميع الكتَل والنواب الى المجلس لانتخاب مرشّح من الثلاثة، علماً انّ بري كان قد قال أخيراً بأن ينزل المرشحون الى المجلس وليَفز من ينال أكثرية الأصوات. لكنّ السؤال الذي طرحته الأوساط السياسية: هل انّ هذا السيناريو قابل للتنفيذ في ظلّ النزاع الدائر حول النصاب الدستوري لجلسة الانتخاب ؟ فالمجلس لم يتمكّن من الانعقاد لانتخاب رئيس في 34 جلسة متتالية نتيجة عدم اكتمال النصاب الدستوري البالغ 86 نائباً، فكيف له أن ينعقد بهذا النصاب الآن في وجود ثلاثة مرشحين متنافسين على الأقل؟ وقالت هذه الاوساط انّ إمكانية التزام اللعبة الديموقراطية التنافسية في الاستحقاق الرئاسي كانت ولا تزال غير مُتاحة الّا في حال التوافق على الرئيس العتيد.