من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: الخارجية الأميركية تُنهي دلع معارضة “ببكي وبروح” بالتحذير من ضياع الفرصة “جنيف 3” الجمعة… وموسكو تؤكد ترؤس المعلم للوفد الرسمي… والجيش يتابع مهامه حكومة ومجلس عسكري اليوم… والحوار على طريقة جنبلاط “قوموا عالدّبكة”
كتبت “البناء”: اكتملت تحضيرات عقد لقاء جنيف للحوار بين الحكومة السورية ووفود المعارضة التي ستتوزّع في غرف جانبية يتجوّل بينها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، قبل أن يحمل حصيلتها، كما يراها هو من موقع تطبيقه للقرار 2254 وما تمّ التفاهم عليه بين وزيرَي الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، والمكتوم بات معلوماً، فوظيفة الحوار كما تقول مصادر جماعة الرياض هو تشريع العلاقات الغربية والعربية مع الحكومة السورية، خصوصاً مع الرئيس السوري، الذي كرّس القرار الأممي الصادر بعد التموضع الروسي في سورية وفي مناخات ما بعد التفاهم على الملف النووي الإيراني، منع أيّ تدخل خارجي في تحديد مستقبل الرئاسة السورية، والتزاماً أميركياً بالاعتراف أنّ خطر تجذّر الإرهاب لا يتيح ترف تحقيق الأحلام ولا وقت يمنح من حساب الحرب على الإرهاب ليروي السعودي حسده التاريخي من سورية، تاريخها وجغرافيتها، انتقاماً مازوشياً برؤيتها تحترق ولا وقت في المقابل ليشفي التركي العثماني ولا الفرنسي المستعمر، حقدهما التاريخي لاستعصاء سورية عليهما تاريخاً وجغرافيا وعصيانها على مشيئتيهما.
المعارضة التي منحت أهل الحسد والحقد فرص تخريب بلدها، تجد نفسها أمام ساعة الحقيقة، وتعيش أسوأ أيامها باللطم والندب، وهي تتحدّث عن التخلي والضغوط والغدر والخيانة من الحلفاء، والبيع والشراء، متجاهلة طبعاً عن عَمْد أنها أصلاً آخر من يحق له ادّعاء المفاجأة بما يجري، وبين صفوفها من ألّف كتباً، مثل برهان غليون، عن إشكالية الإصلاح وإشكالاته، يضع فيها المسؤولية على السياسات الغربية التي تجعل مصالحها النفطية والتزامها بأمن “إسرائيل” وتغاضيها عن اللعبة المزدوجة لأجهزة مخابراتها مع التطرف الإسلامي الذي ينتج الإرهاب بعيداً عن المدنية وخيارات الحداثة، فوق كلّ ادّعاءاتها بالتزام الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهذا قبل أربع سنوات فقط من تحوّله إلى أحد قادة المعارضة التي استوطنت حضن النفط وتماهت في استهداف جيش دولتها الوطنية مع مقتضيات الأمن “الإسرائيلي”، وتخندقت بسبب إفلاسها الشعبي والعسكري وراء تنظيمات التطرف والتوحش والإرهاب.
تذهب معارضة “ببكي وبروح”، وهي تسمع بيان وزارة الخارجية الأميركية يهدّدها بخطورة تضييع الفرصة، وتعلم أنّ الجولة العسكرية التي ستكون في حال الغياب ستتمّ بتغطية أميركية وتكون قاصمة لظهر ما تبقى من الجماعات المسلحة التي تمنحها الغطاء، بينما سيستمرّ الجيش السوري في مهامه يتقدّم على الجبهات كلّها في الأحوال كلّها، لكن سيكون للنار الروسية عيارات تتناسب مع درجة فهم وفد المعارضة لمبرّر لقاء جنيف ووظيفته ودرجة تجاوبها معهما.
موسكو التي أكدت أنّ الحكومة السورية ستتمثل بوفد رفيع يترأسه وزير الخارجية وليد المعلم، لا تُخفي أنّ ما يهمّها هو إقفال الحدود ووقف التمويل والتسليح للجماعات المسلحة من بوابة تفاهم على تشكيل حكومة وحدة وطنية، تؤدّي إلى رفع العقوبات عن الحكومة السورية وعودة العلاقات معها والسفارات إليها، وأنّ جائزة الترضية لمن يلعب هذا الدور من المعارضين هي مقاعد وزارية في حكومة تشكل تحت مظلة الرئيس السوري بشار الأسد وفي ظلّ ممارسة صلاحياته الدستورية الكاملة.
للمعارضة التي تقول إنها تملك أغلبية التأييد الشعبي السوري، يقول الأميركي والروسي، إنّ زمن الاحتكام إلى السلاح انتهى، وكلّ مَن يقف في وجه معادلة جنيف سيصنَّف إرهابياً وسيُضرب بغير رحمة، ومَن يريد إثبات مكانته الشعبية فأمامه منافسات انتخابية تراقبها وتصادق على نتائجها هيئات دولية مشهود لها، وعندها يعرف العالم مَن وماذا يريد السوريون؟
مع الاقتراب من الخطوة الأولى من وضع المسار السوري على سكة الخلاص المزدوج السياسي والعسكري، لا يبدو لبنان يقترب أيّ خطوة من مسارات الحلحلة، حيث الحكومة التي تجتمع اليوم تنام على تفاهم حول تعيينات المجلس العسكري، قد تصحو على نقيضه، وحيث الحوار الوطني الذي عقد جولة جديدة أمس، بغياب لافت لعدد من أركانه عاد إلى تكرار المكرّر وتسجيل المواقف المعلومة، وليس أمامه سوى تأكيد تفعيل الحكومة، ليختصر النائب وليد جنبلاط الغائب عن الحوار، المشهد بقوله، “قوموا عالدبكة” والدبكة تبدو خيامية نسبة إلى أهل بلدة الخيام الجنوبية حيث يبدو الجميع في حراك، لكنهم يتحرّكون في أماكنهم.
انعقدت الجولة الـ14 من جلسات هيئة الحوار الوطني في عين التينة وكان محورها الوضع الحكومي، حيث أجمع المتحاورون على ضرورة تفعيل عمل الحكومة انطلاقاً من الاتفاق على بند التعيينات في المجلس العسكري. بينما لم يتم التطرق خلال الجلسة إلى الملف الرئاسي سوى ما صرح به رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية فور خروجه من عين التينة، بأنه “مستمرّ” بترشحه، مضيفاً: “لا أفهم كيف ينسحب صاحب الـ70 صوتاً لمن يملك 40 صوتاً”، قائلاً: “أهلاً وسهلاً بالجنرال عون في بنشعي ونحن مستمرون في الترشح”.
وكانت الجلسة قد انعقدت بحضور معظم رؤساء الكتل المشاركة باستثناء رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، الذي مثله وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ومعه النائب حكمت ديب، وغياب رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط وناب عنه الوزير السابق غازي العريضي، كما مثل الدكتور حسن حمادة رئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان، وقد سجل غياب النائب ميشال المر. ورفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الجلسة إلى 17 شباط المقبل.
الاخبار: هل قرّر “المستقبل” الهروب من الانتخابات البلدية؟
كتبت “الاخبار”: يعود مجلس الوزراء إلى الانعقاد اليوم، وإقرار التعيينات في المجلس العسكري في الجيش. أما خارج المجلس، فبدأت المجالس السياسية تتناقل معلومات عن نية تيار المستقبل الهروب من الانتخابات البلدية المقبلة، وتمديد ولاية المجالس البلدية لسنتين على الأقل
هل قرّر تيار المستقبل عدم إجراء الانتخابات البلدية، والتمديد للمجالس البلدية لمدة سنتين؟ مسؤولو التيار ينفون ذلك، ووزير الداخلية نهاد المشنوق يؤكد استعداد الوزارة لإجراء الاستحقاق في موعده، في الربيع المقبل. لكن القوى السياسية المختلفة بدأت تتهامس بأن “المستقبل” لا يريد تجرّع كأس الانتخابات البلدية، لأسباب عديدة، أبرزها:
ــ سيكون التيار مضطراً إلى خوض معارك قاسية في عدد من المناطق، ستكون أشبه
باستفتاء سياسي، في صيدا، وجزء من المنية والضنية وعكار والبقاع الغربي.
وفي طرابلس، يمكن فرض معركة “ضارية” عليه، من قِبل شركائه (وأبرزهم الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق محمد الصفدي والنائب أحمد كرامي والوزير السابق فيصل كرامي) في الائتلاف البلدي الذي أثبت فشله طوال السنوات الست الماضية. وفي بيروت سيكون محرجاً في “الشارع المسيحي”، في ظل التوتر الذي يسود علاقته بحليفه الرئيسي، أي القوات اللبنانية.
ــ ستُلزِم المعارك “المستقبل” بتشغيل ماكينته التي انخفض منسوب عملها نتيجة للصعوبات المالية المستمرة منذ سنوات. كذلك، لم تفتح السعودية للتيار بعد خزائنها المالية، لتغطية معركة انتخابية في هذا الحجم.
ــ لا يزال التيار غير مرتاح في بيئته. لم يعد هيناً عليه “ضبط شارعه” في طرابلس. ويكفي النظر إلى واقع بلدة عرسال التي تؤكد الأجهزة الأمنية المختلفة استحالة تنظيم انتخابات في داخلها، نتيجة واقعها الأمني الذي يفرضه الاحتلال الإرهابي العلني لجزء كبير من جرودها، والاحتلال المقنَّع لجزء من أحيائها المأهولة.
أمام هذا الواقع، تشير المصادر إلى أن التيار الأزرق يفضّل تأجيل الانتخابات، والتمديد للمجالس البلدية لمدة سنتين على الأقل. وكما جرى قبل التمديد للمجلس النيابي عام 2013، عندما كانت الأحزاب والتيارات السياسية مجمعة في العلن على إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها، ثم نكثت بعهودها عندما اقترب موعد الاستحقاق، يتكرر السيناريو اليوم.
ولن تكون القوى السياسية المؤيدة لفظياً لإجراء الانتخابات البلدية محرجة باتخاذ قرار التمديد مستقبلاً. وفي أداء يُشبه الدور الذي لعبه النائب نقولا فتوش في عملية التمديد للمجلس النيابي، قالت مصادر سياسية متنية لـ”الأخبار” إن النائب ميشال المر بات “يبشّر” أمام زواره بأن الانتخابات البلدية ستؤجّل، وأن الذريعة القانونية لذلك ستكون عدم تأمين الاعتمادات المالية اللازمة لإجراء الانتخابات.
الديار: فرنجية لعون : “كيف ينسحب صاحب الـ70 صوتاً لمن يملك 40 صوتاً” باسيل يرد : “مستعدون لعد الاصوات على مَن يمثل المسيحيين “وكما تراني يا جميل أراك” اتفاق على التعيينات العسكرية وتفعيل عمل الحكومة بعد فرط 8 و14 اذار
كتبت “الديار”: حسمها النائب سليمان فرنجية بعد اجتماع طاولة الحوار، امس في عين التينة، واعلن “الطلاق” مع العماد ميشال عون عبر تصريح عنيف ردّ عليه الوزير باسيل بالطريقة عينها وبالقول: “مستعدون لعدّ الأصوات على مَن يمثل المسيحيين وكما تراني يا جميل أراك”. وهذا ما يتطلب تدخلا مباشرا من حزب الله لاصلاح العلاقة بين “الحليفين السابقين” ومنع تدهور العلاقات بينهما. ورغم عدم تطرق جلسة الحوار الوطني الى ملف رئاسة الجمهورية لكن الوزير فرنجية “بجها” بعد الجلسة بتصريح هو الاعنف ضد العماد ميشال عون مؤكداً استمراره بالترشح لرئاسة الجمهورية لاننا لسنا جمعية خيرية… واكد ايضاً “ان “الكلام الذي نقوله ونلتزم به نعتبره نقطة قوتنا، وربما الاخرون يعتبرونه نقطة ضعف لنا، علما اننا قلنا منذ اليوم اذا كان هناكB plan بالنسبة لنا يكون هناكA plan واذا لم يكن هناكB plan ليس هناك A plan.
وقال: “اهلا وسهلا بالجنرال عون فهو يعرف ان بيته في بنشعي، ولكن موقفنا ثابت فعندما نكون موجودين في مشروع الجنرال عون كـ B plan يكون هو موجود كـ A plan“.
وأضاف: “اهلا وسهلا بالجنرال في دارته في بنشعي، نحن مستمرون بالترشيح فاذا كنا بالنسبة اليهB plan يكون هو A plan، فاذا لم نكنB plan او كما نسمع بالـ PLUS A فنحن نشتغل سياسة ولسنا فاتحين جمعية خيرية”.
وحول تبني الدكتور سمير جعجع لترشيح العماد عون؟
فقال: لا باس فلينتخبوه وليوصلوه، ولا افهم ان ينسحب من معه سبعون صوتا لمن معه اربعون صوتا”، رافضا الرد على سؤال حول موقف “حزب الله.
ورد وزير الخارجية جبران باسيل على كلام فرنجية بالقول “ليس لي علم بأن هناك عداً للاصوات بيننا وبين الوزير فرنجية”، مؤكدا ان العماد عون ليس في موقع التنافس مع الوزير فرنجية، ولن يصل الى مرحلة التنافس مع فرنجية.
واشار الى ان التيار الوطني لن يذهب الى مجلس النواب قبل الاتفاق على الرئيس القوي وندرس المشاركة في جلسة 8 شباط بعد المعطيات الأخيرة واتفاق معراب.
وقال باسيل مستعدون “لعدّ” الاصوات “بالتمثيل” “كما تراني يا جميل أراك”، واشار الى ان العماد ميشال عون يسعى الى الحصول على التمثيل السني والدرزي والشيعي، ولننتظره واكد ان الكلمة الاولى في موقع رئاسة الجمهورية للمسيحيين وعدم تجاهل من يمثل الاكثرية عند المسيحيين.
كلام النائب سليمان فرنجية يؤشر الى مرحلة من التوتر مع العماد عون، وان سعاة الخير لم ينجحوا في “رأب الصدع” بينهما، وهذا يؤكد حسب مصادر سياسية مطلعة ان الاستحقاق دخل الثلاجة مجددا، وهذا ما أكد عليه النائب وليد جنبلاط، بأن لا رئيس في الوقت الحاضر.
وقال الرئيس امين الجميل “انه من الصعوبة انتخاب احد الشخصين” اي “ميشال عون أو سليمان فرنجية للرئاسة”، ولذلك سنستمر بالنقاش مع كل الاحزاب والفئات من اجل التوافق على مرشح يمكن ان ينقذ البلد، والخروج من هذا الوضع. ونتمنى ان يتفق اللبنانيون على مرشح توافقي للرئاسة. وعن اتفاق معراب اكد الجميل “انه اخذ طابع التحدي لبعض الفئات على الساحة اللبنانية، وهذا يشكل خطراً على لبنان والمسيحيين مشيراً الى ان الاصطفافات المذهبية تشكل خطراً على لبنان، ولا يجوز ان نلعب بالنار في هذا الظرف. واكد الرئيس امين الجميل، ان العلاقة مع حزب الله جيدة لكننا لم نتوصل الى قواسم مشتركة حول العديد من الامور لكن حزب الله مكون لبناني اساسي ونحن في حوار معه وختم : اخشى ان تكون مبادرة جعجع نسفت 14 آذار.
وحسب المصادر فان طاولة الحوار الوطني في عين التينة لم تناقش الملف الرئاسي، لكنه حضر بقوة في تصريح سليمان فرنجية، فيما شدد الرئيس نبيه بري على تفعيل عمل الحكومة والتوافق على التعيينات العسكرية وعقد اجتماعات اسبوعية للحكومة، وبالتالي فان جلسة الحكومة اليوم ستعقد بنصاب سياسي كامل. كما شهدت الجلسة سجالا بين الرئيس السنيورة والوزير باسيل على خلفية مواقف الاخير في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب ومؤتمر مجلس التعاون الاسلامي، كما تطرق السنيورة الى اطلاق ميشال سماحه منتقدا القرار بشدة كما طالب باعتماد معايير التراتبية في التعيينات العسكرية، ورد الرئىس بري على السنيورة في موضوع سماحة مشيراً انه ليس هناك من شخص ضد آخر في موضوع سماحة، لكن المطلوب حماية القضاء. واشار بري الى ان هناك اقتراح تعديل لعمل المحكمة العسكرية موجوداً اصلا في لجنة الادارة والعدل ولو حسم هذا الاقتراح ربما تفادينا مثل هذه الامور، كما تحدث بري عن الضغوط التي يتعرض لها لبنان حالياً على الصعيد المالي ومحاصرته تحت اكثر من ذريعة. وهذا ما اثر على العائدات المالية من الخارج الى لبنان، وفيما رد الوزير باسيل على السنيورة بالقول “اذا كان الخيار بين حماية الجبهة الداخلية والتضامن العربي، فانا مع خيار حماية الجبهة الداخلية”.
كما تطرقت طاولة الحوار الى ملف ترحيل النفايات وظهرت اعتراضات على موضوع الترحيل وطالب بري بالعودة الى “المطامر” فيما اعتبر سلام كلام البعض عن شركة جديدة تتولى الترحيل بـ 85 دولارا غير دقيق مطلقا، والشركة هي شركة “تصنيع البسة” ولا علاقة لها بالنفايات.
السفير: الكوميديا السوداء: رئاسة وحكومة ومجلس ونفايات وحوار! متى ينتهي زمن دولة “العصفورية”؟
كتبت “السفير”: لعل الكوميديا السوداء التي بات النائب وليد جنبلاط من نجومها مؤخرا، تشكل، في ظل المفارقات الداخلية المتراكمة، أبلغ تعبير عن الواقع اللبناني من كل “المدارس” الاخرى في السياسة.
إنها دولة “العصفورية”، حيث لا مكان للمنطق والقانون والدستور والنزاهة وانتظام المؤسسات، بل هي فوضى غير منظمة تجتاح كل البديهيات التي تقوم عليها الأوطان الطبيعية.
إنها دولة عبثية تسبح خارج “الجاذبية”، وتحولت مع الوقت الى مجرد رسم كاريكاتوري، يستخرج منا كل يوم ابتسامة مرّة ممزوجة بالوجع، على قاعدة أن شر البلية ما يُضحك.
ولكن.. من أين نبدأ وسط هذا الانهيار الشامل؟
على مستوى انتخابات رئاسة الجمهورية، يبدو واضحا أن “الطاسة ضاعت” وأن الحابل اختلط بالنابل، حتى بات فك رموز هذا الاستحقاق وطلاسمه، يحتاج الى حكمة من أفواه.. المجانين.
سعد الحريري والسعودية اللذان يتمنيان سقوط النظام السوري ويهاجمان دور “حزب الله” في سوريا، يدعمان سليمان فرنجية المتحالف مع بشار الأسد والحزب، بل إن رئيس “تيار المستقبل” يكاد يتحول الى رئيس الحملة الانتخابية لفرنجية.
وسمير جعجع المتخصص في خصومة “حزب الله” والمتطوع للتحذير من مساوئ خياراته، يؤيد ترشيح ميشال عون المتحالف مع الحزب، المدعوم بدوره من إيران التي يعاديها جعجع ويرى فيها خطراً على المنطقة.
وإيران المشتبكة مع السعودية الحليفة لأميركا، التي هي متفاهمة نووياً مع طهران، تصنف فرنجية ـ الذي رشحته الرياض ـ واحداً من حلفائها الاستراتيجيين في لبنان، لكنها في الوقت ذاته لا تتخلى عن عون المحتَضَن من جعجع، المتمسك بتحالفاته الخليجية في مواجهة الجمهورية الإسلامية.
وقطر الراعية لـ”جبهة النصرة” وغيرها من فصائل المعارضة المسلحة في قتالها ضد النظام السوري، تبارك ترشيح جعجع لعون، صديق الأسد و”حزب الله” اللذين يحاربان في الميدان القوى المدعومة من الدوحة.
و”8 آذار” التي قبلت عام 2008 برئيس وسطي هو ميشال سليمان، باتت عام 2016 مخيرة بين حليفين هما عون وفرنجية، في مشهد يكاد لا يمر إلا في الأحلام، لكنها تبدو مربكة ومتخبطة في التعامل مع هذا الإنجاز الاستراتيجي، حتى أصبح حسم الخيار يتوقف على مساعدة سعودية!
ووليد جنبلاط الذي رشح هنري حلو الى الرئاسة ويتمسك به، يثمّن ايضا ترشيح فرنجية ويتفهم ترشيح عون.
إنها أحجية العصر في زمن الغرائب اللبنانية.
وماذا عن تجربة الحكومة؟
لا بد في البداية من تصحيح، فهذه ليست حكومة مطابقة للمواصفات العالمية، بل هي مجموعة حكام أفرزهم الأمر الواقع، بعدما تحول الوزراء الـ24، بفعل الشغور الرئاسي، الى رؤساء ظل للجمهورية، يكاد كل منهم يملك من الصلاحيات ما يفوق تلك التي يملكها الرئيس الأصيل.
هي الجمهوريات اللبنانية المحشورة حشراً في مجلس للوزراء، يشبه كل شيء إلا.. اسمه. إنه أقرب الى “سوق أحد” سياسي، لا تشمله رقابة “حماية المستهلك” ولا معايير حملة “سلامة الغذاء” التي أطلقها وائل أبو فاعور. هنا، كلٌ ينادي على بضاعته ويساوم على السعر، تبعاً لما تقتضيه المصلحة أو ضرورات النكاية بالزميل.
وإذا كانت الأمثلة على التصدع الحكومي لا تعد ولا تحصى، فإن أحدثها قد يكون معبّراً الى حد كبير. الرئيس تمام سلام حمّل قبل أيام إيران المسؤولية عن النزاعات الإقليمية بسبب تدخلاتها في المنطقة، بينما وزير الخارجية جبران باسيل نأى بنفسه ورفض إدانتها، في موقف أثنى عليه “حزب الله”، لكنه أثار غضب “المستقبل”. إنها سياسات خارجية عدة لوطن افتراضي لا تتعدى مساحته الـ10452 كلم2، علما أن النفايات باتت تشغل جزءاً لا بأس به من هذه المساحة – الساحة.
مثال آخر، يعكس مدى استفحال مرض “ترقق العظم” الذي تعاني منه الحكومة المقيمة منذ ولادتها في غرفة العناية الفائقة. خلاف على التعيينات الأمنية كان كافياً لتعطيل مجلس الوزراء والإخلال بأمنه السياسي على مدى أشهر، حتى تخال أن المجلس العسكري هو من فروع حلف “الناتو”، أو أنه مؤتمن على “شيفرة” القنابل النووية التي يملكها لبنان.
النهار: “داعش” يتمدَّد على طول جرود عرسال! تسوية التعيينات: توافق النهار تعثّر ليلاً
كتبت “النهار”: ماذا يدور في جرود عرسال ولماذا انفجر الوضع فجأة بين “داعش” و”جبهة النصرة” أمس وأي تداعيات لمحاولات “داعش” السيطرة الكاملة على الجرود؟
الواقع انه فيما كانت الانظار في الداخل تتركز على “الانفراج” السياسي الذي سيشهد مجلس الوزراء ترجمته اليوم بعودة نصابه السياسي كاملاً مع عودة وزراء “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” الى الجلسات بفضل التقدم في موضوع تعيينات المجلس العسكري، برز التطور الميداني في جرود عرسال عبر معارك عنيفة للغاية بين التنظيمين الأمر الذي أوجب رصد هذا التطور بكثير من الدقة مع رفع الجيش جهوزيته القصوى.
وأفاد مراسل “النهار” في بعلبك ان “داعش” اندفع في هجمات مركزة على مراكز “النصرة” معيداً تسليط الأضواء على الواقع الميداني في جرود عرسال حيث تسيطر “النصرة” على معظم المعابر التي تؤدي الى عرسال في مقابل تقدم “داعش ” وسيطرته على اطراف عرسال من جهة الشمال امتداداً من وادي عجرم ووادي حميد حتى الملاهي. ووصف المشهد القتالي بين التنظيمين امس بأنه كان الأشرس، إذ شن مئات من مسلحي “داعش” هجمات مباغتة على مراكز “النصرة” على اكثر من محور في وقت واحد واستعملت في المعارك الاسلحة الثقيلة وتحدثت معلومات عن سقوط العديد من القتلى والجرحى والأسرى بين الفريقين. وإذ ينذر الوضع بتفاقم واسع، بدا الجيش في جهوزية تامة واستهدف مرات عدة تحركات الطرفين بالقذائف الثقيلة، مما حد من تحركاتهم عند التلال والأودية المطلة على مراكزه في جرود عرسال ورأس بعلبك.
وعلمت “النهار” من مصادر نيابية شاركت في إجتماع الحوار النيابي أمس في عين التينة أن عقدة التعيينات في المجلس العسكري أحرزت تقدماً في هذا الاجتماع بما مهد الطريق أمام إنعقاد مجلس الوزراء اليوم مكتمل النصاب. وأوضحت المصادر أن رئيس مجلس النواب نبيه بري تولى عرض المخرج الذي يفضي الى ملء الشغور في المنصبيّن الارثوذكسي والشيعي بالعميديّن سمير الحاج ومحسن فنيش.
لكن معلومات لـ”النهار” أفادت ليلاً ان الاتصالات التي واكبت اجتماع هيئة الحوار وأعقبتها لم تذلل تماما عقبة المرشح الأرثوذكسي، اذ ان الرئيس بري سعى مع رئيس حزب الكتائب والمستقلين من أجل تسهيل تعيين الاسم الذي وافق عليه العماد ميشال عون وهو العميد الركن سمير الحاج. ولكن نتيجة اللقاء الذي عقده الرئيس ميشال سليمان والوزراء الثلاثة المحسوبين عليه ومن ثم اللقاء المسائي الذي جمع وزراء من الكتائب والمستقلين، ومع وزير الدفاع سمير مقبل، تبين ان عقدة المرشح الارثوذكسي غير قابلة للمعالجة بالطريقة المطروحة، اذ ان الحاج يأتي وفق معايير الأقدمية والأفضلية خامساً وهو من خارج لائحة المرشحين الثلاثة الواردة أسماؤهم من قيادة الجيش، وانه ليس من السهل تجاوز هذه المعايير. وتنتقل العقدة الى جلسة مجلس الوزراء اليوم، ومن المتوقع ان تقوم حولها مشكلة في الجلسة قد تؤدي إما الى تمرير تعيين الحاج خلافاً لرأي اكثر من مكو?ن وزاري في الحكومة، وإما الى ارجاء التعيين وانسحاب وزراء التيار والحزب والطاشناق، او الى اقتناعهم بوجهة نظر الفريق المعارض، وهذا الاحتمال مازال مستبعداً.
وأبلغ وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، وهو من الكتلة الوزارية للرئيس سليمان “النهار” أن موضوع التعيينات في المجلس العسكري سيطرح في جلسة اليوم من خلال الوزير المختص أي وزير الدفاع الذي سيعرض ثلاثة أسماء لكل مركز من المراكز الشاغرة الثلاثة، مع إشارته الى الاسم الذي يراه الافضل لكل من هذه المراكز على أن تعتمد الأسماء الثلاثة المفضّلة بالاجماع أو بالتصويت على أساس ثلثيّ أعضاء الحكومة. وتمنى طرح “جدول مفاضلة بين الأسماء المقترحة على أساس العقوبات والتنويهات فيستبعد أي أسم لديه ملف (عقوبات)”.
المستقبل: فرنجية يكرّس ترشيحه الندّي لعون.. وجنبلاط يتهكّم على “ديموقراطية” التعطيل الإيرانية الحكومة تعود: “نأي” باسيل وإرهاب سماحة على الطاولة
كتبت “المستقبل”: في حمأة الشعور بالعجز أمام فخامة الشغور تحت وطأة “ديموقراطية” التعطيل الإيرانية وبانتظار “كلمة السر من المرشد” كما صارح النائب وليد جنبلاط اللبنانيين أمس في معرض تغريداته المتهكّمة على أسباب استمرار الفراغ الرئاسي باعتباره “خياراً ديموقراطياً على طريقة الجمهورية الإسلامية”، لم تجد هيئة الحوار الوطني أمامها سوى الانصراف إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ماء وجه الجمهورية اللبنانية بالاتفاق أمس على ضرورة تفعيل عمل مجلس الوزراء تسييراً لشؤون الدولة وتيسيراً لمصالح أبنائها. وعلى أساس التوافق الذي حصل على طاولة الحوار بشأن ملف التعيينات العسكرية، تعود الحكومة إلى الاجتماع اليوم وسط أجواء نقلتها مصادر وزارية لـ”المستقبل” تتوقع استمرار اعتراض وزراء “الكتائب” والرئيس ميشال سليمان على صيغة التوافق السياسي التي حصلت حول بند التعيينات، في وقت من المُرتقب أن يحضر ملفان ساخنان على طاولة مجلس الوزراء، الأول مرتبط بمطلب إحالة قضية الإرهابي ميشال سماحة على المجلس العدلي والثاني متصل بمسألة تفرّد الوزير جبران باسيل باتخاذ قرار النأي اللبناني بالنفس عن الإجماع العربي في مؤتمر جدة.
اللواء: “معادلة فرنجية” تهدّد التفاهم مع عون .. وباسيل ينعى إنتخابات الرئاسة الحوار 14: تأمين نصاب الحكومة اليوم.. و4 نقاط ساخنة في مداخلة السنيورة
كتبت “اللواء”: على مدى أكثر من ساعتين، لم تبق شاردة وواردة الا تطرقت إليها هيئة الحوار الوطني التي انعقدت في جلستها الرابعة عشرة في عين التينة، أمس، والتي لم يتردد النائب وليد جنبلاط والذي غاب عن الجلسة، عن مقاربتها بوصفها تشبه هيئة مصلحة تشخيص النظام في إيران، “فكلمة السر الديمقراطية طبعاً من المرشد، وعلى قول أهل جبل العرب: دبكة يا شباب”.
والنقطة المهمة التي لم تكن بين “الشاردات والواردات” هي رئاسة الجمهورية التي يبدو انها دخلت في في غياهب الخطط الاستراتيجية الكبرى، وفقاً لمتابعين لمجرى الاتصالات الجارية على هذا الصعيد.
الجمهورية: الحوار يُطلق “صفّارة” العمل الحكومي وفرنجية “ينتظر ” عون في بنشعي
كتبت “الجمهورية”: نجَحت النسخة 14 من جلسة الحوار الوطني بين أقطاب الكتل النيابية التي انعقدت في عين التينة أمس، في تعبيد الطريق أمام الحكومة، بعد التوافق على تعيينات المجلس العسكري والاتفاق على تفعيل عمل الحكومة التي تجتمع عصر اليوم بكلّ مكوّناتها السياسية. وأكّد نائب “حزب الله” علي فياض أنّ أهمّ ما أُنتج في جلسة الحوار هو التوافق على تعيينات المجلس العسكري، وأنّ “جلسة مجلس الوزراء ستُعقَد ولن تكون يتيمة، حيث ستعقد جلسات أخرى لتفعيل عملها”.
وإذا كانت الطريق أمام الحكومة قد فتِحت بعد حلّ عقدة التعيينات والاتّفاق على الأسماء المقترحة للمجلس العسكري، وهي: جورج شريم (كاثوليكي)، محسن فنيش (شيعي) وسمير الحاج (أرثوذكسي)، تبقى الطريق الى القصر الجمهوري في بعبدا غيرَ “سالكة وآمنة”، والعقدة الرئاسية تدور في حلقة مفرغة. وعليه، فإنّ جلسة الانتخاب في 8 شباط المقبل لن تشهد ولادة الرئيس العتيد، بفِعل غياب الحلول في الأفق الرئاسي.