مقالات مختارة

المارونية السياسية اسست للخراب والاسلامية السياسية للفساد رضوان الذيب

 

لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور مهما تعددت المبادرات، واسم الرئيس لن يكون من انتاج محلي، وجلسة 8 شباط لن تنتج رئيساً، وطالما الازمة السورية تعيش التعقيدات الكبيرة فان الملف اللبناني سيبقى يعمل على التوقيت السوري وبالتالي لا حلول، ولذلك فان النصائح الدولية والعربية تمنت على المسؤولين تفعيل الحكومة والحفاظ على «الستاتيكو الحالي» حتى انقشاع الامور.

وتؤكد مصادر متابعة «ان الطبقة السياسية اللبنانية لم تستفد منذ اشهر من مرحلة التطبيع الايراني – السعودي لتمرير انتخاب الرئيس، اما الآن، «فالصورة سوداء» بين البلدين والرئيس الباكستاني اعترف بعمق الخلافات وبالتالي فاذا وصل العماد عون ستعتبر السعودية هذا الامر خسارة لها، واذا وصل فرنجية رغم علاقاته الجيدة مع 8 اذار فانه سيأتي بايعاز سعودي لن تقبله القوى المؤيدة للمقاومة ولذلك لا انتخابات رئاسية خلال الاشهر المقبلة.

وتضيف المصادر «بوجود رئيس أو عدمه لن تتغير الامور، لان هناك قراراً دولياً بعدم «موت لبنان» وسيعطي بين الحين والاخر «إبر مورفين» و«فيتامينات» للوقوف على رجليه وعدم السقوط.

وتتابع المصادر «لقد كشفت الاحداث الاخيرة ان لبنان يعيش ازمة نظام فعلية، ولا خروج من ازمته «بالمسكنات» فالمارونية السياسية اسست للحروب والخراب والاستئثار والاسلامية السياسية التي رسخها الطائف اسست للفساد والطائفية وغياب القانون، وبالتالي الطرفان وجهان لعملة واحدة في التأسيس لخراب البلد، ولا حل الا بقوى جديدة خارج اطار الطوائف ويبقى المدخل الاساسي للتغيير هو قانون الانتخابات ولن تقبل الطبقة السياسية الا قانوناً على مقاس رموزها ومصالحها.وتؤكد المصادر ان الحالة النقية طيلة هذه المرحلة كانت المقاومة الاسلامية التي حققت انجازات بتحرير الارض وطرد المحتل وهزيمته في حرب تموز وللاسف فإن الطبقة السياسية لم تستفد من هذا الانجاز لتعزيز منعة لبنان وتحقيق الاصلاحات.

وتتابع المصادر «المأزق اللبناني سيتعمق والخطورة تبقى في «البوابة الخليجية» على اللبنانيين والخوف من ان تتطور الاوضاع الاقتصادية سلباً على دول الخليج فيتأثر الشباب اللبنانيون العاملون في هذه الدول والذين يغذون الخزينة اللبنانية بمعدل 7 مليارات دولار سنوياً وهي الثروة التي يتغذى منها الاقتصاد اللبناني، وهذا يفرض اجراءات داخلية تبدو الطبقة السياسية عاجزة عن تلبيتها وعاجزة عن تطوير النظام الذي ستتعمق ازمته.

وتشير المصادر الى ان ما جرى بين عون وجعجع وبعيداً عن الحسابات الرئاسية يشكل اعترافاً مسيحياً بالطائف وبأن المسيحيين «شركاء» كنبيه بري وسعد الحريري ووليد جنبلاط، وبالتالي فان زمن مصادرة القرار المسيحي والحصص المسيحية انتهى الى غير رجعة، وهذا ما سيوسع رقعة الخلاف بين الشريك المسيحي الجديد في الطائف و«الترويكا» الاسلامية وفي النهاية ستخضع «الترويكا» لمطلب الشريك المسيحي الجديد وبالتالي فان «الثلاثية» التي حكمت البلاد منذ 1991 تحولت الى رباعية بعد حلف عون – جعجع، والتالي فان «الاهتراء» في النظام اصبح منذ الان مسؤولية مسيحية ايضاً ولم يعد باستطاعة المسيحيين وتحديداً عون وجعجع القول «لا علاقة لنا بما يجري».

وتتابع المصادر «ان انتخاب رئيس جديد مرتبط بالملف النفطي حتى ان اعلاميين لبنانيين زاروا موسكو لاحظوا مدى الاهتمام الروسي بالغاز اللبناني، كما ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري التقى بشخصيات لبنانية سألته عن الملف الرئاسي، فرد بأن الولايات المتحدة تتابع موضوع النفط اللبناني، والمشكلة التي تعيق انتاج النفط هي الفساد اللبناني ولا يمكن ان تقبل واشنطن انتاج النفط في ظل هكذا ادارة، مؤكداً للشخصيات «الامور ستتغير والشركات الاميركية آتية الى لبنان للاستثمار بالنفط» ولم يتحدث كيري عن الرئاسة اللبنانية.

وحسب المصادر، فان اسم الرئىس المقبل مرتبط بالملف النفطي وقدرته على ادارة هذا الملف بعيداً عن الفساد، وبالتالي فان ما يجري من كباش داخلي مرتبط بالملف النفطي الذي يبقى الاولوية عند الخارج، وبالتالي فان الرئىس الجديد سيكون ملماً بهذه الملفات وبالقدرة على تدوير الامور. وهذا الامر يكشف ان الانتخابات ليست قريبة، وان ما تشهده الساحة الداخلية من «حراك مدني» ليس منعزلاً عن النظرة الدولية الجديدة للبنان واستلام طاقات شابة الامور في المستقبل بعد ان ضرب الفساد كل مفاصل الدولة اللبنانية.

علماً أن المدخل للخروج من «ازمة النظام» ليس الا بقانون انتخابي عادل على اساس وطني يعتمد لبنان دئرة انتخابية واحدة على اساس النسبية تؤدي الى تمثيل الجميع وعدم حصر الدولة اللبنانية بنبيه بري وسعد الحريري ووليد جنبلاط وميشال عون وسليمان فرنجية، فيما كل محاولات القيادات السياسية الشابة الجديدة لتغيير هذا الواقع، تصطدم بعقبات «النادي السياسي» لكن هناك محاولات خرق لهذا الواقع وتحديداً في الطائفة السنية بدأت تتبلور بوضوح وتتقدم واستطاع الرئىس نجيب ميقاتي التأسيس لثنائية داخل الطائفة السنية ولا يستطيع احد ان يتجاوزه وربما تشكل محاولة جريئة «لكسر حدة» احتكار التمثيل علماً أن هذه الخطوة ستكون لمصلحة كل اللبنانيين.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى