الدفاع الروسية: لا نستهدف المدنيين وحملتنا الجوية تختلف جذريا عن الحملة الغربية
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الحربية الروسية نفذت منذ بدء عمليتها العسكرية الجوية ضد مواقع الإرهابيين فى سورية 5662 طلعة قتالية وساهمت فى دعم جهود الجيش العربي السوري بالسيطرة على 217 قرية وبلدة.
وقال رئيس إدارة العمليات العامة في هيئة الأركان الروسية الفريق سيرغي رودسكوي “خلال 100 يوم من العملية التي يجريها سلاح الجو الروسي منذ الـ 30 من أيلول الماضي نفذت القوات الجوية الروسية 5662 طلعة قتالية بما في ذلك 145 طلعة قامت بها طائرات استراتيجية حاملة للصواريخ وقاذفات طويلة المدى إضافة إلى إطلاق 97 صاروخا مجنحا من البحر والجو وهو ما ساهم في تحرير 217 قرية وبلدة من أيدى إرهابيي تنظيم “داعش” وأراض تتجاوز مساحتها ألف كيلومتر مربع”.
ولفت إلى أن المعلومات التي يتلقاها الجانب الروسي عن مواقع الإرهابيين في سورية تأتي من قيادة الجيش السوري ومركز التنسيق العملياتي في بغداد إلى جانب “المعارضة السورية”.
وأكد الفريق رودسكوي أن الطائرات الروسية رصدت استمرار وصول الذخائر والأسلحة إلى الإرهابيين في سورية تحت غطاء المساعدات الإنسانية مشيرا إلى أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة يحاول التقليل من نتائج العمليات الروسية في سورية.
وشدد الفريق رودسكوي على أهمية تنفيذ عمليات إنسانية في سورية مع ضمان عدم استيلاء الإرهابيين عليها كما كان يتم سابقا مشيرا إلى أن سلاح الجو الروسي يسهم في تقديم المساعدات الإنسانية الأساسية إلى سكان مدينة دير الزور الذين يحاصرهم إرهابيو “داعش”.
ونفت وزارة الدفاع الروسية مجددا اليوم المزاعم حول استهداف مدنيين بغارات جوية روسية في سورية ونشرت صورا التقطت من الجو والفضاء تدحض تلك المزاعم مرجحة أن يكون التحالف الغربي وراء بعض الهجمات.
ونقل موقع قناة روسيا اليوم عن اللواء إيغور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية قوله خلال مؤتمر صحفي اليوم للحديث عن نتائج العملية العسكرية الروسية في سورية منذ بدئها في الثلاثين من أيلول الماضي إن “الطيارين الروس يمتنعون عن توجيه ضربات إلى مواقع الإرهابيين في حال كان هناك خطر ولو ضئيلا في إلحاق الضرر بالمدنيين”.
وأضاف كوناشينكوف إنه “في حال وجود خطر سقوط ضحايا مدنيين يمتنع سلاح الجو الروسي حتى عن التخطيط لتوجيه ضربات إلى مثل هذه الأهداف.. أما التحالف الغربي فيعتبر مقتل 49 مدنيا أمرا قليل الأهمية” معيدا إلى الأذهان أن مراسلة قناة سي ان ان الأمريكية باربرا ستار العاملة في البنتاغون نقلت عن ممثلي وزارة الدفاع الأمريكية قولهم إن “القيادة العسكرية الأمريكية تتخذ القرارات بتوجيه غارات جوية شريطة ألا تتجاوز الحصيلة في صفوف المدنيين 50 شخصا”.
كما ذكر كوناشينكوف أن توزيع المعلومات الكاذبة حول سقوط ضحايا مدنيين جراء الغارات الروسية بدأ حتى قبل انطلاق العملية الجوية في سورية وهو مستمر في الوقت الذي أصبح فيه من المستحيل التستر أو غض النظر عن نتائج وفعالية العمليات الروسية ضد الإرهابيين.
وتابع “يحاول شركاؤنا مما يسمى التحالف المناهض لداعش على خلفية انعدام أي نجاحات تذكر في حربهم ضد الإرهاب الدولي التقليل من أو تشويه نتائج عمل سلاح الجو الروسي في سورية” مشيرا إلى أن أهم وسائل الإعلام الغربية نشرت أكاذيب حول العملية العسكرية الروسية في سورية نقلا عن “نشطاء حقوقيين” وذلك في إشارة إلى ما يسمى “المرصد السوري لحقوق الإنسان” ومقره لندن.
وبين كوناشينكوف في هذا السياق الخطأ الذي وقعت فيه منظمة العفو الدولية عندما اعتمدت على مثل هذه المعلومات المفبركة في أحد تقاريرها إذ قالت حينها إنها “تلقت تلك المعلومات عبر الهاتف وشبكات التواصل الاجتماعي”.
وعرض كوناشينكوف المزيد من النماذج عن تزوير معلومات عن مقتل مدنيين جراء الغارات الروسية في سورية مذكرا بأن منظمة العفو الدولية زعمت في تقريرها المذكور أن غارة روسية استهدفت في بداية تشرين الأول الماضي مسجد عمر بن الخطاب في جسر الشغور بريف إدلب ما أسفر عن سقوط مدنيين لكن صورا التقطتها طائرات دون طيار روسية يوم 23 من الشهر ذاته تظهر المسجد وهو سالم ولا توجد أي دلائل على تدميره.
وتابع كوناشينكوف إن وزارة الدفاع الروسية حللت أيضا ما جاء في تقرير العفو الدولية حول غارات روسية مزعومة على سوق في وسط بلدة أريحا بإدلب في 29 تشرين الثاني الماضي عارضا صورا التقطت قبل ذلك التاريخ تظهر أن المباني في المنطقة المذكورة كانت مدمرة قبل موعد الغارات المزعومة بفترة طويلة ويبدو أن تدميرها جاء جراء “معارك شوارع”.
وأشار كوناشينكوف إلى أن ما يسمى “المرصد السوري لحقوق الإنسان” نشر الأسبوع الماضي في موقعه خبرا عن استهداف مدرسة في بلدة عنجارة في ريف حلب الغربي من قبل طائرات روسية ما أسفر عن مقتل ما بين 8 و20 شخصا مبينا أنه على الرغم من أن “المرصد” لم يذكر أي تفاصيل عن المدرسة المستهدفة أو أسماء القتلى والمصابين إلا أن الخبراء العسكريين الروس درسوا صورا للمدرسة المدمرة نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي واستنتجوا أن طابع الدمار الذي لحق بالمدرسة يشير إلى أنها تعرضت لضربة بصاروخ جو أرض ولا يستخدم سلاح الجو الروسي مثل هذه الصواريخ خلال عملياته العسكرية في سورية لكن الطائرات الحربية والطائرات دون طيار التابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن تستخدم تلك الصواريخ في سورية والعراق على حد سواء.
ولفت كوناشينكوف إلى أن أكثر من عشر طائرات تابعة للتحالف الدولي بالإضافة إلى طائرات دون طيار كانت تنفذ مختلف المهام القتالية فوق ريف حلب في اليوم الذي تم فيه استهداف المدرسة المذكورة مبينا أن قيادة التحالف لم تكشف عن الأهداف التي تم ضربها في ريف حلب على الرغم من أن طائراتها تعمل في تلك المنطقة على نطاق يومي بدءا من 20 كانون الأول الماضي.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أن الجانب الروسي يملك معلومات كثيرة عن النتائج الحقيقية لعمل طيران التحالف الدولي في سورية مؤكدا أن تلك المعلومات لا تتطابق في العديد من الحالات مع ما يعلنه التحالف عن أهدافه في سورية.
وقال كوناشينكوف إننا “في المستقبل قد نضطر لنشر تلك المعلومات لنفي الإشاعات والاتهامات الموجهة إلينا في حال لزم شركاؤنا الصمت بشأن نتائج غاراتهم في سورية”.