سمير القنطار القائد العربي المقاوم
غالب قنديل
هذا الشهيد القائد هوالفتى اللبناني العربي ابن بلدة عبية الذي التحق بالمقاومة الفلسطينية ليكون فدائيا يقاتل على أرض فلسطين وشارك في عملية جمال عبد الناصر التي أسر بعدها نتيجة إصابته في الاشتباك مع قوات العدو بسبع رصاصات وقد أوقع مع رفيقيه الشهيدين قتلى وجرحى في صفوف الغزاة المستعمرين بعدما رسا زورقهم على شاطيء فلسطين وعانقوا ترابها بعشق أرواحهم والدماء…
هو الأسير الذي صمد ثلاثين عاما في سجون الاحتلال قاوم فيها الغزاة من داخل السجن وبات عميد الأسرى ورمزا للحركة النضالية داخل السجون التي طاف به العدو عليها وحاول ضباط الاحتلال بشتى السبل كسر إرادة سمير الصلبة فحول تجربته إلى مدرسة تعلم منها آلاف المناضلين داخل سجون العدو وخارجها وقدم بصموده وبطولاته امثولة نادرة في عشق الحرية والتمرد على السجانين والمستعمرين .
هو الرمز المقاوم الذي صممت المقاومة الإسلامية في لبنان على تحريره عملا بوعدها الذي قطعه سيد المقاومة لجميع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني وكان تحرير هذا القائد الرمز هدفا لعملية الوعد الصادق التي نفذها المقاومون بقيادة القائد الشهيد عماد مغنية وكسرت غطرسة العدو وأرغمته على الرضوخ.
سمير القنطار في مسيرته النضالية مقاوم عنيد صمم على مقاتلة العدو الصهيوني وانتقل فور ظفره بالحرية إلى مواقع جديدة في حركة المقاومة عندما انبرى يعلن انضمامه إلى حزب الله منذ اللحظة الأولى معاهدا على العودة إلى فلسطين بالسلاح وساهم في إطلاق حركة المقاومة في الجولان المحتل مدشنا طريق التحول الاستراتيجي الذي يقض مضاجع الغزاة الصهاينة فجاهروا بسعيهم لقتله ورفاقه وحاولوا ست مرات متتالية وكان على الطريق شهداء من لبنان وسورية وإيران على التراب السوري الذي تضمخ بوحدة الدم والمصير.
هذا القائد الشهيد رسم بمسيرته نهجا يختصر تاريخ بلادنا ويقدم لجميع المناضلين العرب وصفة تثبت الأحداث صوابها وهي ان أي تحرر او تقدم في الوطن العربي والمنطقة كلها هو رهن التخلص من الكيان الصهيوني قاعدة الاستعمار المتقدمة وان أي مشروع للتطور والتقدم في البلاد العربية يفترض اعتناق المقاومة سبيلا لمجابهة الكيان الصهيوني وان الصراع ضد هذا الكيان لا ينفصل عن النضال ضد الحلف الاستعماري الرجعي الداعم له والذي يشترك معه اليوم في آلة عدوانية واحدة على أكثر من جبهة وفي اكثر من ساحة ولاسيما في سورية حيث هذا الحلف بجميع اطرافه مجتمعا وفي قلبه كيان العدو الغاصب يحرك عصابات التكفير الإرهابي التي تستهدف سورية وشعبها وجيشها ودولتها الوطنية المقاومة وميدان كفاح القائد القنطار على جبهة الجولان هو الشاهد على تلك الحقيقة التي عاين وقائعها بالتفاصيل وهي كامنة بالضرورة في جريمة اغتياله بعيدا عن كل النقاش في مضمون رسائل العدو خلف الاغتيال فهو تعبير دقيق عن حقيقة الصراع ضد الهيمنة الاستعمارية الصهيونية الرجعية في المنطقة.
سمير القنطار بطل قومي بكل ما للكلمة من معنى ورمز لفكرة المقاومة ولمشروعها التحرري الذي يتجسد في لبنان وسورية وفلسطين … إن معسكر الاستعمار والصهيونية والحكومات العميلة لايفهم غير لغة القوة وطريق التصدي لغطرسته هو المقاومة ضد قلب المعسكر كله ،الكيان الصهيوني ،وضد جميع الأدوات التي يحركها الاستعمار الغربي بقيادته الأميركية لحماية ذلك الكيان … بهذا الوضوح تلك هي المقاومة التي شكلت محور حياة هذا البطل وقضية عمره ومضمون ما تركه من إرث للشباب الذي دربهم وعلمهم وقادهم في العقود التي أمضاها مناضلا منذ عمليته الفدائية حتى استشهاده … سمير القنطار العهد هو العهد والمقاومون على الوعد وهم لا يأبهون لأطنان الكلام المنثور من مواخير العمالة والارتزاق بل يتقنون الفعل الذي يزلزل الأعداء وهم سادة الزمان والمكان وصناع المعادلات الكبرى القاهرة في فضاء الشرق كله وللمقاومة العربية الجديدة التي استشهدت في سبيلها قائد هو سيد الوعد الصادق ورمز مسيرة تتقدم وتنتصر وتكسر التحدي الاستعماري الأميركي الصهيوني في كل مرة يتخيل المعتدون انهم أصابوا المقاومة في مقتل وتبرهن لهم بالدليل الملموس ان خسارتها الكبيرة بفقدان احد أبطالها لا تزيدها إلا قوة تصميما.
سمير القنطار … لقد أطلقت المقاومة التي حلمت بتأسيسها واستشهدت في سبيلها وهي مستمرة كما قلت بلسانك وعلى طريقك النضالي الشريف سيواصل شباب من فلسطين وسورية ومن لبنان وسوف تتضاعف حشودهم على دربك وسيثابرون في طريق المقاومة تلهمهم سيرتك ويتمثلونك قدوة في نضالهم ويعاهدونك كل لحظة على القتال حتى النصر او الشهادة ذلك هو شأن القادة الشهداء في حزب الله وعبر التاريخ في كل حركات المقاومة والتحرر يحركون بأرواحهم قوة جديدة في مسار النضال تدفع المسيرة الكبرى نحو أهدافها العظيمة… عشت مناضلا في كل لحظات عمرك واستشهدت قائدا بكل قطرة من دمائك الطاهرة وروحك التواقة إلى فلسطين التي سترعى وتظلل رفاقك في كل جبهات الشرق المقاوم.