من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : 2016 عام “التسويات الصعبة” في لبنان والمنطقة؟ الحريري يلاقي فرنجية بعد الأعياد.. ولكن!
كتبت “السفير “:
حسبها سليمان فرنجية على طريقته وكما تشي شخصيته وهي ليست بخافية على معظم اللبنانيين.
ليس من كلام يرضي ميشال عون إلا جملة واحدة يقولها النائب عن قضاء زغرتا: “الجنرال” هو المرشح الوحيد لفريقنا السياسي لرئاسة الجمهورية.
هذه الجملة مع “نقطة على السطر” لو صدرت عن فرنجية، لكان شخص آخر غير زعيم “تيار المردة” قد تفوّه بها حتماً. ثم هل بمقدور فرنجية أن يسمع مقدمة نشرة “أو تي في” عشية مقابلته أو تلك التي تم تدبيجها، أمس، وما تردد بينهما عبر أثير “الإذاعة البرتقالية”، ولا يقرر أن يبدأ مقابلته التلفزيونية بالعبارة التي لم يكن يرغب “الجنرال” بسماعها نهائيا: أنا مرشح لرئاسة الجمهورية “أكثر من أي وقت مضى”.
بهذه الجملة انتهت حفلة “التسويق” التي بدأت غداة لقاء باريس، بعدما تيقن فرنجية أن كل محاولاته لطرق أبواب الرابية قد بلغت الحائط المسدود، ولو تسنى له لكان روى ما رافق وصوله إلى البترون.. وأيضا إلى الرابية التي كاد يختفي حراسها من أمامها بعدما أُعطي أمر عمليات للصحافيين بمغادرة المكان فوراً.
ومن يعرف سليمان فرنجية، سواء أكان على صواب أم على خطأ، هو من الصنف الذي لا يتجاهل التفاصيل. من الصنف الذي لا يحتاج الى من يبلغه الرسائل بالإشارات أو ما يسميها “الحركات”. اعتبر أنه قام بواجباته تجاه حليفه لكن الأزمة بينهما ليست وليدة هذه المبادرة، بل عمرها سنوات، وهو لا يحمّل “الجنرال” مسؤوليتها بل من اختاره وسيلة اتصال وتواصل على خط الرابية ـ بنشعي لا بل على كل الخطوط السياسية.
هل نجحت وظيفة المقابلة مع الزميل مرسيل غانم؟
اذا احتسبنا عدد الجلسات التي سبقت البث المباشر، لأمكن الافتراض أن الرسالة الأساسية وصلت الى من يعنيهم الأمر.
أولا، كان المطلوب مخاطبة اللبنانيين بلغة بسيطة تشبه بساطة ابن زغرتا وعفويته، وهذا ما تجلى بتقديم برنامج رئاسي لا مثيل له منذ الاستقلال حتى الآن، قوامه الأساس أن يشعر اللبناني بكرامته بتوفر الحدود الدنيا من مقوّمات عيشه من كهرباء ومياه وبيئة نظيفة.
ثانيا، استطاع فرنجية أن يخترق بيئات لبنانية جديدة، وخصوصا بيئات “14 آذار” المسيحية والسنّية. نجح في هذا المجال، وأعطى نماذج لكل خطابه على مدى شهر بكيفية ملاقاة خصومه السياسيين الى منتصف الطريق من دون أن يغادر هو أو الآخرون قناعاتهم وثوابتهم السياسية.
ثالثا، استفز فرنجية بيئة المقاومة التي لطالما كانت تكنّ تقديراً استثنائياً له، خصوصا بعد عقد من الزمن من علاقة اتسمت بالثقة والتقدير والإعجاب، الى حد أن أكثر من “مدقق سياسي” كان يردد دائماً أن المرشح الفعلي والجدي “تحت الطاولة” لهذه البيئة هو سليمان فرنجية. أما سبب الاستفزاز، فمرده انحياز هذا الجمهور الى الخيار الذي تحدده قيادته له، وهل من كلام أوضح مما ردده الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله بتبني ميشال عون أكثر من مرة منذ بدء موسم الفراغ الرئاسي حتى الآن. يفضي ذلك إلى تأكيد المؤكد بأن “حزب الله” ازداد إحراجه برغم إدراكه أن “الجنرال” لا يشكك لحظة بموقفه، غير أن ما يسري على قيادة “التيار الحر” لا يسري على القواعد التي تتأثر إلى حد كبير بالمناخات السياسية والإعلامية وتتورط كغيرها من القواعد في لعبة الاشتباك المفتوح وغير المقيد بضوابط عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
رابعا، يدرك فرنجية أن “حزب الله” لن يسمح نهائياً بكسر ميشال عون، وهو يعني ما يقوله في هذه النقطة، فلو أن الحريري وفريقه السياسي بادروا الى إعطاء “الجنرال” في قيادة الجيش، لكانوا سهّلوا أمورهم الرئاسية، أما أنهم لم يعطوا هناك ولا في الرئاسة ولا في أشياء كثيرة سابقاً أو لاحقاً، فإن هذا الأمر عند الحزب في خانة “المحرّمات”!
خامسا، استطاع فرنجية أن يطمئن مسيحيي “14 آذار” المستقلين، وهي الكتلة التي يحرص “المستقبليون” على حمايتها وتعزيز حضورها، على عكس ما يقوم به حليفهم المسيحي الأبرز بإصراره على اعتبار هؤلاء مجرد موظفين “على البايرول” عند “المستقبل”!
سادسا، لم يكن يحتاج فرنجية للمقابلة لتقديم أوراق اعتماده الى كل من نبيه بري ووليد جنبلاط، لكنه بمفرداته وحرصه على حضورهما في قلب المبادرة الحريرية، زاد منسوب الثقة، خصوصاً بينه وبين الزعيم الدرزي.
سابعا، نجح فرنجية في تقديم نفسه إلى “الدول” ومن المفترض أن تكون معظم السفارات الغربية والعربية، قد بعثت بملخصات للمقابلة المطوّلة ولأبرز ما تخللها من محاور، وخصوصا نظرة رئيس “تيار المردة” إلى بعض العناوين الأساسية (سوريا، السعودية، اسرائيل، سلاح “حزب الله”، المحكمة الدولية الخ…).
ماذا بعد المقابلة التي أعادت تزخيم المبادرة الرئاسية؟
حتماً ستكون فترة الأعياد مناسبة للتبريد وإعادة ترتيب الأوراق، قبل أن يطل سعد الحريري في الأسبوع الأول من الشهر المقبل عبر الشاشة الصغيرة (على الأرجح عبر “كلام الناس”) من أجل إعلان تبني ترشيح سليمان فرنجية رسمياً باسم “تيار المستقبل”..
البناء : واشنطن تسلّم بفشلها بإسقاط الأسد وتتقدّم بمشروع أممي يترك الرئاسة للسوريين حوار ووقف للنار خلال شهر… ودستور وانتخابات برعاية أممية في سنة ونصف سجال مستقبلي مع حزب الله… والعسيري على الخط… وترحيل النفايات لليوم
كتبت “البناء “: للمرة الأولى منذ أربع سنوات يتمكّن مجلس الأمن من إصدار قرار يحظى بإجماع أعضائه الذين انقسموا طيلة السنوات الماضية بين صفّ تقوده واشنطن وصفّ تقوده موسكو، حول مستقبل سورية ودور رئيسها في هذا المستقبل، والحرب التي أُديرت من واشنطن على سورية لإسقاط رئيسها، تحطّ رحالها في هذا القرار بالتسليم لروسيا بعدما صارت قواتها على الأرض وفي الأجواء والبحار، أنها صاحبة اليد العليا في هذا الملفّ، وبعد التسليم بأنّ إسقاط الرئيس السوري فوق طاقتها وطاقة حلفائها، وبأنّ العناد ومواصلة الحرب تحت هذا الشعار لن يغيّر في الموازين شيئاً، بل سيؤدّي إلى تجذّر التنظيمات الإرهابية، التي صارت قواعدها في سورية مرتكزات لحربها في بلاد الغرب.
ربح الرئيس السوري بشار الأسد الحرب الديبلوماسية مع ثبات حلفائه وثبات قواته وثبات شعبه، وفي الميدان يربح المزيد كلّ يوم، ليرتسم حلف الرابحين وحلف الخاسرين مقابله، حيث يندب الثنائي التركي السعودي حظهما العاثر، والغدر الأميركي بهما، كما يندب رئيس حزب القوات اللبنانية اليوم ما يسمّيه غدر الرئيس الحريري به، وشعار هذا الحلف الممتدّ من واشنطن إلى معراب، مروراً بالرياض وأنقرة وبيت الوسط: نغدر ويغدرون.
يقف الفرنسي والبريطاني للتعزية بكلمات تعيد التمسك بالهدف الذي سقط، عسى التعزية تساعد التركي والسعودي بتحمّل أوزار الهزيمة وأوجاع الصفعة، بعيداً عن مدى فاعلية القرار ومدى آماله بالتحقق واقعياً، بتطبيق بنوده، من وقف إطلاق للنار وبدء للحوار خلال شهر كانون الثاني المقبل، إلى الدعوة لحكومة موحّدة تشرف على وضع دستور جديد وإجراء انتخابات تحت الرعاية الأممية، وهي أهداف تصطدم بمجموعة عقبات أولها تصنيف التنظيمات التي يشملها وقف النار، وبالتالي من يتبقى منها للمشاركة في الحوار، وهي أمور لا تزال عالقة بين المشاركين في لقاء نيويورك، إلا أنّ القرار يقدّم إطاراً سياسياً ديبلوماسياً للحرب التي تخوضها سورية في وجه مشروع خارجي استهدف قرارها المستقلّ، ووضعها تحت الانتداب الأجنبي وتعيين هيئة حكم لها، بعد إسقاط رئيسها كرمز لقرارها المستقلّ وثوابتها المقاومة والعلمانية.
في لبنان سيقرأ الذين تورّطوا في حرب سورية تحت شعار إسقاط رئيسها، بتمعّن نصّ القرار حول سورية وسيقارنونه بالمشروع الذي أسقطه الفيتو الروسي الصيني قبل أربع سنوات وما نصّ عليه من دعوة الرئيس السوري إلى التنحّي وتسليم سلطاته الدستورية لنائبه فاروق الشرع، وسيعيدون الكثير من الحسابات، بما فيها مسارات الرئاسة وقانون الانتخابات النيابية، ومكانة الذين أُخذ عليهم أنهم ربطوا مصيرهم بمصير الرئيس السوري وهم اليوم على ضفة الرابحين باعتراف أميركي ترجمه قيام واشنطن بتقديم مشروع القرار الذي كشف الرئيس الروسي أنه صار موضوع تفاهم روسي أميركي.
في لبنان ارتفعت وتيرة السجال بين تيار المستقبل وحزب الله حول التحالف الذي تقوده السعودية، وتورّط رئيس الحكومة تمام سلام بإعلان الانضمام اللبناني إليه، وعارضه حزب الله بقوة، والبارز كان انضمام السفير السعودي علي عواض العسيري إلى جوقة التهجّم على حزب الله بصورة مثيرة للاستغراب، بينما تجتمع الحكومة اللبنانية بأمل التفاهم على خطة لترحيل النفايات وتواجه اختباراً أول منذ شهور على هذا الصعيد في قدرة صناعة تفاهم الممكن في ظلّ انقسامات سياسية حادّة تولّدت على خلفية تداعيات التسوية الرئاسية التي تبناها الرئيس سعد الحريري.
تصدّرت الدعوة التي وجّهها رئيس الحكومة تمام سلام لجلسة لمجلس الوزراء الإثنين المقبل لتناقش خطة ترحيل النفايات واتخاذ القرارات المناسبة في شأنها، واجهة الاهتمام المحلي، ومن المتوقع أن يتمحور النقاش في هذه الجلسة حول كيفية تأمين التغطية المالية لخطة ترحيل النفايات إلى الخارج ودرس المبالغ المتوقعة.
ووجّه سلام دعوة لعقد جلسة للمجلس عند الرابعة والنصف من بعد ظهر الاثنين لبحث اقتراحات وزير الزراعة لمعالجة وضع النفايات المنزلية الصلبة واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.
وبُعيد دعوته للجلسة الوزارية، انتقل سلام إلى عين التينة حيث اجتمع برئيس مجلس النواب نبيه بري. وأكد سلام بعد اللقاء أن “هناك إيجابية في ملف النفايات وثمة تصور سيتم طرحه كاملاً لتستكمل مستلزمات هذا الترحيل”. ولفت إلى أن “الجلسة ستكون مخصصة للبحث في موضوع النفايات”.
وأشار وزير التنمية الإدارية نبيل دي فريج لـ”البناء” إلى أن “مجلس الوزراء سيعرض في جلسة الإثنين ما توصلت إليه لجنة النفايات في قضية الترحيل إلى الخارج وستطلع اللجنة الوزراء على تفاصيل المشروع لا سيما من الناحية المالية”، متوقعاً أن يحصل إجماع على خيار الترحيل وتوافق لإنهاء أزمة النفايات وإزالة مئات الأطنان من النفايات الموضوعة على الطرقات”.
وأكد دي فريج أن “المجلس سيبحث بشكلٍ رئيسي العقبات المالية والتقنية التي لم تحل بعد وسيتخذ قرار نهائي بشأنها”، داعياً وزراء التيار الوطني الحر إلى التنبّه من أخطار عدم الموافقة على هذا الخيار أو عرقلته في مجلس الوزراء، “لأن المناطق المحسوبة عليه هي أكثر المناطق تضرراً جراء هذه الأزمة لا سيما المتن وكسروان وبيروت”.
وعلمت “البناء” من مصادر وزارية أن “وزير المالية علي حسن خليل رفض أن يتحمّل المسؤولية وحده لناحية تأمين التكاليف المالية المطلوبة لمشروع الترحيل، بل فضّل وطلب أن يتحمل مجلس الوزراء هذه المسؤولية وبالتالي هو سيطبق قرار المجلس في هذا الخصوص”.
الأخبار : حزب الله على موقفه: ملتزمون بعون
كتبت “الأخبار “: قرّر الرئيس سعد الحريري إحياء مبادرته الرئاسية المتعثرة، بالاستناد إلى مقابلة النائب سليمان فرنجية الأخيرة. و”قرّر الحريري” أن حزب الله “معنا في التسوية”. لكن كلام الحزب لم يتغيّر: ملتزمون بدعم ترشيح الجنرال ميشال عون
قبل أن يختم الزميل مارسيل غانم مقابلته مع النائب سليمان فرنجية أول من أمس، دارت ماكينة تيار المستقبل لتبثّ ما استخلصته من المقابلة: “حزب الله موافق على التسوية التي اقترحها الرئيس سعد الحريري لإيصال فرنجية إلى قصر بعبدا”. ابتهج الحريري بهذه الخلاصة إلى درجة اتصاله بـ”صديقه الجديد” بعد المقابلة لتهنئته بمضمونها.
بالنسبة إلى الحريري وفريقه، يبقى هامشياً ما قاله فرنجية على شاشة “أل بي سي آي” عن أنه لم يكن يتوقع أن يقترح الحريري ترشيحه إلى الرئاسة في لقائهما الباريسي في التاسع عشر من الشهر الماضي، وأن الامور تسارعت إلى درجة أن أحداً لم يملك وقتاً للتنسيق مع حلفائه، وأنه سمع من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التزامه بترشيح الجنرال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية.
كان بعض المستقبليين، كالنائب السابق غطاس خوري ونادر الحريري، يروّجون لشائعة تقول إنهم تلقّوا إشارات من حزب الله تفيد بأنه “سيمشي بالتسوية، وبأنه يحتاج إلى بعض الوقت لإقناع النائب ميشال عون”. عزّزوا هذه الشائعة بما سمعوه من فرنجية بعد لقائه السيد نصرالله قبل 8 أيام. ينقلون عن الزعيم الشمالي قوله: “السيد طلب وقتاً”.
على الضفة الأخرى، راجع سياسيون وإعلاميون كثر مسؤولين في حزب الله، بشأن ما أدلى به فرنجية في مقابلته. سمع المراجعون أن الموقف بعد المقابلة لا يزال كما كان قبلها: “ملتزمون أخلاقياً وسياسياً بالعماد ميشال عون مرشحاً للرئاسة. والسيد سبق أن قال لفرنجية في لقائهما الأخير: أنت واحد منّا، والجنرال عون حليفنا. ونحن لن نتراجع عن أيّ التزام مع حليفنا. هو مرشحنا إلى الرئاسة، ولا يزال أمامك المزيد من الوقت”.
إلى جانب مسؤولي الحزب، توقّف مسؤولون رفيعو المستوى في فريق 8 آذار عند عدة نقاط في مقابلة فرنجية. في الصورة العامة، رأوا أن المقابلة بدت وكأنها تهدف إلى أمرين: الأول، إطلاق النار على الجنرال ميشال عون؛ والثاني، تقديم أوراق اعتماد لدى الحريري والسعودية. وتحقّق الهدفان، لكنهما أيضاً أدّيا إلى تراجع حظوظ فرنجية الرئاسية.
أبرز ما لفت نظر المسؤولين المذكورين هو “ذكر وقائع غير دقيقة بخصوص التواصل بين فرنجية وسماحة السيد، إذ بدا من كلام فرنجية أن حلفاءه شجّعوه على المضيّ في التسوية إلى ما وصلت إليه”. ففرنجية قال إنه كان ينسّق مع حلفائه، لكنه تجاهل ذكر ما كان هؤلاء الحلفاء يقولونه له، وما كانوا يحذّرونه منه، لناحية الخشية من نية الحريري ومن خلفه الإيقاع بين الرابية وبنشعي، وبين عون وقوى 8 آذار. لا يتّهم المسؤولون الآذاريون النائب الشمالي بسوء، بل يقولون إنه لم يكن موفّقاً في طريقة تعبيره. يضيفون أنه أراد الظهور بموقع المنفتح، فأكّد أنه لن يعزل سمير جعجع، فيما هو يُطلق النار على الجنرال. وفي هذا الصدد، يقول المسؤولون أنفسهم إن حزب الله الذي رفع شعار منع عزل عون، ورفض استهدافه سابقاً، لن يرضى أن يتعرّض الجنرال لهجوم، تحت عنوان التسوية الرئاسية، وخاصة أن السبب الاول لاستهدافه من قبل الفريق الآخر هو حلفه مع المقاومة.
في الجانب “الاستراتيجي” من كلام فرنجية، يتحدّث المسؤولون الآذاريون عن عدم رضى حزب الله عن تقديم فرنجية للرئاسة كما لو أنها “شأن تكنوقراطي”. فرئيس الجمهورية في لبنان لا يُنتخب بناءً على برنامج لتأمين التيار الكهربائي وحل أزمة السير والنفايات. لو كان الأمر كذلك، لأتي بمرشح توافقي من فئة التكنوقراط، ليحل هذه الأزمات. السيد نصرالله وضع أمام فرنجية تصوّراً للرئاسة بصفتها تعبيراً عن نتائج المعركة الدائرة في الإقليم بين محورين. “وهذه المعركة هي أحد منطلقات دعم حزب الله لترشيح عون إلى الرئاسة”، يقول المسؤولون الآذاريون، مضيفين: “صحيح أن اسم فرنجية وتاريخه هما ضمانة سياسية للعلاقة مع المقاومة وسوريا، لكن ذلك لا يُجيز تجاهل أصل المعركة في سوريا اليوم ودور سلاح المقاومة ومئات الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن وجود لبنان وسوريا، تحت عنوان التوافق الوطني”.
إلى جانب حزب الله، بدا العونيون أمس مرتاحين لنتيجة مقابلة فرنجية. صحيح أن البعيدين منهم عن دائرة القرار ارتابوا من حديث فرنجية عن دور حلفائه في التسوية، إلا أن من بيدهم الأمر رأوا في كلام “عضو تكتل التغيير والإصلاح” نهاية للمرحلة الرمادية التي حكمت العلاقة بين الرابية وبنشعي خلال السنتين الماضيتين. التزم العونيون بالتهدئة الإعلامية مع فرنجية (بقرار ذاتي، لكن حزب الله أيضاً لعب دوراً في تشجيع ماكينة التيار على عدم الرد على الحليف)، فيما يعبّر بعضهم عن رضاه “لأن فرنجية أحرق الكثير من أوراق القوة التي تمثلها علاقته بحليفيه الرئيسيين، أي حزب الله والرئيس السوري بشار الأسد”. واستغربت مصادر تكتل التغيير والإصلاح عدم نفي فرنجية للسؤال الذي طرحه عليه الزميل غانم، عن أن الوزير جبران باسيل جعله ينتظر في صالون منزله 10 دقائق قبل استقباله. ونفت المصادر هذه الواقعة جملة وتفصيلاً، ورأت في تعامل فرنجية “إفراطاً في السلبية، ورغبة في التسبّب بمشكلة معنا، من دون أي مبرر”.
الديار : حذر لدى بشار الاسد وحزب الله بعد مقابلة فرنجية التلفزيونية اصاب فرنجية العماد عون وقدم نفسه بشكل جذاب للرأي العام
كتبت “الديار “: قدم الوزير سليمان فرنجية نفسه في المقابلة التلفزيونية للرأي العام بشكل واقعي وصريح وجريء خصوصا عندما تحدث عن هموم المواطنين، واعتبر نفسه انه يريد ان يكون الرئيس المواطن، وان اليوم ليست مطلوبة قرارات استراتيجية كبرى، بل المطلوب حل مشاكل الناس، بدءا بالكهرباء والمياه وزحمة السير، وكل المشاكل التي يتعرض لها المواطن في حياته المعيشية وصولا الى البطالة وايجاد فرص عمل وبناء البنية التحتية في لبنان.
وبالنسبة الى العماد ميشال عون، اصابه في الكلام بشأن التعاطي مع الرئيس سعد الحريري فقال: تم العرض عليّ ان اكون رئيس جمهورية فوافقت، ولم اذهب الى باريس لاطلب رئاسة الجمهورية، بل تلاقيت في منتصف الطريق مع الرئيس سعد الحريري، وهنالك كيمياء تركزت بيننا ولن اطعن الرئيس سعد الحريري في ظهره. اما المستجدات في العهد فكلها مرتبطة بالانتخابات والظروف والاحوال، ورئيس الجمهورية لا يقرر كل شيء بل هنالك مؤسسة اسمها مجلس الوزراء، هي التي تقرر وفق الدستور، ثم مجلس النواب برئاسة ورعاية الرئيس نبيه بري، يقر مجلس النواب القوانين وبعدها هنالك موقف لرئيس الجمهورية في التوقيع على المراسيم.
كما خاطب فرنجية الدكتور سمير جعجع بكلام هادئ ومطمئن للحكيم وبأن العلاقة ستكون جيدة ولن يكون هناك حقد بعد اليوم، و”لن اعزل احدا”. فيما كلام فرنجية باتجاه العماد عون حمل هجوماً “لاذعا” وانتقادات بالجملة. واستغربت اوساط سياسية مثل هذا الموقف.
اما بالنسبة الى الرئيس بشار الاسد وحزب الله فهما على حذر بعد تصريحات الوزير سليمان فرنجية، فالرئيس بشار الاسد لا يرضى فقط ان يقال عنه انه صديق للوزير سليمان فرنجية، بل ان الوزير سليمان فرنجية كان يقول دائما ان حليفي هو الرئيس بشار الاسد، فاذا به في الحلقة يمتنع عن ذكر كلمة حليفي ويقول : انه صديقي.
اما بالنسبة الى حزب الله، فعند السؤال عن سلاح المقاومة، اجاب انه يجب بناء الجيش كي يكون هنالك السلاح الشرعي كله في يد الجيش، ولم يسمّ سلاح المقاومة على انه شرعي لمقاومة العدو الاسرائيلي، لان الطائف اعتبر انه يجب حل الميليشيات وسحب السلاح من يد الميليشيات وابقى السلاح في يد المقاومة كمدافع ومحرر عن الجنوب وللقتال ضد اسرائيل اذا هاجمت لبنان ولذلك فهو سلاح شرعي. والوزير سليمان فرنجية لم يقل ان سلاح المقاومة شرعي، وهذا الامر ترك اثرا سلبيا لدى الرئيس بشار الاسد ولدى حزب الله، والاندفاعة العاطفية التي كانت لدى الرئيس بشار الاسد وحزب الله باتجاه دعم الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، اصبحت حذرة الان ولم تعد في اندفاع قوي، بل الافضل بالنسبة الى الرئيس بشار الاسد ولحزب الله، عدم المفاضلة بين الوزير سليمان فرنجية والعماد ميشال عون، بل ترك الموضوع للامور الطبيعية الى حين اجراء انتخابات رئاسية. اما ان يأخذ حزب الله على عهدته سحب العماد ميشال عون فلم يعد واردا مطلقا، كذلك الرئيس بشار الاسد فلن يتدخل في الموضوع لدعم الوزير سليمان فرنجية في وجه العماد ميشال عون وايجاد تسوية لترشيح الوزير سليمان فرنجية وسحب العماد ميشال عون.
من هنا نقول ان انتخابات الرئاسة لن تحصل في وقت قريب، خصوصا ان الوضع الاقليمي يتأزم يوما بعد يوم، وما التحالف الاسلامي الذي اعلنته السعودية الا مفتاح جديد لبوابة ازمات كبرى ودليل على ان المنطقة لا تعيش استقرارا وامانا وهدنة، بل تعيش المنطقة ازمة صراع عنيف بين ايران والسعودية من جهة، وبين سوريا والسعودية وتركيا، وبين روسيا وتركيا هنالك ازمة كبرى قالها بالامس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه مع هذه الحكومة التركية لا يمكن التفاهم او ايجاد حلول معها، قاطعا الطريق على اي حل مع الحكومة التركية.
النهار : خلط حسابات وأوراق بعد ترشيح فرنجيه جلسة حكومية الاثنين تنهي أزمة النفايات؟
كتبت “النهار “: عكس صمت معظم القوى السياسية حيال إعلان رئيس “تيار المردة ” النائب سليمان فرنجيه ترشيحه لرئاسة الجمهورية والمواقف التي قرن بها هذا الترشيح في مقابلته التلفزيونية مساء الخميس مشهدا سياسيا شديد الغموض لا يعتقد انه مرشح لتوضيح اتجاهاته قبل أسابيع عدة من مطلع السنة الجديدة. ذلك ان رد الفعل شبه الوحيد والفوري المرحب بمواقف فرنجيه اقتصر على رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، فيما بدا واضحا ان فرنجيه أثار الكثير من التساؤلات المكتومة لدى القوى الرافضة او المتحفظة عن ترشيحه، الامر الذي لا يتوقع معه ان تتبلور مواقف هؤلاء قبل فترة من التقويمات الهادئة لأبعاد اندفاع فرنجيه في طرح نفسه مرشحا على أساس التسوية او المبادرة التي توافق عليها مع الرئيس سعد الحريري.
واذ لوحظ ان أوساط “تيار المستقبل” التزمت بدورها الصمت حيال مواقف فرنجيه، قالت مصادر سياسية مطلعة في فريق 14 آذار لـ”النهار” إن رئيس “المردة” تحدث في مقابلته التلفزيونية من موقع الشركة السياسية الكاملة مع الرئيس الحريري مدللا على عمق الاتفاق الذي توصلا اليه في لقاء باريس اولا ومن ثم في التنسيق المتواصل بينهما لاحقا في شأن الاتصالات التي يجريها كل منهما مع فريقه السياسي. وفي ظل ذلك لفتت المصادر الى ان الانظار ستتركز في المقام الاول على موقف رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون الذي لا يبدو مستعجلا تشتيت “معركته” في ظل النبرة التي لم تخل من حدة التي تحدث بها فرنجيه عنه.
لكن ذلك لا يحجب التساؤلات الواسعة التي ترددت امس عن مغزى “الارتياح” الذي أظهره فرنجيه سواء الى موقف “حزب الله” من حركته او الى اعلانه مواقف هي أشبه ببرنامج رئاسي. واذا كان هذا التطور سلط الاضواء على التداعيات المحتملة لتنافس المرشحين العماد عون والنائب فرنجيه ضمن فريق 8 آذار فان المصادر لا تخفي تخوفها ايضا من ارتداد مزيد من التداعيات على فريق 14 آذار الذي لا يبدو قادرا حتى الان على التوصل الى موقف واحد واضح من تطورات الملف الرئاسي.
ونقل في هذا السياق عن رئيس مجلس النواب نبيه بري ان مسعى الرئيس الحريري وترشيحه للنائب فرنجيه “صادق وأكثر من جدي”، وأنه اذا لم يتفق الاقطاب الموارنة على اسم منهم سيصبح الطريق مفتوحا في السنة المقبلة امام وجوه مارونية أخرى من غير ان يقفل الطريق على مبادرة الحريري التي يرى انها لا تزال سارية المفعول.
المستقبل : مجلس الوزراء يناقش “الترحيل” الإثنين وسلام يؤكد إيجابية الأجواء الجميل : كلام فرنجية إيجابي يُبنى عليه
كتبت “المستقبل “: بقيت المقابلة التلفزيونية التي أجراها مرشح التسوية النائب سليمان فرنجية أول من أمس، والتي حدّد فيها مواقفه من مختلف شؤون البلاد وشجون مواطنيها، محور اهتمام الأوساط السياسية على اختلافها وفاتحةً لردات فعل أكثر وضوحاً بين مؤيد ومعارض للتسوية الرئاسية المطروحة. وإذا كان التعليق الأول من الرابية على مواقف فرنجية أتى أكثر “إنباءً” من الاعتراضات الإعلامية العونية مع تأكيد الوزير الياس بوصعب أنّ النائب ميشال عون أيضاً “مرشح أكثر من أي وقت مضى”، فإنّ توصيف النائب وليد جنبلاط لكلام رئيس “المردة” بأنه “واقعي وعملي وصريح بعيداً عن شعارات بعض الساسة المتفلسفين” جاء ليثبّت دعم كليمنصو المستمر لهذه التسوية.
فيما لاحت بوادر ارتياح من حزب “الكتائب اللبنانية” عبّر عنها الرئيس أمين الجميل مع إعلانه أمس لـ”المستقبل” أنّ كلام فرنجية “إيجابي ويُبنى عليه”.
الجمهورية : أوباما يُوسِّع العقوبات على “حزب الله” والحكومة تبتّ بترحيل النفايات الإثنين
كتبت “الجمهورية “: إعلان رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية ترشيحَه للرئاسة علناً، مع كلّ ما ساقَه من أسباب ومبرّرات، وما كشَفه من أبعاد وخلفيات، وما دار بينه وبين الرئيس سعد الحريري، وضَع الاستحقاق الرئاسي عملياً على الطاولة، وبات التعامل معه من الآن وصاعداً فوقها، لا تحتها.
في انتظار ما سيدور على طاولة الحوار الوطني بين رؤساء الكتل النيابية في جلستها الجديدة بعد غد الاثنين، فإنّ السَنة المقبلة ستكون سنة الاستحقاق الرئاسي بامتياز، مع ما يمكن ان يرافقها من احداث وتطورات داخلياً وفي المنطقة، وكذلك من حركة ديبلوماسية ناشطة لإيجاد التسوية الاقليمية الموعودة.
ويرى مراقبون انّ ترشيح فرنجية الذي حرّك بقوّة مياه الاستحقاق الرئاسي الراكدة، أحدث بعض الإرباكات نتيجة ما تحدّث عنه من تفاصيل لم تكن في رأي البعض دقيقة.
ويُنتظر أن يترتّب على ذلك كثيرٌ من النقاش على مستوى فريق الثامن من آذار في مقابل نقاش داخل فريق الرابع عشر من آذار، وما يتردّد عن احتمال إقدام “القوات اللبنانية” على دعم ترشيح رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون، ما يعني انّ ساعة إنجاز الاستحقاق لم تُزفّ بعد، إذ إنّ المتفائلين يتحدثون عن حسم له خلال الشهرين المقبلين، فيما المتشائمون يستبعدون ذلك ويتوقعون هذا الحسم مطلعَ الصيف المقبل.
في غضون ذلك، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زوّاره انّ ترشيح الرئيس سعد الحريري لفرنجية “هو ترشيح صادق وأنّ المبادرة أكثر من جدّية”. وكرر التأكيد انّ المشكلة ما تزال عند الاقطاب الموارنة، “فعندما قلنا إنّ المشكلة مارونية انتقدَنا كثيرون، ولكن الواقع أثبتَ انّ المشكلة هي كذلك، فإذا لم يتّفق الأقطاب الاربعة على رئيس فينبغي عندئذ البحث في انتخاب شخصية مارونية أخرى، والطائفة المارونية الكريمة غنيّة بالشخصيات التي يمكن انتخاب ايّ منها لرئاسة الجمهورية.