حزب الله: تحالف السعودية مشبوه وموقف سلام لا يُلزم احداً
تعليقاً على التحالفِ الذي اعلنتهُ السعوديةُ لمحاربةِ الارهابِ أصدرَ حزبُ الله البيانَ التالي:
يعبّرُ حزبُ اللهِ عن شكوكٍ عميقةٍ بالخلفياتِ والاهدافِ وراءَ اعلانِ المملكةِ السعوديةِ للتحالفِ الاسلامي العسكري لمحاربةِ الارهابِ ويرى في هذا الاعلانِ استجابةً من السعوديةِ ومن دولٍ أخرى لقرارٍ أميركيٍ يعملُ على تأمينِ قواتٍ من أنظمةٍ معينةٍ في المنطقةِ العربيةِ والاسلاميةِ تحتَ مسمياتٍ طائفيةٍ ومذهبيةٍ بديلاً عن ارسالِ قواتٍ أميركيةٍ بريةٍ الى المنطقة
اِن انشاءَ هذا التحالفِ هو أمرٌ دُبّرَ على عجلٍ وبشكلٍ مشبوهٍ ما يطرحُ الكثيرَ من الأسئلةِ وعلى رأسِها السؤالُ حولَ مدى جدارةِ السعوديةِ في قيادةِ تحالفٍ ضدَ الارهابِ وهي التي تتحملُ مسؤوليةَ الفكرِ الارهابيِ المتطرفِ والمتشددِ كما اِنها تستمرُ في تبني هذا الفكرِ ودعمِه في كلِ العالم
ومما لا يَخفى على أحدٍ انَ السعوديةَ هي التي تمارسُ ارهابَ الدولةِ كما فَعلت في اليمنِ وهي التي تدعمُ حركاتِ الارهابِ في سوريا والعراقِ واليمنِ وتقفُ الى جانبِها دولٌ اعضاءٌ في التحالفِ المفترضِ تقومُ بالدورِ نفسِه في دعمِ الارهابِ وحركاتِه.
لا بدَّ من سؤالِ مَن يقفون وراءَ هذا التحالفِ عن الارهابِ الذي ينوون محاربتَه وما هي صفاتُه ومن هُم المدانونَ به وأينَ هو موقعُ اسرائيلَ وعدوانُها وارهابُها المستمرُ بحقِ الشعبِ الفلسطيني وشعوبِ المنطقةِ منه فهل سيحاربُها هذا التحالفُ ام انه سيحاربُ حركاتِ المقاومةِ ضدَ العدوِ الصهيوني؟
اننا في حزبِ اللهِ فوجئنا بإعلانِ السعوديةِ أن لبنانَ هو جزءٌ من هذا التحالفِ دونَ علمِ أحدٍ من اللبنانيينَ بهذا الأمرِ وذلك في خطوةٍ تمثلُ انتهاكاً للدستورِ والقانونِ وكلِّ الاصولِ المتّبعةِ في لبنان.
ويرى حزبُ اللهِ في ما قالَه رئيسُ الحكومةِ اللبنانيةِ رأياً شخصياً لا يُلزمُ احداً لانَ رئيسَ الحكومةِ اياً كانَ لا يمكنُه الموافقةُ على الدخولِ في حلفٍ عسكريٍ تحومُ حولَه كلُ هذه التساؤلاتِ إذ اِنَ هذا الأمرَ يجبُ مناقشتُه في مجلسِ الوزراءِ لاتخاذِ القرارِ المناسبِ بشانِه موافقةً او رفضاً وفي حالِ كانَ اتفاقيةً او معاهدةً عسكريةً فهو يحتاجُ ايضاً الى موافقةِ مجلسِ النوابِ اللبناني وبالتالي فإن هذه الموافقةَ كعدمِها ليسَ لها أيُ اثرٍ قانونيٍ او سياسيٍ او اجرائي .
اِننا في حزبِ اللهِ نؤكدُ على رفضِنا المطلقِ للدخولِ في تحالفٍ من هذا النوعِ وبهذهِ المعطياتِ المشبوهةِ ونؤكدُ انَ لبنانَ كان سباقاً في مواجهةِ الارهاب بكلِ اشكالِه سواءٌ كانَ الارهابَ الاسرائيليَ المزمنَ او الارهابَ التكفيريَ المستجد..