جابر للشرق الجديد: هل تقطع السعودية التمويل عن الجمعيات والمراكز المتطرفة التي تدعم الارهاب؟
اعتبر العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر رئيس مركز الشرق الاوسط للدارسات، في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، حول التحالف الاسلامي العسكري الذي أعلنت عنه السعودية، وخلفية التوقيت ، ان “الاعلان عن هذا التحالف جاء لعدة أسباب، أولها، خروج السعودية من دون نتائج بعد تسعة أشهر من الحرب على اليمن، والسبب الثاني عدم تحقيق مكاسب كانت تتمنى الحصول عليها في سوريا منها اسقاط الرئيس بشار الأسد بعدما اجمع العالم كله على انه يجب ان يبقى في المرحلة الانتقالية فيما اصرت السعودية حتى اللحظة الاخيرة ان الشرط الاساسي هو اقصاؤه.
واكد على ان هذا الاعلان هو خروج من الحلقة المفرغة، بالاضافة الى ذلك ان العالم بأسره اليوم اصبح يتقارب لجهة محاربة الارهاب.
وتابع جابر: اعتقد ان بوجود الائتلاف الدولي الذي اقامته اميركا والسعودية عضو فيه واكثر من دولة ضمتهم السعودية لتحالف الـ34 دولة هم موجودن في الائتلاف الاميركي.
وقال جابر : في المطلق اي تجمع بهدف محاربة الارهاب هو عمل جيد وايجابي، ولكن لا يجب ان نبني الكثير من الآمال على ذلك ، فقد صرحت السعودية انها لا تريد محاربة داعش فقط بل التنظيمات الارهابية ، السؤال المطروح هنا ، هل يا ترى لدى السعودية لائحة متفق عليها بالتنظيمات الارهابية؟ فمصر مثلا تعتبر الاخوان المسلمين تنظيما ارهابيا بينما قطر العضو في التحالف تعتبرهم تنظيما اسلاميا شرعيا، حزب الله في لبنان السعودية لها موقف منه، فماذا اذا وضعته على لائحة الارهاب؟.
واضاف: النقطة الثالثة هناك عشرات الدول لا حول لها ولا قوة وهي دول فقيرة ، مثل دولة الصومال ودولة فلسطين مالي ودول افريقية فقيرة جدا، هذه الدول اكثر ما تستطيع فعله هو الالتزام بالقرارات الدولية ومحاربة الارهاب في عقر دارها وهذا شيء تحصيل حاصل لا يحتاج ائتلاف او توافق، يمكن ان تسعى الى المال.
وتابع جابر: لقد سمعت الوزير السعودي يقول ليس فقط محاربة الارهاب بل ايديولوجية الارهاب اي الفكر الارهابي الكل يعلم ان محاربة الارهاب لا تقتصر كما اعلن الامير على العمل العسكري لمحاربة الارهاب هناك اكثر من عشر بنود اولها القضاء على الفكر الارهابي، اذا هناك الاف المراكز الدينية المزروعة في العالم كله حيث يوجد مسلمون تشجع الفكر الارهابي، من يمول هذه المراكز على السعودية دور مهم ان تقطع التمويل سواء كان من قطاع خاص او من عناصر والمعروف ان هناك جمعيات ومجموعات اسلامية متطرفة تملك الكثير من المال هي التي تمول، المفترض ان تقفل اليوم قبل الغد وتقطع اي مساعدة، والسعودية دولة قادرة وغنية ولديها تأثير سياسي وامكانيات مالية لذلك وكما قال الوزير السعودي عادل الجبير محاربة الفكر الارهابي ، العمل على الارض يبدأ باقفال كل هذه المراكز التي تشجع الارهاب .
وردا على سؤالنا حول الجهة الصالحة دستوريا لاتخاذ القرار باسم لبنان في ظل الظروف اللبنانية الحاضرة، قال جابر: “ان مجلس الوزراء يتخذ القرار مجتمعا، ولكن باعتقادي ان مجلس الوزراء لن يوافق وهكذا قال رئيس الحكومة ان لبنان لن يوافق على الاشتراك عسكريا، ولبنان كونه من الدول التي تكافح الارهاب يجب ان يرحب باي فكرة بالمطلق دون الدخول في التفاصيل كما قال رئيس الحكومة هناك معقوات وشروط دستورية وقانونية لبنان يجب ان يراعيها منها مثلا حزب الله هو عضو في الحكومة ويعتبر بالنسبة لها مجموعة مقاومة واذا كان يعتبر عند السعوديين تنظيم ارهابي لا يستطيع لبنان ان يوافق على ذلك ، وقد اجمعت كل الاطراف اللبنانية ان للبنان وضعا خاصا لا يستطيع ان يدخل في هذه التفاصيل، وهذا يحتاج الى توافق لبناني والا يضر بالتوافق الوطني ويسبب مشكلة نحن بالغنى عنها.
وحول الكلام عن تدخل عسكري بري في سوريا، استبعد جابر حصول ذلك قائلا: “استنادا ان تصريحات الوزير السعودي السابقة التي كان يقول فيها ان يتنحى الاسد او يتنحى بالقوة فمعنى ذلك ان هذا التحالف اتى ليهدد بالقوة العسكرية هذا معنى انهم يلوحون بمغامرة متعثرة مثل عاصفة الحزم من جديد هل سيرسلون عاصفة حزم الى سورية وعمليا الخوف ان يكون مصير هذا التحالف كالقوة العربية المشتركة التي يتحدثون عنها منذ سنة ولم يخطوا اي خطوة الى الان.