خلاصة 2015: سيفر بلوتسكر
المواجهة مع الفلسطينيين احتدمت. والعلاقات مع قيادتهم كادت تحترق تماما. ظل تسوية، جزئية أو جزيئية، لا تبدو في الافق. فكرة التسوية كفت حتى عن أن تشكل تحديا فكريا لقيادات الشعبين. عمليات الطعن اصبحت روتينا وهكذا أيضا «التحييد» (الكلمة الاساس في العام 2015) لمنفذي العمليات وشبه المنفذين. التطرف الفلسطيني التقى في الزاوية التطرف اليهودي، وكلاهما شرعا برقصة الموت.
٭ الشبكات الاجتماعية اقتحمت بوابات جحيم التزمت، العنف، الغباء، الجهل، كراهية الاخر والديماغوجيا المقيتة. لم يسبق أن كتب الكثيرون عن ذلك هراء تاما وسما خطيرا في وسائل الاتصال الجماهيرية جدا. والتتمة ستأتي.
٭ العالم الإسلامي تدهور إلى حروب الجهاد، حروب الكل ضد الكل. الوحشية والفوضى أرجعاه إلى الوراء، عشرات إن لم يكن مئات السنين حتى الانظمة العربية التي أبدت مظاهر استيعاب للقيم الحديثة والديمقراطية. وسفك الدم بوفرة بلا لجام.
٭ التفكير الإسرائيلي أخذ في الانغلاق على نفسه. في مسعى أعلى لدفن الرأس عميقا في الرمال والهرب من الهام إلى الهامشي، من المصيري إلى السخيف، اشغل بال السياسيين، المحللين والنشطاء في مسائل في وزن الريشة.
٭ اليسار الصهيوني لف على رقبته صفقة الغاز وغرق معه في الغوص نحو التزلف الشعبي. وصمته العاجز في المواضيع الوطنية والاخلاقية الحرجة برز في مواجهة الثرثرة التي لا تنتهي والباعثة على السبات حول الغاز. لم يسبق أن القى رجال اليسار في البلاد خطابات هزيلة بهذا القدر في مواضيع تافهة بهذا القدر. وعند حلول اليوم سيتلقون باقة ورد كبيرة من نتنياهو، مثابة شكر على أنهم قرروا في 2015 إلا يقلقوا باله بامور كان ينبغي ان يقلقوه ويقلقونا نحن ايضا عليها. ولعل جلبة الغاز الطبيعي كلها ليست سوى مؤامرة ذكية جاءت لتحيد ـ مرة اخرى هذه الكلمة ـ اليسار؟ يحتمل.
٭ اليمين الإسرائيلي سار نحو اليمين، خطوة ثائرة نحو الافق المسيحاني الضائع. الخطوة التاريخية لارئيل شارون ـ لاقامة كتلة يمينية وطنية معتدلة وسطى ـ نسيت وشطبت، وسياسة الرعاع سيطرت هنا على الساحة اليمينية. تسارعت عملية انقطاعه عن القيم التي تميز مراكز اليمين سوي العقل في الاحزاب الجمهورية والمحافظة في الغرب. الرئيس ريفلين شُهر به. تقاليد بيغن ديس عليها بقدم فظة. وتعبير «ان تكون يمينيا» تلقى في معركة الانتخابات هذه السنة معنى واحدا: «ان تكره العرب». وفقط هذا. دون أي ايديولوجيا.
٭ 2015 كان ايضا العام الذي خسرت فيه إسرائيل لإيران. إيران نظام آيات الله اصبح حليفا محبوبا للغرب والشرق، وإسرائيل غير محبوبة. هي الصديقة المرغوب فيها، ونحن المكرهة. إذا كانت إيران في نهاية المطاف لن تصبح قوة عظمى نووية، فهي لن تكون لانها غير معنية بذلك وليس لان القوى العظمى وعلى رأسها أمريكا، اجبرتها على أن تتنازل. وهي ستقف عند رأيها.
٭ حركة المقاطعة على الصهيونية وعلى الدولة اليهودية انتشرت إلى لب لباب جهاز التعليم العالي في الولايات المتحدة ـ وصوت المعارضين لم ينطلق. مثقفون رواد لم يخرجوا ضدها: فقد ملأوا افواههم الماء. في 2015 كانت إسرائيل في ذروة القدرة التكنولوجيا وفي احدى لحظات الدرك الاسفل في العطف العالمي. قوة العقل لم تعوض عن ضعف الروح. وحتى في الاقتصاد، الذي هو نقطة النور والقوة لإسرائيل، طرأ تراجع هذه السنة. الاقتصاد لم ينمو، التصدير انخفض، المستثمرون فروا والاستهلاك اصبح علامة للإسرائيلي الجديد. هكذا لن نصل بعيدا.
حتى المتفائل مثلي يضطر لان يقول ان 2015 كان عاما سيئا لإسرائيل. لا يمكننا أن نسمح لانفسنا باعوام اخرى مثله.
يديعوت