التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 12/12/2015
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن وحدة
“رصد النخب الفكرية“
في
مركز الدراسات الأميركية والعربية
12/ كانون1 – ديسمبر/ 2015 12/12/2015
المقدمة
انصب اهتمام النخب الثقافية والسياسية والاعلامية الاميركية على حادث اعتداء مسلح جرى في مدينة سان برناندينو بولاية كاليفورنيا، مما اعاد الى الواجهة احتدام الجدل حول فرض قيود على اقتناء الاسلحة الفردية، ومعارضة شديدة من الحزب الجمهوري والمصالح الاقتصادية الكبرى.
سيتناول قسم التحليل مسألتين بالتزامن لما لهما من انعكاسات قوية على الداخل الاميركي:
اولا، حادثة الهجوم سالفة الذكر وما ينطوي عليها من تجدد موجة التهديد والاقصاء للمسلمين في الولايات المتحدة، والسعي الحثيث للقوى العنصرية تعميم الاستهداف ليشمل كل ما تستشعره مسلما حتى وان لم يدين بالديانة الاسلامية، كسيخ الهند مثلا.
المرشح لمنصب الرئاسة عن الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، سارع بالتصريح واعلان خطته مطالبا الحكومة الاميركية الوقف الفوري لهجرة وحضور المسلمين للولايات المتحدة، على الفور، فضلا عن مطالبته اعداد قوائم خاصة بالمسلمين تهيئة لترحيلهم عن البلاد.
اللافت ان ردود افعال المسؤولين الرسميين ومعظم الاجهزة الاعلامية ادانت تصريحات ترامب بشدة ووصفته بابشع الاوصاف، بيد ان استطلاعات الرأي التي لا تكل عن توجيه النبض الشعبي لزوايا محددة اوضحت دعم عدد كبير من المواطنين الاميركيين (البيض) لتصريحات ترامب المعادية.
عدد لا بأس به من المسؤولين الأمنيين المحليين، في اجهزة الشرطة الداخلية، حثوا مواطنيهم على التشبث بحمل السلاح، بل المجاهرة به في الاماكن العامة “للحد من وقوع هجمات ارهابية في المستقبل.”
ثانيا، سيستعرض قسم التحليل الغزو التركي للعراق وتزامنه مع جهود اطراف حلف الناتو توتير المناخات الاقليمية، لا سيما بعد حاثة اسقاط القاذفة الروسية.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
تحولات التدخل الروسي المباشر
رصد معهد الدراسات الحربية تعزيز روسيا لقواتها العسكرية بالقرب من الحدود التركية المشتركة مع ارمينيا، ارفقته “بحملة دعائية لتشويه سمعة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالاشارة الى تورطه في الاتجار بالنفط مع تنظيم الدولة الاسلامية،” موضحا ان الحملة الروسية المتجددة ترمي الى “تصوير خصومها في حلف الناتو بانهم عقبة امام جهود الحاق الهزيمة بداعش.” واضاف ان موسكو ردت على تصريحات حلف الناتو بمزيد من الدعم العسكري لتركيا بان تلك الاجراءات “من شأنها تقويض الجهود لانشاء تحالف معادي لداعش مع الغرب .. في سياق سعيها لاظهار دورها كشريك ضروري ضد داعش،” وترمي بذلك “تحديد معالم عمليات الولايات المتحدة وحلفائها في حلف الناتو في المنطقة.”
http://www.understandingwar.org/backgrounder/russia-security-update-december-1-9-2015
اعادت مؤسسة هاريتاج تصويب الانظار على ما اسمته “الأمن الاقليمي في محيط بحر قزوين، الذي عادة ما يتم القفز عنه في سياق عدد من التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة عبر العالم.” واوضحت المؤسسة ان “الثروات الطبيعية المخزونة بداخل وبالقرب من البحر ترفع من شأن أهمية المنطقة للقوى المحلية والخارجية على السواء.” واضاف ان ثروات الطاقة الضخمة “قد تلعب دورا هاما في مساعدة القارة الاوروبية فك اعتمادها على النفط والغاز الروسي .. لا سيما ان ايران وروسيا سويا من كبار اللاعبين الاقليميين.” وحثت المؤسسة صناع القرار في واشنطن على عدم تجاهل منطقة بحر قزوين “في اطار الاستراتيجية الشاملة للتصدي لنهوض روسيا وتجرأ ايران ..”
http://www.heritage.org/research/reports/2015/12/a-secure-and-stable-caspian-sea-is-in-americas-interest
سوريا
خصص معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى جهوده لاضفاء “قراءة اسرائيلية” على الحرب في سوريا، باستضافته مدير التخطيط الاستراتيجي السابق في “الجيش الاسرائيلي” ميخائيل هيرزوغ، الذي اوضح عدم استساغته وما يمثله اي بريق أمل ينبثق عن المفاوضات الجارية. واوضح ان “اي تقدم ديبلوماسي سيكون محكوم بدرجة عالية للتطورات الميدانية، والتي لا تبشر بالخير في التوصل الى حل.” واردف ان “القوى الخارجية المعنية بالتفاوض على حل ديبلوماسي تتميز بتعارض عميق بين رؤاها واهدافها .. (خاصة) للدور محتمل (للرئيس) الاسد واعتباره كجزء من المعضلة او الحل.” واعرب عن قلقه من تطور الاشتباك بين روسيا والحلف الاميركي فوق الاجواء السورية “كما جرى بقوة باسقاط تركيا الطائرة الروسية، وما شكلته من تعقيدات اضافية تواجه توحيد الجهود” لمواجهة داعش.
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/the-syrian-cauldron-a-view-from-israel
تركيا
اعتبر معهد كارنيغي ان الاكراد وطموحاتهم تشكل “حجر الاساس في الاستراتيجية الاميركية ضد داعش .. على ضوء فشل جهود البنتاغون المتتالية لانشاء ميليشيا تقاوم داعش قوامها قوى المعارضة المسلحة السنية المتواجدة في المناطق العربية من سوريا.” وهزء المعهد من جهود وكالة الاستخبارات المركزية الجارية للتعامل مع “مجموعات عربية في الشمال الغربي وجنوب سوريا،” مما دفع البنتاغون “المراهنة على الاكرد نظرا لغياب بدائل افضل .. والحاق مجموعات (مقاتلة) عربية بالقوة الكردية ..” واعرب المعهد عن شكوكه من نجاح تلك الجهود لا سيما وان “تلك المجموعات لن تصل للقوة المطلوبة لازاحة واستبدال الدولة الاسلامية بانشاء مناطق حكم ذاتي مستدام.”
http://carnegieendowment.org/syriaincrisis/?fa=62158
رصد معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى تطورات الازمة بين روسيا وتركيا من زاوية انعكاسها على حلف الناتو، معتبرا انقره بانها “اتخذت قرارا طائشا لاسقاط الطائرة، بيد ان دلالته تكمن في امكانية استدراج (الرئيس) بوتين ان توفرت عزيمة الدولة للقيام بمغامرة.” وناشد واشنطن “العمل مع الجانبين لتفادي اي تصعيد، وما ينطوي عليه من تشديد المطالبة في التوصل لحل سياسي تفاوضي للحرب السورية توفر لكل من تركيا وروسيا التعايش معه.” واضاف ان واشنطن تضع نصب عينيها هدف “تفادي اي تصعيد جدي من شأنه جر واقحام حلف الناتو .. واستعاضت عنه بتبني قائمة مطالب طويلة من ضمنها موجات اللاجئين التي خرجت عن نطاق السيطرة، وتعاظم اعداد الضحايا من المدنيين، والتهديد الذي تشكله الدولة الاسلامية.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/how-will-the-turkey-russia-crisis-affect-ankaras-nato-ties
ايران
اثار مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مسألة تجربة ايران لاختبار صاروخ باليستي، منوها ان تحذيرات سابقة سلمت للوفد المفاوض الاميركي خلال المفاوضات النووية لادراج بند قيود توضع على برنامج ايران الصاروخي “بيد ان ايران تمسكت برفضها.” واوضح ان الجانب الايراني “لم يوافق ابدا على قيود توضع على برنامجها الصاروخي عبر قرارات سابقة للهيئة الدولية مثل قرار 1929 .. بل اوضح في معرض قبوله مشروع الاتفاق المشترك ان بلاده ستمضي في تطوير برامجها للصواريخ الباليستية والقذائف النووية ودخولها الخدمة بصرف النظر عن (تفسيرات) الامم المتحدة، واي تفسيرات اخرى لقرار مجلس الأمن 2231.” واضاف انه منذئذ “لم توفر ايران فرصة لجهود التطوير الثابتة لقوتها الصاروخية (وزيادة) مدياتها لتصل الى مسافات بعيدة.”
http://csis.org/publication/iran-missiles-and-nuclear-weapons
استهان معهد كارنيغي بتصريحات الوكالة الدولية للطاقة النووية الاخيرة حول “ترقب قراراتها الهامة في الايام المقبلة الخاصة بمزاعم تشير الى مضي ايران العمل على انتاج اسلحة نووية؛” محذرا من اصدار مدير الوكالة “تقريرا مسيسا” حول المسألة “وليس تقرير يستند الى وقائع مادية.” واعرب عن خشيته من ان يقدم مدير الوكالة، يوكيا امانو، على “ابلاغ مجلس الادارة عن رضى وكالة الطاقة لقيام ايران باجراء تجارب على عناصر تشير الى جهود تطوير اسلحة نووية، مما يترتب عليه رفض ايران تنفيذ بنود الاتفاقية جزئيا او كاملة.” واوضح ان مدير الوكالة على يقين من “تأييد قوي للدول الاعضاء للاتفاق مع ايران، والذين لا يرغبون بتقرير تقييم سلبي يقدمه اومانو من شأنه تقويض الاتفاق قبل تنفيذه.”
http://carnegieendowment.org/2015/12/02/iran-nuclear-deal-s-next-test-getting-through-iaea/imk1