فرنجية أو آخر رئيس ماروني رضوان الذيب
اذا سقط خيار سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وعطل الموارنة هذا الاستحقاق فان ميشال سليمان سيكون اخر رئيس ماروني في لبنان والعوض بسلامتكم على الرئاسة للموارنة مهما بلغت «العنتريات» التي ليست الا فقاقيع صابون. وليس لها اي صدى محلياً واقليمياً ودولياً وسمعان في الضيعة، لان التوافق الاقليمي والدولي على سليمان فرنجية لن يتكرر في المدى المنظور وعلى اللبنانيين ان يدبروا اوضاعهم حسب مصادر متابعة للملف اللبناني.
المعلومات تؤكد ان تسويق سليمان فرنجية للرئاسة كان اميركيا عبر ديفيد هيل وروسيا عبر بوغدانوف وفرنسا عبر فابيوس وسعوديا عبر عادل الجيير اما ايران فقالت لمن فاتحها بالموضوع ان القرار عند السيد حسن نصرالله، وهذا ما اكده الرئيس الاسد لمن فاتحه ايضا قائلا القرار عند «السيد» وقالها لفرنجية شخصيا رغم ان الرئيس الاسد فوجىء بالموضوع واعتبرها رسالة ايجابية له شخصيا وللسيد نصرالله وتم التركيز على قراءة الخلفيات والاشارات والمضامين السعودية وانها، وحسب مصادر متابعة، لبنان ليس على الخارطة حاليا الا من باب الخطر الارهابي على الحدود اللبنانية السورية، وهذا يفرض ان يكون الجيش اللبناني محصنا وحزب الله مرتاحا داخليا ومتفرغاً كليا لقتال الارهاب وهذا الامر يؤمنه سليمان فرنجية. وبالتالي وحسب المصادر فان ترشيح فرنجية ليس «كمينا» لحزب الله كما يعتقد البعض وحزب الله ربما يعتبر وصول فرنجية فرصة لن تتكرر بالنسبة له لكن السياسة عند السيد نصرالله مبادئ واخلاق وقيم ووفاء وهذه الثوابت تلزم حزب الله الوقوف الي جانب عون مهزوما او منتصرا، وحليفا ليوم الدين والاخرة. والعلاقة معه ثابتة واعمق واقوى من ملف رئاسي والسيد نصرالله كان حازما مع الجميع وعلى ثوابته نحن لا ننسى شهداءنا ولا ننسى اسرانا كما اننا لا ننسى حلفاءنا وبالتالي فان فرنجية حليف ومن قماشة عون السياسية. لكن حزب الله اعطى كلمته واعلن موقفه الواضح بدعم عون ولن يتراجع عن ذلك الا بعد ان يبلغ عون حزب الله والسيد شخصيا انه سحب ترشيحه وان حزب الله لن يتدخل مع عون في هذا «الملف»، ولن يضغط عليه وقال لفرنجية «مهمة اقناع عون عليك، فاذا اقتنع نحن حاضرون لدعمك، واذا لم يقتنع فنحن مع عون» ورد فرنجية بالقول اتركوا عون لي وانا سأفاوضه.
وحسب المصادر طرح فرنجية جدي على الصعيد الدولي وعلى القوى الداخلية تلقف الفرصة جيدا والا فإن الفراغ سيمتد الى حين انتهاء الازمة السورية، لانه في العام 1989 كان المجتمع الدولي يملك ورقة الدخول السوري للحل اما الآن فهذه الورقة غير متوافرة في حين تؤكد المصادر «ان المجتمع الدولي ربما «امن» القرار «للعسكر» لحكم البلد ودفع العسكر للقول للجميع «الامر لي» كون الخطر الارهابي هو الاساس لأن سقوط لبنان في آتون الحرب الاهلية مستحيل في ظل وجود حزب الله الحريص على امن البلد واستقراره.
وحسب المصادر ان قائد القوات الاميركية بترايوس عندما حضر الى لبنان قال لمسؤولين عسكريين اين يكمن الخطر على لبنان حالياً، وكان جواب المسؤول اللبناني من بوابة حمص فاذا سقطت حمص بيد الارهابيين سقط لبنان من بوابة الشمال، كما ان الخطر ايضاً يتمثل بسقوط دمشق في يد الارهاب او سقوط القلمون. فرد المسؤول الاميركي باعطاء تطمينات والعمل على منع لبنان من السقوط في «الفوضى» و«الارهاب»، علماً ان هذه الدول تدرك جيداً ان المدخل لعدم السقوط وجود حزب الله على الحدود السورية ـ اللبنانية وكذلك في حمص وريفها وهذا هو المدخل لحماية لبنان ولذلك هناك ارتياح دولي علماً أن المجتمع الدولي لا ينظر الى لبنان حالياً الا من بوابة حزب الله وقتاله ضد الارهاب دون اي ملف آخر.
وتضيف المصادر الجيش اللبناني ايضاً في عين الاهتمام الدولي من باب محاربة الارهاب والجيش اللبناني في قلب التحالف الدولي وتكشف المصادر عن استعدادات للمسلحين تمت وتحضر للقيام بهجوم على بعض القرى الحدودية اللبنانية منذ اسابيع، وان المخابرات السورية قدمت المعلومات «المفصلة» عن الهجوم وان الطيران الروسي قام من الجهة السورية بقصف تجمعات المسلحين فيما قام الطيران اللبناني بالقصف من الجهة اللبنانية وافشل الهجوم عبر «تعاون» عسكري اقليمي ودولي لافشال هذا الهجوم.
وتضيف المصادر ان المناخ الدولي والاقليمي الذي يتغير تجاه سوريا حيث «الوفود الامنية» من مختلف دول العالم ومن الذين يناصبون العداء لسوريا وايديهم تلوثت بالدم السوري يقفون «بالصف» على ابواب المسؤولين الامنيين السوريين طالبين المعلومات عن ارهابيي واشنطن ولندن وفرنسا وبلجيكا والسويد ولوكسمبورغ وغيرهم، كما ان دول الخليج طلبت معلومات عن «خلايا ارهابية» وكل المعلومات التي قدمها الامن السوري كانت صحيحة 100%. وهذا ما كشفته هذه الدول بالوقائع الميدانية ولذلك فان «الطحشة» الامنية على سوريا يقابلها «طحشة» على حزب الله، لكن للحزب «محاذيره» وهو يتعاون لحماية بلدان كثيرة من الارهاب، وبالتالي فان معظم الديبلوماسيين في لبنان مستعدون «وراغبون» بـ«غمزة» واحدة من حارة حريك كي يقفوا بالصف على الابواب، لان ما قاله حزب الله عن الخطر الارهابي على العالم واكتشفه منذ سنوات بدأت تعيشه كل دول العالم. وبالتالي فان الحرب الاستباقية التي يخوضها الحزب جعلته يعرف كل «اسرار وخبايا» هذه المنظمات.
وحسب المصادر، الخطر الآن على لبنان والعالم ارهابي وروسيا لها كلمة الفصل في المنطقة والقرار لها في بلاد الشام بالتنسيق مع ايران وبرضى دولي وعلى المكشوف، وبالتالي فان زوار دمشق يتوقعون ان يتطور الدعم الروسي الجوي الى دخول بري قريباً على الارض والبدء بترميم القاعدة الجوية السورية في وسط حمص في منطقة «الشميلان» التي باتت حاضرة.
وتختم المصادر: العالم في مكان والسياسة والموارنة في لبنان في مكان آخر، وما زال البعض عندهم يعتبر انهم بوابة الكون ونهايته، وان العالم «خاتماً في اصبعهم» وان العالم جاهز للتدخل كي لا يصابهم اي «خدش» فيما الوقائع عكس ذلك مطلقاً، ولذلك فان سليمان فرنجية فرصة لن تتكرر، والخاسرون هم الموارنة، فيما رئيس مجلس النواب «زعيماً» والرئيس سلام «رئيساً للحكومة» ووليد جنبلاط مالىء الدنيا وشاغل الناس، والموارنة ينتظرون «الفرج الرئاسي» ويتم سحب «السجادة» من تحت اقدامهم واذا فشل وصول فرنجية ستبقى الامور لا معلقة ولا مطلقة والامر للجيش والعسكر والقرار لحزب الله.
(الديار)