التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 5/12/2015
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
كانون الأول – ديسمبر/ 2015 5
المقدمة
روسيا وسوريا تصدرتا اهتمامات ودراسات مراكز الابحاث الاميركية المختلفة، وتراجع التركيز على مؤتمر المناخ العالمي في باريس، ليحتل تحرك الرئيس الروسي بوتين محور التكهنات والتحليلات على ضوء الازمة اللولبية بين موسكو وانقرة.
في الداخل الاميركي، انشغلت وسائل الاعلام المختلفة بحادث اطلاق النار على حفل رسمي لموظفي مؤسسة اجتماعية، في مدينو بيرناندينو بولاية كاليفورنيا، وسارعت الاجهزة الأمنية الى تحديد هوية شخصين متهمين باطلاق النار بانهما زوجين مسلمين من اصول باكستانية، ولوحظتصاعد حملات التحريض عبر منابر اعلامية ومن مرشحين عن الحزب الجمهوري لمنصب الرئاسة ترمي الى الصاق تهمة الارهاب بعموم المسلمين.
يستعرض قسم التحليل التحولات الاخيرة على المشهد الميداني في سوريا وتعزيز الولايات المتحدة وحلفائها ووكلائها الاقليميين من الحضور العسكري الجماعي تحت يافطة استمرار التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية. ولفت التطور المستجد انظار الخبراء والمراقبين السياسيين والعسكريين على السواء محذرين من التصعيد في الاجواء السورية “وتوفر فائض القوة النارية .. الذي يؤدي عادة لنشوب الحروب.”
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
تداعيات اسقاط القاذفة الروسية في سوريا
اعرب معهد كارنيغي عن اعتقاده بأن اولى نتائج الحادثة “اغلاق فسحة الأمل الناجمة عن بدء عصر ذهبي جديد قصير الاجل في العلاقات الروسية – التركية،” فضلا عن ان ردود فعل الحكومة التركية لا تعدو كونها مسرحية سياسية، في ظل “اخفاق حزب العدالة والتنمية عن تحقيق هدفه باغلبية (الثلثين) .. تمكنه من تعديل الدستور وبلوغ (رجب طيب) اردوغان مرماه انشاء نظام رئاسي.” واضاف ان تصميم اردوغان على الظهور بموقف زعيم سياسي قوي امام الجمهور حفز “الحكومة على تصعيد خطابها السياسي “بدفاعها عن العالم التركماني،” ليس ضد المسلحين الاكراد فحسب، بل فيما يتعلق بتوجيهها انتقادات قاسية للتدخل العسكري الروسي في سوريا.”
http://carnegie.ru/commentary/2015/11/25/end-of-russian-turkish-golden-age/imca
ادلى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بدلوه فيما يخص احدث التصريحات الاميركية بنشر مزيد من القوات الخاصة في العراق وسورية، في مهمة “قوات استكشافية برية،” قائلا انه ينبغي اعتبارها “رصيدا تكتيكيا .. نظرا لخطورة تحولها الى اداة مزايدة سياسية عوضا عن قوات ضاربة، وامكانية تحولها الى بيدق يتم التضحية به” من قبل الادارة الاميركية. يشار الى ان وزير الدفاع آشتون كارتر وصف مهامها امام لجنة القوات المسلحة في جلس النواب، منتصف الاسبوع الماضي، بانها “قوة مشاة استكشافية متخصصة .. مهمتها شن غارات ضد قيادات تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.” واعرب المركز عن قلقه من اضطرار الادارة للتحرك قبل الاوان نظرا “لحملة متزايدة من الضغوط تتعرض لها تؤدي الى تبيان تحرك الولايات المتحدة واتخاذها مزيد من الخطوات الملموسة في مواجهة الدولة الاسلامية.” http://csis.org/publication/more-special-forces-iraq-and-syria-tactical-asset-or-strategic-tokenis
حذر معهد كاتو ادارة الرئيس اوباما بانه ينبغي عليها “الابتعاد عن الازمة المستجدة بين روسيا وتركيا في سوريا (لا سيما) وان التفجيرات التي تعرضت لها باريس لا يمكن ردعها عبر تحطيم التنظيم العسكري للدولة الاسلامية في سوريا والعراق.” واوضح ان أمن الولايات المتحدة “سيكون في افضل حال ان استطاعت (واشنطن) التشديد على ان التدابير الاستخباراتية والأمنية الداخلية باستطاعتها الصمود بذات الفعالية لاعاقة هجمات ارهابية كالتي نشهدها منذ احداث 11 أيلول.” http://www.cato.org/publications/commentary/obama-should-stay-out-turkey-russia-crisis
اوضح معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى ما اعتبره “عنصر مخّل بشكل فريد” في قرار تركيا اسقاط القاذفة الروسية اذ سعت انقره عبره “ضمان مقعد لها على طاولة المفاوضات حينما يحين اوان انعقادها،” محذرا ان الضمانة الوحيدة لذلك هو “استمرار سيطرة القوات الموالية لتركيا على مناطق استراتيجية في الشمال الغربي من سوريا .. الأمر الذي يعزز أهمية الغارات الروسية ضد مواقع المسلحين الرامية لضعضعة تجمعاتهم، وفي نفس الوقت تقويض سياسة تركيا نحو سوريا بعد تقلصها مؤخرا.” واستدرك مستائلا عن “طبيعة الرد الروسي” في هذه المرحلة الحساسة. http://warontherocks.com/2015/12/when-russia-howls-turkey-moves/
اعتبر معهد الدراسات الحربية تدخل روسيا العسكري في سوريا جاء بدافع “الحد من النفوذ الاميركي في المنطقة وليس بحافز الحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية،” على الرغم من ان “موسكو تعتبر الدولة الاسلامية مصدر مخاوف أمنية مشروعة .. وفرصة سانحة لتحقيق اهدافها الاستراتيجية الكبرى.” واضاف ان الرئيس الروسي “يسخر حملة التضليل الاعلامي للتعتيم على حقيقة اهدافه في سوريا واستغلال الولايات المتحدة وحلفائها المحليين في مناورة ترمي لوضعهم في خدمة روسيا تحقيق اهدافها عن غير قصد.”
http://www.understandingwar.org/backgrounder/russias-false-narrative-syria-december-1-2015
استراتيجية اميركية ام ادعاء
جدد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية حملة انتقاداته لسياسة الادارة الاميركية في سوريا معتبرا انها “لا تملك استراتيجية واضحة” هناك، خاصة في ظل تنامي الفضائح السياسية الداخلية التي أشرت على توفر دلائل كبيرة لتلاعب القادة العسكريين الكبار في التقارير الاستخباراتية حول حقيقة الحرب الميدانية لتخدم مزاعم القادة السياسيين بمراكمة انتصارات وهمية. وقال المركز ان واشنطن “لا تملك استراتيجية واضحة في سوريا .. وادعاءاتها بقتل وهلاك عدد كبير من مسلحي تنظيم الدولة لا معنى له ومضلل اكثر من المزاعم ابان الحرب الفيتنامية، وكذلك الامر فيما يخص الزعم باستعادة السيطرة على مناطق جغرافية.”
جهد معهد المشروع الاميركي في التخفيف من حدة الانتقادات الموجهة للبيت الابيض لافتا النظر الى ان “قتال الدولة الاسلامية ليست جولة حرب عادية .. وينبغي علينا ايجاد السبل الضرورية لتعزيز فعالية القوات العسكرية في ظرف زمني مناسب.” واستشهد المعهد بالعقبات التي واجهت الرئيس ابراهام لينكولن لاخضاع انفصال الولايات الجنوبية ابان الحرب الأهلية الاميركية، والتي “كانت على وشك نيل اعتراف رسمي بها كدولة ذات سيادة من قبل لندن وباريس” آنذاك. واوضح ان الرئيس لينكولن وظف كفاءات عسكرية مشهود لها اوكل اليها مهمة “تمزيق احشاء المجتمع والاقتصاد لمنطقة الجنوب وتحويل نظام العبودية هناك الى اشلاء.”
http://www.aei.org/publication/the-fight-against-the-islamic-state-is-no-ordinary-war/
ناشد معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى الحكومة البريطانية “توسيع ضرباتها الجوية ضد تنظيم داعش من العراق الى سوريا نظرا لما تتمتع به من قدرات ودوافع.. وتوسيع مجموعة الاهداف المحددة التابعة للتنظيم،” ورفد القوات الاميركية بموارد مساعدة “لا سيما طائرات ريبر بدون طيار واخرى للتزود بالوقود جوا .. تخفف عنها اعباء الخدمات اللوجستية والصيانة” لسلاح الجو الاميركي. واوضح ان قرار البرلمان البريطاني المنتظر للموافقة على الانخراط “سيعزز مواقف الشركاء الاخرين في فرنسا والمانيا” للانضمام بفعالية اكبر.