الارهابيون السعوديون عصب “أحرار الشام”
أقرت مصادر مقربة من عصابة “أحرار الشام” الارهابي بحجم كبير للإرهابيين السعوديين في هياكلها وقدرت في معلومات لجريدة “السفير” عدد هؤلاء بـ 600 ارهابي سعودي وجاء في التقرير الذي نشرته “السفير” الجمعة:
قالت هذه المصادر لـ”السفير ” ان عدد السعوديين طرأت عليه تغييرات بسبب الانشقاقات التي حصلت في الحركة لمصلحة تنظيمات أخرى، مثل «جبهة النصرة» و»داعش»، إلا أن النسبة الكبيرة بقيت ضمن الحركة ولم تتخلَّ عنها، وسبب ذلك يعود إلى أن هؤلاء أتوا إلى سوريا بناءً على توجيهات وفتاوى صدرت من بعض رجال الدين السعوديين تحثّ على الانضمام للحركة خاصة.
ومن أشهر السعوديين الذين انضموا إلى «أحرار الشام» وانشقوا عنها الشيخ عثمان النازح، الذي بايع تنظيم «داعش» وتولى فيه رئاسة ديوان التعليم قبل مقتله في معركة عين العرب.
وتعد «أحرار الشام» من أوائل الفصائل التي استقبلت مقاتلين أجانب منذ الأشهر الأولى لاندلاع الأزمة السورية، وقبل ظهور «جبهة النصرة» و «داعش». وتجدر الإشارة إلى أن تواجد السعوديين أو غيرهم من «المقاتلين الأجانب» في صفوف الحركة يتسم بسرية عالية جداً، ويحاط هؤلاء بإجراءات تضمن عدم انكشاف هوياتهم وجنسياتهم. وقد بات معروفاً أن الأجانب في «أحرار الشام» لا يُعرفون إلا بعد مقتلهم.
ولا يقتصر عمل السعوديين على التدريب والتوجيه كما يعتقد البعض، بل هم يتصدرون قيادة الحركة ويتولون مناصب عالية فيها سواء بجناحها العسكري أو الشرعي أو القضائي، كما يُعتمد عليهم لتنفيذ العمليات الهجومية الانغماسية أو الانتحارية.
ومن هؤلاء القادة نذكر على سبيل المثال أبو محمود الجزراوي الذي يتولى منصب «الأمير الشرعي» في مدينة أعزاز شمال حلب، وأبو منصور الجزراوي الذي يتولى منصباً عسكرياً في حندرات شمال حلب. كما يتولي عبدالله النجدي منصباً شرعياً مهماً. فيما يعتبر السعودي الملقب بـ «البتار النجدي» من أشهر قادة الحركة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». كما يعتبر السعودي أبو عبيدة الجزراوي من القيادات الكبيرة التي تتولى مهام عدة «شرعية» وإعلامية. وكذلك يُعدّ الشيخ السعودي مصلح العلياني من المقربين من «أحرار الشام» برغم أنه يقدم نفسه كشيخ مستقل غير منتم لأي فصيل، وقد ظهر أمس الأول في ريف اللاذقية عبر مقطع فيديو وهو يحرض مقاتلين من «أحرار الشام» قبل قيامهم بقصف المدنيين في مدينة اللاذقية بقذائف صاروخية.
ومن أهم المعسكرات التي يجري فيها تدريب المقاتلين السعوديين، معسكر «عاقدي العزم» في ريف حمص الشمالي الذي يتضمن برامج تدريب عسكرية ودورات إعداد «شرعية» مطابقة لتلك التي تجري في معسكرات «جبهة النصرة» و «داعش». كما يجري فرز عدد من المقاتلين الأجانب الذين يتدربون في المعسكرات التي أقامها الشيخ السعودي عبدالله المحيسني، إلى «أحرار الشام» وأهم هذه المعسكرات «الفاروق» و «البتار» و «الغرباء».
واللافت أن «حركة أحرار الشام» تقرّ العرف الذي ابتدعته تنظيمات «القاعدة» بخصوص ألقاب المقاتلين السعوديين واستخدام مصطلح «الجزراوي» أو «النجدي» للدلالة على المقاتل السعودي، والذي يراد منه التعبير عن عدم الاعتراف بشرعية حكم آل سعود، وعدم الرضى عن تسمية الدولة باسم العائلة الحاكمة.
وقد قُتل من هؤلاء السعوديين، الذين يقاتلون ضمن صفوف «أحرار الشام»، العشرات خلال العام الحالي وحده. ومن أبرز القتلى نذكر: محمد التويجري وكان مسؤول القطاع العسكري في ريف إدلب وقائد عسكري في «لواء أحفاد علي»، وعبد الرحمن الخضير الملقب بأبي بدر النجدي، قتل في معركة الفوعة، وإبراهيم اليحيى الملقب بأبي صالح النجدي وهو من القيادات الشرعية في «لواء أحفاد علي» وقتل في جنوب إدلب، وأبو مصعب الجزراوي واسمه خالد البارقي وقد قتل بتنفيذه عملية انتحارية على أحد حواجز السرمانية، وأبو حمزة النجدي واسمه هاني عبد الكريم اللاحم وكان من قادة «كتيبة الفرقان»، وأبو أسيد الجزراوي الذي قتل على يد «جبهة النصرة» في ريف إدلب نتيجة خلاف على أحد الحواجز، وعشرات غيرهم لا يتسع المجال لذكرهم.
وليس هذا فحسب بل إن «حركة أحرار الشام» تقوم بتجهيز الانتحاريين السعوديين حتى لو كانوا ينتمون إلى فصيل غيرها، كما حصل مع عيد العتيبي الملقب بأبي سالم الروقي الذي ينتمي إلى «جبهة النصرة»، لكن «أحرار الشام» هي من تكفلت بتجهيز عربته المفخخة وتحملت تكاليفها ليفجّر نفسه في سهل الغاب بريف حماه في نيسان الماضي.
وفي تأكيد على أهمية العنصر الأجنبي ضمن «حركة أحرار الشام» أكد عضو مجلس الشورى أبو عزام الأنصاري أن الحركة تخطط لتجنيس هؤلاء ومنع محاكمتهم في أي دولة أخرى.