بقلم غالب قنديل

سر نجاح اللواء عباس ابراهيم

ibrahim

 

غالب قنديل

التواضع والصمت والمثابرة والحزم والوطنية تعابير ترددت كثيرا في الكلام عن إنجازات اللواء عباس ابراهيم مدير عام الأمن العام ومعها قيل الكثير عن دوره المميز في تحويل الأمن العام الى مؤسسة نشطة وفاعلة في حماية الأمن الوطني من خلال مطاردة شبكات التجسس الإسرائيلية وخلايا الإرهاب التي تستهدف اللبنانيين بالتوازي مع ترسيخ الصورة الحضارية لهذه المؤسسة التي يقصدها اللبنانيون والعرب والاجانب المقيمون في لبنان وتتعامل معهم باحترام لكرامتهم الانسانية ولحقوقهم القانونية.

سر نجاح هذا المسؤول اللبناني البارز هو التزامه الوطني وحرصه على المصلحة اللبنانية العليا لدرجة تمكن فيها ان يحقق أعلى درجات الانفتاح في الداخل وفاعلية كبيرة في علاقاته الخارجية من موقعه المسؤول .

اللواء ابراهيم يحتفظ بخط التواصل الرسمي الموثوق مع الدولة الوطنية السورية ويعوض بذلك خللا سياسيا خطيرا في سلوك الحكومة اللبنانية العاجزة عن اتخاذ قرار رسمي بإقامة علاقة مباشرة مع السلطات السورية فبات تفويض اللواء ابراهيم في الملفات المتشابكة مع الشقيقة سوريا تعويضا جاهزا عن قصور السلطة السياسية وعجزها وبذات القدر حظي اللواء ابراهيم منذ تجربته في الجيش اللبناني بثقة عالية لدى المقاومة وقيادتها منذ ان كان شريكا لها في منظومة الدفاع الوطني بفعل مسؤوليته في مخابرات الجيش اللبناني لسنوات طويلة وهو ما مكنه من مواصلة التفاعل والتناغم مع قيادة المقاومة في جميع الملفات الدقيقة التي تولاها وصولا الى تحمله عبء التفاوض للافراج عن اللبنانيين الذين اختطفوا في اعزاز ومن ثم مؤخرا في قضية العسكريين المختطفين لدى عصابات الارهاب في جرود عرسال.

أما في العلاقات مع الجهات العربية والدولية فقد فرض هذا المسؤول اللبناني المتمسك بسيادة بلاده احتراما وهيبة كبيرين مع كل من تعامل معه اجنبيا كان أم عربيا وذلك أيضا ما أعطاه القدرة على ادارة مفاوضات حساسة مع الدولة القطرية وغيرها من الجهات الخارجية التي ترتبط بصلات تعطيها تأثيرا سياسيا وماليا ونفوذا معنويا على الجماعات الإرهابية الخاطفة للعسكريين اللبنانيين.

الإنجاز الذي تحقق بتحرير جنود الجيش اللبناني وعناصر الأمن الداخلي الذين اختطفهم الإرهابيون يحمل توقيع هذا الرجل الكتوم والهادىء والبعيد عن الاستعراض ولذلك فإن جميع اللبنانيين أقروا له بفضله في تحقيق الإنجاز وهو سار أصلا في حقول ألغام لبنانية كثيرة زرعها من حاولوا النيل من دوره وسعوا إلى قطع الطريق على التفويض السياسي الذي انتزعه بكفاءته وبما يحظى به من ثقة وقدرة في نظر الداخل والخارج وهو صمم من اول الطريق على العمل وفق الأصول القانونية وعلينا ان نذكر أن ثمة من أخر صدور قرار تكليفه رسميا بالملف ومن بعد ذلك حالولوا عرقلة مساعيه بخطوط اتصال دفعت الخاطفين للتعنت والرهان على تعظيم المكاسب.

جميع المعطيات المحيطة بعملية التبادل تشهد لجدارة المفاوض اللبناني ولقدرته على الامساك بسائر الأوراق التي انتجت صفقة التبادل ومنها الكثير من الأوراق والأدوار المكتومة التي لم تكشف تفاصيلها حتى اليوم وخصوصا ما قدمته الدولة الوطنية السورية بتوجيه من الرئيس بشار الأسد او ما قدمه قائد المقاومة السيد حسن نصرالله بنتيجة تلك الثقة التي راكمها مسؤول رصين وجدير.

ما أدلى به مدير عام الأمن العام لوسائل الإعلام عن دور سوريا والمقاومة في اتمام التبادل يعرفه المسؤولون اللبنانيون الآخرون الذين لم يتلفظوا بحرف واحد حول هذا الموضوع وقد اكتفى ابراهيم بإشارة سريعة في كلمته في السراي عندما شكر السيد حسن نصرالله وقال ان رئيس الحكومة ووزير الداخلية يعرفان بالتفصيل ما يقصد وهو ما عرضه بالعناوين العريضة في تصريحاته الإعلامية ليلا ليضع اللبنانيين في الأجواء الحقيقية لما جرى وليحفظ للرئيس بشار الأسد وللسيد نصرالله حقهما على الرأي العام وعلى أهالي العسكريين في وجه الجحود السياسي والنكران الذي قابل به بعض المسؤولين هذه الحقيقة.

الجرأة والشجاعة والحكمة واللياقة والمناقبية المؤسساتية وثقة الناس في آن معا هي صفات تحصن هذا القيادي الكبير والمتميز الذي يعتز به اللبنانيون ويثقون بقدراته في صحراء الشلل والتردي التي تغرق الدولة ومؤسساتها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى